ماكنوز الشـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــكر

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم


كنوز الشكر


إن العلاج لكثير من مشاكلنا الإيمانيه كالفتور والانتكاس والتردد والتذبذب وتخطف الفتن، يتمثل في شكر نعمة الله عز وجل .. وللشكر مقام عظيم يغفل عنه الكثير، ولا يقوم به إلا القليل.. ووالله إنه لسبب كل خير، فالنعم تزيد بالشكر وتُحفظ من الزوال بالشكر، قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}


والشكر واجب من الواجبات التي تأثم على تركها .. قال تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} .. عندما يُعطيك الله النعمة ولا تشكره عليها، فهذا ذنب لا ننتبه له.


وهو الغاية من الخلق .. قال تعالى {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}


الشكر يكون بثلاث أمور:


1)الاعتراف بالنعم باطنًا .. 2) التحدث بها ظاهرًا .. 3) تصريفها فى طاعة الله.


وتمام الشُكر بالعجز عن الشكر ..كما قال موسى عليه السلام "يا رب .. إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك ؟" .. فقال الله تعالى لموسى : الآن شكرتني .


فعليك أن تُعدِد نعم الله عليك حتى تستشعرها .. واجعل لذلك دفترًا تُقيد فيه النعم وسمِّه كشكول النعم .. قال تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ..}


الشاكر يرى كل شىء حوله نعمة، فكم نعمة ستكتب؟؟




ومن كنوز الشكر ..


1)الدافع المتجدد فى الطريق إلى الله .. قال تعالى {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} ..


فلن تستطيع أن تسير في الطريق ولن تتوافر لديك الطاقة المتجددة إلا بـالشكر .. العبد الشاكر الذي يشعر بقيمة النِّعمة طوال الوقت، هو الذي سيكون عنده طاقة متجددة دائمًا ليسعى فى كل خير .. أما الجاحد فلا يُقدِّر نعمة الله عليه، مما يؤدي إلى إنقطاعه.


2)العمل الوحيد الذي أطلق الله جزاءه دون مشيئة ..


فجزاء أي عمل من الأعمال يترتب على مشيئة الله سبحانه وتعالى، إلا الشكر فجزاءه يكون في الحال .. قال تعالى {.. وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} .. {.. وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} .. ولم يقل الله "إن شاء"، فلو شكرت ستحصل على الجزاء فى الحال .. فسبحان الله الشكور.


3)سبب رضوان الله ..


قال تعالى {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ } ..


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليه أو يشرب الشربة فيحمده عليها" .. فالهج دائمًا ب"الحمد لله" ولكن من قلبك .. فالحمد يُرضي الله عز وجل عنك، ورضاه يؤدي إلي سعادتك في الدنيا وتمتُعَك بالنعيم الذي ما بعده نعيم ورؤية الله عز وجل في الجنة.


4)يُبلِّغك درجة المحبة ..


استشعارك لنِعم الله عليك وتعدديها، سيزرع حب الله في قلبك .. فالله قد جبل النفوس على حُب من أحسن إليها.


5) يحفظك من العذاب في الدنيا والآخرة ..


قال الله تعالى {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} .. فالله سبحانه وتعالى لن يُعذبك طالما قد شكرت نعمته وآمنت به، بل وسيشكرك الله عز وجل على خطواتك التي تخطوها في طريقه ... وقد قدم الشُكر على الإيمان، لإنك لن توفق للإيمان بدون شكر.


6) يُعالجك من الانتكاس والفتور ..


قال الله تعالى {.. وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } .. فلو شكرت لن تنقلب ولن تكون مترددًا.


7) أمان من كيد الشيطان ..


أخبر سبحانه وتعالى أن من مقاصد إبليس أن يمنع العباد من الشكر {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} .. فكأنه ذكر الداء والدواء .. الداء: هو جحود النعمة والدواء: هو الشكر .. فالشكر يحفظك من الشيطان.


8)من أراد أن يكون من صفوة خلق الله في الأرض فعليه بمزيد الشكر ..


فالله وصف الشاكرين بأنهم قليل من عباده { .. وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} .. فهؤلاء هم الصفوة.




وهناك بعض المفاهيم الخاطئة عن الشكر .. تعالوا كي نُصححها ..


المفهوم الأول:اعلم أنه لا يوجد تعارُض بين شكر الله وشكر الناس .. لأن الله أمر بشكر الناس إذا صنعوا لنا معروفاً .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لايشكر الله من لايشكر الناس" .


وهناك فرق بين شكر العبد وشكر الرب .. فشكر الرب فيه خضوع وذل وعبودية، أما شكر الناس فمجرد مكافأة مقابل ما أعطاه لك، وتدعو له وتُثني عليه.


المفهوم الثاني: التحدث بالنعم والحسد .. قال النبي صلى الله عليه وسلم "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" .. ولكن هناك نِعم لا يمكن أن يخفيها العبد ... وقد بين الشرع الحكيم الضوابط لهذا الأمر:


الضابط الأول:
لا تكتم النعمة وإن أسديتها فأظهر نعمة الله فيها .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" .. استحضر دائمًا فضل الله عليك وأن هذه النعمة لم تأتِ بحولك ولا قوتك ولا تقصد بالتحدث بها أن تتميز على الناس، حتى يحفظك الله من كل حسد وابتلاء.


الضابط الثاني:
عدم الخيلاء والاسراف .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة"


أما الحاسد .. فعلاجه في قول الله تعالى {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}


المفهوم الثالث:
استمتع واشكر .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} .. إذا منَّ الله عليك بنعمة من نعمه فتمتَّع بها وقم بشكره عليها وتصريفها في مرضاته ولا تُحرِم ما أحلّ الله.


فهيا تميز عند ربك وكن من القليل ..


واجعل لك من الاّن حظ من هذا المقام العظيم حتى


لاتحرم نفسك من هذه الكنوز







..لاتحرم نفسك من هذه الكنوز



9
617

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مبتغآآي آلجنه
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمك
مبتغآآي آلجنه
لا اله الا الله
noor alhody
noor alhody
اللهم لك الحمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك

جزاك الله كل خير
ام مبارك1
ام مبارك1
جزاك الله خير
مرفت عباس
مرفت عباس
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمك