كان ينظرإليها من فوق لتحت ويتف***ا كمن سيشتري سيارة جديدة, وبدورها كانت تختلس النظرلنفسها بين الفينة والأخرى (ترى هل من خطب ما؟) لماذا ينظر إلي بفوقية هكذا؟
وأخيراً نطقمجدداً:
- وماذا تعملين؟
- ماسحة. (الآنحتماً سيطردني) ولكن مهلاً إنهيبتسم! لماذا يبتسم يا ترى؟ هل قالت نكتة!
- تمسحين؟ كم هورائع أن تعمل فتاة في المسح!
- وما الرائع فيذلك؟ تفضلي سيدتيبالدخول, لن نتحدث عند الباب بالتأكيد (تُرى ما الذي بدَّله فجأة! لماذا أظهر لهاالاحترام وقد كان قبل قليل ينظر إليها شزراً بمقت). وطئت قدم رولاأخيراً منزل ماجد... كانت تبحث عنه في أوجه رواد الحمرا والسوليدير, وقبل ذلكاتصلت على أرقامه فلم تكن تتلقى أي رد وبعد أن يئست من الرد توجهت أخيراً لمنزلهفي (الرابية) متبعة العنوان. وفي بيته استقبلها رجل طويل أصلع له شوارب فضية تمتدالى وجنتيه حاد النظر مستقيم الأنف والظهر حتى لكأنه مسطرة... تف***ا بعينيهالثاقبتين قبل أن يسمح لها بالدخول.
- أنا هنا مديرالمنزل. تفضلي بالجلوس سيدتي. جلست رولا علىالكنبة فغطست فيها. يا للرفاهية سأنام حتماً!
- ماذا تشربسيدتي؟
- كوباً منالماء. صفَّق المديربيديه فجاءت خادمة مسرعة وطلب منها تنفيذ طلبات السيدة.
- أتعلمين ما يعجبنيفي مهنتك؟
- هذا ما أردتُمعرفته.
- إنها المساواةيا سيدتي ما بين المرأة والرجل.
- ولكنها مهنةمتعبة يا سيدي.
- لا شيء يأتيبالساهل.
- أنا اضطررتلهذه الشغلة.
- كلنا نضطرللعمل.
- أتيتُ للسؤالعن ماجد.
- السيد ماجد لمنره منذ أكثر من أسبوعين.
- ألا تعرف أينذهب؟
- لا أعلم ربماغادر للسعودية.
- من دون إخباركمبذلك؟
- هو عادة لا يخبرنابتحركاته. تناولت رولاكوب الماء من الخادمة ثم سألها بدوره:
- ما اسمك ؟ لكيأخبره. نهضترولا قائلة:
- قل له رولاماسحة الأحذية.
- ماذا؟! ماسحة أحذية؟
- أجل كماأخبرتك.
- لم تخبريني. ظننتكماسحة أراضٍ.
- أجل تلك كانتمهنتي السابقة عند السيد مروان ماروق الصحفي, كنت أمسح بلاط منزله.
- يبدو أنني أنامن سيمسح بك الأرض.
- لماذا سيدي؟
- ظننتك تمسحينالأراضي السكنية لتعمير المنشآت.
- كلنا نمسح فيهذه الدنيا وكلٌّ يمسح على طريقته.
- وفيلسوفة أيضاً.هيا اغربي عن وجهي. كما استقبلهابعلياء ها هو يطردها شر طردة... سوء الفهم قد يوقعك في الكثير من المشكلات أحياناً.