
في ليلة كهذه رحلت عني فجأة
وتركت خلفك الاشتياقْ
تركت خلفك أوجاع رحيلٍ مباغتٍ
بلا وداعٍ أو عناقْ
وضجيج الصرخات المكتومة في صدري ..
يعوي كالأبواقْ...
أنفاسي الثكلى تحرق أضلعي
وكأنها مع المواجع في سباقْ
أكفكفُ الأمطار عن صفحات وجهي
حين تهطل خائنة الأحداقْ
تتنازعني روحي وتقول - يأساً -
ليت قلبي في منام واستفاقْ
ياقطعةً من روحي!
ماكان أبعد أن يداهمنا الفراقْ
كل الذي ألقاه بعدك لم يجل بخاطري
وكأنه محض اختلاقْ
ثقيلةٌ هذي الليالي
لا تمر كأنها دهرٌ..!
تسير بلا اتساقْ..
تدك قلبي تارة بالذكريات
وتلقيني تحت وطأة الاختناقْ
وتارة ترضيه بالسكنى ليهدأ
والهدوء لا تراه الأعماقْ
وكيف ينسى من يحب إذا انتأى
وأين يهرب من خفايا الإرهاقْ؟!
ووجه من يهواه..
في كل الزوايا والوجوه..
وفي حكايا الأشواقْ!
في كل حرف قاله يوماً
أعيد سماعهُ
في كل لحنٍ رقراقْ
في كل أمسية
تشبه أجواؤها مساءً
قاسما فيه الرفاقْ
ومع ارتعاشة الشتاء
وفي رائحة المواسمِ
حين تغشي الآفاقْ
سيظل يذكره وإن مرت سنونٌ
مثلها كمثل يوم الافتراقْ
وإن ادعى للنفس بعض تجلدٍ
فالبعد للروح المُحبة إزهاقْ
فإليك يا نفسي البعيدة التي ذهبت
سلام من فؤاد مشتاقْ
وإلى لقاء يرضينا
ليس فيه فراق..!
بلا شروطٍ
أو نطاقْ
ولي عودة إن شاء الله