ما يريده آدم وما تريده حواء عبر فصول العمر

الأدب النبطي والفصيح

ما يريده آدم من حواء

في العشرين يريدها قمة في الرومانسية والجاذبية

في الثلاثين يبحث فيها عن صفات والدته يريدها ربة بيت ماهرة

في الأربعين يريدها سيدة تقود بيتها بحكمة وحنكة ويلقي على عاتقها
مسؤوليات كبيرة


في الخمسين يريدها مديرة أعماله ومستشارته في شؤون كبيرة
وذراعه الأيمن ليبحرا سويا في بحر المسؤولية

في الستين يريدها في قوة ونشاط العشرين لكنه سيتعب ويتعبها

في السبعين ينظر إليها نظرة شفقة ورحمة ويأنس دوما بوجودها معه
ومعها يشعر بالأمن ولا يريد أن تفارقه أو تبتعد عن جنبه
في الثمانين يراها تحفة أثرية وبرواز جميل كل ما نظر إليه مرت بمخيلته ذكريات جميلة

في التسعين تبقى في نظره أجمل ما مر بحياته ويتنهد كل ما رآها
في المائة يتمنى لو يعود قطار الحياة للوراء ليستمتعا سويا برحلة العمر

وماذا تريد حواء من آدام ؟

حواء جنس رقيق ناعم ينطق بالمشاعر ويتنفسها ويغدق بها كما هائلا لمن يحب ممن هم حوله ودون مقابل لتسعد من حولها وتسعد معهم

حواء التي سلكت مع آدام مسيرة الحب والعطاء قدمت له أغلى ما تملك وأنفسه

لتحيا معه حياة الهدوء والأمن والاستقرار بعيدا كل البعد عن ضوضاء وفوضى الحواس

حواء التي قالوا عنها هي أكذوبة وخدعة قالوا فيها أنها كومة من الحيل والمكر
قالوا عنها
استطاعت بمكرها أن تدخل الشيطان في زجاجة وتغلق عليها ليصير أسيرا لها

وقالوا وقالوا .....

لكن حواء تكذب ما قالوا وتستنكره

لأنها هي جملة من المشاعر والأخلاق والقيم بها يسكن آدام وتحت عواطفها يرتاح من وعثاء الطريق

وإليها يسكن عندما لا يجد من يسكن مواجعه ويمسح دموعه

وكذب من قال أنه يستطيع العيش دونها وكذب من أخفي مشاعره عنها

حواء التي تضحي لتسعد آدام وحاشيته

لا تريد من آدام أي مصلحة وليست أنانية ولا أكذوبة أو مخادعة

بل تتمنى منه شيئا واحدا ولا تكلفه إن لم يستطع

تتمنى منه أن يكون وفيا لعواطفها محترما لمشاعرها صادقا في ودها وفيا لعشرتها
إليه تسكن وتحت جناحه تحتمي وفي حضنه ترتمي عندما توجعها مواجع وفواجع الحياة

وعندما يتنكر لها القريب وعندما تفقد الركن الذي كانت تأوي إليه وتركته

وقد جاءت إلى آدم لتسكن إليه ويسكن إليها وتمسك بيده وتقول:


تعترينا عواصف تحرك أغصاننا عبثا محاولة زعزعة استقرارنا وتهديد حبنا

المشترك وحتى متاعبنا وبعض همومنا ثم تهدأ لتحاول الكرة مرات ومرات


ترى هل سنستسلم أم نمسك بأيدي بعضنا البعض

ونشبك أصابعنا كي لا نعطيها فرصة حتى لا يشمت بنا المتربصون لنا خلف أغصانها ؟


وتأكد حواء وتقول :
عني شخصيا وبإذن الله لن أعطيها فرصة ولن أعطيهم فرصة فهل تبادلني نفس الأمنية ؟


قل عني امرأة عاطفية فللعاطفة أهوى ومنها أعطي كل من أحب قدرا منها
فقلبي مساحة واسعة تسع جميع المحبين


ولك منها نصيب حصنته بأسوار الوفاء فنم قرير العين واطمئن

كل هذا إن طال العمر ولم يتوقف قطار الحياة في محطة من محطاته ليفترقا

أو تغادر أنفاس أحدهما جسده في أول المشوار أو وسطه أو منتهاه
.


زوجتك الوفية لك ولحبك..


بقلم : أم حازم

39
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
أم حازم العزيزة :
أعجبتني لغة الوفاء والتفاني في خاطرتك الأكثر من جميلة بما تضمنته من قيم ثمينة رفيعة !
بارك الله حياتك .. وحفظ لك بيتك وأليفك وأدام عليك نعمه !!.
لهجة إخلاصك كالبلور الشفاف تنم عن روح محبة .
في عناية الرحمن .. ودمت !
لحظة من عمري
لحظة من عمري
جزاك الله خير
$$شيهانة الخير$$
بالتوفييييق
حنين المصرى
حنين المصرى
ام حازم العزيزة حقا كلماتك اكثر من رائعة رقيقة صادقة حنونة وفية وجميلة امتعتنى كلماتك حقا سلمت يمينك
نجد دياري 100
نجد دياري 100
يعطيك العافيه