كلام الأستاذه أناهيد حفظها الله ونفع بها
وجزاها عن الأمة خير الجزاء:
كيف تغذّي هذا التعظيم؟ كيف تجعل الله أكبر من كل شيء في قلبك؟
أصابك همٌّ الآن -أيًّا كانت الهموم-، أوّل ما أصابك همّ تفزع مباشرة إليه وتطمئن إليه فتقول معلنًا عمّا في قلبك أن معك الله وأنه سيهديك، أوّل ما تأتي الهموم تقول: الله أكبر من همومي وإذا وقفت بين يديه فَرّجَها لي.
هناك موردان للتعظيم
الأول : كثرة تدبّر صفات الله ـ عزّ وجل ـ .
قال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} "أي: عظِّمه وأجِلَّه بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتمجيده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له" .
ها أنت تقرأ آية الكرسيّ مرارًا وتكرارا وتقرأ الإخلاص وتقرأ المعوذتين وأواخر الحشر وأوائل الحديد وتقرأ في سبأ وفاطر ويس، تقرأ القرآن من أوّله لآخره وهو يخبرك عن الله وعن عظمته وسلطانه فلا تهجر القرآن, لا تهجر المصدر الذي به تعرف عظمة الله.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} :
"وحقيقة الكبرياء التي لا يعلمها إلا هو، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، أنها كل صفة كمال وجلال وكبرياء وعظمة، فهي ثابتة له، وله من تلك الصفة أجلها وأكملها" .
الثاني :
التفكّر.
يكرّر الله عزّ وجل عليك {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا}، {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا}، {ألم تر} لا تهمل ولا موطن من هذه المواطن في القرآن, كل موطن يقال لك فيه {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ} مسؤوليتك أن تتفكر فيه تفكّر الراغب إلى ربّه المريد أن يقع في قلبه التعظيم وسترى آثار هذا لو كنت صادقًا.
إذن ما مقصد هذه الأيام العشر؟
هذه الأيام تنفع أصحابها إذا كانوا معظّمين لربّهم.
أن تكون معظّمًا لله، افعل تلك الأفعال من أجل أن تغتنم العشر, وهذا هو المقصد الذي ننتظره من العشر سواء كنت حاجًّا أو غير حاجّ, والنتيجة والعلامات واضحة: أن تخرج من هذه العشر وقد زاد إيمانك.
والذي يدل على ذلك أن شعار هذه العشر هو التكبير.
فتكبير الله عّز وجل
رمٌز لتعظيمه
فما معنى التعظيم ؟ كيف يمارس الإنسان تعظيم الله؟
الكلمة مفهومة في داخلنا أن الله هو (العظيم) الذي له القدر، عظيم في قلوبنا، نعظّمه
# فيقع تبعا للتعظيم الخوف
# ويقع تبعا للتعظيم الإجلال
# ويقع تبعا للتعظيم الرغبة
# ويقع تبعا للتعظيم الرهبة
هذه كلها مشاعر تقع في قلب العبد من تعظيم الله.
إذن التعظيم له مؤشرات في القلب، أنت معظّم لله إذن لابد أن يكون هناك مؤشرات:
إذن لتعظيم الله علامات وآثار تظهر عليك:
1. أنك لاتتعدى حرماته إذاكنت معظًما لله. أّول ما تعرف أن هذا حرام تصاب برعدة لو فكرت أنك تتعّدى حرماته.
2. أنك مكتف بالله،لاقلق ولاخوف أبًدا
.
***********
انظر إلى صفة السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب صفتهم أنهم معظمون لربهم، مكتفون به، ما عندهم غير الله، اكتفوا به تماما
((لاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَلاَ يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ))
1،
الذي إذا أَمَر أَمرا نفذ،
وإذا قضى قضاء وقع،
ولا راّد لأمره، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم على أن يرّدوا أمرا من أوامره ما استطاعوا.
هذه مشاعر التعظيم التي في قلوبهم منعتهم من أن يقلقوا، فكانوا شديدي الطمأنينة.
**********
مفروض تخرج من هذه العشر مطمئنا معظّما لله، وكل الهموم التي عندك اطرحها بين يدي الله، فالله أكبر منها، كل ما تشعر به من آلام أو أحزان اطرحه بين يدي الله، والله -عّز وجل- أكبر منها.
فهذه علامات تعظيمك لله، ولهذا أنت تعّبر عن هذا على الشق الثاني خاصة وأنت تقول
(الله أكبر)
تقول لنفسك (الله أكبر) من أ ّي شيء؟
الله أكبر من آلامي وهمومي وأحزاني (أكبر) وهوكافيني.
# الله أكبر من كل ما أنا به طامع في ال ّدنيا وأرغبه، فلا رغبة إلا إليه.
# الله ـ عّز وجل ـ أكبر من كل هذه الشهوات التي تشغلك عنه.
فأنت لمّا تكبر في الصلاة وتقول (الله أكبر) ترفع الحجاب بينك وبين الله،
تعلن في نفسك أنك:
* لوكنت مهموما فهو أكبر من همومك.
* ولوكنت مديونا فهو أكبرمن ديونك، يعطيك.
* هو غايتك وملجؤك، لا قلق إذاكنت معظما لله.
ومن الجهة الأخرى عندك شهوات ورغبات ومحبوبات تمنعك أن تكون عبدا بين يدي الله، تأتي إلى شهواتك ومحبوباتك وتقول: الله أكبر، أكبر من هذه الشهوات والمحبوبات وأعظم في قلبي منها،
وإذاكان الله أكبر وأعظم في قلبي منها أتركها له، من أجله، هو أكبر، إن تركتها له عّوضني خيرا منها.
المعظّم الذي يخرج من هذا الزمن
وقلبه ممتلئ تعظيًما
* فلا يقترف محارم الله
* ويطمئن بالله.
(زيادة الإيمان) = (معظّم لحُرمات الله ) +(مطمئن لله)
وهذا هو قلب (التّأليه)، هذا قلب أن تقول (لا إله إلا الله)، قلب هذه المشاعر, قلب أن الله إلهك هي هذه المسألة: أن يكون الله في قلبك عظيمًا، فتطمئن إليه فترى آثار تدبيره لك، اطمأننت لله فدبرك وخرّجك من كل الأزمات فينصب في قلبك حبّه سبحانه وتعالى.
لذا: "من كبريائه سبحانه وتعالى: أن العبادات كلها، الصادرة من أهل السماوات والأرض، كلها المقصود منها، تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعارًا للعبادات الكبار، كالصلاة وغيرها" .
محبه الكعبه @mhbh_alkaabh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زائرة
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة