لشد ما اجتهد العلماء والفلاسفة في تعريف السعادة، ولكنهم عرفوها بتنكيرها ، إذ ألبسوها ألفاظًا من لغة البؤس كانت لها كثياب الحداد التي هي أكفان الحي المتصل بالموت ، أو الميت الذي لم يمت : فإذا أردت السعادة من تعريفاتهم وابتغيتها من أوصافهم فانك تكون سعيدا جدا بل اسعد الناس كافه ، لان كل واحد منهم يتوهمك سعيدا متى لبست تعريفه ، فتسعد بعشرين أو ثلاثين سعادة متباينة ، ولا ضيرا ن تبقى بإزاء كل هذا النعيم بائسا في يقينك الذي لا دليل عليه إلا ما تحس به أنت ، وما يقينك هذا ،بجانب ثلاثين ظنا من ظنون الفلاسفة!
إنهم لا يعتدونك شقيا البتة حتى تشقى بثلاثين نوعا من البؤس كما سعدت بثلاثين نوعا من السعادة000!
كلمتان هما تعريف السعادة التي ضل فيها ضلال الفلاسفة والعلماء وهما من لغة السعادة نفسها لا ان لغتها سلسة قليلة المقاطع كلغة الأطفال التي ينطوي الحرف الواحد منها على شعور النفس كلها0 أتدري ما هما؟ افتد ري ما السعادة ، طفولة القلب!000
:38:
هذا من اجمل ما كتب مصطفى صادق الرافعي برأيي فما رأيك أنت؟
00فتاة الايمان00
ولعله يعني بتلك الطفولة ’أن مشاعر الكره والنقمة غير مستقرة, وهذا مشاهد فإنك ما تلبث أن ترى طفلين يتنازعان نزاعا شديدا
وتلتفت ,وتنتفخ أوداجك وتبادر للانتقام لأحدهما ,إلا وتفاجأ بأنهما قد اصطلحا وأن ردة فعلك أيها العاقل الأريب أكبر مما كان ينبغي فقد
عادت المياه إلى مجاريها!! وماهذا إلا لتلك البراءة الحقيقيةالمتأصلة في نفوس أولئك الأطفال0
0
لعله يعني أيضا بطفولة القلب عدم حمل الهموم التي يملؤ بها الكبير صدره وربما يرحل عن الدنيا وهو لم يتخلص من تلك الهموم القاتلات
ولعله كان ذلك المهموم من ضحايا الهم الذي أرداه صريعا فجعله ينازع غصص الموت!!
أما الأطفال,فلا يملؤن تلك الأفئدة بتلك الهموم وإن حاولوا فليس لديهم من الإدراك مايجعلهم يقدرون الأمور والهموم قدرها,
ولذلك تجده يتنقل في حياته بين حزن وفرح بدون تعقيد,فينسى أحزانه ويباشر أفراحه ويلهو بما بين يديه وربما يكون الخطر قد أحدق به وهو
لايشعر لبراءة فؤاده!!
وياليت لنا قلوبا تعيش تلك الطفولة,لو كنا نملكها لعشنا السعادة حقيقة لكن من يطيق يافتاتنا!!!
نسأل الله العون والسداد,وجزاك الله خيرا يافتاة الإيمان على هذا النقل الموفق0:26: :26: