فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ ماقبل عهد الحديبية ~

ملتقى الإيمان

...
كلمة :
إن شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
تمثل ميزان الشخصية البشرية التي اكتملت فيه
وميزان فيه يزن الحياة البشرية ، وعلى ضوءه نسير ..
وميزان يزن قادة البشرية ، وقد تسنم الذروة فيه..
فشخصية الرسول إذن تعتبر أعلى شخصية ظهرت على وجه الأرض
ولن تتكرر ..
فقد ارتفعت بمفاهيم البشر إلى اعلى مستويات الإدراك ..!
:
ست سنوات انقضت منذأن هاجر النبي وأصحابه من مكة إلى المدينة
ست سنوات.. ! والمسلمون في جهاد مستمر وغزو متصل ..
والإسلام يزداد انتشاراً وقوة ومنعة..
ست سنوات .. ! والمسلمون يكابدون الشوق ..
لحرمانهم من زيارة البيت الحرام ..
ذلك أن قريشاً قد آلت على نفسها أن تصدّ المسلمين عنه..
وكانت ترى أن حرمانهم من الحج إلى الكعبة واجباً عليها ..
حتى يثوبوا إلى آلهة آبائهم ..هبل.. وإساف .. ونائلة وسائر الأصنام
...
والحق أن قريشاً ماكانت تملك البيت العتيق لتمنع عنه محمداً واصحابه..
وإنما كان لها سدانة الكعبة وسقاية الحاج وما إلى ذلك ..
لكن الحقيقة وراء المنع هي أن قريشاً خشيت ..
إن جاء محمد ومن حولهِ المؤمنون بالله وبرسالته،
وهم من صميم أهل مكة .. أن يتعلق بهم سواد المكيين ،
ويشعروا أن بقائهم بعيدين عن أهلهم ظلم
فيكون ذلك نذيراً بنواة حرب أهلية ..
هذا أمر ! .. وهناك أمر آخر أيضاً وهو رؤساء قريش لم ينسوا
كيف أن المسلمين حطموا تجارتهم ، وحالوا بينهم
وبين طريقهم المعبدة إلى الشام ..
إن حقد قريش وبغضهم للمسلمين وللدين الذي زعزع مكانتهم .. لايفتر
ولذا بيّتوا أمرهم على الانتقام منهم بحرمانهم من أغلى مايتمنون .
وقرروا امراً وأراد الله أمراً.

الرؤيا المبشرة :
ذات صباح ، والمسلمون مجتمعون بالمسجد..
إذ انبأهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما أُلهم في رؤياه الصادقة
وبشرهم بأنهم سيدخلون المسجد الحرام إن شاء الله ..
محلقين رؤوسهم ومقصرين .. لايخافون ..!
فما أن سمعوا بالرؤيا حتى تهللت وجوههم وارتفعت اصواتهم بالحمد لله ..
وانتقل خبر الرؤيا في المدينة بسرعة البرق ..!
وعجب وتساءل الكثيرون : كيف يدخلون المسجد الحرام وقريش منعتهم ؟!
هل سيخوضون معهم حرباً؟ ! أم أن قريشاً ستسمح لهم صاغرة ؟!
:
تهيأ نبينا الكريم.. فكان أول ماعمله أن أرسل الرسل
إلى القبائل من غير المسلمين ..
يدعوهم إلى الاشتراك في الخروج إلى بيت الله آمنين غير مقاتلين
واستعد معه أكبر عدد من المسلمين للذهاب ..
وحكمته في ذلك أن تعلم العرب كلها أنه خرج في الشهر الحرام
حاجاً ولم يخرج غازياً ، وأنه أراد أداء فريضة فرضها الإسلام
كما فرضتها أديان العرب من قبل ..
:
استعد المسلمون و سار ركبهم متوجهاً إلى مكة في أول ذي القعدة .
بالمهاجرين والأنصار بقيادة محمد صلى الله عليهوسلم ..
لاسلاح معهم إلا سيوفهم في غمودها..!
ولحق بهم من لحق من العرب ، وتباطأ الكثيرون ..
ومحمد يتقدمهم على ناقته القصواء
وكان عدة الذين خرجوا ألفاً واربعمائة ، سائقين معهم الهدي
سبعين بُدنة.. وأحرم النبي بهم بالمعمرة ، ليعلم كل العرب أنه لايبغي القتال ..
فلما بلغ ذي الحليفة عقص الناس الرؤوس ، ولبوا بالعمرة ،
وعزلوا الهدي ، و( مازوا) جوانبها اليمنى ومن بينها بعير أبي جهل
الذي غنموه ببدر ..
وكانت زوجة النبي أم سلمة معه في هذه الرحلة المباركة .

وبلغ قريشاً أمر محمد ومن معه وأنهم قاصدين إليهم حاجين
فامتلأت نفوسهم بالمخاوف وجعلوا يقلبون الأمر على وجوهه
ووصلهم الخبر من انحاء الجزيرة أن المسلمين أحرموا للعمرة ولم يأتوا للقتال ..
فقرروا الحيلولة بينهم وبين دخول مكة ..
واعدوا جيشاً .. عسكر ب( ذي طوى) حتى يمنع دخول النبي والمسلمين..
:
ولما وصل المسلمون عسفان أخبر النبي الكريم رجل من بني كعب
باستعداد قريش وأن جيشهم بقيادة خالد بن الوليد ..
تقدم إلى ( كراع الغميم )...
فقال النبي من ضمن ماقاله :
( ياويح قريش ! لقد آهلكتهم الحرب ! ماذا عليهم لو خلوا بيني
وبين سائر العرب ؟ فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا ،
وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين ..!
:
بان فرسان مكة على مرمى نظر المسلمين ..
وجعل النبي يفكر .. أن المسلمين ممن معه لاتنقصهم الحمية ..
وقد تكفيهم سيوفهم إذا رفعوها لدفع المعتدي إن منعهم من الدخول
لكنه لايريد أن يجعل لقريش عند العرب حجة عليه..
لذلك نادى : من يخرج بنا عن الطريق التي يتربص بها المشركون؟
ويسلك بنا طريقاً آخر إلى مكة ؟
فخرج من بين الرجال من سلك بالمسلمين طريقاً وعرة غير مسلوكة
عانوا فيها المشقة الشديدة حتى وصلوا ثنية الحديبية من أسفل مكة ،
وهناك بركت القصواء ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم
فما أن علم جيش قريش بهذا عادوا ادراجهم إلى مكة
ليقفوا مدافعين صادين عنها.
:
في هذا الوادي الذي لاماء فيه عند ثنية الحديبية ،
أمر الرسول بالنزول ..
فقال بعضهم : ولكن كيف وهذا المكان مقفر لاماء فيه،
ونحن إلى الماء في شدة الحاجة ؟..
فأخرج الرسول سهماً من كنانته ، واعطاه رجلاً..
نزل به إلى بئرٍ من الآبار المنثورة، فغرزه في الرمال من قاع البئر
فجاش الماء في البئر فسٌر المسلمون واطمأنوا

الآن أخذت قريش تعمل الفكر وتحدث نفسها :
إذا حدث وانتصر المسلمون علينا فقد قضي على سمعتنا عند العرب
ونحن سدنة الكعبة وساقي الحجاج.. فماذا نحن صانعون ؟؟
وهنا رأى أصحاب الرأي أن يرسلوا وفداً ..فكان ذلك ولاقاهم النبي وحدثهم
فلما اقتنع الوفد بأن محمدا لم يأت يريد حرباً ..
وإنما جاء زائراًللبيت معظماً لحرمته نقلوا ماسمعوه وشاهدوه
ولكن قريشاً أبت أن يدخل محمد مكة رغماً عن إرادتهم ورفضت بشدة ..
:
ويستمر حديث ذلك التأريخ من شهر ذي القعدة ..

:
رأت قريش أن تبعث سيدالأحباش ( الحليس)..لمحمد ..
وكان الأحباش حلفاءها لقتال المسلمين ..
وأقبل الحليس مع جماعته قاصداً محط المسلمين ..
فأمر النبي بإطلاق الهدي أمامهم حتى يتأكدوا من نية المسلمين ..
ورأى الحليس السبعين بدنة تسيل في عرض الوادي وقد تآكلت أوبارها ،
فتأثر لهذا المنظر وثارت ثائرات دينه ، وأيقن أن قريش ظالمة في منعها
فعاد دون أن يقابل محمدا.. وهدد قريشاً أنه لن يكون حليفهم
إن لم يخلو بين محمد وما جاء به .
:
هنا خافت قريش من عاقبة غضبه فاسترضوه وطلبوا أن يمهلهم ليفكروا.
:
فكرواثم وفكروا ..
ثم رأوا أن يوفدوا حكيماً يطمئنون لحكمته ..
فأرسلوا ( عروة بن مسعود الثقفي )..
وسمع من النبي ماسمع الذين سبقوه .. فعاد قائلاً :
" يامعشر قريش ، إني جئت كسرى في ملكه ،
وقيصر في ملكه ،
والنجاشي في ملكه ،
وإني والله مارأيت ملكاً في قومٍ قط مثل محمد في أصحابه ،
لايتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ،
ولا يسقط من شعره شيءإلا أخذوه ،
وإنه لن يسلموه لشيء أبداً "
:
ومع كل ماحدث لازالت قريش متمسكة برفضها ،باحثة لها عن مخرج ..
:
وقد ارتأى النبي أن يبعث لقريش رسولاً .. ليؤكد لهم نبل غايته ..
فعقروا ناقة المرسل ، وكادوا ان يقتلوه ..
لولا أن الاحابيش منعوهم وخلوا سبيله


هذا التصرف البغيض دل على روح الخصومة والبغضاءالتي كانت تسود
أهل مكة مما قلق له صبر المسلمين ..
وفيما هم كذلك يتبادلون الرسل ليصلوا إلى حل ..
كان بعض السفهاء من مكة وعددهم أربعون أو خمسون رجلاً
يخرجون ليلاً ليرمواعسكر النبي بالحجارة ..
فتربص لهم المسلمون وقبضوا عليهم وجيء بهم لمحمدٍ ..
فماذا صنع بهم نبينا الكريم ...؟
لقد عفا عنهم وخلى سبيلهم ...!
تشبثاً منه بخطة السلم ..
واحتراماً للشهر الحرام ( ذي القعدة ) أن يسفك فيه دم في الحديبية
وهي من حرم مكة ..
بهتت قريش حين علمت بهذا ..!
وسقطت كل حجة من جانبهم ، وأيقنوا أن كل اعتداء منهم على محمد
ستراه العرب غدر دنيء لمحمد الحق أن يدفعه بكل ماأوتي من قوة ..
وهكذا تغيرت نظرة العرب لمحمد صلى الله عليه وسلم ..
بعد أن تأكدوا أنه ماأتى مكة غازياً ولكن جاء مؤدياً فرض ربه
معظماً لمقام بيته ..
وزاد السخط على قريش ..!!
:
:
أختي المؤمنة :
ماذا جرى من أحداث في الحديبية بعد ذلك ؟
وكيف سيحقق الله تعالى وعده بالنصر لرسوله وللمؤمنين ؟
إنها فصول وأحداث أخرى ..

:
فإلى لقاء آخر إن شاء الله مع :
عهد الحديبية ..
وكيف تمّ .

12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

امي حب دائم
امي حب دائم
اللهم صل وسلم على حبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
جزاك الله خيرا
تشوقت لاكمال القصة وانا اقرا
الله يبارك في وقتك وجهدك ويجعله في ميزان حسناتك
حنين المصرى
حنين المصرى
أختي الغالية فيض
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
وننتظر تكملته
جعله الله في ميزان حسناتك حبيبتي
ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض
سمآ الورد*
سمآ الورد*
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمدالله يجعلة في ميزان حسناتك
جميله جميل
جميله جميل
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين اللهم اجمعنا بهم بالفردوس الاعلى من الجنه ووالدينا وذريتنا وأزواجنا والمسلمين جزاك الله خيرا موضوع اكثر من رائع
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
اللهم صل وسلم على حبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاك الله خيرا تشوقت لاكمال القصة وانا اقرا الله يبارك في وقتك وجهدك ويجعله في ميزان حسناتك
اللهم صل وسلم على حبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاك الله خيرا تشوقت لاكمال القصة وانا...
مرحباً بالجميلة ...
شكراً لذوق مشاركتك
وقريبا إن شاء الله أكتب تكملة هذا الفصل من الحوادث
بورك الحضور .