بسم الله الرحمن الرحيم
درج محمد عبده يماني وزير الاعلام السابق على المطالبة بالاحتفال بالمولد االنبوي
وكذا إحياء التراث ...وإن كانت الصوفية الضالة لا زالت بعض آثارها باقية لم تمت في الحجاز ..
فنور التوحيد والسنة يأبى الا أن يحرق أفكار دعاة السوء والضلال
إليكم رد عالم من علماء الإسلام والسنة ... شيخنا المبارك الشيخ صالح الفوزان .. على... محمد عبده يماني...
___________
نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر في يوم الأربعاء 11-3-1429هـ مقالاً للدكتور محمد عبده يماني يحث فيه على الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - مجاراة للمبتدعة الذين أحدثوا هذا الاحتفال من غير دليل من كتاب الله ولا من سُنة رسول الله ولا من عمل الصحابة الكرام والقرون المفضلة. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وفي رواية: (وكل ضلالة في النار).
قال الدكتور: كان يفرح بيوم مولده ويقول: (هذا يوم ولدت فيه) وكان صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم، وكذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم ومَن جاء بعدهم)، وأقول تعقيباً عليه:
أولاً: قوله: (كان يفرح بيوم مولده). من أين يثبت لنا الدكتور أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - كان يفرح في هذا اليوم. فهذه اللفظة زيادة منه، وإنما الذي كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصيام فقط. ولكن كأن غرض الدكتور من هذه اللفظة تبرير الاحتفال في يوم المولد؛ لأن الرسول كان يفرح فيه بزعمه.
ثانياً: قوله: وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم، ويقول: (هذا يوم ولدت فيه). لم يكمل الدكتور الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم). والدكتور ذكر الصيام فقط وعلله بالولادة فقط؛ ليصل إلى غرضه وهو تبرير الاحتفال، الاحتفال المبتدع الذي لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله في هذا اليوم.
ثالثاً: قوله: (وكذلك فعل الصحابة ومَن جاء بعدهم). يوهم بأن الصحابة ومَن جاء بعدهم يحتفلون بيوم مولده، وليس الأمر كذلك. ما كانوا يقيمون حفلاً في هذا اليوم.
رابعاً: قوله: (وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم هذا اليوم). يريد الدكتور أن يستدل بصيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مشروعية الاحتفال، ولا يتم له هذا الاستدلال؛ لأن الاحتفال بالمولد زيادة على ما كان يفعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - والزيادة بدعة محدثة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - اقتصر على الصوم.
ثم قال الدكتور: (ومن هنا فإن من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام وما يماثلها من أصل الدين). وتعقيبنا عليه نقول:
أولاً: (قوله: من واجبنا ونحن نقتفي سنته ونتبع سيرته أن نقتدي به ونفعل كما فعل). هذا الكلام حق، ولكن هل من سنته وسيرته إحياء بدعة الاحتفال بالمولد أو هي زيادة ما أنزل الله بها من سلطان؟ نعم هي زيادة مردودة.
ثانياً: (قوله: ونحتفل بهذا اليوم بما يليق به وبالطريقة التي سنها عليه الصلاة والسلام). نقول: ليس من سنته ولا من سيرته ولا الطريقة اللائقة به -صلى الله عليه وسلم - الاحتفال بهذه المناسبة، ونحن لا نُحدث شيئاً لم يفعله ولم يأمر به؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، والاحتفال عمل ليس عليه أمره.
ثم قال الدكتور: (فدعونا في هذه المناسبة الطيبة نستعرض نماذج من تلك الأخلاق النبوية الشريفة والصفات الكريمة).
وعليه نقول للدكتور: استعراض صفات الرسول - صلى الله عليه وسلم - للاقتداء به أمر طيب، ولكن تخصيص ذلك بهذا اليوم الذي تعني لا وجه له؛ لأن الواجب أن نفعل ذلك في كل أيام حياتنا، وتخصيص ذلك بيوم معين من غير دليل على التخصيص يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة. فعلى الدكتور - وفقه الله - أن يحث على اتباع السنة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه.
صالح الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
____
اطلعت على كتاب ألفه معالي الدكتور محمد عبده يماني تحت عنوان " علموا أولادكم حب رسول الله " ، وطبعه عدة طبعات ، وجاء على غلاف الطبعة الثالثة منه ما نصه :
" طُبِـعَ بموافقة وزراة الإعلام رقم 1112 / م ج " ، وتاريخ " 30 / 3 / 1405 هـ " .
ولم يذكر معاليه موافقة مراقبة المطبوعات في الإفتاء ، مع أن هذا الأمر لازم ، يجعل لهذه الجهة بتخطيه لها المطالبة بحقها نحو هذا الإجراء المخالف لنظام المطبوعات .
ونحن مع كل مسلم نتفق مع معالي الدكتور على أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم ، بل هي من أعظم أصول الإيمان ومسائل العقيدة ، وتأتي في الدرجة الثانية بعد محبة الله تعالى ، وبغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغض شيء مما جاء به ردَّة عن دين الإسلام .
ونتفق كذلك مع معاليه على أن بيان هذا للناس أمر واجب .
ولكن بيانه يكون بالطريقة الشرعية ، والأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة ، وعلى ضوء العقائد المعتبرة عند أهل السنة والجماعة ، وهذا ما لم يتوفر في كتاب معاليه كما يأتي بيانه ، وذلك على النحو التالي :
1 ـ قوله في العنوان : " علموا أولادكم حب رسول الله " .
هل المحبة تُـعَـلَّم تعليماً ، أو هي عمل قلبي يُـقوَّى ويُـنَـمَّى ؟ !
كان الأولى بالدكتور أن يقول : بينوا لأولادكم وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونموها في قلوبهم ؛ ببيان صفاته وخصائصه ، وما جاء على يديه من هداية الأمة ، وإخراجها من الظلمات إلى النور ، وإنقاذها من الخرافات والبدع والشركيات إلى التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة .
2 ـ لماذا اقتصر معاليه على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر محبة الله تعالى التي هي الأصل الذي تتبعه محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ! لماذا يذكر الفرع ويترك الأصل ؟ ! ألم تكن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي بعد محبة الله تعالى في الكتاب والسنة ؛ كقوله تعالى : ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم ) . . . إلى قوله تعالى : ( أحب إليكم من الله ورسولهِ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه ؛ وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما . . . " الحديث ؟ !
وقال تعالى : ( والذين آمنوا أشد حباً لله ) ، ( قل إن كنتم تُـحِـبُّـون الله فاتبعوني يُحْبِـبْكُمُ الله ويغفر لكم ذنوبكم ) .
3 ـ ما علاقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بابتداع الاحتفال في اليوم الذي يُـقال : إنه اليوم الذي وُلِدَ فيه ، وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ، حيث ذكر معالي الدكتور ذلك في كتابه ، ودعا إليه من صفحة ( 95 ) إلى صفحة ( 103 ) ، وحاول في هذه الصفحات أن يسوغ هذا الاحتفال ؛ دون أن يبرز دليلاً صحيحاً واحداً أو استدلالاً صحيحاً على ما قال ، سوى أنه عادة أحدثها بعض الناس : ( إنَّا وجدنا آباءنا على أُمَّةٍ وإنَّا على آثارِهِمْ مقتدون ) .
ولسنا بصدد مناقشة الشبهات التي ذكرها هنا ؛ لأن هذا له موضع آخر ، وقد نوقشت والحمد لله في أكثر من كتاب ، وبُـيِّن أن الاحتفال بالمولد بدعة محدثة .
ونحن نسأل معالي الدكتور :
هل شرع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاحتفال لأمته أو هو شيء محدث بعده ؟
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد " .
وهل فعله صحابته وخلفاؤه الراشدون الذين لا يساويهم أحد في محبته صلى الله عليه وسلم ؟ !
هل كانوا مقصرين في محبته حين لم يفعلوه ؟ !
لا ؛ بل إنهم لم يفعلوه ؛ لأنه بدعة ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن البدع ، وفعل البدعة معصية له صلى الله عليه وسلم ، يتناقض مع محبته ؛ لأن محبته تقتضي متابعته وترك ما نهى عنه .
فيا معالي الدكتور ! كيف نعلم أولادنا محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ندعوهم لمخالفته بفعل البدع ؟ ! أليس هذا تناقضاً ؟ !
ليتك قلت : علموهم متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانهوهم عن مخالفته ، وألزموهم بطاعته ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم :
" مُروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع " .
4 ـ ما علاقة تحديد المكان الذي وُلِدَ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بموضوع محبته . . . حيث شغل الدكتور حيزاً من كتابه في البحث عن تحديده من صفحة ( 179 ) إلى ( 191 ) ، وأتعب فكره وقلمه في ذلك بما لا جدوى من ورائه ، ولم نكلف بمعرفته .
هل عيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المكان لأمته ؟ !
هل اعتنى الصحابة والتابعون ومن بعدهم من القرون المفضلة وأئمة الإسلام المعتبرون بتعيين هذا المكان ؟ !
وماذا يرجع على الأمة من تعيينه ؟ !
لو كان في ذلك ما يعود على الأمة بخير ؛ ما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهتم بشأن بيته الذي كان يسكنه في مكة قبل الهجرة ، ولما سُئِل صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة ، فقيل له : أتنزل في دارك ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور ؟ " .
ما كان صلى الله عليه وسلم يهتم بالأمكنة التي سكنها وعاش فيها ؛ فضلاً عن أن يهتم بالمكان الذي ولد فيه ، ولم يكن صحابته يفعلون ذلك ؛ لأن ذلك يُـفْضي إلى أن نتخذ هذه الأمكنة مُـتَعَبَّدات ومعتقدات فاسدة .
إن النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة لم يتهم بشأن غار حراء الذي ابتدأ نزول الوحي عليه فيه ، لأن الله لم يأمره بذلك .
ولما رأى عمر رضي الله عنه الناس يذهبون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان ؛ قطعها مخافة أن يُـفْـتَن الناس بها .
فلا تفتحوا للناس باباً مغلقاً ، وتذكروا قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن يصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .
ولهذا لا نجد في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى البقعة التي وُلِدَ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لا فائدة من ذلك ، وليس في الاعتناء بذلك دلالة على محبته صلى الله عليه وسلم ، وإنما علامة محبته صلى الله عليه وسلم اتباعه ، والعمل بسنته ، وترك ما نهى عنه ؛ كما قال الشاعر الحكيم في ملازمة المحبة للطاعة :
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المُحِبَّ لمن يُحِبُّ مُطيعُ
5 ـ حشد معالي الدكتور في كتابه هذا أموراً وأشياء كثيرة فيها نظر ، وذكر فيه أحاديث لم يبين درجتها ، ولم يوثقها من دواوين السنة المعتبرة .
والواجب عليه ـ كباحث يحمل أكبر درجة علمية ـ أن لا يهمل ذلك ؛ لأن القراء ينتظرون منه ومن أمثاله أن يقدم لهم بحثاً مستوفياً للجوانب العلمية والمعنوية .
ومما جاء في كتابه :
أ ـ أبيات" طلع البدر علينا " ؛ قال عنها :
" هذا نشيد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم دون شك ولا ريب " .
إلى أن قال :
" وقد ارتفع هذا النشيد لأول مرة من حناجر المسلمين المهاجرين والأنصار منذ أكثر من أربعة عشر قرناً " .
ونقول : ما الذي يجعلك يا معالي الدكتور تجزم بسماع الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا النشيد دون شك أو ريب ؟
وما الذي يجعلك تجزم بنسبته إلى المهاجرين والأنصار ؟ أين سندك في هذا ؟
أيظن معاليكم أن القراء يقتنعون بمثل هذا الكلام دون تحقيق وتوثيق ؟
كلا .
ب ـ في ( ص 111 ) قال معالي الدكتور :
" وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن سنته ؟ فقال : المعرفة رأس مالي ، والحب أساسي ، والشوق مركبي . . . " إلخ .
ولا ندري من أين جاء الدكتور بهذا الحديث ، فهو لم يذكر له سنداً ، ولم يعزه إلى كتاب ، ولا تجوز النسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون تثبت ؛ لأن ما يُـنْـسَب قد يكون مكذوباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيدخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من كذب عليَّ متعمداً ؛ فليتبوا مقعده من النار " .
6 ـ في الكتاب مبالغات في حقه صلى الله عليه وسلم قد نهى عنها ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : " لا تُـطْروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله " رواه البخاري وغيره .
ومن هذه المبالغات :
أ ـ ما جاء في ( ص 113 ) : " واجب على كل مؤمن متى ذَكَره أو ذُكِر عنده أن يخضع ويخشع . . . إلخ " .
ونقول تعقيباً على ذلك : أليس الخضوع والعبادة حق لله ؟ !
وكذلك الخضوع إذا كان القصد منه الخضوع بالجسم ؛ فهو لا يكون إلا لله ؛ لأنه سبحانه هو الذي يُرْكَع له ويُسْجَد ، وإذا كان المراد به الانقياد لطاعته ؛ فالتعبير خطأ ؛ لأنه موهم .
والمشروع عند ذكره صلى الله عليه وسلم هو الصلاة عليه ، لا ما ذكره معالي الدكتور ، وإن كان قد نقله عن غيره ؛ فهو قد أقره .
ب ـ جاء في ( ص 208 ) قوله : " ومما تجدر الإشارة إليه أنه صلى الله عليه وسلم أول الأنبياء خلقاً ، وإن كان آخرهم مبعثاً " .
هكذا قال ! ولم يذكر له مستنداً ولا دليلاً ! !
وهل هناك أحد من بني آدم يخلق قبل خلق أبيه وأمه بآلاف السنين ؟ !
أليس نسل آدم كلهم من ماء مهين و ( من ماءٍ دافقٍ يخرج من بين الصلب والترائب ) ؟ !
كيف يُـخْـلَق محمد صلى الله عليه وسلم قبل الأنبياء ، ثم يُـخْـلَق مرة ثانية ، ويولد بعدما تزوج أبوه بأمه ، وحملت به عن طريق انتقاله ماءً دافقاً من صلب أبيه إلى رحم أمه ؛ كما هي سنة الله في بني آدم ؟ ! هل خُـلِق مرتين ؟ !
ويصر الدكتور على هذه المقالة المنكرة ، حيث يقول في ( ص 211 ) :
" ولقد أنكر بعض المحْدَثين ( يعني : المعاصرين ) من الغيورين على الإسلام أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خُـلِق قبل آدم عليه السلام . . . إلخ " .
ويرد على هذا المنكر برد لا طائل تحته .
ومعنى كلامه أن أكثر المعاصرين موافقون له على هذه المقالة ، أما السابقون ؛ فلم يستثني منهم أحداً .
وهذا من التلبيس والمجازفة ؛ فإن هذا القول لم يقل به أحدٌ يُـعْـتَـدُّ به من الأمة لا قديماً ولا حديثاً .
وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم خُـلِق قبل آدم ؛ فهو إذن ليس من بني آدم .
وأيضاً ؛ لماذا تحتفلون بولادته وهو مخلوق قبل آدم ؟ !
هذا تناقض عجيب .
وليت الدكتور بدل أن يقدم للقراء مثل هذه المعلومات الخاطئة قدم لهم معلومات صحيحة تفيدهم وتنفعهم من الحث على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، واتِّباعه ، وترك ما نهى عنه وحذر من البدع ، فذلك خيرٌ وأبقى .
هذا ؛ وسكون لي ـ إن شاء الله ـ مع هذا الكتاب جولة أخرى لمناقشته ، وليس لي قصد من وراء ذلك إلا بيان الحق والنصيحة .
والله يقول الحق ، وهو يهدي السبيل .