الشيعة: كلمة تعني باللغة العربية الفـِرقة والجماعة والأتباع والأنصار والمحازبين لشخص أو عقيدة.
، كقوله تعالى{إن الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعاً }
وقوله تعالى{إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلا شيعاً}
والتشيع بمعنى: الأهواء المختلفة، كقوله تعالى{أو يلبسكم شيعاً}
قال الأزهري في تهذيب اللغة (3/61): والشيعةأنصار الرجل وأتباعه، و كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة.
وقال الزبيدي في تاج العروس (5/405): كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، و كل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة.
التعريف الاصطلاحي :
قال ابن حزم: بأنهم من قال بأفضلية علي رضي الله عنه على سائر الصحابة رضوان الله عليهم، وأحقيته بالإمامة، ومن ثَمّ ولده من بعده، الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/113.(
وقال الشهرستاني: وهم الذين شايعوا علياً رضي الله عنه على الخصوص، و قالوا بإمامته وخلافته نصاً و وصية إما جلياً وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده، الملل والنحل: هامش الفصل في الملل والنحل لابن حزم (1/195).
وقال الفيروز آبادي في القاموس المحيط (3/49): و قد غلب هذا الاسم على كل من يتولى علياً وأهل بيته، حتى صار اسماً لهم خاصة.
متى بدأ التشيع:
اختلف مؤرخو الفرق في تحديد بداية التشيع اختلافاً كثيراً بالنسبة لظهور الفرق الأخرى، لأن عقائد الفرق وثيقة الاتصال بالأحداث التاريخية، كعقيدة الخوارج ظهرت وقت التحكيم، ولا يختلف فيه مؤرخ وباحث، أما التشيع فقد كانت عدة حوادث تاريخية لها أثر بالغ في تكوين المذهب الشيعي.
فهناك أحداث تاريخية رُبط بينها و بين ظهور التشيع…
أما الشيعةفيرون أن التشيع بدأ من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر هذا الرأي كل من: محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعةوأصولها (ص 118)، ومحمد حسين الزين في كتابه الشيعةفي التاريخ ( ص 29-31 )، و هو ما ذكره النوبختي أيضاً في فرقه (ص 39)، وهو ما أكده الخميني في عصرنا الحاضر في كتابه الحكومة الإسلامية (ص 136)، بل ذهب حسن الشيرازي إلى القول: بأن الإسلام ليس سوى التشيع والتشيع ليس سوى الإسلام، والإسلام والتشيع اسمان مترادفان لحقيقة واحدة أنزلها الله، و بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، انظر: الشعائر الحسينية (ص 11.(
ويرى آخرون أنه ظهر في آخر أيام عثمان رضي الله عنه و قوي في عهد علي رضي الله عنه، انظر: رسالة في الرد على الرافضة (ص 42).
في حين يرى بعضهم أنه ظهر في معركة الجمل حين تواجه علي و طلحة والزبير، و قد تزعم هذا القول ابن النديم حيث ادعى أن الذين ساروا مع علي واتبعوه سموا شيعة من ذلك الوقت، الفهرست (ص 249(.
و يرى آخرون أنه ظهر يوم معركة صفين، و هو قول لبعض علماء الشيعةكأبو حمزة وأبو حاتم، انظر: الشيعة والتشيع ( ص 25).
ويرى آخرون أنه بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، و هو قول كامل مصطفى الشيبي و هو شيعي؛ حيث زعم أن التشيع بعد مقتل الحسين أصبح له طابع خاص، الصلة بين التصوف والتشيع ( ص 23(>
قال أبو عبدالله الذهبي: والذي يترجح أن التشيع قد ظهر في زمن عثمان رضي الله عنه، لكنه لم يتخذ صورة عامة أو حزباً مستقلاً إلا بعد موقعة صفين وانقسام جيش علي رضي الله عنه إلى أتباع وخارجين، بمعنىأن التشيع كحزب ظهر في صفين، حين انشقت الخوارج وتحزبوا في النهروان، فظهر في مقابلهم أتباع وأنصار علي، راجع : مقدمة رسالة في الرد على الرافضة للمقدسي (ص 41-42).
والشيعة هم ثاني أكبر طائفة من المسلمين، ويرى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو ونسله من زوجته فاطمة بنت النبي محمد هم أئمة مفترضوا الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويطلقون عليه اسم الإمام الذي يجب اتباعه دون غيره .
على مدار التاريخ انبثق من الشيعة فرق وأفكار ومدارس منها من خرج على ما يؤمن به جمهور الشيعة وهم من يوصفون بالغلاة ومنهم من ظل تحت اسم التشيع العام. ومنها أيضا طوائف لم تلبث في تاريخ الدهر طويلا انقرضت وهي ما يعبر عنها بالطوائف المنقرضة.
تنقسم الشيعة في يومنا إلى ثلاث أجنحة رئيسية وكل جناح به بعض المدارس الفكرية والفقهية التي تختلف سويا في بعض المفاهيم والتفسيرات:
· الإثنا عشرية وهو غالبية الشيعة الموجودين في زماننا،
العلويون أو طائفة من المسلمين الشيعةالإمامية. عقيدتهم هي نفس العقيدة الإمامية الجعفرية ولهم نفس تسلسل الأئمة الاثنا عشر وتقول مصادر انهم قد افترقوا عن الاثناعشرية ما بعد الإمام العاشر علي الهادي. ويقال الإمام الحادي عشر الحسن العسكري، ولكن العلويون أنفسهم يؤكدون أن لهم نفس تسلسل أئمة الإثنا عشرية .
الإسماعيلية وانقسمت الإسماعيلية عبر تاريخها
o
-
-
- الدروز
- النزارية وتسمى حديثا بالأغاخانية
- الحشاشون وكانوا بمثابة فرقة عسكرية تابعة للنزارية
المستعلية الطيبية وتسمى حديثا بالبهرة
مالا يعرفه الشيعة؟
1- أن من أسماء أبناء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبا
بكر وعمر وعثمان وباقي الأئمة تسموا بأسماء الخلفاء الراشدين .
راجع كتاب ( إعلام الورى ) للطبرسي صفحة 203 . وكتاب ( كشف الغمة في معرفة
الأئمة ) للاربلي 2 / 90 ، 217 .
2- أن أمير المؤمنين علي قال : ( أما بعد لقـد بايعني الـقوم الذين
بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ،
وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك
لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى
قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاة الله ما تولى ) .
راجع كتاب ( نهج البلاغة ) تحقيق محمد عبده صفحة 542 تحقيق محمد عبده .
3- أن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قد أبطل مفهوم
الوصية المزعومة بقوله ( وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير ) .
راجع كتاب ( نهج البلاغة ) تحقيق محمد عبده صفحة 233 .
4- ثناء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على صحابة النبي صلى الله
عليهم وسلم كلهم وبلا استثناء فقال رضي الله عنهم ( لقد رأيت أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد
باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من
ذكر معـادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت
أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف،
خـوفاً من العقاب ورجـاءً للثواب )) نهج البلاغة للشريف الرضي شرح محمد عبده
صفحة 225 .
5- أن الحسن بن علي قد طعنه شيعته بخنجر في فخذه وسموه بمذل المؤمنين
.
راجع كتاب ( بحار الأنوار) للمجلسي 44 / 24 . وكتاب ( دلائل الإمامة )
للطبري
الإمامي صفحة 64 .
6- أن قاتل الحسين شمر بن ذي الجوشن كان من شيعة علي رضي الله عنه .
راجع كتاب ( سفينة البحار) لعباس القمي 4 / 492 .
7- أن الحسين بن علي رضي الله عنهما بعد أن خذله شيعة الكوفة وكذبوا
عليه رفع يده ودعا عليهم قائلا :( اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا ,
واجعلهم طرائق قددا , ولا ترضي الولاة عنهم أبدا , فإنهم دعونا لينصرونا ثم
عدو علينا فقتلونا ) .
راجع كتاب ( الإرشاد للشيخ ) المفيد 2 / 110- 111 .
8- أن الحسن والحسين رضي الله عنهما: فقد سمى كل واحد منهم أولاده بأبي
بكر وعمر .
راجع كتاب ( إعلام الورى ) للطبرسي صفحة 213 ، وكتاب ( مقاتل الطالبيين )
للأصفهاني 92 .
9- أن على بن الحسين الملقب بزين العابدين رضي الله عنه : قد سمى ابنته
بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة ) 2 / 334 .
10- أن جعفر بن محمد الملقب بالصادق قال : ولدني أبوبكر مرتين وسمى
ابنته بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة ) 2 / 373 .
11- أن موسى بن جعفر الملقب بالكاظم رحمه الله سمى ولده بأبي بكر
وابنته بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة في معرفة الأئمة) 2 / 90 و217.
12- أن علي بن محمد الملقب بالهادي رحمه الله سمى ابنته بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة )2 /334 ، وكتاب ( الفصول المهمة ) صفحة 283.