ما الذي تحتسبه في صبرك؟

ما الذي تحتسبه في صبرك؟

--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي تحتسبه في صبرك؟

لماذا أنت حزين هكذا ؟ ...

وما هذه الهموم التي تخفيها بين أضلعك ؟...
لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة...؟
فهذا أمر قد جرىوقدر، ولا تملك دفعه إلا أن يدفعه الله عنك،
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعهافلا تكلف نفسك من الأحزان مالا تطيق !...
استغل مصيبتك لصالحك لتكسب أكثرمما تخسر، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة
– عفواً –
إنهاعبادات كثيرة وليست واحدة !.. كالتوكل ... والرضا .. والشكر.
فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبه فلن تجزع من مصيبته وهذا والله من
السعادة ... ألا تري أن أهل الإيمان أبش الناس وجوهامع أنهم أكثرهم بلاء !
فكن فطن ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبةأتت أختها ....
وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه أيها الصابر
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالب أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير...
بينما تجدف بحذر يمنةويسرة... ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك...
وفيت لك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه
فذرفت عيناك...وخضع قلبك معها...
واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يا رب ... يا رب ...يا فارج الهم فرج لي... هنا سكن بحرالأحزان...
وهدأت الأمواج العالية... وسار قاربك فوقه بهدوءواطمئنان... إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك...
قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11).
لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى ...
فاجعل هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنياولياليك فاصبر واحتسب:
ღأجر الصابرين _ فالصابر يكتب عليه الأجر بلا عد ولا حد.
قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر ) أن تفوز بمعية القوي ا لعزيز.
قال تعالى: { َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال)
ღأن يحبك الله وما أنبلها من غاية.
قال تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران)ღأن تكون لك عقبىالدار.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً
وَعَلانِيَةً وَيَدْرءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
(الرعد).ღاحتسب في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك
قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود).أن تكون من المفلحين الناجين.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُواوَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}آلعمران).
ღالمغفرة والأجر الكبير.
قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} هود).
ღأن تنال صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه...
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَاأَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِم صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة).
ღانظر إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!..
إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مامن مسلم يصيبه أذى ، مرض فما سواه ،
إلا حط الله له سيئآته ، كما تحط الشجرة ورقها ".صحيح البخاري
وفي النهايه اليكم بكلمة ...
الصبر - يا اخواني واخواتي- ليس فقط على أقدار الله المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر على طاعةالله
وتنفيذ أوامره وايضاً كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فلا تنسوا أن تحتسبوا تلك الأجور في جميع انواع الصبر
منقول