
جاء في السنة الصحيحة
أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ نهى عن سب الديك لأن له فائدةً في الدين, وهي أنه يوقظ للصلاة, فكيف بالعلماء الذين فضلهم على الأمة لا يحصي قدره إلا باري البريات؟
قال مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ:
"كفى بالمرء شراً أن لا يكون صالحاً, وهو يقع في الصالحين".
وقد نصّ أهل العلم على أن لحوم العلماء ليست كلحوم باقي المسلمين, بل هي قاتلة لمن أكلها.
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ:
"لحوم العلماء مسمومة, من شمها مرض ومن أكلها مات".
ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه "الدرر الكامنة" في ترجمة القاضي محمد بن عبد الله الزبيدي الفقيه الشافعي,
قال عنه الجمال المصري محمد بن أبي بكر بزبيد:
أنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانُه وأسودَّ,
فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله تعالى.
ويقولُ الحافظُ ابنُ عَساكِرَ ـ رحمه الله ـ:
"وَاعلَم يا أَخِي ـ وَفَّقَنا اللُه وَإِيَّاكَ لِمَرضَاتِه, وَجَعَلَنا مَمَّنْ يَخشاهُ وَيتَّقيهِ حَقَّ تُقاتِه ـ أَنَّ لُحومَ العُلماءِ ـ رحمةُ اللهِ عليهِم ـ مَسمومةٌ,
وعادةُ اللهِ في هَتْكِ أَستارِ مُنتقِصيهِم مَعلومَةٌ؛
لِأَنَّ الوَقيعَةَ فيهِم بِما هُم منهُ بَراء أَمر عَظيمٌ, والتَّناوُلَ لِأَعراضِهِم بالزُّورِ والافتِراءِ مَرتَعٌ وَخيمٌ ... وَكُلُّ مَن أَطلقَ لِسانَه في العُلماءِ بالثَّلبِ,
بَلاهُ اللهُ قبلَ موتِه بِموتِ القَلبِ".
وَيقولُ الشيخُ ابنُ عثيمينَ ـ رحمه الله ـ: "وَغيبةُ العلماءِ لَيسَت كَغيبةِ عامَّةِ النَّاسِ, لِأَنَّ العُلماءَ لهم مِنَ الفَضلِ وَالتَّقدِيرِ وَالاحتِرامِ ما يَليقُ بِحالِهم, وَلِأَنَّ غِيبةَ العُلَماءِ تُؤَدِّي إِلى احتِقارِهم وَسُقوطِهِم مِن أَعيُنِ النَّاسِ,
وبالتَّالي إِلى احتِقارِ ما يَقولُونَ مِن شَريعَةِ اللهِ, وَعَدمِ اعتِبارِها,
وَحينَئِذٍ تَضِيعُ الشَّريعَةُ بِسببِ غِيبةِ العُلماءِ, وَيَلجَأُ النَّاسُ إِلى جُهَّالٍ يُفتونَ بغيرِ عِلمٍ".
قال السَّخاوي ـ رحمه الله ـ: "إنما الناس بشيوخهم, فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟".
وأخيراً أقول: ماذا يعني الطعن في العلماء وإسقاطهم؟ ألا يعني ذلك هلاك الأمة بأسرها؟ ألا يعني ذلك هدم الإسلام من قواعده؟ أليس هذا ما يريده أعداء هذه الأمة من الكفار والمنافقين والمتربصين؟
فإنه إذا ذهب العلماء ذهب العلم, وإذا ذهب العلم تصدر الجهال,
وإذا تصدر الجهال ساد الجهل,
وإذا ساد الجهل هلكت هذه الأمة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه اجمعين ،،،،
(موون مرت من هنـــآ)