صدى_250

صدى_250 @sd_250

عضوة جديدة

ما أقساك يا زمن ... وما أقسى قلوب البشر

الملتقى العام

:icon33: ما أقساك يا زمن ... وما أقسى قلوب البشر :icon33:
________________________________________


********

أتعجب من أمر هذه الدنيا ...
قساوة ... وحنان
اجتماع ... وهجران
أفراح ... وآحزان
.
.
.

اجتمعنا ذات يوم
أخوتي .. وأخواتي .. وخوالي
وجميع أفراد أسرتي .. البعيد والداني
سرور نغبط أنفسنا عليه
فحمدت ربي على هذه الصلة والتواصل
وحمدت ربي أكثر .. عندما سمعتهم يقولون
سنجعلها عادة شهرية .. أو نصف سنوية

هكذا تفعل بعض العوائل ... أو أحسبها أن تفعل هكذا

وبينما أنا مسرورة ... أتنقل كالفراشة
بين معارفي .. وقريباتي

وفجأة ... تثاقلت خطواتي ... حتى تسمرت قدماي
وفي مكاني ... دار ناظري .. في كل الاتجاهات
فتشكلت وجوه من حولي .. وكأنها ... شيء واحد
لا أرى غيره
إنها هي ... ولكن ما الذي أتى بها هنـا
وما هذه الكآبة والسواااد

صرخت بأعلى صوتي .. يا أم نووووورة
يا أم نووووورة

بعدها انعقد لساني ... وازدادت زفراتي

أسمع همسات.. من حولي

ماذا أصابها ؟!
ماذا أصابها ؟

وما هي إلا لحظات .. وغيبوبة المكان
تنقلني إلى غيبوبة زمان ليس بالبعيد

إنها قصة توأم روحي ... وغاليتي

تنقلت بين تلك الأدوار المتناقضة
.
.
.

مسكينة هي ...
فقدت زوجها قبل سنوات عشـر
تفرغت لتربية بنتيها
فغمـرتهما بالحنان .. وأعطتهما كل ما تملكه
من وقت .. وجهد .. ولوحدها
ورغم إن الكبرى تعاني من مرض مزمن

حمدت الله .. ولم تجزع .. فصبرت

أين هم عنهـــا ... ؟!

كانت قادرة على تربية بناتها
بتوفيق من الله
فلم تشتكي لأحد .. إلا إلى الله

وبعد تلك العشر سنوات ... تبعثرت العِـشرة
وظهر الجد .. ذلك العجوز المنهك
والجدة هي الأخرى .. تريد أن تعيش زمن الماضي في زمن الحاضر


لا أريد أن أدخل في تفاصيل بين مدّ وجزر
في النهاية
تنتقل الطفلة ذات العشر سنوات .. وأختها المريضة
إلا حضانة ( الجد والجدة )
وليس هذا وكفى ... بل مُنعت الأم من مشاهدتهما
أسابيع ..وأسابيع .. رغم قرب المسافة

مسكينة هي الأم ... لكم أن تتخيلوا
كيف هو حال الأم لحظة الفراق

بالأمس تمسح على رؤوسهما .. تغسل ملابسهما
تنام قريرة العين .. بعد حكاية ألف ليلة وليلة
تستيقظ فتحتضنهما بحنان
.
.
.

وبين شروق شمس وضحاها .. فإذا بها لا ترى إلا
آثار خطى قد أُجبرت على المسير

فصبرت .. واشتكت إلى ربها

تقضي ليلا .. يكسوه حزن .. وأي حزن
تفيق مع بزوغ فجر عابس
وقد أنهكت نفسها .. بالبكاء
وأطفأت حزنها بالدعاء

تنتظـر غروب شمس يوم آخر ... لتعيش مع نفسها
فتمحو كلام نهار جارح .. يدوي في مسامعها
من هذا وذاك ... ليتهم عرفوا .. أو سكتوا

أما ذاك العجوز وزوجته
فعادات الأجداد ... لن يتخلوا عنها

ابنة أبننا .. لنا

نعم لم ننكر هذا ... ولكن هل يستطيعوا أن يفهموا معطيات العصر الحاضـر

مسكينة هي أم نووووره
وبناتها أكثر ... ألم بفقد أم على قيد الحياة
.
.
.


وبعد محاولات ..تلت آخرى
وافقوا على أن تشاهد الأم بناتها

حضرت نورة وأختها
إلى بيت الأم

شحوب وكسل.. وكأنهما .. قضيتا أيام
في الصحراء
صُعقت إلام من منظر ابنتها المريضة
احتضنتها ..... وأغرقتها بالدموع

وببراءة الأطفال ... وقفت البنت الصغيرة
بجانبهما .. تقضم أطراف أصابعها
دونما شعور

تنادي أمها : أمي .. أمي
لماذا تتركيني عند جدتي ؟

أجهشت الأم بالبكاء .. وأبكتهما معا


ما قساك يا زمن .. وما أقسى قلوب البشر

وما هي إلا سويعات .. هي زمن اللقاء
وبعدها سيدق جرس الفراق
فماذا هي فاعلة ... أتنظـر إلى وجهي بنتيها
وتقبلهما .. حتى ينتهي زمن ( للقاء )
أم تركض بهما .. إلى حيث لا تدري
فينتهي الزمن ... قبل أن تنطفئ لهفت الشوق

وتبدأ ساعة الزمن .. من جديد

ما قساك يا زمن .. وما أقسى قلوب البشر


.
.

ماذا سيجنى الجد والجدة ... من كل هذا
وهما الأحوج لمن يرعاهما

وماذا ... يضيرهما من بقاء حفيدتيهما
في أحضان أمهما ... إلى إشعار آخر
طالما ... حاجة البنات ... لأمهما ...
كما ارض قفـر ... تنتظر قطر المطر

حاولت الأم المسكينة.... بشتى الطرق
دون جدوى

كنت اعلم بأن ما يسمونه بـ ( الجاهيااات )
تفعل ما تفعل ... للإصلاح ... إلا إنها

وفي كل مرة تصطدم .. بجدار صلب
تنخدش هي . دونما تأثير به



لم تنتهي تفاصيل الرواية
فللقصة بقيــه
.
.
دعواتكم لها في كل وقت صلاة
.
1
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صادق وصريح
صادق وصريح
حوار رائع وطرح أروع، اعجبنى جداً أسلوبك في تناولك للموضوع و كلماتك الو صفيه والتي تنوعت بالألم والسعادة والحب والفراااق، أتمنى أن لا تحرمينا من ما تخطه و تنسجه أناملك
واسأل اللة الكريم ان يفرج عن صديقتك ويلم الشمل وان تشرق شمس السعادة على حياتها لتبعث عبر أشعتها الطمأنينة والهدوء والمحبة .
تسلم يدينك ودمت بكل الود

زمن قاسي بشر أقسى قلوب ما بها إحساس
زمن حلـل قتـل طفله وطفـل لاهي في بيتـه
زمن فيه الوفا كلمه تخط بـأبيـض القرطاس
زمن لـو شاف دموعي يسمعني زغاريـته