الحمد لله وكفى، والصّلاة والسّلام على النّبيّ المصطفى،وأشهد أن لا إله إلاّ الله أعظم النّعم أعطى، وأشهد أنّ محمّدا عبد الله ورسوله خير السّبل اقتفى.أمّا بعد: فإنَّ مواسم الخير بين أيدينا متواصلة ومتكررة وفضل الله علينا متواصل ومواسم الخير لا تزال متتالية لمن وفقه الله لاغتنامها ومن تِلكم المواسم شهر الله المحرم.
أولاً: تعريفه: شهر الله المحرم هو أول شهور العام سمِّي بذلك لأن العرب في الجاهلية كانوا يحرِّمون فيه القتال.
ثانياً: فضل الإكثار من صيام التطوع في شهر الله المحرم: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :( أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللّه المحرّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ).
قال النووي في شرحه لمسلم: "قوله :(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم".
وقال ابن رجب في اللطائف: و هذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم.
ثالثاً: علة عدم إكثاره الصوم في المحرم:
قال النووي في شرحه لمسلم: فيه جوابين:أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته.والثاني: لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرهما.
مـسائـل متـفـرقـة حــول يـوم عـاشـوراء
أولا: أيُّ الأيّام هو؟: عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً:(عاشوراء يوم العاشر ).
ثانيا:ً فضل صيام يوم عاشوراء: عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال:( ما رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلاّ هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشّهر يعني رمضان ).. وروى مُسلم عن أبي قتادة مرفوعا:(إنّ صوم عاشُوراء يُكفّر سنة وإنّ صيام يوم عرفة يُكفّر سنتين).
ثالثاً: الحكمة من صيامه: يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكرا لله تعالى، وصامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال:( نحن أحقّ بموسى منكم ).
رابعاً: هل يكره إفراده بالصوم؟: عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: لمّا صام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول اللّه، إنّه يوم تعظّمه اليهود والنّصارى, فقال:( إذا كان عام المقبل إن شاء اللّه صمنا اليوم التّاسع ). قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية في الاختيارات (ص/ 110 ): "لا يكره إفراده بالصوم"
خامساً: بدعة الحزن واتخاذ يوم عاشوراء مأتما: وهي بدعة أحدثتها الرافضة في هذا اليوم ومن مظاهرها النياحة ولطم الخدود وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية وسب الصحابة رضي الله عنهم
قال ابن تيمية في منهاج السنة (4/554): "وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء .. وكذلك بدعة السرور والـفرح
سادساً: بدعة الفرح واتخاذ يوم عاشوراء عيدا: وهي بدعة أحدثتها النواصب في هذا اليوم ومن مظاهر ذلك إظهار الفرح والسرور والاغتسال والتجمل والاكتحال والتطيب وإعداد المطاعم وذبح الذبائح والتوسعة على العيال ...
قال ابن القيم في المنار المنيف (ص/89 ): "أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل لا يصح منها شيء ولا حديث واحد ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل.
سابعاً: تخصيصه بإخراج الزكاة فيه:
قال ابن الحاج في المدخل (1/290): ثم إنهم يضمون إلى ذلك بدعة أو محرما، وذلك أنه يجب على بعضهم الزكاة مثلا في شهر صفر أو ربيع أو غيرهما من شهور السنة، فيؤخرون إعطاء ما وجب عليهم إلى يوم عاشوراء، وفيه من التغرير بمال الصدقة ما فيه، فقد يموت في أثناء السنة أو يفلس، فيبقى ذلك في ذمته، وأقبح ما فيه أن صاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه شهد فيه بأنه ظالم بقوله عليه الصلاة والسلام: ((مطل الغني ظلم))، وفيه بدعة أخرى وهو أن الشارع صلوات الله عليه وسلامه حدَّ للزكاة حولا كاملا وهو اثنا عشر شهرا، وفي فعلهم المذكور زيادة على الحول بحسب ما جاءهم يوم عاشوراء، فقد يكون كثيرا وقد يكون قليلا، وعند بعض من ذُكر نقيض ذلك، وهو أن يخرج الزكاة قبل وقتها لأجل يوم عاشوراء، فيكون ذلك قرضا منه للمساكين، ومذهب مالك رحمه الله أن ذلك لا يجزيه كما لو أحرم بصلاة الفرض قبل وقتها فإنه لا يجزيه عند الجميع، فكذلك فيما نحن بسبيله، وعند الشافعي رحمه الله يجزيه بشرط أن يكون دافع الزكاة وآخذها باقيين على وصفيهما من الحياة والجدة والفقر حتى يتم حول ذلك المال المزكى عنه، وفي هذا من التغرير بمال الصدقة كالأول"
ثامناً: زيارة القبور فيه: قال ابن الحاج في المدخل (1/290 ): ومما أحدثوه فيه من البدع زيارة القبور ونفس زيارة القبور في هذا اليوم المعلوم بدعة مطلقا للرجال والنساء
اللهم وفقنا لفعل الطاعات وجنبنا البدع والمنكرات.
امـــــــــييييييييين
