ما لا تعرفونه عن( يـــــــــــــــوم عرفـــــــــــــــــــــــــــ ــه )

ملتقى الإيمان

إذا ذكر يوم عرفة، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها، فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس، أو غربت، هو خير من يوم عرفة أبدا، فقد ورد أن صيامه لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين وقد ورد أنه ما رئي إبليس في يوم هو أصغر و لا أحقر، ولا أغيظ من عشية يوم عرفة.
وقد صح أيضا: أن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه، غفر له.

وصح كذلك: خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير و هو على كل شيء قدير. وأخرج ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب:

أني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه، قال: أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشية عرفة. فلما أصبح بالمزدلفة، أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سألي. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: تبسم فقال أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه الساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك، أضحك الله سنك؟ قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي، وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه

وأخرج أيضا عن ابن المسيب عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو عز وجل، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هـؤلاء؟.

لا شك أن ما أوردناه من هذه الأحاديث كاف في الدلالة على فضل هذا اليوم العظيم. والغرض من ذلك أن يعظم أخي الحاج هذا اليوم، وأن يكبره لأنه من شعائر الله، والله تعالى يقول: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب

وتعظيم هذا اليوم كما يكون بالإكثار فيه من فعل الخيرات وضروب الطاعات، يكون باجتناب الإثم والفواحش، والضلالات والمنكرات.




حكم وأسرار الوقوف بعرفة


والمبيت بالمزدلفة، والحلق والرمي والإقامة بمنى أيام التشريق.

من غير المشكوك فيه أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت بأمر الله تعالى طلب إليه أن يؤذن في الناس بالحج وأذن في الناس بالحج الآية، فأذن، وأسمع الحق جل وعلا نداءه من شاء من خلقه، فكان على إبراهيم النداء، وعلى الله تعالى البلاغ.

فما أشبه الحج بدعوة رسمية وجهها أحد الملوك إلى خدمه وعبيده بواسطة أحد خواصه والمقربين إليه ليزوروا بيته وليحظوا منه بالنوال والعطاء.

ونظرا لتفاوت استعداد المدعوين، واختلاف مساكنهم قربا وبعدا، جعل مدة هذه الزيارة شهرين وعشر ليال من شوال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة ليتسنى الحضور في هذه المدة لكل المدعوين مهما تناءت ديارهم، وبعدت أقطارهم، وأخذ المدعوون يتوافدون، ومن كل حدب وصوب يتقاطرون وينسلون، حتي تكامل الوفد، ووجب الرفد، حدد لهم موعدا، وخصص لهم مشهدا. ألا وهو:


يوم عرفة: ليتجلى لهم فيه، ويمنحهم بحسب إخلاصهم في خدمته جوائز إحسانه، وعطايا إفضاله، فحسن أن يخرجوا يوم التروية في ملابسهم الرسمية التي دخلوا بها حرم مولاهم، وحمى من دعاهم فينزلوا بمنى استعدادا، حتى إذا طلعت شمس يوم الموعد المحدد، كانوا على أتم الاستعداد لحضور ذلك المشهد، فينزلوا بنمرة أول النهار، وما أن تزول الشمس وتدنو ساعة الحضور، وقد طعموا وشربوا، وتطهروا، ونزلوا المصلى فصلوا فرضيهم معا جمعا وقصرا كل ذلك تفرغا منهم للمناجاة، واستعدادا للملاقاة، واندفعوا متدفقين على ذلك الميدان الرحب الفسيح (الموقف) فوقفوا -وكلهم رجاء- باكين خاشعين، سائلين متضرعين، ولم يزالوا كذلك حتى يتجلى لهم مولاهم ويعطيهم سؤلهم ومناهم، فيكرم المحسنين منهم، ويعفو عن المسيئين، وقد باهى بهم ملأ السماء، وأشهدهم على ما منحهم وأعطى.
ولما تنقضي تلك الساعات التي تزن الدهور بغروب شمس ذلك اليوم الذي فضل العصور، يأذن لهم مولاهم بالانصراف، وقد أرشدهم إلى محل النزول:

مزدلفة ليبيتوا ليلتهم في بهجة وفرحة حتى إذا أصبحوا وقفوا بالمشعر الحرام، ذاكرين لمولاهم رفده وإحسانه، شاكرين له إفضاله وإنعامه.

فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم .
وقبل أن يسفروا يخفون عائدين إلى بيت مولاهم، ومكان تجمعهم ولقياهم وفي طريقهم يشفون صدورهم ويذهبون غيظ قلوبهم من عدوهم فيرمونه بالحصى، وحق أن يرموه بالشهب والنيران، لأنه حرمهم الأنس بربهم ومجاورة مولاهم عندما غزا أمهم وأباهم فأخرجهم من رياض الجنان، وفراديس الخلة والإنعام،

فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه فهم لذلك ومن تلك الساعة في حيرة فكر، ووحشة نفس قد لا تزولان إلا بالرجوع إلى الوطن الذي هو حضرة القدس، ومكان الأنس، ويرحم الله ابن القيم إذ يقول:

‎ ولكننــا سبـي العــدو فهل تــرى نعــود إلـى أوطاننــا ونسلـــم
ولذا رأيتهم لما عاشوا ساعات في ذلك الأنس، تذكروا من حرمهم المكان المقدس، فعرضوا له في طريقهم يلعنونه بالأفعال ويهينونه بالأ قوال.

وهناك بمنى وقبل زيارة بيت مولاهم يلقون تفثهم، ويوفون نذورهم، فيذبحون وينحرون، فرحين مكبرين مهللين.

ويحلقون، أو يقصرون إلقاء للتفث، وإزالة للشعث، ثم يقبلون على البيت زائرين، ولإنعام مولاهم شاكرين، فيطوفون ببيته، ويسجدون بحمده، وبذا يكونون قد أشهدوا على أنهم حضروا الحفل المشهود، ونالوا الرفد الموعود، وها هم أولاء قد عادوا ليسجلوا أسماءهم في سجل الحضور، وليعلنوا أنهم من أكرم الزور .

ومعلوم أنه ما تم لهم حضور المشهد المفضل الذي شهدوا، ولا تمكنوا من إجابة الدعوة التي أجابوا إلا بعد جهد جهيد، وعناء وتعب شديد، لبعد ديارهم ولخروجهم عما اعتادوا من ملبس ومسكن، ومأكل ومشرب، فما أحوجهم والحال هذه إلى أيام راحة واستجمام في مكان هادئ ومنزل طيب مريح وفسيح، حتى إذا استراحوا واستردوا من قواهم ما فقدوا، ودعوا بيت مولاهم وانصرفوا.

وما أكرم مولاهم، وما أعظم حفاوته بهم ! إذ أعد لهم فجاج منى الفسيحة ورحابها الطيبة الفريحة، وعزمهم لإقامة ثلاثة أيام، ومن تعجل في يومين فلا يلام، فيقضونها في متع كثيرة بين ترويح للروح، وغذاء للبدن، فيأكلون ويشربون ويهللون ويكبرون، حتى إذا قضوا أيامهم وأراحوا أرواحهم وأجسامهم، عادوا إلى البيت فودعوا وانصرفوا، والكل يضرب في طريق بلاده، عائدا إلى وطنه وموضع ميلاده.



السؤال:

أريد أن أعرف فضل يوم عرفة ؟ وهل الدعاء فيه يكون مستجابا ؟
الجواب:


مجموعة من المفتين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:

فيوم عرفة أفضل أيام العام، وهو من الأيام العشرة من ذي الحجة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صيام يوم عرفة، أحتسب على الله تعالى أن يكفر ذنوب سنتين ".

فهذا يوم فضله عظيم، وفضل الصيام فيه عظيم أيضًا.

ومعلوم أن يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة.

فعلى المسلم أن ينوي صيام هذا اليوم على الأقل، إذا لم يستطع صيام الثمانية الأيام قبله، فلكل منا ذنوبه، ولكل منا سيئاته وغفلاته وهفواته، وهذه فرص متاحة للتطهر، ليبيض الإنسان صفحته أمام الله عز وجل.

فليسارع المسلم إلى صيام يوم عرفة.

وهذا لغير الحاج .. فالحاج لا يسن له صيام يوم عرفة ليكون قويًا على الدعاء والذكر والتضرع.

ويقول الأستاذ الدكتور رفعت فوزي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة :

يوم عرفة يوم من أيام الله عزَّ وجلَّ، يتجلَّى فيه على عباده، ويُفيض عليهم من رحمته ومغفرته وبركاته، إنّه يوم يجتمع فيه خيار عباد الله المخلصين وخواصِّه المقرَّبين، وهو أعظم مجامع الدنيا.

والوقوف بعرفة هو أهمُّ أركان الحج، فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: أتيتُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بعرفة، فجاء ناسٌ أو نفرٌ من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلاً فنادَى: الحجُّ يوم عرفة أي أهم أركان الحج الوقوف بعرفة.

وفيه يدنو الله تعالى من الخلق ويُباهِي بأهل عرفة الملائكةَ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يباهِي بأهل عرفات أهلَ السماءِ، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كل فَجٍّ، أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم.

وواجب على الحاجِّ أن يجتهد فيه بذكر الله ـ عزَّ وجَلَّ ـ ودعائه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَّبِيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ، وينبغي للحاج أن يكثر من التضرُّع في هذا اليوم والخشوع، وإظهار الضَّعف والافتقار والذِّلّة، وهو يتوجّه إلى الله تعالى بالذكر والدعاء.

فعن ابن عباس قال: رأيتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعو بعرفة ويداه إلى صدره كاستطعام المِسكين.

ويُستَحَبُّ للحاج أن يكثر من التلبية رافعًا بها صوته، ومن الصلاة والتسليم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما يُستَحَبُّ أن يأتي بأنواع من الذِّكر والدُّعاء، فتارة يدعو، وتارة يهلِّل، وتارة يُكَبِّر، وتارة يلبِّي، وتارة يستغفر، ويدعو منفردًا ومع جماعة، وليدْعُ لنفسه ولولديه، ولأقاربه وشيوخه وأحبابِه وأصحابه، وسائر من أحسن إليه. وسائر المسلمين وينبغي أن يكون حاضر القلب فارغًا من الأمور التي تشغلُه عن الدُّعاء والذِّكْر والعبادة.
(منقوول)
10
867

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(alwan)
(alwan)
جزاك الله خير ..
* ريم *
* ريم *
يعطيك الف عااااااااافيه
بمبة المفترسة
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ابنة المطر
ابنة المطر
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله خير:26:
همي كبير
همي كبير
جزاك الله خير