ما زالت العصا سيدة الموقف!!
فتيات يلجأن إلى الهرب من المنزل تفادياً للمشاكل) كان ذلك عنواناً لتحقيق أجرته الأخت أمل الحسين وقع عليه بصري وأنا أتصفح "الرياض" بتاريخ 9/18
لم يؤلم قلبي العنوان بقدر ما أحدثه به من نزف ذلك المضمون وما حوته السطور من حقائق قاسية وإحصاءات غير قابلة للشك، قد تحدث ثورة وعدم قبول عند فئة كبيرة من مجتمعنا المحافظ، لكنها حقيقة مرة يجب علينا تقبلها والاعتراف بوجودها ومواجهتها بدلاً من إنكارها والتستر عليها، ما يجهله البعض أو يحاول تجاهله الكثير من الناس تلك التغيرات الجذرية التي هيمنت بظلالها على السلوك، وما استجد بالحياة من انفتاح واسع الأفق عالمياً عن طريق الشبكة العنكبوتية أو القنوات الفضائية، بالرغم من الستار الخارجي الذي يوهم بالهدوء بكل حي ومدينة فالشباب من الفئتين على اختلاف تفكيرهم ومستوياتهم العلمية والمادية يتواصلون فكرياً وروحيا مع تلك النوافذ المفتوحة ليلاً ونهاراً شئنا أم أبينا تحت أعيننا أو بالخفاء..ومع ذلك ما زال هناك من يصم أذنيه ويغمض عينيه، ولا يريد تقبل تلك الحقائق والتعايش مع مستجدات الظروف فلا فرق لديهم بين شاب الأمس واليوم ..
مازال هناك من يسير الهوينا كخطوات السلحفاة بطرق سريعة غير عابئ بمخاطرها من دهس ومصائب !!مازال هناك من لا يريد تقبل هذا التغيير أو الاعتراف به والتعايش معه، فيتخذ من العنف وسيلة إصلاح وحيدة دون بدائل وأنا أقصد بذلك العنف الأسري الذي لا يسلم منه الأبناء أو زوجة مغلوبة على أمرها مكبلة بقيود من اللحم وهم أطفالها فلذة كبدها، فتتجرع الأسى وتتلقى الضرب والتعذيب لتكون سياجاً يحميهم من التشتت والضياع..تلغي ذاتها وتبتلع الاهانة خوفاً من سخط وبطش أشد وأنكى، عندما تهرب من معتقل زوج متسلط تقع بشباك والد متحجر القلب يسلب منها ما تبقى لديها من رمق يربطها بالحياة، فيقذف بفلذة كبدها بحضن المعتقل الذي فارقته فتزيد المأساة، أو فتاة تعيش مأسورة ببيت والدها الذي لا يناقشها ولا يتفاهم معها إلا باللطم على الوجه عندما تبدي اعتراضاً أو رأياً لا يوافق تفكيره، أو أخ يحيطها بسيل من الأوامر الغير قابلة للرفض أو النقاش وكأنه يعيش بعصر متحجر مر على جلائه دهور طويلة، أو زوجة أب تتفنن باستهلاك صحتها وطاقتها وتسلمها لأقرب طارق للباب بغض النظر عن سنه ورأيها به والنظر لما حوته جيوبه من مال، فتتحول من خادمة لصفقة مربحة..قد يستغرب البعض من وجود مثل تلك الحالات بينما الخافي أعظم، فما تخبئه البيوت من أسرار تقشعر لها الأبدان من قسوة واستبداد تكون بذرة لسلسلة من الانحرافات والهرب من جحيم لهاوية، تلقي بظلالها وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع بأسره..تلك المرأة التي تحول ملاذها الآمن لمكان يفتقد لأبسط وسائل الحماية والرعاية ولد لديها أحاسيس لا يمحوها الزمن من إحساس بالقهر إلى رغبة بالانتقام إلى كره للحياة وعدم احترام للذات وبالتالي لن تبالي بمن حولها فقد افتقدت الشريان الذي يربطها بالحياة وفقدت لذتها، فأصبح الهرب هاجسها الوحيد دون حساب للعواقب لأنها اعتادت التهميش والاحتقار والذل ولم تجد التوجيه، وتجرعت كؤوساً من الهوان ومزيداً من الهوان لن يسلبها شيئاً هي تفتقده بالأصل مما يؤكد معنى هذا البيت:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميت إيلام
فأين الرحمة من هؤلاء وأين هم من تعاليم دينهم الذي أوصى بالنساء (استوصوا بالنساء خيراً) و(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) هذا ما قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام ووصى به أصحابه..بل كان أدرى الناس بطبيعتها ورقتها وحاجتها لعطف وحنان الرجل فقال( رفقاً بالقوارير) ولم يقل حطموا القوارير..وإذا كان عذر بعضهم عندما يستخدمون العنف مع الصغيرات تقويم اعوجاجهن وسوء خلقهن فما هو عذر من اعتاد على ضرب زوجته وأم أبنائه كما ورد بالتحقيق حيث أن بعضهن اعتادت الضرب والتوبيخ ليل نهار دون أن تملك حق الاعتراض ..اعتادت الإهانة واعتاد صغارها على رؤيتها بتلك الصورة..فكيف تكون النشأة الصالحة السليمة من العقد والأمراض النفسية وسط بيت جوه مفعم بالتهميش والعنف والاحتقار ودفن الذات وانتزاع الثقة وزرع الخوف وضياع أبسط الحقوق الإنسانية تقاد أحد رموزه العليا كما تقاد الشاة وتعامل كما تعامل البهيمة، توجيهاً بالعصاً وضرباً بالسياط بلا ذنب أو حباً للسيطرة والهيمنة فحسب ليكون هو أسد الأسرة، تغيب عن ذهنه تلك الحاجات العاطفية التي تعمي بصر وبصيرة الإنسان مع غياب التوجيه والحب والحنان فتدفعه لدهاليز مظلمة وكهوف معتمة، يبحث بها عن ضالته بلحظة ضعف أو يأس أو جهل وعناد..فيجد نفسه بعد زمن يسير بطريق لا اختيار له به فإما أن يقع أسيراً لكلمات تدغدغ مشاعره وتشعره بأهميته ولو كان ذلك وهماً واستغلالاً من الطرف الآخر يقدم في سبيله كل ما يملك..أو ينتظر ساعة رحيله عن الحياة على أحر من الجمر..وإذا مل الصبر أطلق العنان لقدميه لتطوي القفار هارباً من كل ما يذكره بالماضي..اثنان اجتمعا ببيت لبناء أسرة برباط مقدس وعندما تكونت الأسرة تطايرت أشلاؤهم هرباً من شبح العنف.والتعسفية.!!
عندما تفقد المرأة احترامها لنفسها وأهميتها زوجة كانت أو أختاً أو ابنة فإنها لن تحترم ولن تبالي بمن حولها ولن تستطيع التمتع بحياتها بعد زواجها ولو تغيرت الظروف لأنها لن تتخلص من تلك الكوابيس التي عاشتها يوماً وستؤثر على نظرتها للحياة والزوج ولن تجد ما تعطيه من رعاية واهتمام، قبل أن تتخلص من عوالق نفسها ومن تلك المشاهد التي تذكرها بقسوة الرجل، وتتحين الفرص لترد له الصاع صاعين بإهمالها له مع أول مشكلة تواجهها معه..أو قد تكون سلبية بشكل لا يطاق لا تملك القدرة على اتخاذ قرار.. أو إبداء رأي..بداخلها خوفاً وقنوطاً تقف عاجزة أمام تجارب الحياة لا تستطيع مواجهتها كل ما تجيده تنفيذ الأوامر فقط والمزيد من التنازل!!..
المرأة والفتاة بشكل خاص بحاجة ليد حانية تتفهم احتياجاتها وتغرس بنفسها الفضائل، وتنمي بداخلها خشية الله والرقابة الذاتية وتوخي العواقب ولن يكون ذلك بيوم وليلة بل عن طريق جلسات عائلية يكتنفها الحب والدفء والتفاهم والرحمة، داخل أسوار بيوت مستقرة..تتلقى أبجديات الحياة بشكل صحيح تحترم من حولها وتخاف على سمعتهم تحيط نفسها بأسوار عالية لا يجرؤ إنسان بقلبه مرض على تسلقها..تخشى أن تسمع كلمة توبيخ ممن حولها فهي محل ثقتهم واحترامهم تخشى على تلك المكانة وعلى ضياعها..ليس عيباً أن يجلس الأب مع ابنته ويحادثها وينصحها ويتعرف على طريقة تفكيرها ويحتضنها، ولو ازدادت سنوات عمرها فإن حاجتها أشد لمن حولها وبالذات الوالدين ..فقد يقدم الأب ما تعجز عن فهمه وتقديمه الأم لكثرة انشغالها أو لمحدودية تفكيرها ..كثيرات يفتقدن وجود الأب ودوره ويشعرن بالرهبة من الاقتراب منه والحديث معه لأنه قد رمى بالحمل على كاهل والدتهم دون تدخل وعندما تقع المصائب والأخطاء بغض النظر عن درجتها يحمل العصا قبل استنفاذ الوسائل التأديبية التي تسبقه ويلهب به ظهورهم فينفرون منه بل والبعض يتمنون رحيله لعدم إحساسهم بدوره وأهميته وتسلطه. لا يولد العنف إلا عنفاً.. ولا يزرع الورد بساحل من الأملاح..ولا تشرق شمس بجوف ليل.. ولا يكون اللين والرفق بشيء إلا زانه..الطريقة الحسنة بالتعامل والأسلوب الراقي بالحديث يفتح الأبواب الموصدة و بالحوار الهادئ والتنازل وعدم التعصب للرأي يتحقق ماعجزت العصا عن تحقيقه بسنوات طويلة قبل أن يصل الأمر لتبلد المشاعر واعتياد القسوة والذل والمهانة..
للقلوب مفاتيح تحتاج للرفق والحكمة قبل أن تكون الطريقة الوحيدة لفتحها هي التحطيم.. وبعد التحطيم ستكون أبوابا مفتوحة لمن هب ودب.. تلعب بها الرياح والأهواء دون حراسة..ولا يعني ذلك التفريط بل لا بد من معالجة كل حالة بحسب ما يناسبها ابتداء بالكلام اللين والإقناع وانتهاء بالحزم الذي لا يسبب الضرر ومعالجة الأمور بالتدرج كي لا تتحول البيوت لسجون يمارس بها السجان كل مواهبه دون تدخل أو ردع.
أيها الرجل :arb: إذا كانت كل مفردات قاموسك بتلك القسوة ولا تعرف غير لغة العصا فبئس الحالة ما أنت بها ويا أسفا على حالك حرمت نفسك من متعة القيادة الحكيمة وشرف القوامة وفرطت بالأمانة ولم تنعم برفقة الأنثى وتتفيأ بحنانها ورعايتها فهي لك السكن وأنت لها ولأطفالها الأمان..
وإذا كنت تسعى لنيل أعلى الشهادات العلمية وأنت تجهل الطريقة المثلى بالتعامل مع أهل بيتك وتبخل عليهم بأبسط الحقوق ولا تجيد الرفق ففي رأسك أقفالٌ عليك بفتحها قبل أي شيء لتلقى قبولاً عند أهلك قبل الناس الذين هم بغنى عنك.. وتذكر أن هناك من يطلع على خائنة الأعين وأن تلك المسكينة التي تمارس عليها أنواع العنف سينصرها الله عليك يوماً ببر أبنائها ومحبة الناس وعندها لن تجد لك مكاناً بقلبها أو عقلها لأنها لن تذكر لك خيراً يقربك منها...حتى الأبناء ستتحجر قلوبهم ولن تلين لك عند الكبر والحاجة إليهم..
. بدرية إبراهيم البليطيح
المصدر جريدة الرياض
أماني2006 @amany2006
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أماني2006
•
للرفع
ضاق صدر من المقاله ماحب العنف ولا سيرته الله يستر علينا وعلى بنات المسلمين
انا من راي من اولها اللي زوجها يمد ايده ماتعيش معاه ولا لحظه ولا تفكر تخلف منه لانه
متخلف ومتحجر والي يسهل عليه اهانه زوجته بدو سبب هذا مايستاهل ان الوحده تعيش معاه
انا من راي من اولها اللي زوجها يمد ايده ماتعيش معاه ولا لحظه ولا تفكر تخلف منه لانه
متخلف ومتحجر والي يسهل عليه اهانه زوجته بدو سبب هذا مايستاهل ان الوحده تعيش معاه
والله ياأم غلا .أني أعرف وحدة من قرباتي زوجها يضربها الليل والنهار مريض نفسيا ورغم ذالك عاشت معاه وجابت منه ولدين وخمس بنات ورا بعض أكبر بنت في ثالث ابتدائي أو ثاني شفتي شلون ورا بعض وكل سنه تهرب عنه وترجعله والحين رافعة علية قضية خلع شفتي شلون الحريم صبورات !!!!!!!!!!!!!!
الصفحة الأخيرة