« ما هي حقيقة التوكل ؟ »

ملتقى الإيمان

« ما هي حقيقة التوكل ؟ » :



س4: ما هي حقيقة التوكل على الله -تعالى- ؟

الجواب: التوكيل لغة: إنابة الإنسان غيره فيما يعجز عنه. يقال: توكل بالأمر، إذا ضمن لك القيام به. والتوكل في الشرع: تفويض الأمور إلى الله -تعالى- والاعتماد بالقلب عليه، والرضا به حسيبا ووكيلا. وهو من العبادات القلبية التي يكثر الأمر بها ومدح أهلها، كقوله -تعالى- : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ وقوله: ﴿ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ وقوله: ﴿ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ وقوله: ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ أي: يعتمدون عليه بقلوبهم مفوضين أمورهم إليه وحده، فلا يرجون سواه ولا يقصدون غيره، ولا يرغبون إلا إليه، فالله حسبهم، أي: كافيهم. كما قال -تعالى- : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾.

والتوكل لا ينافي فعل الأسباب، قال -تعالى- : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ وقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ فأمر بالعبادة والتقوى التي هي فعل الأسباب وتوقي المكروهات، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : « لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا » أي: تفعل الأسباب وتتقلب في طلب المعاش.

فالمتوكل على الله هو المؤمن الذي يفعل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، ويطلب الرزق ويحترف بنفسه، مع اعترافه بأن ربه -تعالى- هو مسبب الأسباب، فلو شاء لما أثمرت الأشجار، ولا ربح التجار، ولا عاشت المواشي، ولا وجدت الحرف، فإذا فعلها العبد ووثق بربه رزقه من حيث لا يحتسب.

وقد رأى عمر قوما جلوسا في المسجد، وقالوا: نحن المتوكلون، فأمرهم بالاحتراف وقال: بل أنتم المتأكلون. فلا يجعل العبد توكله عجزا، ولا عجزه توكلا.

العلامة / ابن جبرين
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شهد حائل
شهد حائل
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
أحلـــ من القمرـى
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
حنـــ ام شهد ـــان
وجزاكم الله خير


وحياكم
rwaan
rwaan
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
دمي ولادمعة أمي
كتب الله لك اجرها


اختكم في الله
دمي ولا دمعة أمي