احترت كثيرا في اختيار موضوعي فكلها مهمه وكلها ذو شأن
وقفت عند كل منها برهه ... واخيرا وقع اختياري على الصدق
ليس تقليلا بغيره وانما شرفا له
به لقب خير خلق الله , خير البشر
وبه لقب صديقه ابو بكر
عرف به النبي صلى الله عليه وسلم قبل
البعثة واشتهر
فكان صدقه عونا له على دعوته وقد بدأ به لينشره
فعندما نزل عليه الوحي وأمر ان يخبر به الناس صعد على جبل
وقال : ياقريش لو اخبرتكم ان خلف هذا الجبل جيش فما تقولون
قالوا : صدقناك فما شهدنا عليك كذبا "
بأبي هو وأمي حتى في مزحه كان لايقول الا صدقا
يقول الشاعر
عود لسانك قول الصدق تحظ به ...... ان اللسان لما عودت معتاد
عوديه اخيه على الصدق يعتاده بعدها ستستنكرين على نفسك أي
كذبه ولو كانت صغيره
ما اجمله من دين حين يجعل صدقي منجاتي ووصولي الى
دار احبها واتمناها واسعى لها
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ان الصدق يهدي الى البر , وان البر يهدي الى الجنة وان
الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا , وان الكذب يهدي
الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار , وان الرجل ليكذب
حتى يكتب عند الله كابا " متفق عليه
ان اكون صادقه ليس بالشيء العسير .. حين احب ان اتمثل
امر الله تعالى بقوله ( يا ايها الذين امنوا واتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
لبيك يا الله
وما اجمله من شعور حين امنح نفسي الهدوء
فحين اكون صادقه اكون مطمئنه واثقه بكل خطواتي لا اخشى شيئا
لايتغير حالي لافي رخاء ولا شده ولا غضب ولا رضى
ولا في حل ولا في سفر
فتلك هي من علامات المؤمن الصادق .. به امنح نفسي رضا ارجوه
فهو بوابة له انه _ رضوان الله تعالى _
وبه استمر واحيا , فأتخذه اسلوبا ومنهجا حتى اكتب عند الله صديقا
( وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا )
كلنا على ثقه ان حبال الكذب قصيره , جملة اعتدنا على ترديدها
وألفناها للأسف لما نراه من كثرته
ولجوؤنا له وقت الحاجات ,, تناسينا تماما تلك الحبال القويه والمتينه
التي توصلنا الى دار السلام .. وهي حبال الصدق
مالذي يجعلنا نكذب ؟ !! انرجو رضا غير رضا الرب
اذا صدقت مع الله ورضيتيه حتما سيرضى الجميع
فلا تخالفي الصواب في اقوالك وافعالك
واجعلي صدقك يتجلى في جميع انواعه
فصدقك مع الله .. اعلاها .. اجعلي عملك مخلصا ليس فيه
رياءا ولا سمعه
وصدقك مع الناس .. ميزة لك وفيها رفعة لشانك فيه يثق
الناس بك وبحديثك
وصدقك مع نفسك .. وحالك فلا تخدعي نفسك واعترفي بعيوبك
وصححيها , ولا تتصنعي وتتقنعي بقناع قد يكشف
كنت ومازلت اقول :
احب الصالحين ولست منهم .. لعلي انال بهم شفاعه
فما اجمل اقوالهم حين صدقوها بأفعالهم
هذه بعضها ..
يقول عمر بن عبد العزيز : ماكذبت منذ علمت ان الكذب يشين
صاحبه "
ويقول عمر بن الخطاب : لئن يضعني الصدق _ وقل مايفعل _
احب الي من ان يرفعني الكذب _ وقل مايفعل _
وقال عبدالملك بن مروان لمعلم اولاده : علمهم الصدق كما تعلمهم
القران
وهذه قصة اعجبتني اختم بها موضوعي
-قال الشيخ عبد القادر الجيلاني –رحمه الله-: بَنَيْتُ أمري على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أُمِّي أربعين دينارًا، وعاهدتني على الصدق، ولمَّا وصلنا أرض (هَمْدَان) خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، فمرَّ واحد منهم، وقال: ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا. فظنَّ أني أهزأ به، فتركني، فرآني رجل آخر، فقال ما معك؟ فأخبرته، فأخذني إلى أميرهم، فسألني فأخبرته، فقال: ما حملك على الصدق؟ قلت: عاهدَتْني أُمِّي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها. فصاح باكيًا، وقال: أنت تخاف أن تخون عهد أُمِّك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله!! ثم أمر بردِّ ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائب لله على يديك. فقال مَنْ معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعًا ببركة الصدق وسببه.
اخيرا غاليتي
كوني صادقه تنعمي
طبتم وطابت ايامكم رضا وتقوى
لا اله الا الله
لاحرمنا منك ياغاليه..