عبد الرحمن بن ملجم
كان يعلم الناس القرآن والفقه في زمن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه ،طلبه عمرو بن العاص، قال: يا أمير المؤمنين أرسل لي رجلا قارئا للقرآن يقرئ أهل مصر القرآن. فقال عمر بن الخطاب: أرسلت إليك رجلا هو عبد الرحمن بن ملجم من أهل القرآن آثرتك به على نفسي -يعني أنا أريده عندي في المدينة؛ لكن آثرتك به على نفسي- فإذا أتاك فاجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن وأكرمه.
قتل عبد الرحمن بن ملجم عليا رضي الله عنه، ولما قتله وقيد للقصاص قال للسيّاف: لا تقتلني مرة واحدة -يعني قطعة رأس- قطّع أطرافي شيئا فشيئا حتى أرى أطرافي تعذب في سبيل الله.
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت
الملقب بمهدي الموحّدين. حفظ ابن تومرت القرآن الكريم، ودرس بعض العلوم الإسلامية في بلاد المغرب
كانت دعوته تقوم على أسس عقدية يشوبها كثير من الغبش
والانحراف فإنه لم يجرؤ في بادئ الأمر على إظهارها للناس صراحة ، ولهذا انتحل
صفه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يذكر البيذق -أحد تلاميذ ابن
تومرت- أنه نهج هذا الأسلوب في بادئ الأمر ، وأنه كان إذا خشي بطشاً خلط في
كلامه حتى ينسب إلى الجنون ، وهذا منهج كثير من الفرق الباطنية حيث
يلجأون إلى العبارات الموهية حتى لا تنكشف عقائدهم .
ظل ابن تومرت مدة عشر سنوات (505 - 515 هـ) ينتقل بين أقاليم ومدن
المغرب الأقصى لعرض دعوته على الناس ونشر أفكاره بينهم فكثر أنصاره
ومؤيدوه وذاع صيته بينهم وتعارف الناس به ، فأضحى خطره يهدد كيان
دولة المرابطين ، حينئذ استدعاه السلطان علي بن يوسف وسأله : ما هذا الذي بلغنا
عنك ؟ فأجابه ابن تومرت في قوة بأنه يطلب الآخرة ويأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر ، وأن هذه مسؤولية الحاكم قبل غيره ، ويذكر بعض المؤرخين أن السلطان
علي بن يوسف حين سمع ذلك أطرق برأسه إلى الأرض ملياً ثم أمر الفقهاء
بمناظرته واختباره ، فلما ناظروه تبين لهم حقيقة ما يحمله ابن تومرت من
آراء ومعتقدات تخالف طريقة أهل السنة والجماعة ، فأوصوا السلطان بسجنه سداً
للذريعة ودرءاً للفتنة ، لكن أحد المرابطين شفع فيه فأمر السلطان بإخراجه من
مراكش ولم يسجنه .
أدرك ابن تومرت بعد ذلك المخاطر التي تهدده من قبل المرابطين ، لاسيما أن
دعوته قد وصلت إلى مرحلة الظهور والجهر بالأهداف ، فقرر الانتقال الى بلاد
السوس مسقط رأسه حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة سنة515 هـ وذلك
لضمان الحماية اللازمة لدعوته .
وفي بلاد السوس أسس ابن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء
قبيلته حيث التف حوله الكثير من المؤيدين والأنصار فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة
لدعوته
لما اطمئن ابن تومرت إلى قاعدته وحسن ولائهم له دعا الناس إلى مبايعته
حيث يذكر ابن القطان أنه قام خطيباً فيهم ومما جاء في خطبته :
" ... الحمد لله الفعال لما يريد ، القاضي بما يشاء ، لا مرد لأمره ولا معقب
لحكمه ، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالمهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً
كما ملئت جوراً ، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل ، وأزيل العدل بالجور ، مكانه
بالمغرب الأقصى واسمه اسم النبي ، ونسبه نسب النبي .. "
وبعد هذه الخطبة قام الناس فبايعوه بالإمامة وكان ذلك في الخامس عشر من
شهر رمضان سنة 515هـ.
اعلان ابن تومرت قيام دولته:
وهكذا نرى كيف أن ابن تومرت لم يجرؤ على إعلان أنه المهدي إلا بعد أن وثق من ولاء عامة الناس له، وفي هذا يقول ابن خلدون: "ولما كملت بيعته لقبوه بالمهدي وكان لقبه قبلها الإمام".
حفظت لنا كتب التاريخ مآل رفض السلطان يوسف بن تاشفين نصيحة أحد الحكماء في شأن ابن تومرت "اسجنه وأصحابه وأنفق عليهم مؤنتهم وإلا انفقت عليهم خزائنك" - يقصد حربهم حين تشتد قوتهم-،
فكانت النتيجة أن قامت دولة ابن تومرت الظالمة وهدمت دولة المرابطين!
قد وصف ابن القيم الجوزية ابن تومرت و أفعاله بأنه :
"رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل
قتل النفوس و أباح حريم المسلمين
و سبى ذراريهم ، و أخذ أموالهم
و كان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير
و استباح قتل مخالفيه من العلماء
و سمى أصحابه موحدين ، و هم جهمية نُفاة لصفات الله تعالى" .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بنوتة تحب الكاوكاو
•
قال سفيان الثوري: كان يقال: (اتقوا فتنة العابد الجاهل، و العالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون)



قصيدة لأحمد شوقي
برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين
يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين
و يقول الحمد لله إله العالمين
يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين
وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين
و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين
عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا
فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحين
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين
أنهم قالوا و خير القول قول العارفين
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين
يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين
و يقول الحمد لله إله العالمين
يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين
وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين
و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين
عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا
فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحين
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين
أنهم قالوا و خير القول قول العارفين
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

الصفحة الأخيرة