بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الحبيبات الفاضلات ،
أنا بالطبع لا أعنيكنَّ بهذا المقال...ولكن كم في حياتنا من أشخاص يحتاجون لقراءته أو الاستماع منك إلى ما به من أفكار!!!
فما رأيك أن تساهمي في رفع همم الشباب من حولك بعد قراءته لعلك تكونين سبباً في إنقاذ هذه الأمة مما حلَّ بها؟؟؟!!!
هذا المقال ملخص لمحاضرة ((الجدِّية)) من سلسلة "حتى يغيروا ما بأنفسهم" للأستاذ/ عمرو خالد .التي ألقاها على الفضائيات يوم الخميس الموافق 27/3/2003
وهذا هو نص المقال
الحمد لله حمدا كثيراً طيباً مباركاً كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد و على آله و صحبه الأخيار اجمعين
يقول أحد الصالحين :" أيها الناس ليكُن ميدانكم الأول: أنفسكم فإن انتم انتصرتم عليها كُنتم على غيرها أقدر وإن إنهزمتم أمام أنفسكم كنتم امام غيرها أعجز."
نعم يجب ان نبدأ بأنفسنا كما أتفقنا حتى نواجه العالم بعد ذلك.
و خُلُق اليوم يخص الشباب أساسا ... و أرجو أن تسامحونى فى بعض الكلمات التى سأضطر لإستعمالها لأن الموضوع لم يترُك لى الخيار .....
الجدية يا شباب ............
لا تتصوروا اننا نكرر أنفسنا , تكلمنا عن الإيجابية منذ يومين .. نعم! و اليوم الجدية! نعم فالجدية ليست مقابلاً للإيجابية .... مقابل الإيجابية هى السلبية ولكن مقابل الجدية هى الميوعة – التفاهة – الهيافة – الإستهتار !!!!!
هناك معلومة مهمة يجب ان نتفهمها يا اصدقاء ... ان نسبة الشباب فى الوطن العربى حوالى 70% من عدد السكان ... اما نسبته فى المجتمعات الأوروبية فهى 20-30% . هل تعلموا معنى هذه النسبة ؟ معناها ان الحيوية فى القرن القادم لنا ... و لكن بدون جدية فإن هذه ال70% لا تساوى ال20% الجادة...
لو لاحظتم معى فى خططنا نحو تغيير أنفسنا نتناول مرة خُلُق و مرة علاقة إيمانية بالله فالتضرع و الثقة بالله ايمانيات و لكن الجدية و الإيجابية اخلاقيات.
إن الطفولة صحة بلا عقل .... و الشيخوخة حكمة بلا قوة .... فمن يملكهما معا : العقل و القوة ؟ انه الشباب . إنه أغلى و اثمن ما تملكه أى أمة...... أغلى من البترول والأراضى القابلة للزراعة والسياحة ..... أغلى ثروات أى أمة هو شبابها... إذا أردت ان تقيس قوة أى أمة أو ضعفها أنظر الى شبابها..
إن علماء الإجتماع يحدِّدون مدى تواجد أى أمة على ساحة العالم بمقدار القوة أو الضعف عن طريق قياسات مدروسة للشباب .... و من هنا نسمع من هذا الكلام أحيانا :" اننا في الفترة القادمة ننتظر ظهور البلد الفلانى على الساحة كقوة إقتصادية ..وكذا وكذا ."... حدث ذلك و سمعناه و سنسمعه ... وهو ليس تنجيم بل دراسات متخصصة تعتمد اعتماد اً كلياً على درجة حيوية وجِدِّية الشباب ... من هنا يستطيعون ان يقولوا ان هذه الدولة ستنضم الى قائمة الدول الكبرى بعد 10 سنوات مثلا ... او يقولوا :"لا؛ ولا حتى بعد 100 سنة "... لماذا؟ لأنهم وجدوا اهتمامات شبابها رديئة...
لا داعى ان نلقى التهم على بعضنا البعض تعالوا نبدأ ... هيا نغير ونتغير .
لقد ظلت الأندلس مسلمة 800 سنة . ومن لحظة دخول المسلمين اليها و البرتغال يحاولون الإندساس بينهم للقضاء عليهم ... فماذا كانوا يفعلون ؟ كانوا يرسلون جواسيسهم بين الشباب المسلم ليتحسسوا أحوالهم فكلما وجدوا إهتماماتهم عالية بين التدارس و التريض والتنافس على إعلاء الهمة ... تركوهم و عادوا..... و ظلوا يحاولوا و لا ييأسوا حتى جاءت المرحلة المطلوبة .... بداية الإنهيار الطبيعى لأى أُمة ..... تفاهة شبابها وترهل إهتماماتهم
دخل أحد الجواسيس الى الأندلس فوجد شاب يبكى بحرقة فلما سأله عن السبب عرف ان له صاحبة قد هجرته !!!! فرفع تقريره الى قادته : "الآن ستهزموهم !!!" وابادوا المسلمين فى شهرين واخرجوهم تماما بعد 800 سنة .
ان حالنا ينقصه الكثير و الكثير .. الجدية أصبحت صفة مفتقَدة ... لقدساهم الكبار في ضياعها
• هل يعلم المدرس الذى لا يشرح فى الفصل و يرى التلامذة تخرج و تهرب من المدرسة انه يقتل الأمة .... اولياء الإمور الذين يطلبون من المراقب فى الإمتحان أن يكون رحيما و يترك الفرصة للأولاد ان يتعاونوا أونقولها بإسمها الحقيقى : يغُشُّوا.... هل يتصوروا ما يفعلوه بأنفسهم و أمَّتهم .... و أكثر من ذلك الأب او الأم التى تساعد ابنها على عمل البرشامة التى سيغش منها ... الغش ليس كلمة بسيطة و ليس مشكلة هينة .... هذا التحايل على الحصول على ما نريد يصبح صفة لصيقة ومن هنا انهارت أمتنا و أرتفعت الأمم الغربية ..... إنهم لا يغشون و لا يكذبون!!!.
• علاقات الأولاد و البنات ... هل هذا معقول ؟؟؟؟؟ اليس هناك ما يستحق الإهتمام غير حبهم لبعض فى التليفون و فى النادى طول النهار .؟؟؟!!!...
• قال لى صديق : كنت أسير فى الطريق فسمعت شاب يصرخ فى أبيه فى التليفون غضبانا لإن أباه أشترى لأخيه سيارة من ماركة كذا وهى باهظة الثمن جدا و لم يشترى له واحدة مثلها..... وأردف صديقى لقد بكيت و انا أسير وحدى بكيت من أسلوبه فى الكلام مع والده و بكيت من اهتماماته و إخوةٌ له تُذبح و تُقتل و لا تجد ما تأكل .
لماذا أستوردنا أسوأ ما عند الغرب وتركنا اسباب نجاحاتهم؟؟ نحن نتناسى تماما فترة النهار فى حياة الشباب الغربى و جِدِّيتها الشديدة فى العمل و لا نراهم إلا بعد العودة الى البيوت و بداية انحرافاتهم واستهتارهم ليلاً!!!..
من الميوعة ان نرى شاب يرقص فى فرح ويتمايل .... والشباب و البنات سويا امام أى مطرب متلاصقين يتمايلوا ...
.. رأى سيدنا عمر بن الخطاب شاب يسير بإستهتار فأقترب منه سائلا : أمريض أنت ؟؟ فقال الشاب : لا ..... فعلاه سيدنا عمر بالدِّرَّة أى ضربه بِعَصا كانت معه -قائلا :"ما نُحب و لا نرضى لأمة محمد أن تمشى هكذا".
أذا أحببتم الغناء غنُّوا ما يُعلي همة الأمة .... و كفانا ميوعة .... نحن لا نتكلم فى حلال أو حرام نحن نتكلم عن خُلُق يرتقى بالأمة و ينقذها من استكمال طريق الإنهيار .... انظروا الى ألمانيا ... اليابان .... لبنان .... كيف استطاعت هذه الدول أن تقف على اقدامها بعد حروب طاحنة اتت على بنيتها الأساسية ..؟؟؟ بالجدية طبعا
وأمثلة الجدية تبدأ بما فعلته مرجريت تاتشر , رئيسة وزراء بريطانيا أثناء حرب بلادها مع الأرجنتين حين التزمت بإرتداء ألوان ملابس داكنة.... هل هذا مهم لنتيجة الحرب ؟؟ نعم لأنه يُشعر شعبها أنها جادة فى هذه المعركة ولا تهتم بما كانت تهتم به من قبل ... ويرتفع معدل الجدِّية الى ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمه ابوطالب وهو مازال فى مكة ضعيفا :" و الله ياعمِّ لو وضعوا الشمس فى يمينى و القمر فى يسارى على ان أترك هذا الأمر ،ما تركتُه ،حتى يُظهِره الله أو أهلك دونه ... يقول تعالى لسيدنا يحيى بن زكريا :" يا يحيى خُذِ الكتاب بقوة ( أى بجِدِّية) وآتيناه الحُكْم صبيا"
*سيدنا إبراهيم حين كسر الأصنام و علَّق فأسه على كتف كبير لهم و حاور أهله الكفار كم كان عمره ؟, يقول عنه الله فى كتابه العزيز :" سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم"
*سيدنا يحيى صبيا !!! سيدنا إبراهيم فَتَى .... أى ان الأعمار تحت العشرين ..وكذلك أصحاب الكهف ... إنهم "فِتْية آمنوا بربِّهم "...
الجدية تحتاج ان تبدأ من الشباب المبكر!!!
و انظروا الى بنى أسرائيل حين لم يكن لديهم جدِّية : بسم الله الرحمن الرحيم:" إذهب أنتَ و ربُّك فقاتِلا إنا ها هُنا قاعِدون ..".. فبمَ عاقبهم الله على ذلك؟ : قال :"فإنها مُحرَّمةٌ عليهم أربَعين سنة يَتيهون فى الأرض"...... لماذا 40 سنة ؟؟؟ لأنها فترة كافية لتغيير الجيل التافه الذى لا يستطيع و لا يريد قتالا
يوم أُحُد ينادى الرسول فى الصحابة :" مَن يدفعهم عنى وله الجنة ؟؟؟" فتقدمت مجموعة من الشباب بين ال19 –20 سنة تقاتل فتُقتَل ... و كان آخرهم يزيد بن السكن أستبسل أستبسالاً يعجز عنه الكثيرون ظلوا يضربونه حتى هلك و سقط وجهه على التراب ...فجاء النبى صلى الله عليه و سلم طالباً ان يرفعوا وجهه عن التراب ووضع صلى الله عليه و سلم رأس يزيد على فخذه و ظل يمسح التراب عن وجهه الطاهر ويقول : اللهم إنى أُشهدُك أنه وفَّى و أنى راضٍ عنه"
سيدنا أنَس بن النَّضر تخلَّف عن يوم بدر فقال : والله لإن أشهدَنى اللهُ معركةً أخرى ليَريَنَّ اللهُ ما أصنع"، .. فلما حدثت غزوة أُحد كان الجميع يتقهقرون فى إتجاه و أنس يسير فى الاتجاه المعاكس فاستوقفه "سعد بن معاذ" : الى أين يا أنس فرد قائلا : إنه وعد الأمس واستُشهد سيدنا أنس ونزلت فيه الأية : مِن المؤمنين رجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عليه "
و سيدنا "أبو أيوب الأنصارى"ذهب ليفتح القسطنطينية مع المسلمين و هو يبلغ من العمر 80 سنة و كلما حاولوا أن يُثنوه يقول : "إنفِروا خِفافاً و ثِقالا."...أرأيتم الجدية؟؟!!!
و"محمد الفاتح " الذي تمكن من فتح القسطنطينية -و هى مدينة ظلت مستعصية على الفتح -و هو يبلغ من العمر 23 سنة!!!
هل لدينا مثل هذه الجدية ؟؟.... جدية الرسول عليه الصلاة و السلام و الصحابة و الفاتحين ؛و حتى المسئولة الإنجليزية ؟؟؟؟!!!!
فلنحاول أن نتعلم الجدية مع الله حتى نغير ما بأنفسنا فيتغير هذا الحال الى حال أفضل.إن شاء الله..
rainyheart @rainyheart
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️