كان بالبصرة عابد قد أجهده الخوف والوله، وأسقمه البكاء وانحله، فلما حضرته الوفاة جلس أهله يبكون حوله فقال لهم: أجلسوني، فأجلسوه، فأقبل عليهم وقال لأبيه: يا أبت ما الذي أبكاك ؟! قال: يا بنى ذكرت فقدك وانفرادي بعدك، فالتفت إلى أمه وقال: يا أماه ما الذي أبكاك ؟!، قالت: لتجرعي مرارة ثكلك، فالتفت إلى الزوجة وقال: ما الذي أبكاك ؟! قالت لفقدك برك وحاجتي لغيرك، فالتفت إلى أولاده وقال ما الذي أبكاكم ؟! قالوا: لذل اليتم والهوان بعدك، فعند ذلك نظر أليهم وبكى ! . فقالوا له ما يبكيك أنت ؟ قال: ابكي لأني رأيت كلاً منكم يبكي لنفسه لا لي،أما فيكم من بكى لطول سفري ؟ أما فيكم من بكى لقلة زادي ؟ أما فيكم من بكى لمضجعي في التراب ؟ أما فيكم من بكى لما ألقاه من سوء الحساب ؟ أما فيكم من بكى موقفي بين يدي رب الأرباب ؟ ، ثم سقط على وجهه فحركوه فإذا هو قد فارق الحياة الدنيا:44:
:06: :time: :(
بلازيــــMـــــــر @blazymr
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️