" دعـــــوه للــحـــوار "
’’
انت من تملك حياتك..
وانت من يعيشها..
فبإرادتك..أن تجعلها
جنة سعيدة ..
وبإرادتك .. أن تجعلها سوداء مليئة بالأحزان ..
ولك الخيار لتختار !!
,, وابتسم ,,
لأنك تملك الخيار الصحيح ,,

بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده..
كيف حالكم يا أغلى من وجد قلبي ..
سأدخل في الموضوع مباشره ..لان ما في جعبتي اليوم كثير ..وهو ما احببت ان اشارك به في هذه الحملة الخيره..
سأطرح ما لدي بأسلوب تربوي اسلامي .. يتسم بالحوارية التي تنتهي بنا إلى التأصيل في المنهج ..
بمعنى أنني اتجهت إلى الكتابة في هذا الاتجاه, نتيجة عمق نظرتي الشخصية لنفسي أولا..و لأناس فرضت علي الأقدار وجودي بينهم .. ثانيا ,,
" ليس من المحتم علي أن أسعى لتغير المنهجية في سلوكيات من أخالط .. إنما أتعامل مع من أخالط بما تمليه علي منهجيتي ذات المبدأ السليم ..
إذا..عندما أكون ذا منهج تربوي راقي في أخلاقياتي.. أكثر ثقة واعتزاز بهويتي..
هذا .. يجعل من شخصيتي سمة وسلوكا يميزني ..
يغيرني.. ويغير من حولي إلى الأفضل..
و يكفي انه يخرجنا من صراع التضاد والتنافر إلى المحبة ..والسلام....
ومن هنا كان ... ’’هدفي .. و منطلقي’’

سننطلق معآ من هنا كما انطلقت في مسيرتي لتغيري لمنهجيتي في التعامل ..
و لربما أن استخدامي لمصطلح التغيير فيه اكثر مبالغه إن صح التعبير.. ولكني أراه بمنظور اشمل..
،،، شخصيتي .. ربيتها،، وروضتها حتى قدتها بعد أن كانت تقودني ،،،
كل ذلك يصب في قمع واحد ليستقر في إناء المبدأ..
...المبدأ..
سألت نفسي يوما ..ما هو مبدأي في الحياة..؟
و هل لي مبدأ أسير عليه في حياتي؟..
أم أنها تسير في الرعية بلا راع !!..
كنت قبل ان اخوض المسيره.. أعيش بين معمة وصراع لا ينتهي ..ويشتد علي صراعي مع نفسي وغيري..حينما اختلط بشريحة اكبر..وأوسع من مجتمعي ,,
ربما كان اغلب الصراع هو صراع داخلي ..ولكنه بلا شك كان له أثره البين على تذبذب مخرجاتي..
كنت كما قال تعالى (مذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ)
فاتجهت لبناء مبدأي..
وتخيرت لبناءه افضل اللبنات .. ليخرج في المنتهى .. بناءا سليما متكاملا .. وذو قواعد اصيلة..متينة ..

انطلقت .. وبدأت باللبنة الأولى وهي تربية نفسي ..وتربية الأنا بالأخص..
فمن أنا..
{1}
أنا إنسانة .. وخلق من خلق الله ..
يرتبط خلقي ونشأتي في هذه الدنيا بالتكريم .. والتفضيل
قال سبحانه :
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الإسراء :70
وتفسير هذه الايه ,, كرمنا تضعيف كرم، أي جعلنا لهم
كرماً أي شرفاً وفضلاً.
وهذا هو كرم نفي النقصان لا كرم المال وهذه الكرامة يدخل فيها
امتداد القامة وحسن الصورة
وقيل :كرمهم بالنطق والتمييز
وقيل : بأن جعل محمدا منهم
إذا.. اعترافي في حق نفسي بتكريمي وتفضيلي وتشريفي من خالقي ..
كان اكبر حافز وداعم لتقدير ذواتي ..والنظر لها بمنظور الثقة لا منظور التقليل ..
،،،

{2}
ثم استوقفني قول الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات: 50
سبحان الله ..إذا نحن خلقنا للعبادة..فأين نحن منها .. هل أدينها كما فرضت علينا .. أم أن التهاون هو ديدننا!!..
نظرت في عباداتي ..هل هي كما ينبغي أن تكون .. فوجدت فيها خللا كبيرا..
وأيقنت ان كل ما يلم بي من ظنك وشقاء هو تحقيقا لقوله سبحانه..( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) الزخرف -36
إذا اللبنة الثانية هي العبادة..كما ينبغي أن تكون..لا كما نبغي أن تكون..
،،،

{3}
اتجهت بعد ذلك لأبحث في التاريخ ..وعبر العصور والأجيال..عن قدوة اقتدي بها ..وتكون لي نبراس حياة..
فلم أجد في التاريخ اشرف وأعظم من سيد الخلق محمدا عليه أفضل صلاة..وأزكى سلام ,,
فهو إن تكلم صاغ الدرر..وان تحرك فاض الطهر..
سكوته تربيه.. وكلامه تربيه ..عالي الشأن .. رفيع الصفات ..
هو مربي الأجيال ..وسيد الرجال ..كيف لا وقد كان خلقه القران..
أثنى عليه الرب جل في علاه فقال:﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
كل القلوب الى الحبيب تميل***ومعي بهذا شاهد ودليل
اما الدليل اذا ذكرت محمدا***صارت دموع العاشقين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى***هذا لكل العالمين رسول
ومن هنا احبتي ,,استقيت من بحر صفاته وعذوبة اخلاقه .. ما كان لي البلسم الشافي...
واليك هذا الحديث أخيه.. و الذي أعجبت به أيما إعجاب ..
وتأملي كم من الأخلاق والسلوكيات والمناهج تجسدت فيه....
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق قيل
ما القلب المحموم؟ قال:
هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسـد، قيل
فمن على أثـرِه؟ قال:
الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة،قيل فمن على أثره؟ قال: مؤمن في خـلق حسـن ". رواه ابن ماجة
فصلى الله على الحبيب سيد العالمين محمدآ
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه صلّى عليك منزل القرآن
صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على المبارك أحمد
وهذه هي لبنتي الثالثة..(القدوه)
،،،

{4}
ثم استوقفني..
قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
(( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف )) صحيح مسلم
هل تعلمون أحبتي ما معنى أنّ الأرواح جنود مجندة.. !
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :
قال الخطابي : يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير و الشر و الصلاح و الفساد,
و أن الخير من الناس يحن إلى شكله و الشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره
فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير و شر ,
فإذا اتفقت تعارفت ، و إذا اختلفت تناكرت
قال ابن الجوزي :
و يستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح ,
فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته حتى يتخلص من الوصف المذموم ،
و كذلك القول في عكسه .
و قال القرطبي :
الأرواح و إن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها,
فتتشاكل أشخاص النوع الواحد و تتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص
لذلك النوع للمناسبة ، و لذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها و تنفر من مخالفها
ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف .
إذا ..هذا ما أثبته النبي عليه الصلاة والسلام ..والذي يثبت نظريات العلم الحديث ,
في أنماط الشخصيات في توافقها وتنافرها مع من حولها..
و هذه هي اللبنة الرابعة ..وهي:
فهم من حولنا..وفهم من هم ..قبل أن نحكم عليهم..او نخالطهم..
,
,

وبهذا تكتمل القواعد الأربع للبناء والذي شكل في مجمله .. مبدأي ..
والذي أخرجته بعدة نقاط أساسيه لا يمكنني أن أهمل واحد ولو على حساب الأخر..
إذا مبدأي في المجمل يقول :
عند تعاملنا مع من حولنا بهدوء وتعقل تحكمنا مبادئ سامية ..
كمبدأ (عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به)
ومبدأ (خالق الناس بخلق حسن)
ومبدأ (قل خيرا أو لتصمت)
ومبدأ ("خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )"(199) الأعراف
ومبدأ ( لا ضرر ولا ضرار )
ومبدأ (ترك الجدال ولو كان محقا )
ومبدأ ( ماكان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء الا شانه )
ومبدأ (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
,,,يسمو تعاملنا لدرجة الرقي..'
,
,

..لم يتبقى في جعبتي سوى القليل .. وما سأخبركم به..
هو من باب السلوى لا الشكوى..
’’’ واجهتني ثمة صعوبات وعقبات .. منها ما كان اشد علي من الألم ذاته ..
ومنه ما كان سهلا بتوفيق رب رحمن ..
وكان اقواها صراعا .. تأقلمي على الوضع الجديد ..
ومدى تقبل من حولي للتغير..
،، وبناء على ذلك ستكون ردة فعل من حولك..
بمقدار نوعية التعامل مع الآخرين..،،
لذلك اقول لكل احبتي ..و لكل من اراد بناء مبدأ ذا منهج سليم ..يسير عليه..:
"الصعوبات في بداية اي مشوار وارده „ وبالتعود تصبح التجربه عاده ..
وسنفرح بالنتيجة "
,,,

اخواتي,’’
لا بأس في إعادة النظر في طريقة تعاملنا.. نرتب ما يمكن ترتيبه ليصبح كل شي في مكانه المناسب
هذا يجعلنا أكثر فهما لما نود التعبير عنه .. وسنلاحظ حينها رونق وجمال ولطافة مخرجاتنا.
،،
" فليكن لك سلوكك الراقي الذي يميز تغيرك ليتقبله الجميع بكل هدوء ومحبة وسلام..مبتعدين عن الصدام "

،،
والان...
احول دفة الحديث اليك حبيبتي..
مبدأك في الحياة ..ما هو.. وكيف بنيتيه .. وماهي لبنات بنائك ؟..
أرحب بالجميع هنا .. وبالآراء الهادفه .. التي تزيد حوارنا كل رونق وجمال ..
وبكل من اتخذت لها مبدءأَ تربويا راقيا ..
انتهى.
رائع مادونتي هنا
رعاك الله