ريحانة البستان

ريحانة البستان @ryhan_albstan

عضوة شرف في عالم حواء

ما سبب هذه المهابة والنور والمحبةفي قلوب الخلق لهذا العبد المخلص...

ملتقى الإيمان





قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين :
(( وقد جرت عادة الله التي لا تبدَّل وسنته التي لا تحول، أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه، ويلبس المرائي اللابس ثوب زور من المقت والمهانة والبغضة ما هو اللائق به، فالمخلص له المهابة والمحبة، وللآخر المقت والبغضاء )) إعلام الموقعين (6/106) .



::: خاطرة :::



المرائي : إنما يرائي ليرى الناس عمله فيمتدحوه عليه، وهو بذلك يظن في نفسه أنه حصل على محبة الناس، والحقيقة أنه : أحبط عمله وأسخط عليه مولاه وخالقه، فيبغضه الله ويقذف في قلوب خلقه بغضه، دلّ على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض )) رواه مسلم وغيره، فالحاصل : أن المرائي أتعب نفسه في العمل، وعمل عمله لغير الله عندما راءى فيه، ومن ثم أُحبط العمل ورد بسبب ماوقع فيه من رياء وشرك، فأغضب اللهَ عليه، وأغضب اللهُ خلقه عليه، فخسر الدنيا والآخرة .

أما المخلص : فقد عمل العمل لله خالصا، فقبل الله منه عمله فأحبه ورضي عنه، ومن ثم ألقى في قلوب الخلق محبّة عبده هذا، ففاز المخلص بخيري الدنيا والآخرة، محبة الله له ومحبة عباد الله له أيضا، دلّ على ذلك ماجاء في الحديث السابق (( إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض )) .

طبعاً : لابد من الإشارة إلى أن الطاعة يتوقف قَبولها على ركنين أساسيين :
1 ـ الإخلاص : وهو تحقيق الشق الأول من الشهادة .
2 ـ الاتباع : وهو تحقيق الشق الثاني من الشهادة .
فكما أنه لامستحق للعبادة سوى الله، فكذلك لامستحق للاتباع سوى محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا هو تحقيق معنى الشهادتين :




وقد ذكر بعض العلماء : أن الإسلام قائم على حديثين، أحدهما يتعلق بأعمال القلب الباطنة ( الاخلاص )، والآخر يتعلق بأعمال الجوارح الظاهرة

( الاتباع ) .





الحديث الأول الذي يتعلق بأعمال القلوب والسرائر هو : حديث عمر رضي الله عنه : (( إنما الأعمال بالنيات )) وبهذا فإن هذا الحديث يمثل الشق الأول من الشهادة .

الحديث الثاني الذي يتعلق بأعمال الجوارح الظاهرة وهو : حديث عائشة رضي الله عنها : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) وبهذا فإن هذا الحديث يمثل الشق الثاني من الشهادة .


فيا أيها المرائي، اعلم . . . أن محبة الله ومن ثم محبة عباده لك إنما تتحصل بلزوم الإخلاص وسلوكه، لا بالرياء الذي يوجب لك خسران الدنيا والآخرة



أسأل الله لي ولكم الإخلاص والاتباع في القول والعمل



راقت لي فاقتطفتها لكن
20
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سليمــ أم ـــــان
جزاك الله خير اختي على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك
كبريائي بصمتي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة (اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عملآ يقرب أليك )
المحبه كنز الحياه
جزاك الله خير اختي
اميره بكلمتي**
الله يجزااااك الجنه
ويجعل طرحك في ميزان حسناتك يارب
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك ولوالدينا وللمؤمنين
والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم امين
ياقوتة خضراء
ياقوتة خضراء
اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك
اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وانبيائك وجميع خلقك
أكرمك الله ورزقك الفردوس الأعلى
وجعل ماكتبتيه خالصا لوجه الله ويجعله في ميزان حسناتك
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين