سائلة تسأل:
ما الأفضل في صيام عاشوراء بصوم يوم قبله أو يوم قبله ويوم بعده ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فصيام يوم العاشر من المحرم يوم عظيم وكان النبي يصومه قبل فرض شهر رمضان وأمر بصيامه
ففي الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ الْمَدِينَةَ
فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا هَذَا الْيَوْمُ
تَصُومُونَهُ ». فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ
مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى
مِنْكُمْ ». فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
مسلم.
ثم صار صيام يوم العاشر من شهر محرم ـ يوم عاشوراء ـ مستحباً وليس بواجب لحديث عَبْد اللَّهِ
بْنُ عُمَرَ رضى الله عنهما أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم- ( إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ).
أحمد، ومسلم.
وصيامه يكفر السنة الماضية للحديث، عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم-: (صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً ).
أحمد.
وأما صيام يوم التاسع مع اليوم العاشر من المحرم فهو لمخالفة اليهود والنصارى ودعا النبي
صلى الله عليه وسلم لصيامة في الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم- : ( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ ).
أحمد، ومسلم.
وهذا الحديث ومثله الآتي قال أهل العلم: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد ن ينقل صيام العاشر
إلى التاسع مخالفة لليهود عندما علم أنهم يصومنه كما في حديث عَبْد اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله
عنهما - يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( فَإِذَا كَانَ
الْعَامُ الْمُقْبِلُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ). قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم-.
ويحتمل؛ أنه أراد أن يضيف التاسع إلى العاشر ليكون بذلك مخالفاً لليهود والنصارى في تفردهم
صيام عاشوراء.
وهذه هي السنة التي استقر عليها السلف الصالح ومن بعدهم من أهل العلم ـ
صيام التاسع والعاشر ـ .
أما صيام يوم قبله او يوم بعده فلم يثبت فيه سنة فالعمدة في هذا حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْماً أَوْ بَعْدَهُ
يَوْماً ).
أحمد، وابن خزيمة، والبيهقي.
قال الشوكاني في ;نيل الأوطار;رِوَايَةُ أَحْمَدَ هَذِهِ ضَعِيفَةٌ مُنْكَرَةٌ مِنْ طَرِيقِ دَاوُد بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ ، رَوَاهَا عَنْهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى;.
وقال الألباني في تخقيقة ابن خزيمة: ;إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى;.
ومثله لفظ: ( صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا ).
أحمد، والبيهقي.
فبهذا نقول خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صيام يوميْ التاسع والعاشر من شهر
المحرم، ومن فاته صيام التاسع؛ فيستحب له صيام الحادي عشر مع العاشر ليتم له مخالفة اليهود
والنصارى.
أما صيام ثلاثة أيام؛ التاسع والعاشر والحادي عشر، فلم تأت السنة بذلك، ولا دليل على سنية صيام
الحادي عشر مع العاشر لمن صام اليوم التاسع .
بل قال ابن عباس الذي هو أعرف بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من غيره ممن جاء بعده:
"صوموا اليوم التاسع والعاشر وخالفوا اليهود".
عبدالرزاق.
وأما قول القائل صيام الحادي عشر مع التاسع والعاشر؛ إحتياطاً، فلم يرد هذا الاحتياط ممن هو
حريص على أمته صلى الله عليه وسلم، ولو كان ذلك من الكمال لما تأخر عليه الصلاة والسلام
من ذكر ذلك لأمته، فلما لم يحصل منه ذلك الاحتياط، قلنا خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وسلم،
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،،،،،،،
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
22/12/1430هـ.
***
المصدر
sun top @sun_top
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الشبلية
•
الله يجزاك الجنه
الصفحة الأخيرة