فالسنة في اللغة : هي الطريقة و السيرة .
و قد اختلف علماء اللغة:هل السنة مقصورة في اللغة على الطريقة الحسنة ، أو أنها تشمل الحسنة و القبيحة ؟
_ و الصحيح: أن المراد بها في اللغة : هي الطريقة سواء كانت حسنة أو
قبيحة ، و مما يدل على ذلك حديث النبي- صلى الله عليه و سلم- " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها ،و أجر من عمل بها ،ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ،ووزر من عمل بها". رواه مسلم .
حيث قسم النبي- عليه الصلاة والسلام- السنة إلي :سنة حسنة ،وسنة سيئة .
_أما السنة في الاصطلاح : فلها اصطلاح عند المحدثين ، كما أن لها اصطلاحا عند الأصوليين ،وكذلك عند الفقهاء .
_ففي اصطلاح المحدثين : هي ما أُثر عن النبي- صلي الله عليه وسلم- من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو صفة :خِلقية ، أو خُلقية ،أو سيرة ، سواء كان قبل البعثة أو بعدها .
_بينما هي في اصطلاح الأصوليين : تطلق على ما جاء منقولا عن النبي -صلى الله عليه و سلم- مما لم يُنص عليه في الكتاب العزيز ، بل إنما نُص عليه من جهته -صلى الله عليه و سلم- كان بيانا لما في الكتاب أو لا.
وتطلق السنة في اصطلاح الفقهاء على ما ليس بواجب ،فيقال : هذا الشيء سنة ،أي : ليس بفرض ولا واجب ،ولامحرم ولا مكروه .
ولكن السنة عند كثير من السلف أوسع من ذلك ؛ إذ يعنون بالسنة معنى أوسع من معناها عند المحدثين ، و عند الأصوليين ، و عند الفقهاء ؛ إذ يعنون بالسنة موافقة الكتاب و سنة رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه سواء في أمور الاعتقادات ، أو العبادات ، و يقابلها البدعة.
فيقال : فلان على السنة ؛ إذا كانت أعماله على وفق كتاب الله و سنة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- .
و يقال: فلان على البدعة؛ إذا كان عمله مخالفا للكتاب و السنة ، أو أحدهما .
_ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- : " و لفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات، و في الاعتقادات، و إن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات".
_ و يقول- رحمه الله- في الحموية : "السنة هي ما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه و سلم- اعتقادا ، و اقتصادا ، و قولا و عملا".
_ و يقول ابن رجب –رحمه الله- :"و كثير من العلماء المتأخرين يخص السنة بما يتعلق بالاعتقاد ؛ لأنها أصل الدين ، و المخالف لها على خطر عظيم" .
قلت : فالسنة إذا أطلقت في باب العقائد إنما يُقصد بها : الدين كاملا لا ما اصطلح عليه علماء الحديث ، و علماء الأصول ، و علماء الفقه .
قال ابن رجب أيضا : "السنة هي الطريق المسلوك ، و يشمل ذلك : التمسك بما كان عليه النبي -صلى الله عليه و سلم- و خلفاؤه الراشدون من الاعتقادات و الأعمال و الأقوال ... "
منقول من سحاب
.

أم أنس السلفية @am_ans_alslfy_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️