مالي لا أراك سعيدا !

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدلله معيد الأعياد ومجدد الأشواق ومحيي العباد ؛ له إيابنا والمعاد .
والصلاة والسلام على كثير التبسم
جميل التكلم محمد العربي الهاشمي
الأمين ؛ أما بعد
من أعظم أهداف الشيطان المعلنة والصريحة والتي يسعى لها ليل نهار
حزن الذين آمنوا ؛ قال تعالى : ( ليحزن الذين آمنوا ...).
قلوبنا الصغيرة يجيش الشيطان جنوده كلهم من أجل أن يخترقوها بالحزن .
وفي ليلة العيد السعيد مالي أراك حزينا؟
أو بعبارة أصح مالي لا أراك سعيدا ؟!
إذا كان حزننا من مقاصد الشيطان العظيمة فإن سعادتنا مما يحزنه ويخزيه !
تخيلوا نحن نجهز للعيد ونغضب ونحزن فهذا ناقص لم يكتمل بعد ؛وهذا لم ننته منه بعد !
والأم والزوجة والبنت الكل مشغول ؛ مشدود ذهنيا .
وهذا لم يرسل لي تهنئة فلن أرسل له !
ثم المحصلة أحدنا ليس سعيدا كما ينبغي!
وحتى في يوم العيد هذا لم يزرني ؟
وهذا تعمد عدم الانتباه لي !
الأم والأب أحضرا لأولادهما كل ما يحتاجونه من ملبس ومأكل وحلوى ؛ لكن عجز البعض أن يرسم على وجهه أجمل لوحة في العالم وهي : ( وجه مبتسم).
بل أحرقنا الفرحة في قلوب الأطفال بكثرة الصراخ والعتاب والملام !
ونغفل جميعا أن من يخطط لنا هذا التخطيط ويكيد هذا الكيد هو الشيطان الرجيم .
عيد الفطر مرة واحدة في السنة فقط فيعيشوا تفاصيل الفرح كاملة بكل أجزائها
نحن ولله الحمد والمنة من الله علينا بالصيام والقيام ونسأله القبول .
فاستبشروا وارسموا على وجوهكم ابتسامات مشرقة ؛ ابحثوا عن الفرح في كل جزء من قلوبكم وكل شبر من بيوتكم
ومع كل طفل من أطفالكم أو إخوانكم .
خاتمة : صحيح أن جراح أمتنا غائرة ومؤلمة ودماؤنا سائلة في كل أرض
ويعبث بأمجادنا وتاريخنا أحفاد القردة والخنازير ومن شابههم وعاونهم .
لكن مع سواد الليل الكالح لابد أن نسعد ونستقبل شعيرة الله في العيد بكل سعادة وسرور .
وصدقوني غداً أجمل إن شاء الله ؛ غداً سنصلي في الأقصى ؛ غداً سُنعيد للعالم
بسمة العدل المشرقة .
نعم أمتنا قادمة رغم كل ما ترون .
وكل عام وأنتم بخير .

أخوكم / مصلح بن زويد العتيبي
1435/9/29هـ
ليلة العيد السعيد .