وزيـرة الحـرب @ozyr_alhrb
محررة ذهبية
ما نقصت صدقة من مال ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم " ما نقصـت صدقة
من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما
تواضع أحـد لله إلا رفعه الله " رواه مسـلم
هذا الحديث احتوى على فضل الصدقة والعفو
والتواضع ، وبيان ثمراتها العاجلة والآجلة ،
وأن كل مــا يتـوهمـه المتــوهـم مــن نقــص
الصدقة للمال و منافاة العفو للعز والتواضع
للرفعة . وهم غالط ، وظن كاذب .
فالصدقة لا تنقص المــال لأنه لــو فرض أنه
نقـص مـن جهـة ، فقـد زاد مــن جهات أُخر؛
فــإن الصـدقة تبارك المال وتدفع عنه الآفات
وتنمــيه ، وتفتح للمتصدق من أبواب الرزق
وأســباب الزيادة أموراً ما تفـتح على غيره .
فهــل يقابل ذلك النقص بعـض هذه الثـمرات
الجليلة ؟ فالصدقة لله التي في محلها لا تنفد
المال قطعـاً ، ولا تـنقصه بنـص النبي صلى
الله عليه وسـلم ، وبالمشـاهدات والتجربات
المعـلومة . هذا كله سوى ما لصاحبهـا عند
الله : مـن الثواب الجزيل ، والخير والرفعة.
وأمــا العفو عن جنايات المسيئين بأقوالهم
وأفعالهم : فلا يتوهم منه الذل، بل هذا عين
العـز ، فإن العز هو الرفعة عنــد الله وعـنـد
خــلقـــه ، مع القــدرة عــلى قهــر الخصوم
والأعــداء . ومعـلوم ما يحصل للـعـافي من
الخــيـر والثـناء عند الخـلق وانقـلاب العدو
صديقاً وانقلاب الناس مع العافي ونصرتهم
لـه بالـقول والفعل عــلى خصمه ، ومعاملة
الله لــه من جنس عمله ، فإن من عـفا عن
عــباد الله عفـا الله عنه . وكـذلك المتواضع
لله ولعـــباده ويرفعه الله درجات ؛ فــإن الله
ذكر الرفعة في قوله( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) المجادلة
فمـن أجـلّ ثمرات العلم والإيمان : التواضع
فإنـه الانقياد الكامل للحق، والخضوع لأمر
الله ورسوله ؛ امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي
مـع التواضع لعباد الله وخفض الجناح لهم
ومراعاة الصغيـــر والكبــيـر ، والشــريف
والوضيع . وضد ذلك التكبر ؛ فهـو غـمط
الـحق ، واحتقار الناس .
وهـذه الثلاث المذكورات فــي هــذا الحديث :
مقدمات صفات المحسنين . فهـذا محسن في
ماله ، ودفع حاجة المحتاجين . وهذا محسن
بالعـفو عـن جنايات المسيئين وهـذا محسـن
إليهـم بحلمه وتواضعـه ، وحسن خلقـه مـع
الناس أجمعين . وهؤلاء قد وسعـوا النــاس
بأخلاقهم وإحسانهم ورفعهم الله فصار لهـم
المحل الأشرف بيـن العباد ، مع ما يــدخـر
الله لهـــم مــــن الثــــواب.
وفي قوله صلّى الله عليه وسلم"وما تواضع
أحـد لله" تنبيه على حسن القصد والإخلاص
لله فــي تواضـعه ؛ لأن كثيراً من الناس قــد
يظهـر التواضع للأغنياء ليصيب من دنياهم
أو للـرؤساء ليــنـال بسببهم مطلوبه . وقـد
يظهــر التـواضع رياء وسمعة . وكــل هـذه
أغـراض فاسـدة . لا ينفع العبد إلا التواضع
لله تقرباً إليه . وطلباً لثوابه ، وإحساناً إلى
الخلق فكمال الإحسان وروحه الإخلاص لله
( بهجــة قلـوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح
جوامع الأخبار ) للشيخ عبــد الرحمــن السعــدي
8
519
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
•
بارك الله فيك والصدقه حل لجميع المشاكل سبحان الله الماليه والمرضيه وكل شيء
الصفحة الأخيرة