فقد تعددت مذاهب الناس، وتنوعت مشاربهم في استقبال شهر رمضان، واستثمار أوقاته فيما يفضلونه من أعمال وأنشطة.
فمنهم من يستقبله بالكسل والبطالة والنوم والغفلة عن الطاعات.
ومنهم من يستقبله بالتفرغ لمطالعة الشاشات، والعكوف على مشاهدة القنوات.
ومنهم من يستقبله بالسهر ليلاً، وإهداء الأوقات في الزيارات والذهاب إلى الأسواق والاستراحات والكشتات وغير ذلك.
ومنهم من يستقبله بالإسراف في الطعام والشراب والتفنن في ذلك وكأن رمضان هو شهر الأكل والشرب لا شهر الصوم.
وأنت أخي الكريم أختي الكريمة ماهي نيتك لقضاء رمضان هذه السنة ؟؟؟
هل انت مقدر لهذه المنحة الربانية التي أسبغها الله على المسلمين؟؟؟
هل أنت متصور لعظيم الأجر للطاعات التي تعمل في رمضان ؟؟؟
الموفقون الذين أراد الله بهم خيراً، وأنار بصائرهم لرؤية الحق، والتمييز بينه وبين الباطل؛ استقبلوا شهر رمضان بالفرح والسرور والبشر والحبور، لأنهم رأوا فيه فرصة بقدوم شهر رمضان لأنهم رأوا فيه فرصة لمغفرة الذنوب وإقامة العثرات، فهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار .. وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول له: « أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم » .
من هنا علم هؤلاء ما في هذا الشهر من فضائل وجوائز وثمرات، فأرادوا أن يغتنموا تلك الجوائز والهبات، حتى لا تندم أحدهم يوم القيامة ويقول : { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } أو يقول: { رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي اَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } ؛ فيكون الجواب: .. فيندم بعد ذلك على تفريطه، ولات حين مندم.
ولهذا فقد عزم هؤلاء الموفقون على استقبال شهر رمضان بما يلي:
بالتوبة والإنابة:
فالتوبة من الذنوب واجبة في كل وقت، وفريضة في كل حين، ولكنها في رمضان أوجب، فمن لم يتب في رمضان فمتى يتوب، ومن لم ينب فمتى ينيب؟ قال تعالى: { وَتُوبُوا اِلَى اللَّهِ جَمِيعًا اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .
فيا مؤخراً توبته بمطلٍ التسويف! لأي يوم أجلت توبتك، وأخرت أوبتك؟
لقد كنت تقول: إذا صمت تبتُ، وإذا دخل رمضان أنبت، فهذه أيام رمضان عنا قد تناقضت .. ومع ذلك فأنت معرض عن ربك، فارٌّ منه لا إليه، مقيم على معاصيه غير مترحل .. فكيف تأمل أن يأتيك مَلَك الموت وأنت على حالك من الإعراض والغفلة؟ .. وكيف تأمل في أن توفق للتوبة وأنت سائر في غير طريقها ..
والله سبحانه غفار الذنوب، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح يتوبة التائبين، وندم العصاة والمذنبين، ولذلك فقد جعل سبحانه للتوبة باباً من قبل المغرب عرضه أربعون سنة، لا يغلقه حتى تطلع الشمس من مغربها كما قال الصادق المصدوق – صلى الله عليه وسلم -
فأين التائبون المنيبون العائدون إلى ربهم ؟!
ويستقبل رمضان بحفظ الوقت واستثماره في الطاعات :
فالوقت نفيس، ومن نفاسته أن ما مضى منه لا يعود إلى قيام الساعة، وكذلك فهو مادة الفلاح والخسران، والنجاة والهلاك ..
ومن الطاعات الواجبة والمستحبة في شهر رمضان :
أولاً: صيام نهاره :
لقوله تعالى: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ } .
وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه »
.
ثانياً: قيام الليل – صلاة التراويح -:
لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » .
ثالثاً: تلاوة القرآن :
فرمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان } . وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي –صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان. ولذلك كان سلف الأمة وساداتها يتفرغون للقرآن في رمضان، فكانوا يتلون القرآن في الصلاة وفي غيرها.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
رابعاً: تفطير الصائمين :
لقوله – صلى الله عليه وسلم – « من فطر صائماً فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء » .
خامساً: الجود:
فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان ... ) .
سادساً: أداء العمرة في رمضان :
لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - « عمرة في رمضان تعدل حجة » وفي رواية « حجة معي » .
سابعاً: الاعتكاف :
ويكون في العشر الأواخر من رمضان، فعن عائشة – رضي الله عنها -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم - ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) .
ثامناً: تحري ليلة القدر وقيامها :
لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » وهي في العشر الأواخر من رمضان.
فاعزم على استغلال هذا الشهر بما يرضي الله ولا تسوف و لا تهتم بالغافلين حولك
هي 30 يوم وتنقضي سراعا
فهل يرضيك وقد خرجت منها بملايين الحسنات ورفع منزلتك عند الله ؟؟
ام يرضيك البقاء برصيدك كما هو ؟؟؟
دلوعة ليون 2008 @dloaa_lyon_2008
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
((احساس رايقه))
•
الله يعطيك الف عافيه وجعله الله في موازيين حسناتك
الصفحة الأخيرة