بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت المتديات التي تفسق العلماء وتجرح فيهم .. بل والمصيبة أن الجارح في العلماء يكون طالب علم .. فالله المستعان
س - ما رأي فضيلة الشيخ في بعض الشباب ومنهم بعض طلبة العلم الذين صار ديدنهم التجريح في بعضهم البعض وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم ، هل هذا عمل شرعي يثاب عليه أو يعاقب عليه ؟
ج- الذي أراد أن هذا عمل محرم ، فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن . وإن لم يكن عالماً فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين ، والواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين . قال الله تعالى { يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ، ولا تحتسبوا ولا يغتب بعضكم بعضاً ، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه . واتقوا الله .. } الآية ، وليعلم هذا الذي ابتلى بهذه البلوى أنه إذا جرح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق . فيكون وبال رد الحق وإثمه على هذا الذي جرح العالم لأن جرح العالم في الواقع ليس جرحاً شخصياً بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم .
فإن العلماء ورثة الأنبياء فإذا جرح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم وهو مورث عن رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جرح ، ولست أقول إن كل عالم معصوم ، بل كل إنسان معرض للخطأ ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده ، فاتصل به وتفاهم معه ، فإن تبين لك أن الحق معه وجب عليك اتباعه، وإن لم يتبين لك ولكن وجد لقوله مساغاً وجب عليك الكف ، وإن لم تجد لقوله مساغاً فاحذر من قوله لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز .. لكن لا تجرحه وهو عالم معروف مثلاً بحسن النية ، ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الفقه ، لجرحنا علماء كباراً ، ولكن الواجب هو ما ذكرت ، وإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه وتكلم معه ، فإما أن يتبين لك أن الصواب معه فتتبعه أو يكون الصواب معك فيتبعك .. أو لا يتبي الأمر ويكون الخلاف بينكما من الخلاف السائغ وحينئذ يجب عليك الكف عنه وليقل هو ما يقول ولتقل أنت ما تقول ..
والحمد لله .. الخلاف ليس في هذا العصر فقط .. الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا ، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصاراً لقوله وجب عليك أن تبين الخطأ وتنفر منه ، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه ، لأنه هذا الرجل قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه .
فالمهم أنني أحذر إخواني من هذا البلاء وهذا المرض وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا .
كتاب العلم ص 220
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
.................................................. ...........
سئل العلامة عبد الله بن قعود رحمه الله :
يقول السائل :
عندما تنصح فلاناًبأن عليه أن يكف عن الحديث والقدح في فلان، فيقول: لا، كيف ولا بد من إظهار الباطلوإحقاق الحق لئلا يغتر الناس..
وآخر يقول: كثر الكلام والاتهام في عقائد الدعاةوالعلماء بحجة بيان الحق لعامة الناس، والجرح والتعديل
فما هي الضوابط في الجرح والتعديل، وخاصة في شأن الدعاة والعلماء، وخاصة في عقائدهم؟
فأجاب فضيلة الشيخ: عبد الله بن قعود رحمه الله :
( ومتى جاءنا هذا الكلام؟! هل طلع قبلعشر سنوات؟! أو خمس سنوات؟!وبعض من يقول هذا لحاهم بيضاء الآن ، أم لا؟ في الغالب على من يـحمل الفكرة هذه تجدهم في سني، أو قريباً مني في الستين أو السبعين .. على كل حال الأمر يختلف ، إذا كان الإنسان على أمر مبتدَع ابتداع كفري، ووراءه ناس مغترون به، وربما يسلكون مسلكه، فهذا ما فيه شك أنه يُبيَّن، ويُوضَّح لهم .. أما إذا كان الأمر- كما أسلفت في كلمتي- فاضل ومفضول، وطريقة في الدعوة كذا، وطريقة أو أساليب دعوة أو أساليب تعليم، أو غيرها ولم يكن هناك أمر واضح ، فهذا لايـجوز أن يُتتبع الناس به، ولا أن يـحذّروا من الاستفادة من عالم، أو من صاحب معتقدسليم، أو من داعية من الدعاة من أجل هذا الأمر.
الجرح والتعديل نفسه هذا في مجال حديث سيُبنى عليه حكم، خذ رجاله، وبيِّن ما فيهم من جرح ومن تعديل، هذه طريقة معروفة في المصطلح..لكن الآنفي الساحة خصومللشباب ، وخصوم للإسلاميين في كل مكان، وخصوم للملتزمين الحركيين، الذين ينادون بتطبيق حكم الله - سبحانه وتعالى -، فيه خصوم في الجملة، نفس الآن .. الآن الذين لديهم بصيص من وعي، أو بصيص من تـحرك ، أروح وأذهب وأسلط عليهم الألسن بحجة أن الجرح والتعديل هذا أمر لابد منه في مذهب السلف؟!! نعم ، الجرح والتعديل مطلوبلكن الآن أنت تنسى الحسنات، وتنسى الواقع، ولو جيت ما وجدت جرح يـجرح به أهل المصطلح، في واحد ممن نعرف الآن إلا ما شاء الله إلا ما شاء الله ، وتجي تآخذ أمور نظرية من مصطلح أن : ( هذا لابد منه، السلف يبينون الجرح ويُقدمونه على التعديل ، السلف يقولون كذا..) !!! لكن هؤلاء ينبشون واحد ما روى حديث، ولا هو في حديث ، وينبشونه ، وميت ، إلا وهو من أجل إخماد دعوته، أو إخماد كتبه!! على كل حال نرجو الله أن يغفر لنا ولإخواننا ).
وقال رحمه الله تعالى :
( ما تـحمدون الله أن هيأ لكم من يعبد الله ومن يقوم بواجب الدعوة ؟ أما تـحمدون الله أن وجد من أصلابكم ومن إخوانكم ومن بيئتكم ومن أمثالكم من يدعو إلى الله ومن يـحمل الدعوة إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ يا إخواني حسب التجربة قبل أربعين سنة ما نــجد هذه الوجوه ، تجد مجلس وما تجد ..!! الثوب طويل ولا لحية حتى في المنتسبين للعلم ، وتجد الرجل يخطب المرأة ما يقال : هو يصلي أو ما يصلي ؟ يعني أنت وين أمس هذه الألسن ما جاءتنا ؟!!
بالأمس هناك الابتداع،المدينة الابتداع فيها واضح ، يطاف بالقبر ويصرَخ بالشرك ، ويصرخ بالشرك أقولها ومستعد أثبتها لو نوقشْتُ ، الآن ما سمعنا أصواتاً كهذه الأصوات !! هل سمعنا أصواتاً تندد بهذا؟ هل سمعنا أشرطة ؟ أليس في المدينة في أيام المواسم يُصرَخ بالشرك في مسجد رسول الله ؟! والبدع كثيرة من حوله ؟ والدنيا من حوله كذا ؟ وليش ما نسلط أضواءنا مجتمعين - أهل السنة - على المبتدعة وعلى المخرفين وعلى أهل الطرق وعلى الذين أيضاً يـحفرون لنا ويشوهون وجه إسلامنا ؟
نسلط أضواءنا عليهم ، نبدأ بالأهم كما يقال قبل المهم ، اترك أنَّا مختلفين مع عمرو أو زيد في أسلوب أو في مرجوح ، أو في بدعة ليست مكفرة ، نبدأ بمن هم أخطر وبمن هم أولى وبمن هم .. وبمن هم..
فالكثير من مثل هؤلاء تربوا وعاشوا في مدينة يصرخ فيها بالشرك في المواسم ويطاف بالقبر فيها ، طبعاً طواف مهوب بارز لكن طواف يفهمه من يفهمه ، ولا سمعنا أشرطة ولا سمعنا خطب ولا سمعنا كتب أُلفت في هذا ولا سمعنا .. ولا سمعنا ..
بل في بعض الأحيان ربما ينال من الشباب من منبر الرسول ، نيل من الشباب في منبر الرسول عليه الصلاة والسلام وشُوِّهوا وما سمعنا أحداً قال . )
المرجع : شريط ( وصايا للدعاة – الجزء الثاني) للشيخ العلامة عبد الله بن قعود
.................................................. ..........
موضوع الفتوى : نصيحة لأصحاب المواقع والمنتديات
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله يا فضيلة الشيخ نخبركم أنا نحبكم في الله فضيلة الشيخ مع انتشار الشبكة العنكبوتية في أوساط الناس حتى أصبح يستخدمها الكبير والصغير والعالم والجاهل والمسلم والكافر وفتح مجال الكتابة بها في المنتديات فكتب القاصي والداني وفتحت مواقع لمهاجمة الإسلام وسب أهله والعجيب أن نجد منتديات لبعض طلبة العلم المعروفين ليس لديهم إلا سب فلان من المشايخ وينقل في الغالب كلاما مبتورا لبعض المشايخ ينتقدون فلانا أو يحذرون من فلان .
فكثر الكلام وزادت الفرقة وخاض قوم في شرع الله فقلوا بما لم يعلموا وأفتوا بغير علم ونصب بعضهم نفسه عالما بالجرح والتعديل فعدل فلان وجرح فلان وفسق فلان بل وكفر آخر .
فهل من كلمة يا فضيلة الشيخ لأصحاب هذه المنتديات وأخرى لمن يكتبون فيها وكلمة لطلبة العلم الذين اشغلوا أنفسهم بتتبع عثرات العلماء وتركوا طلب العلم . بارك الله فيكم وفي علمكم؟
الإجابة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته مع المتحابين في جلاله
الجواب
الشبكة العنكبوتية هي وسيلة من جنس الوسائل تستخدم في الخير والشر مثلها مثل الهاتف المحمول والطائرات والسيارات فهي وسائل فتحت على الناس من استخدمها في الخير فهي خير ومن استخدمها في الشر فهي شر
ولا شك أن هذا من البلاء والمصائب وننصح أصحاب المواقع أن يتقوا الله عز وجل وعليهم ألا يكتبوا في مواقعهم إلا خيرا ولا يجوز للإنسان أن يسب أخاه أو يسب أهل العلم أو يغتابهم لأن هذا محرم وهو من الغيبة ولحوم العلماء مسمومة وهذا حصل في كتابات بعض الناس يسب بعض أهل العلم ويبتر كلامهم وينقلونه في أشرطة صوتية مبتورا ، ولا شك أن هذا محرم ولا يجوز وأنهم آثمون بفعلهم هذا فلقد أشغلوا أنفسهم بما حرم عليهم ، وكيف ينتسب للعلم ويفعل هذا ، يلفق بعض كلام أهل العلم في بعض وينشره سواء في شريط أو في كتاب أو في الشبكة العنكبوتية أو في غير ذلك ، فعلى أصحاب هذه الموقع أن يتقوا الله عز وجل وأن يقبلوا على طلب العلم ونشر العلم ونفع إخوانهم ويتركوا سب العلماء وبتر كلامهم وعليهم أن يشترطوا على من يكتب في منتدياتهم ذلك ويلزموهم بالتقيد بالآداب الشرعية ولا يسمحوا بنشر ما يخالف ذلك .
وكذلك أوجه نصيحتي لم أراد أن يكتب في المنتديات أن يتق الله ولا يكتب إلا حقا ولا يكتب شيئا يشك فيه أو فيه تضلل أو إيذاء أو بهت وزور فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه، فاكتب ما فيه خير ونفع للمسلمين والواجب تقوى الله عز وجل قال تعالى يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ...الآية وليعلم كل واحد أنه موقوف بين يدي الله ولينظر ما قدمه لغد ه يوم القيامة بين يدي الله فإن الله محاسبه فالواجب الحذر والاحتياط والإمساك عما حرم الله عز وجل والتثبت .
نسأل الله للجميع الثبات على دينه والعافية من مضلات الفتن إنه ولي ذلك والقادر عليه و نسأل الله لنا ولك العلم النافع والعمل الصالح . وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .
فتاوى الشيخ عبدالعزيز الراجحي .. رقم الفتوى : 1709
منقول
دمع الجفون @dmaa_algfon
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️