لمسات أمل

لمسات أمل @lmsat_aml

عضوة فعالة

ما المقصود ( بفرحة الصائم ) مهم جداً ....

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في حديث أبى هريرة رضي الله عنه في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه )

الفرح ـ كما يقول الراغب الأصفهاني ـ : انشراح الصدر بلذة عاجلة ، وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية والدنيوي.اهـ
وعليه فإن فرح الصائم بفطره يكون فرحا طبيعيا وهو السابق للفهم ـ كما يقول الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) ـ
وهذا شيء مركوز في طبيعة البشر أنهم يفرحون بما يحصلون من اللذات ، فمن حصَّل مالا فرح به ومن بني بيتا فرح به ومن رُزِقَ ولدا فرح به ومن أصابه جوع أو عطش فحصَّل طعاما أو ماءاً فرح به كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في " الصحيحين " ( َللهُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضجع في ظلها وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك (!) أخطأ من شدة الفرح )

وهناك نوع من الفرح مذموم وهو أن يفرح الإنسان بما عنده من العلم أو المال فرحا ينسيه ربه فلا يذكره ولا يشكره , ومن هذا الجنس فرح قارون حينما قال له قومه ( لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) . ومنه قوله تعالى عن بعض الأمم الكافرة ( فرحوا بما عندهم من العلم ) . ونستفيد منه أن الفرح يكون من لذة معنوية كما يكون من لذة حسية.


والمقصود أن فرح الصائم بفطره هو من الفرح الطبيعي الذي يحصل للإنسان إذا حصل لذة بدنية بعد انقطاع عنها . وهذا الفرح يشعر به كل صائم إذا قُرِّبتْ إليه سفرة الطعام وعليها ما لذَّ وطاب من أنواع الأطعمة والمشروبات وهذا من مقتضى طبيعة البشر إلا إذا كان الصائم مريضا فاقدا لشهوة الطعام فهذا شيء آخر .

ثم إن هذا الفرح يكون للصائم يوم القيامة , ولكن ليس فرحا بالفطر بل فرحا بالصوم ، فينشرح صدر الصائم ويشعر بلذة وسرور من صومه الذي صامه في الدنيا فتأمل كيف يتحول الصوم الذي هو إمساك عن اللذات في الدنيا إلي لذة في نفسه يوم القيامة فيفرح به الصائم كما يفرح في الدنيا بفطره ، فالصوم نفسه إذن مائدة يفرح به الصائم عند لقاء ربه كما يفرح بمائدة الإفطار عند فطره. فياليتنا نجتهد في إعداد مائدة الآخرة كما نجتهد في إعداد مائدة الدنيا . وشتان ما بين المائدتين كما بَعُدَ مابين الفرحتين.
اللهم كما أفرحتنا في الدنيا بفطرنا فأفرحنا في الآخرة بصومنا يا كريم 0 والحمد لله رب العالمين

كتبه شيخنا / أبومالك عبد الحميد الجهني _ ينبع البحر



م/ن
1
877

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

jouliana
jouliana
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

جزاك الله خيرا ربي يشرح صدور المؤمين جميعا للاسلام
سئل الشيخ بن باز عن معنى هذه الآيه..:

نرجو من سماحتكم أن تفسروا قوله تعالى: (( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ))؛ لأن بعض الناس يسيئون فهمها، فيعتقدون أن الناس كلهم سوف يدخلون النار، وكلهم سوف يحاسب بعمله، فإن شاء الله أخرج من يشاء، ويبقي من



هذه الآية الكريمة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قوله عز وجل : (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا -يعني النار-كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا*ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (71-72) سورة مريم. فسرها النبي بأن الورود المرور والعرض، هذا هو الورود، يعني مرور المسلمين عليها إلى الجنة، ولا يضرهم ذلك، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجواد الخيل والركاب. تجري بهم أعمالهم، ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مرور لا يضره ذلك، فالصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس؛ لشدة معاصيه وكثرة معاصيه، فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موحداً مؤمنا، وأما الكفار فلا يمرون، بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذين لم يعفو الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها، لم يتب كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة الله كما قال الله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) (48) سورة النساء. وهو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء -سبحانه وتعالى-. وبعض أهل المعاصي لا يغفر لهم يدخل النار، كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الكثيرة أن بعض العصاة يدخلون النار ويقيم فيها ما شاء الله، فقد تطول إقامته؛ لكثرة معاصيه التي لم يتب منها، وقد تقل ويشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- للعصاة عدة شفاعات يحد الله له حداً، فيخرجهم من النار فضلاً منه -سبحانه وتعالى- عليهم؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة، يشفع المؤمنون، يشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة لا يخرجون بالشفاعة، فيخرجهم الله -جل وعلا- فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، يخرجهم من النار بفضله؛ لأنهم ماتوا على التوحيد، ماتوا على الإسلام، لكن لهم معاصي ماتوا عليها لم يتوبوا فعذبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، وبما ذكرنا يتضح معنى الورود وأن قوله -سبحانه وتعالى- وإن منكم إلا واردها. يعني المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: (فناج مسلم ومكدس في النار). فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر، ويسقط

وكل عام وانتم الى الله اقرب