دندوني
دندوني
صدقوني أتمنى ان كلامكم صح
لكن هذا اللي أشوفه للأسف ؟؟!!
ويمكن الناس تختلف عن بعضها البعض
أما ما قلت ( والمرأة التي يخشاها الرجل في نظري هي ( اللي توريه العين الحمرا ,, المتسلطة ,,
اللي لسانها طوله شبرين ,, اللي وراها سند وظهر تستند عليه وقت الشدة ))
هذا من خلال ما أشوف حولي الأفضلية ( للقشرااااااااااااااات ) وللأسف أما الضعوف !!!!!!!
على العموم هذي وجهة نظري واتمنى انها تكون خاطئة ..


تحياتي..
اختكم ... دندوني
أم ننه
أم ننه
مرحبا أخواتي،،

أعتقد إني أتفق معاكم في الكثير مما قيل بس عندي رأي إن هاذي الايام الرجل تعجبه المرأه (الموظفة) اللي تجيب فلوس حق البيت (ما ادري إذا هالشي عندنا في الإمارات بس أو حتى في دول الخليج الثانية) والله الزمن تغير وصارت المقاييس كلها غلط في غلط،، سبحان الله المكان اللي أشتغل فيه ، فيه أكثر من ثلاثين موظفة وأم... كلهم يتمنون اليوم اللي يجلسون فيه في البيت ويربون عيالهم ويطبخون وينظفون بيوتهم مثل الناس بس...أخخخ.. شو أقول..رياييلهم بيغونهم يشتغلون عشان يساعدونهم في مصاريف الحياه اللي كلها كماليات في كماليات على حساب أهم شيء وهم العيال..والله المستعان.
التائبة لله
التائبة لله
كبف الحال خواتي الرجل رجل مهما راح اوقعد يحب الانسانه المتدينه لانه يبغي يشعر ان البيت في امان مايخرج والهم ماكله واللي في السوق كاشفه لحم رخيص معروض الكل يناضره لكن الزوجه المحتشمه كالؤلؤ محصن والرجل يحب اللي تحترم نفسها وتحترمه ويحب القويه في رد الظلم واحقاق الحق كوني له امه يكن لك عبدا والحرمه اللي طويلة لسان ممكن يطيعها لكن يوما ما سوف تندم من تجارب رايتها بام عيني
حشمي الرجل يحشمك
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
هذا مقال أعجبني جدا ويما أنكم تتكلمون عن الحياة الزوجية وكذا
حبيت أكتب لكم هذا المقال للشيخ الطنطاوي .. وتستاهلون أكثر


وصية الشيخ علي الطنطاوي للفتاة والشاب المسلميّن




يا ابنتي




يا بنتي انا رجل يمشي الى الخمسين قد فارق الشباب وودع احلامه واوهامه ، ثم اني سحت في البلدان ولقيت الناس وخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري، لقد كتبت وناديت ندعو الى تقويم الاخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت منا الاقلام وملت الالسنة وما صنعنا شيئا ولا ازلنا منكرا بل ان المنكرات لتزداد والفساد ينتشر والسفور والحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد الى بلد حتى لم يبق بلد اسلامي - فيما احسب - في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة وفيها الغلو في حفظ الاعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد والنحور.. ما نجحنا وما اظن اننا سننجح ، اتدرين لماذا؟ لاننا لم نهتد الى اليوم الى باب الاصلاح ولم نعرف طريقه ، ان باب الاصلاح امامك انت يا بنتي ومفتاحه بيدك فاذا امنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال ، صحيح ان الرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الاثم لا تخطوها المراة ابدا ولكن لولا رضاك ما اقدم ولولا لينك ما اشتد انت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل .. فلما سرقك اللص صرخت اغيثوني يا ناس سرقت ..... ولو عرفت ان الرجال جميعا ذئاب وانت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب ، وانهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص0 واذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ... إي والله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب. إي والله ، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ، ولا يلين لك كلمة ، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد. وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري. تشتركان في لذة ساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهم في نفسك ، والوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شاب ضل ثم تاب ، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا. ولو انك إذ لقيته نصبت له صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والاعراض ... فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به على رأسه ، لو أنك فعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار ، ولجاءك _ إن كان صالحا _ تائبا مستغفرا ، يسأل الصلة بالحلال ، جاءك يطلب الزواج. والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه ، لا تجد البنت أملها الاكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأما موقر’ ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الاميرات ، وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأنا أعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ، أديبتين حقا ، جمع لهما المال والمجد الادبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين ، ولا تحرجيني بسؤالي عن الاسماء إنها معروفة!! .



الزواج اقصى اماني المراة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقة المستهترة لا يتزوجها احد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج ان هي غوت وسقطت تركها وذهب- اذا اراد الزواج- فتزوج غيرها من الشريفات لانه لا يرضى ان تكون ربة بيته وام بنته امراة ساقطة





والرجل وان كان فاسقا داعرا اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها على قدميه وان تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة او البنت المغفلة التي تشاركه في الزواج على دين ابليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام

فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء ؟ انتن اولى به واقدر عليه منا لأنكن اعرف بلسان المراة وطرق افهامها ولانه لا يذهب ضحية هذا الفساد الا انتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصيّنات الديّنات

في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ، لان الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا في غير الشام ايضا ... فألفن جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات و مدرسات المدرسة و طالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات الى الجادة، خوّفنهن الله ، فان كن لا يخفنه فحذرهن المرض ، فان كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع ، قلن لهن : انكن صبايا جميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكن ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ ومتى دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكن اذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكنومن يسأل عنكن ، اتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ اولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ، هناك تكون عجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الاخرى ... انتن اعرف بما تكون عايه.فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ?. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه، ولا تعدمن وسيلة الى هداية أخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السلمات من مرضهن ، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن .

وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت علية المرأة المسلمة حقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال تأباها الحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذودا عنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن ...ولا أكفهن...ولا نحورهن... بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجعل ستره ، وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين.....

وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن، والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلمات شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلك الآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير السفور ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ، وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر.

السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإن كنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاط فشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي ولا هو ولا الاهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة اله ، وأن (يساووا) بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل.

وكذابون لان أوروبة التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ، والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء من هنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجد لاسلامية ولو كان الشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارة الجسد. إن في أوروبا وفي أمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسرا كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنه إلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها ، وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الاسف واحد من هذه (التهريجات) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاما!!يقولون : إن الاختلاط يكسر شرة الشهوة ، ويهذب الخلق ، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي . وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسيا التي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها؟

وأميركا ، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلام مثل هذه المشكلة. وأنا لا أخاطب الشباب ، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلا أنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية ، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ، أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن . إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لم تجد واحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمون على جمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم !

هذه نصيحتي إليك يا بنتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره ، واعلمي أن بيدك أنت ، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الإصلاح ، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمة كلها.
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
إلى ابني


الى السيد م.أ من الاسماعيلية بمصر الذي كتب إلي واستحلفني ان اقرأ كتابه وان ارد عليه



لماذا تكتب الي على تردد واستحياء ؟ اتحسب انك انت وحدك الذي يحس هذه الوقدة في اعصابه من ضرم الشهوة وانك انت وحدك الذي اختص بها دون الناس اجمعين؟ لا يا بني هون عليك فليس الذي تشكو داءك وحدك ولكنه داء الشباب وقد كتبت فيه قديما وحديثا ، ولولا اني لا احب الحديث المعاد ولا اقتني - مع الاسف - الا الاقل من مقالاتي القديمة لنقلتها اليك او لأحلتك اليها ، ولئن أرقك هذا الذي تجد وانت في السابعة عشرة فلطالما ارق كثيرين غيرك ، صغارا وكبارا ولطالما نفى عن عيونهم لذيذ الكرى ولطالما صرف عن درسه التلميذ وعن عمله العامل وعن تجارته التاجر ، وما الحب الذي افتن في وصفه الشعراء وفي تحليله الادباء ا ما تجده انت سواء بسواء ، ولكنك اخذته مجردا مكشوفا فعرفه الناس فلم يخدعوا عنه واخذوه فلفّوه بمثل الورق (الشكلاطة) ليخدعوا عن حقيقته الناس وشربت بفيك من الينبوع ، وشربوا بالكأس المذهبة الحواشي ، والماء في كأس ابي نواس التي اقام في قرارتها كسرى ، كالماء في الساقية ، والشهوة في رسالتك الي كالشهوة في غزل الشعراء وشعر الغزليين ولوحات المصورين والحان المغنين ولكن الضمير ها هنا بارز ظاهر والضمير هناك مستتر خفي وشر الداء ما خفي واستتر

انه ما اشرف على مثل سنك احد الا توقد في نفسه شئ كان خامدا ، فأحس حره في اعصابه وتبدلت في عينه الدنيا غير الدنيا والناس غير الناس فلم يعد المراة على حقيقتها انسانا من لحم ودم له ما للانسان من المزايا وفيه ما فيه من العيوب ولكن املا فيه تجتمع الامال كلها وامنية فيها تلتقي الاماني ويلبسها من خيال غريزته ثوبا يخفي عيوبها ويستر نقائصها ويبرزها تمثالا للخير المحض والجمال الكامل ويعمل منها ما يعمل الوثني من الحجر: ينحته بيده صنما ثم يعبده بطوعا ربا! إن الصنم للوثني رب من حجر والمراة للعاشق وثن من خيال! كل هذا طبيعي معقول ولكن الذي لا يكون ابدا طبيعيا ولا معقول ، ان يحس الفتىبهذا كله في سن خمس عشرة او ست عشرة سنة ثم يضطره اسلوب التعليم الى البقاء في المدرسة الى سن العشرين او خمس وعشرين .

فماذا يصنع في هذه السنوات وهي اشد سني العمر اضطرام شهوة واضطراب جسد وهياجا وغليانا ؟ ما يصنع؟ هذه هي المشكلة ، اما سنة الله وطبيعة النفس فتقول له تزوج ، واما اوضاع المجتمع واساليب التعليم فتقول له اختر احدى ثلاث كلها شر ، ولكن اياك ان تفكر في الرابعة التي هي وحدها الخير وهي الزواج ....

اما ان تنطوي على نفسك ، على أوهام غريزتك وأحلام شهوتك ، تدأب على التفكير فيها ، وتغذيها بالروايات الداعرة ، (والأفلام) الفاجرة ، والصور العاهرة ، حتى تملأ وحدها نفسك ، وتستأثر بسمعك وبصرك ، فلا ترى حيثما نظرت إلا صور الغيد الفوتن ، تراهن في كتاب الجغرافيا إن فتحته ، وفي طلعة البدر إن لمحته ، وفي حمرة الشفق ، وفي سواد الليل ، وفي أحلام اليقظة ، وفي رؤى المنام . أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل ثم لا تنتهي بك الحال إلا إلى الهوس أو الجنون أو انهيار الأعصاب .

وإما أن تعمد إلى ما يسمونه اليوم العادة السرية (الاستمناء) ، وقد كان يسمى قديما غير هذا ، وقد تكلم في حكمه الفقهاء ،وقال فيه الشعراء ، وكان له في كتب الآداب باب لا أحب أن أدل عليه أو أرشد إليه ، وهو إن كان أقل الثلاثة شرا ، وأخفها ضرا ، ولكنه إن جاوز حده وكثر استعماله ركب النفس بالهم ، والجسم بالسقم ، وجعل صاحبه الشاب كهلا محطما ، كثيبا ، مستوحشا ، يفر من الناس ، وجبن عن لقائهم ، ويخاف الحياة ويهرب من تبعاتها، وهذا حكم على المرء بالموت وهو في رباط الحياة .

وإما أن تغرف من حمأة اللذة المحرمة ، وتسلك سبل الضلال ، وتؤم بيوت الفحش ، تبذل صحتك وشبابك ومستقبلك ودينك في لذة عارضة ومتعة عابرة ، فإذا أنت قد خسرت الشهادة التي تسعى إليها ، و(الوظيفة ) التي تحرص عليها ، والعلم الذي أملت فيه ، ولم يبق لك من قوتك وفتوتك ما تضرب به في لج العمل الحر . ولا تحسب بعد أنك تشبع ، كلا ، إنك كلما واصلت واحدة زادك الوصال نهما ، كشارب الماء الملح لا يزداد شربا إلا ازداد عطشا ، ولو أنك عرفت آلافا منهن ثم رأيت أخرى متمنعة عليك ، معرضة عنك ، لرغبت فيها وحدها ، وأحسست من الألم لفقدها مثل الذي يحسه من لم يعرف امرأة قط ، وهاك (فاروق) مثلا!

وَهَبْكَ وجدت منهن كل ما طلبت ، ووسعك السلطان والمال ، فهل يسعك الجسد ؟ وهل تقوى الصحة على حمل مطالب الشهوة ؟ دون ذلك وتنهار أقوى الأجساد . وكم من رجال كانوا أعاجيب في القوة وكانوا أبطالا في الربع والصرع والرمي والسبق ، ما هي إلا أن استجابوا إلى شهواتهم ، وانقادوا إلى غرائزهم ، حتى أمسوا حطاما ....

ان من عجائب حكمة الله انه جعل مع الفضيلة ثوابها: الصحة والنشاط ، وجعل مع الرذيلة عقابها: الانحطاط والمرض ، ولرب رجل ما جاوز الثلاثين يبدو مما جار على نفسه كابن الستين وابن الستين يبدو من العفاف كشاب في الثلاثين ، ومن امثال الافرنج التي سمعناها وهي حق وصدق : من حفظ شبابه حُفظ له شيخوخته. ولو ترك الرجل لغريزته ولم تكن هذه المغريات من الصور والروايات والافلام وتكشف النساء وشيوع الفاحشة لما هاجت به الغريزة الا مرة او مرتين في الشهر او الشهرين لان من القواعد الثابته في العلم انه كلما ارتقى الحيوان (والانسان هنا حيوان) في سلم التطور قلّ عنده السفاد وطال الحمل ، فالديك والدجاجة يتسافدان كل يوم لان مدة الحمل ( بالبيضة) يوم واحد اما القط (وهو من ذوات الاثداء) فيسافد القطة مرة او مرتين في السنة لان حملها مرة في السنة او مرتين واظن ان الانسان ارقى من القط فلماذا يكون للقط موسم واحد هو عندنا شباط ( فبراير) وتكون شهور السنه كلها شباط عند بعض الناس ؟ لهذه المغريات! فالبلاء كله من هذه المغريات من دعاة الشر ورسل ابليس ، الذين يزينون للمراة التكشف والتبرج والاختلاط باسم المدنية والتقدمية والنهضة النسائية ، وما يعنون بالمراة الا كعناية الجزار بالنعجة يطعمها ويدفع عنها ويحميها ويسمنها ولكن للذبح0000

والذين دأبوا على نشر صور العاريات في مجلاتهم من الممثلات الاجنبيات اولا ثم من بنات المدارس بدعوى الرياضة ، ونساء السواحل بحجة الاصطياف ، وعملوا على ذلك الدهر الطويل ، على خطة مرسومة ، وسبيل معينة ، صابرين محتسبين لوجه إبليس ، ولولاهم ولولا مجلاتهم ولولا تلك الروايات من قبل وهاتيك الافلام من بعد ، ولولا الذين تخرجوا بمدرسة الضلال ، ثم ولوا _ مع الاسف _ أمر أبنائنا وبناتنا في مدارسنا ، ما رأينا ولا توهمنا أننا سنرى يوما ، للعبة بكرة السلة ، أو لعرض في حفلة الرياضة ، أو لاصطياف على الساحل ، ولو بعث قاسم أمين ومن شايعه على دعوته ، من رؤوس الفتنة ، ورأوا إلام انتهت إليه المرأة بدعوتهم ( التي أرادوا بها غير هذا ) لأخذتهم الصعقة !

وأؤكد لك أن (ذلك الأمر ) في حقيقته أتفه وأهون مما تظن ، وأن الحديث عنه أعظم منه ووصفه أكبر أثرا في النفس من فعله ، ولولا هذا الفن : فن الشعلر والقصة والتصوير والغناء ، ولولا هذا الذي يجمل المرأة ، ويحسن الحب ، لما رأيت لتلك (الصلة الجسمية ) في نفسك ولا نفس غيرك من الشباب عشر معشار ما تحسه اليوم ، إنها عملية كالعمليات الطبية كلها ، إنها قذرة حقا ، لذلك وضع الله لها هذا (البنج) الذي يعمي ويصم ، فلا يرى المرء القبح فيها ، وهذا البنج هو الشهوة ، ولو فكر المرء فيها هادئا . لو فكر فيها بعقل رأسه لا بعقل أعصابه لما رآها إلا كما أقول .

وهذه المغريات كلها لا تعمل عملها ، ولا تؤتي المر من ثمرها ، ما لم يوجد رفيق السوء ، الذي يدلك على طريق الفاحشة ، ويوصلك إلى بابها ، إنها كالسيارة الكاملة العدة ، وهذا الرفيق كالزناد (المارش) ، وليس تمشي السيارة مهما كانت قوتها إلا بالزناد .

وكأني أسمعك تقول : هذا هو الداء ، فما الدواء ؟




الدواء أن نعود إلى سنة الله ، وطبائع الأشياء التي طبعها عليها ، إن الله ما حرم شيئا إلا أحل شيئا مكانه ، حرم المراباة وأحل التجارة ، وحرم الزنا وأحل الزواج ، فالدواء هو الزواج. الزواج وحده طريق الاصلاح ، وأنا أقترح على الجمعيات الاسلامية والنوادي الاصلاحية أن تؤسس قسما جديدا يرغب الشبان في الزواج، ويدعوهم إليه ، ويسهله عليهم ، ويدل الخاطب على الفتاة التي تصلح له ويصلح لها ، ويقرضه المال إن كان معسرا ، ولهذا الاقتراح تفصيلات وذيول ، من استجاب له وأراد العمل به ، شرحت له تفصيلاته.

فاذا لم يتيسر لك الزواج ولم ترد الفاحشة فليس الا التسامي ، وانا لا اريد ان اعقّد هذا الفصل الذي اكتبه ليكون مفهوما واضحا ، بمصطلحات علم النفس ، لذلك اعمد الى مثال امثله لك : اترى الى ابريق الشاي الذي يغلي على النار انك ان سددته فاحكمت سده واوقدت عليه فجره البخار المحبوس وان خرقته سال ماؤه فاحترق الابريق وان وصلت به ذراعا كبيرا كذراع القاطرة ادار لك المصنع وسير القطار وعمل الاعاجيب ، فالأولى حالة من يحبس نفسه عن شهوته يفكر فيها ويعكف عليها ، والثانية حال من يتبع سبل الضلال ، ويؤم مواطن اللذة المحرمة والثالثة حالة التسامي.

فالتسامي هو ان تنفّس عن نفسك بجهد روحي او عقلي او قلبي او جسدي يستنفد هذه القدرة المدخرة ويخرج هذه الطاقة المحبوسة بالالتجاء الى الله والاستغراق في العبادة او بالانقطاع الى العمل والانغماس في البحث او بالتفرغ للفن والتعبير عن هذه الصور التي تصورها لك غريزتك بالالفاظ شعرا او بالالوان لوحة او بالالحان نغما او بالجهد الجسدي والاقبال على الرياضة والعناية بالتربية البدنية او بالبطولة الرياضية0



والانسان يا ابني محب لنفسهل لا يقدم احدا عليها فاذا وقف امام المرآة وراى استدارة كتفه ومتانة صدره وقوة يديه كان هذا الجسم الرياضي المتناسق القوي احب اليه من كل جسد انثى ولم يرض ان يضحي به ويذهب قوته ويعصر عضلاته ويعود به جلدا على عظم من اجل سواد عيون فتاة ولا من اجل زرقتهما،هذا هو الدواء ، الزواج وهو العلاج الكامل فاذا لم يمكن فالتسامي وهو مسكّن مؤقت ولكنه مسكن قوي ينفع ولا يؤذي .




اما ما يقوله المغفلون او المفسدون من ان دواء هذا الفساد الاجتماعي هو تعويد الجنسين على الاختلاط حتى تنكسر بالاعتياد حدة الشهوة وفتح المحلات العمومية حتى يقضى بها على البغاء السري فكلام فارغ وقد جربت الاختلاط امم الكفر فما زادها الا شهوة وفسادا اما المحلات العمومية فاننا اذا اقررناها وجب ان نوسعها حتى تكفي الشباب جميعا واذن فينبغي ان يكون في القاهرة اثر من عشرة الاف بغي لان في القاهرة ( من اصل المليونين ونصف المليون من سكانها) مئتي الف شاب على الاقل 00 واذا نحن جوزنا للشباب ارتيادها فاستغنوا بذلك عن الزواج فما نصنع بالبنات ؟ هل نفتح لهن محلات عمومية فيها ( بغايا) من الذكور!

كلام فارغ يا ابني والله وما تقوله عقولهم ولكن غرائزهم وما يريدون اصلاح الاخلاق ولا تقدم المرأة ولا نشر المدنية ولا الروح الرياضية ولا الحياة الجامعية انما هي الفاظ يتلموظ بها ، ويبتدعون كل يوم جديدا منها يهوّلون به على الناس ويروجون به لدعوتهم وما يريدون الا ان تخرج لهم بناتنا واخواتنا ليستمتعوا برؤية الظاهر والمخفي من اجسادهن وينالوا الحلال والحرام من المتعة بهن ويصاحبوهن منفردات في الاسفار ويراقصوهن متجملات في الحفلات وينخدع مع ذلك بعض الآباء فيضحون بأعراض بناتهن ليقال لهن انهم من المتمدنين .

وبعد يا ابني: فلا تتردد في الكتابه الي ان لم يرضك هذا الجواب ولا تستحي مما تجد من حر هذه الشهوة التي ركبها الله في النفس انها علامة القوة والأيد والشباب وعليك بالزواج ولو انك طالب لا تزال فان لم تستطعه فاعتصم بخوف الله والانغماس في العبادة والدرس والاشتغال بالفن وعليك بالرياضة فانها نعم العلاج .

والحديث طويل وهذا ما اتسع له مجال المقال ومن استزادني زدته رسالة ان شاء الله او مقالة ان شاء الناشرون0

******************************

هذه المقالة كتبها الشيخ علي الطنطاوي سنة 1406هـ رحمه الله تعالى