ماقيل عن ارجى آيه في كتاب الله وارجى حديث

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محجمد وعلى آله وصحه ومن والاه وبعد:




ما قيل عن أرجى آية في كتاب الله






قال علي رضي الله عنه ما في القرآن أوسع آية من( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


قال الشوكاني رحمه الله: واعلم أن هذه الآية أرجى آية في كتاب الله سبحانه، لاشتمالها على أعظم بشارة.


قال عبدالله بن عمر: وهذه أرجى آية في القرآن فرد عليهم ابن عباس وقال أرجى آية في القرآن قوله تعالى: "وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم"




وذكر القرطبي تدارس الصحابة للقرآن وذكرهم لأرجى آية:


قال الصديق رضي الله عنه لقد قرأت القرآن كله فوجدت أرجى آية في كتاب الله هي قول الرب تبارك وتعالى ( قل كل يعمل على شاكلته) قال الصديق لا يشاكل العبد الا العصيان _ أي أن العبد يعصي ولا بد _ قال ولا يشاكل الرب الا الغفران.



قال الفاروق رضي الله عنه القرآن كله فوجدت أرجى أية في كتاب الله قول الرب ( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب) قال قدم الله مغفرة الذنب على قبول التوبة.



وقال ذو النورين عثمان رضي الله عنه قرأت القرآن فوجدت أرجى آية في كتاب الله قول الرب ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم.



وقال علي رضي الله عنه القرآن كله فوجدت أرجى آية في كتاب الله قول الرب ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا)



قال القرطبي بعد أن ساق الخبر وقلت أنا _ أي القرطبي _ ارجى آية في كتاب الله قول الرب ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون).




وقال ابن عباس: هذه أرجى آية للموحدين لأنهم لم يكذبوا ولم يتولوا.


( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى، إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ) طه 47-48



قال عبد الله بن المبارك: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى،


{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ} إلى قوله: {أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}


وقال بعضهم: أرجى آية في كتاب الله عز وجل: "ولسوف يعطيك ربك فترضى" ؛ وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى ببقاء أحد من أمته في النار.



وقوله تعالى: "الله لطيف بعباده" .



وذكر العلامة الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان أن أرجى آية في كتاب الله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق


بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير* جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) فاطر32-33


لأنه تعالى أورث الكتاب لثلاثة أصناف ثم وعد الجميع بدخول جنات عدن بما فيهم الظالم لنفسه ...




والخلاصة أن هذه الآيات من أرجى الآيات في كتاب ربنا الغفور الرحيم الكريم


والقرآن مليء بآيات الخوف التي توجل منها القلوب ،, وتدمع لها العيون ،،


ومليئ بآيات الرجاء التي تطمئن لها النفوس ، وتسعد بها ، حتى يمضي المؤمن بجناحي الخوف والرجاء



وما ذكر أعلاه ،،


هي وقفات عند آيات عظيمة في الرجاء عندما يقرأها المؤمن ويتدبرها يسر بها لما يرى من سعة رحمة الله ومغفرته ،، فيرى فيها ،، أنها أوسع وأرجى آيات قرأها ....



أتمنى أن أكون وفقت في نقل ما قيل حول أرجى آية



‏أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها‏



‏ ‏حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏كثير بن هشام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏المسعودي ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي بردة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي موسى ‏ ‏قال ‏


‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا ‏ ‏الفتن ‏ ‏والزلازل والقتل ‏

عون المعبود شرح سنن أبي داود






‏( أُمَّتِي هَذِهِ ) ‏


‏: أَيْ الْمَوْجُودُونَ الْآن وَهُمْ قَرْنه أَوْ أَعَمّ ‏


‏( أُمَّة مَرْحُومَة ) ‏


‏: أَيْ مَخْصُوصَة بِمَزِيدِ الرَّحْمَة وَإِتْمَام النِّعْمَة , أَوْ بِتَخْفِيفِ الْإِصْر وَالْأَثْقَال الَّتِي كَانَتْ عَلَى الْأُمَم قَبْلهَا مِنْ قَتْل النَّفْس فِي التَّوْبَة وَإِخْرَاج رُبْع الْمَال فِي الزَّكَاة وَقَرْض مَوْضِع النَّجَاسَة ‏


‏( لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَاب فِي الْآخِرَة )


‏: أَيْ مَنْ عُذِّبَ مِنْهُمْ لَا يُعَذَّب مِثْل عَذَاب الْكُفَّار قَالَ الْمُنَاوِيّ : وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَاد لَا عَذَاب عَلَيْهَا فِي عُمُوم الْأَعْضَاء لِأَنَّ أَعْضَاء الْوُضُوء لَا يَمَسّهَا النَّار فَتَكَلُّف مُسْتَغْنًى عَنْهُ . وَقَالَ صَاحِب فَتْح الْوَدُود أَيْ إِنَّ الْغَالِب فِي حَقّ هَؤُلَاءِ الْمَغْفِرَة . وَقَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة : بَلْ غَالِب عَذَابهمْ أَنَّهُمْ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِالْمِحَنِ وَالْأَمْرَاض وَأَنْوَاع الْبَلَايَا كَمَا حُقِّقَ فِي قَوْله تَعَالَى ( مَنْ يَعْمَل سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) : اِنْتَهَى ‏


‏( عَذَابهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَن ) ‏


‏: أَيْ الْحُرُوب الْوَاقِعَة بَيْنهمْ ‏


‏( وَالزَّلَازِل ) ‏


‏: أَيْ الشَّدَائِد وَالْأَهْوَال ‏


‏( وَالْقَتْل ) ‏


‏: أَيْ قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا , وَعَذَاب الدُّنْيَا أَخَفّ مِنْ عَذَاب الْآخِرَة . قَالَ الْمُنَاوِيّ : لِأَنَّ شَأْن الْأُمَم السَّابِقَة جَارٍ عَلَى مِنْهَاج الْعَدْل وَأَسَاس الرُّبُوبِيَّة وَشَأْن هَذِهِ الْأُمَّة مَاشٍ عَلَى مَنْهَج الْفَضْل وَجُودِ الْإِلَهِيَّة . ‏


‏قَالَ الْقَارِي وَقِيلَ الْحَدِيث خَاصّ بِجَمَاعَةٍ لَمْ تَأْتِ كَبِيرَة وَيُمْكِن أَنْ تَكُون الْإِشَارَة إِلَى جَمَاعَة خَاصَّة مِنْ الْأُمَّة وَهُمْ الْمُشَاهَدُونَ مِنْ الصَّحَابَة أَوْ الْمَشِيئَة مُقَدَّرَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وَقَالَ الْمُظْهِر : هَذَا حَدِيث مُشْكِل لِأَنَّ مَفْهُومه أَنْ لَا يُعَذَّب أَحَد مِنْ أُمَّته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوَاء فِيهِ مَنْ اِرْتَكَبَ الْكَبَائِر وَغَيْره , فَقَدْ وَرَدَتْ الْأَحَادِيث بِتَعْذِيبِ مُرْتَكِب الْكَبِيرَة اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُؤَوَّل بِأَنَّ الْمُرَاد بِالْأُمَّةِ هُنَا مَنْ اِقْتَدَى بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يَنْبَغِي وَيَمْتَثِل بِمَا أَمَرَ اللَّه وَيَنْتَهِي عَمَّا نَهَاهُ . وَقَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه : الْحَدِيث وَارِد فِي مَدْح أُمَّته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاخْتِصَاصهمْ مِنْ بَيْن سَائِر الْأُمَم بِعِنَايَةِ اللَّه تَعَالَى وَرَحْمَته عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُمْ إِنْ أُصِيبُوا بِمُصِيبَةٍ فِي الدُّنْيَا حَتَّى الشَّوْكَة يُشَاكَهَا أَنَّ اللَّه يُكَفِّر بِهَا فِي الْآخِرَة ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبهمْ , وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْخَاصِّيَّة لِسَائِرِ الْأُمَم وَيُؤَيِّدهُ ذِكْر هَذِهِ وَتَعْقِيبهَا بِقَوْلِهِ مَرْحُومَة , فَإِنَّهُ يَدُلّ عَلَى مَزِيَّة تَمْيِيزهمْ بِعِنَايَةِ اللَّه تَعَالَى وَرَحْمَته , وَالذَّهَاب إِلَى الْمَفْهُوم مَهْجُور فِي مِثْل هَذَا الْمَقَام , وَهَذِهِ الرَّحْمَة هِيَ الْمُشَار إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } إِلَى قَوْله { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ } اِنْتَهَى . ‏


‏قَالَ الْقَارِي : وَلَا يَخْفَى عَلَيْك أَنَّ هَذَا كُلّه مِمَّا لَا يَدْفَع الْإِشْكَال فَإِنَّهُ لَا شَكّ عِنْد أَرْبَاب الْحَال أَنَّ رَحْمَة هَذِهِ الْأُمَّة إِنَّمَا هِيَ عَلَى وَجْه الْكَمَال وَإِنَّمَا الْكَلَام فِي أَنَّ هَذَا الْحَدِيث بِظَاهِرِهِ يَدُلّ عَلَى أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ لَا يُعَذَّب فِي الْآخِرَة , وَقَدْ تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيث فِي أَنَّ جَمَاعَة مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة مِنْ أَهْل الْكَبَائِر يُعَذَّبُونَ فِي النَّار ثُمَّ يَخْرُجُونَ إِمَّا بِالشَّفَاعَةِ وَإِمَّا بِعَفْوِ الْمَلِك الْغَفَّار , وَهَذَا مَنْطُوق الْحَدِيث وَمَعْنَاهُ الْمَأْخُوذ مِنْ أَلْفَاظه وَمَبْنَاهُ وَلَيْسَ بِمَفْهُومِهِ الْمُتَعَارَف الْمُخْتَلَف فِي اِعْتِبَاره حَتَّى يَصِحّ قَوْله إِنَّ هَذَا الْمَفْهُوم مَهْجُور , بَلْ الْمُرَاد بِمَفْهُومِهِ فِي كَلَام الْمُظْهِر الْمَعْلُوم فِي الْعِبَارَة ثُمَّ قَوْل الطِّيبِيّ رَحِمَهُ اللَّه , وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْخَاصِّيَّة وَهِيَ كَفَّارَة الذُّنُوب بِالْبَلِيَّةِ لِسَائِرِ الْأُمَم يَحْتَاج إِلَى دَلِيل مُثْبِت وَلَا عِبْرَة بِمَا فُهِمَ مِنْ الْمَفْهُوم مِنْ قَوْله عَذَابهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَن إِلَى آخِره , فَإِنَّهُ قَابِل لِلتَّقْيِيدِ بِكَوْنِ وُقُوع عَذَابهَا بِهَا غَالِبًا اِنْتَهَى . ‏


‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده الْمَسْعُودِيّ وَهُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الْهُذَلِيّ الْكُوفِيّ اِسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيّ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد . ‏


‏وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ : تَغَيَّرَ فِي آخِر عُمْره فِي حَدِيثه اِضْطِرَاب . ‏


‏وَقَالَ اِبْن حِبَّان الْبُسْتِيّ : اِخْتَلَطَ حَدِيثه فَلَمْ يَتَمَيَّز فَاسْتَحَقَّ التَّرْك . اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ . ‏


‏وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْحَاكِم وَصَحَّحَهُ وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيّ وَفِي مُقَدِّمَة الْفَتْح عَبْد الرَّحْمَن الْكُوفِيّ الْمَسْعُودِيّ مَشْهُور مِنْ كِبَار الْمُحَدِّثِينَ إِلَّا أَنَّهُ اِخْتَلَطَ فِي آخِر عُمْره . ‏


‏وَقَالَ أَحْمَد وَغَيْره مَنْ سَمِعَ مِنْهُ بِالْكُوفَةِ قَبْل أَنْ يَخْرُج إِلَى بَغْدَاد فَسَمَاعه صَحِيح اِنْتَهَى وَاَللَّه أَعْلَم . ‏


أتمنى أن أكون وفقت في نقل ما قيل حول أرجى آية وارجى حديث والله اعلم واحكم واعظم


منقول

21
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهرة سرف
زهرة سرف
جزاك الله غاليتي خير الجزاء على نقلك هذا وجعله الله في ميزان

حسناتك ومعلومات قيمه اثابك الله عليها ولا حرمك الله الأجر ان

شاء الله ونفع الله بك اللهم امين
لافلي جيرل
لافلي جيرل
جزاك الله غاليتي خير الجزاء على نقلك هذا وجعله الله في ميزان حسناتك ومعلومات قيمه اثابك الله عليها ولا حرمك الله الأجر ان شاء الله ونفع الله بك اللهم امين
جزاك الله غاليتي خير الجزاء على نقلك هذا وجعله الله في ميزان حسناتك ومعلومات قيمه اثابك الله...
جزآآك الله خير ع الانتقآء الرائع
*هبة
*هبة
^_*فوفو^_*
^_*فوفو^_*
جزااااك الله خير
قلب منكسر
قلب منكسر
جزاكِ الله خيرا