مالأفضل الذكر ام الدعاء ؟

الملتقى العام

السؤال / يقول رب العِزة في الحديث القدسي :"من شغله ذِكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين"، قاصداً القرآن الكريم، فهل ذكر الله تعالى بالأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن الصالحين ، والدعاء بأسماء الله الحسنىغير مرغوب فيه؟ وهل يتعارض الحديث القدسي المذكور مع الآية الكريمة"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"؟ وإذا كنت أقضي حوالى الساعتين في الذكر في الصباح ويؤثر ذلك على قيامي بمهام المنزل-إذا استيقظت متأخرة- فما رأي الدين، جزاكم الله تعالى خيرا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالحديث المذكور رواه الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: " يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته ‏أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه". قال ‏الترمذي: هذا حديث حسن غريب.‏
وقال: المباركفوري في شرح الترمذي ( قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث: رجاله ‏ثقات، إلا عطية العوفي ففيه ضعف. انتهى.‏ قلت: وفي سنده محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وهو أيضاً ضعيف. قال الحافظ في ‏التهذيب في ترجمته. قال الذهبي: حسن الترمذي حديثه فلم يحسن. انتهى. والحديث ‏أخرجه أيضاً الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان) انتهى من شرح الترمذي.‏
والحديث ورد أيضاً من حديث عمر رضي الله عنه رواه الطبراني قال الحافظ في الفتح ( رواه الطبراني بسند لين ).‏
لكن نقل ابن عراق في تنزيه الشريعة عن الحافظ ابن حجر قوله في أماليه: ( هذا حديث ‏حسن أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في ‏الموضوعات، وإنما استند إلى ابن حبان في ذكره لصفوان في الضعفاء، ولم يستمر ابن حبان ‏على ذلك بل رجع فذكره في الثقات، وكذا ذكره في الثقات ابن شاهين وابن خلفون ‏وقال ابن خلفون: إن ابن معين وثقه، وذكره البخاري في التاريخ فلم يحك فيه جرحاً، وقد ‏ورد الحديث أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه الترمذي وحسنه، ومن حديث ‏جابر أخرجه البيهقي في الشعب) انتهى.‏
والحاصل أن الحديث مختلف في تضعيفه وتحسينه.‏
وقد ثبت في الكتاب والسنة الترغيب في الدعاء والأمر به، بل جاء عند أحمد بسند لا بأس ‏به " من لم يدع الله غضب عليه" ولهذا استشكل بعض أهل العلم هذا الحديث القدسي ‏ورأوا أن في ظاهره معارضة لذلك.‏
قال الزرقاني في شرح الموطأ: ( واستُشكل حديث " من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته ‏أفضل ما أعطي السائلين" المقتضي لفضل ترك الدعاء حينئذ، مع الآية المقتضية للوعيد ‏الشديد على تركه.‏
وأجيب بأن العقل إذا استغرق في الثناء كان أفضل ‏من الدعاء، لأن الدعاء طلب الجنة، والاستغراق في معرفة جلال الله أفضل من الجنة، أما إذا ‏لم يحصل الاستغراق فالدعاء أولى لاشتماله على معرفة الربوية وذل العبودية، والصحيح ‏استحباب الدعاء) انتهى.‏
1
422

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام الكتاكيت1
ام الكتاكيت1
لا اله الا الله