مالي ومال الدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم أتركها

ملتقى الإيمان




هذا الاسم يبعث في نفسي راحة لا توازيها راحة .. كيف ؟
والله لا أعلم تحديدا كيف أصف شعوري ..
لكن مفهوم وفكرة أنك تعبد إلها باقيا وأن كل ماسواه زائل كفيل بتنهيدة إيمان عميييقة ..

تصور أن الذين نحبهم وخذلونا زائلون لامحالة ،
تصور أن الذين ضيقوا علينا عيشتنا هم إلى زوال
.. تصور أن كل مايهمنا زائل، وأن من نتعلق به وعليه لن يبقى ..
تصور أن ذاك الي ترك جرحا عميقا غااائرا في قليك ،
بعد فترة لن يك شيئا مذكورا ..
تصور أن كل البضائع التي نلهث خلفها زائلة ..
وأن كل الظروف الجيدة والسيئة لن تبقى




. تصور أن إلهك باق ٍ رغم أن كل شيْ سيزول فيما بعد ..
تخيل أن الشعور السيء الذي خلفه لك أحدهم سيزول وسيزول معه “أحدهم” الذي خلف لك هذا الشعور .. تصور أنك تتعلق بالله والله فقط لأن كل ماسواه يتبدل ويتحول وبالنهاية يختفي ويزول ..

هل تستطيع أن تتذكر كثير من الظروف التي مررت بها وكنت مستاء لما حصل ،
أو لما سببه لك أحدهم ؟ ثم بعد ذلك تبدل الوضع وتحول ؟
وزال السبب والمسبب ؟
لماذا برأيك ؟

لأن الله وحده هو الباقي ..
لأن كل ماعدا الله يتبدل ويتغير إلا الله ..

شعورك ذاته يتغير يوما بعد يوم ،
اليوم تحب أحدهم غدا لايعني لك شيئا لى الإطلاق ..
لكن الله وحده باق ٍ ولا يتغير ..

هو الحيُّ الباقي على الدوام، البقاء ضدُّ الفناء، شأن الخلق الفناء، و شأن الله البقاء،
شأن الخلق أن كلَّ من عليها فان، و شأن الخالق أنه باقٍ على الدوام،



إلا أن كلمة (بقيَّة) تعني طاعة.. قال تعالى:
﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) ﴾
(سورة هود)
﴿ بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾

أي طاعته خيرٌ لكم، من أين استنبطنا أن البقية هي الطاعة ؟

الله جلَّ جلاله أودع في الإنسان الشهوات، هذه الشهوات حيادية يمكن أن نستخدمها وفق منهج الله وبخلاف منهج الله، إن مارست الشهوات وفق منهج الله فأنت أخذت بقية الله،
كسب المال أنواعٌ كثيرة محرمة، يكون اغتصاباً، سرقةً، تدليساً، كذباً، غشاً، خداعاً،
أما التجارةٌ الشرعيةٌ عن قبولٍ ورضىً وصدقٍ وأمانةٍ هذه بقية الله خيرٌ لكم،

فالبقيَّة هي الطاعة..



وسرُّ تسمية البقية الطاعة أن الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان شهوات يمكن أن نتحرك من خلالها بشكلٍ واسعٍ جداً،
إلا أنّ من هذا التحرك الواسع تحركاً منهجياً، تحركاً شرعياً، تحركاً وفق ما أمر الله،

﴿ بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾




أحياناً الطاعة تكون مجهدةٌ ومتعبة وفيها كلفة،
ماسمي التكليف تكليفاً إلا لأنه ذو كلفة،
لكن هذه الكلفة تمضي ويبقى الثواب،
أما المعصية ممتعة، والمتعة تمضي ويبقى العقاب،
فهذا كله شيء عابر، متاعب الطاعة عابرة،
متاعب المعاصي عابرة..

ماالذي يبقى إلى أبد الآبدين ؟

ثواب الطاعة، وجزاء المعصية.

فالمؤمن يفكر فيما سيبقى، لا فيما سيفنى.

الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي تبقى، وما سواها يفنى.



الإنسان في الدنيا له ثلاثة أشياء: ماله، وأهله، وعمله..
ماله يبقى في البيت، وأهله يشيِّعونه إلى شفير القبر ثم يرجعون،
أما الذي يدخل معه عمله.
يا قُيَّيس إن لك قريناً تدفن معه وهو حي ويدفن معك وأنت ميِّت، فإن كان كريماً أكرمك،
وإن كان لئيماً أسلمك، ألا وهو عملك.

قالوا: " القبر صندوق العمل، إن كان العمل كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك ".

الآية الكريمة:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46)﴾






إنَّ الدنيا لها سقف، فمهما كان حجمك المالي كبيراً لا تستطيع أن تأكل إلا ما تملأ به معدتك،
لا تستطيع أن ترتدي إلا ثوباً واحداً، لا تستطيع أن تنام إلا على فراشٍ واحد،
لا تستطيع إلا أن تكون في مكانٍ واحد في وقتٍ واحد، ففي الدنيا سقف،
إلا أنَّ العمل للآخرة بلا سقف، يمكن أن يهدي الله بك رجلاً، أو رجلين،
أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، ولكل أجر فأنت في مزيد.

أما الباقي حقيقة فهو الله عزَّ وجلَّ.. فسبحان من له البقاء، أما نحن فلنا الفناء.





أما الباقي هو الواجب الوجود
أما نحن إذا كنا موجودين فوجودنا لا بذواتنا بل بإمداد الله لنا،
أوضح من ذالك وجودنا متوقفٌ على تناول الطعام والشراب.
سمِعتُ أن بعض المساجين في تركيا أضربوا عن الطعام ثمانية أسابيع،
مات منهم أكثر من عشرة أشخاص، فبدون طعام تموت فهل يعد الوجود ذاتياً ؟
أبداً، إن وجودك متعلِّق بكأس الماء هذا، وباللقيمات التي تأكلها والتي يقمن صلبك، فمن كان وجوده متعلقاً بالطعام والشراب فليس وجوده ذاتياً،
، وهناك تعريف ثان.. الدائم الوجود، الموصوف بالبقاء الأبدي والأزلي، أزلاً وأبداً،
هو الأول بلا بداية، وهو الآخر بلا نهاية، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، هو الموجود أزلاً والموجود أبداً.
وقال بعضهم: " هو الموجود من أزل الأزل إلى الآبدين "
. فكما أنه لا بداية فهو بلا نهاية كذلك، أما نحن فلنا بداية ولنا نهاية،
وفي أية لحظةٍ يقطع الله عنك الإمداد.





لكن البشارة أن المؤمن غال على الله، فإذا حسن عمله في الدنيا وتوفَّاه الله عزَّ وجلَّ
فهو في جنَّة الخلد إلى أبد الآبدين،

فبداخل الإنسان رغبة جامحة لأن يعيش طويلاً،
فلا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا ويتمنى أن يعيش مئة عام،ولا يرغب في أن ينتهي أجله،
فلدينا شيء فطري.. نحبُّ وجودنا، ونحبُّ سلامة وجودنا، ونحبُّ استمرار وجودنا، ونُحبُّ كمال وجودنا.
فإذا آمن الإنسان واستقام على أمر الله وجاءته منيَّته وهو مؤمنٌ فقد حقق استمرار وجوده،
هو في جنَّات الله إلى أبد الآبدين،



وأخيرا
عندما نرتبط بالله أكثر من البشر ،
عندما نتعلق بالله كاتب الأقدار أكثر من مجرد شعور قد يتبدل غدا
أو بعد غد فإننا سنكسب كثيرا من الراحة
وسنعود قادرين على تجاوز مشاكلنا بسرعة أكثر وقوة أكبر ..
عندما يصبح تفكيرنا في الله أولا لأنه الباقي ستصبح الأمور و الخيارات أكثر مرونة و وضوحا .. سيتلاشى كثير من الغموض لأننا نعرف أننا نسعى للباقي لا للزائلين ..
حينما ننزوي قبل النوم ونتذكر أن كل ما / من مررنا به اليوم غير باق ٍ وأن الله وحده باق سيكون النوم أكثر لذة ..
أحكامنا على الاخرين تتغير وتتبدل، المشاعر تتغير ولا تثبت،
الأوضاع في تحول دائم والاشخاص يتغيرون باستمرار..
وحده الله هو الثابت.. وحده الله.

أترككم مع مقطع لشيخ وسيم يوسف لشرح أسم الله الباقي
http://safeshare.tv/w/EtGaqoiwpC


اللهمَّ أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا،
أرضنا وأرضَ عنَّا، وصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ النبيِّ الأميّ وعلى آلهِ وصحبه وسلَّم.

المراجع
مدونه نوال سعد
موسوعه النابلسي

16
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

~~ عِقـــد فُـــل
قال رسول الله ﷺ :
إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيها فإن صلاتكم معروضة علي .
( "اللهم صَلِّ وسلّم وَبَارِكْ على نبينا محمد.")
امي حب دائم
امي حب دائم
جزاك الله خيرا سبحان من له البقاء
يا مَنْ هوَ الباقي ويَفنيِ كلَّ مخـ *** لوقٍ ويبقى الحيُّ ما أبهاه
يا وارِثَ الأكوانِ عاثَ الهمُّ في *** قلبي وفي أرجائِهِ مأواه
فصبرتُ بل أنتَ الصبورُ فكن له *** واحطِم بلائي مَنْ لـهُ إلاه؟
أدعوكَ بالحسنى مِنَ الأسما استجبْ *** أحصَيْتُها أأنَالُ مِنْ نَعْمَاه
تسعونَ زادَتْ تسعةً نقِشَتْ على *** قلبي ولفظُ اللهِ روحي فداه
وَبِهَا أُدنْدِنُ شَادِياً مُتَلهِّفاً *** كالطيرِ يَرجُو القطرَ بُلَّ صَداه
أيَردُّ جوُدك راجِياً متوسِّلاً *** أحْيا الدُجى يَرجُوكَ ياالله
دونا
دونا
ماشاء الله لا قوة الا بالله
بورك اختيارك
بورك طرحك
بورك وصفك
بورك شمولك وإجازك
بورك شغفك
وبورك فنك وذوقك


باركك المولى ووفقك وغمرك بلطفه
وجبر كسرك واسعد قلبك ورفع قدرك
وجعلك من أهل عليين وحشرك مع المصطفى الأمين

سبحان الله قبل كم يوم كنت اتخيل موقف ابو بكر
او لربما شجاعته وقوة ايمانه
بعد وفة الرسول صلى اللع عليه وسلم
وإذا بي اجدها في بطاقة جمييلة من تصميمك



رغــودي كل القلـــــوب تغليها
يارب انك تحفظها وتخليـــــها

ومن كل شر وأذى تحميهـــــا
ولجنة الخلط تآخذ بخطاويهــا

دونا
دونا
جزاك الله خيرا سبحان من له البقاء يا مَنْ هوَ الباقي ويَفنيِ كلَّ مخـ *** لوقٍ ويبقى الحيُّ ما أبهاه يا وارِثَ الأكوانِ عاثَ الهمُّ في *** قلبي وفي أرجائِهِ مأواه فصبرتُ بل أنتَ الصبورُ فكن له *** واحطِم بلائي مَنْ لـهُ إلاه؟ أدعوكَ بالحسنى مِنَ الأسما استجبْ *** أحصَيْتُها أأنَالُ مِنْ نَعْمَاه تسعونَ زادَتْ تسعةً نقِشَتْ على *** قلبي ولفظُ اللهِ روحي فداه وَبِهَا أُدنْدِنُ شَادِياً مُتَلهِّفاً *** كالطيرِ يَرجُو القطرَ بُلَّ صَداه أيَردُّ جوُدك راجِياً متوسِّلاً *** أحْيا الدُجى يَرجُوكَ ياالله
جزاك الله خيرا سبحان من له البقاء يا مَنْ هوَ الباقي ويَفنيِ كلَّ مخـ *** لوقٍ ويبقى...
جميلة الأبيااات
http://forum.**********/imgcache2/**********_1401792403_202.png
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
ماشاء الله يارغودي

حبيت كل مافي الموضوع

وكم نحن بحاجة دائما لهذه التذكرة

وكفى بالموت واعظا

سبحانك اللهم وبحمدك