حدث سعيد في المنزل، ضيف جديد يملأ الدنيا بهجة ويضفي عليها ألوانا وردية.. لعل هذا هو شعور كل أم تستقبل وليدها بعد معاناة الحمل وصرخات الولادة ، فتكون في قمة السعادة وهي تخطو مرحلة "سنة أولى أمومة" .
لكن هل تعرفي عزيزتي الأم أن هناك لغة مشتركة تمليها أمومتك عليكِ لابد أن تتواجد بينك وبين طفلك، فتفهمين ماذا تعني حركاته .. تنهداته، وماذا يقصد بصرخاته، وبالرغم من أن قلبك يحس معاني هذه اللغة، إلا أن هذا لا يكفي لرعاية صغيرك ? ولذا نقدم لكِ بعض مفردات قاموس لغة رضيعك .
طفلك يجذب انتباهك
وجدير بالذكر، أن الرضع المرضى والمبتسرين يتنهدون في ما يبدو أكثر من الأصحاء ويجدون على الأرجح صعوبة في تنظيم عملية التنفس، لذا فيمكن استخدام أنماط التنفس لتحديد من هم الأكثر عرضة لمشكلات التحكم في التنفس بين الرضع المبتسرين، بما في ذلك أعراض الوفاة المفاجئة للرضع المعروفة بالموت السريري.
بكـــاءه
الطفل مخلوق ضعيف لا يستطيع النطق بما يريد، لذا فبكاءه هو أقوي الطرق للتعبير عن حاجته وبث شكواه ويكون عادة له تأثير بالغ على الآباء، الذين يحاولون التفاعل بسرعة لمعرفة سبب هذا البكاء.
وإليكِ بعض الأسباب العامة لبكاء الطفل وإن كان في بعض الأحيان لا يكون هناك سبب سوى رغبة الطفل للفت وشد الانتباه إليه، إلا أن هناك أسباباً أخري مثل:
أولاً: الجوع من الأسباب الأولى لبكاء الطفل ولا ينتهي إلا عند إعطائه الحليب.
ثانياً: بكاء الطفل بعد الرضاعة عادة ما يكون بسبب تقلصات البطن.
ثالثاً: قد يكون بكاء الطفل بسبب اتساخه، حيث يتوقف البكاء بعد تبديل الحفاض.
رابعاً: حرارة الجو الشديدة أو البرودة الشديدة هي إحدى أسباب بكاء الطفل.
خامساً: عندما يكون الطفل متعباً ويريد أن يترك لينام.
سادساً: وجود مشكلة صحية مثل أوجاع البطن "المغص"، ويفضل في هذه الحالة استشارة الطبيب
أما إذا كنتِ تشكين من بكاء رضيعك طوال الليل ونومه طوال النهار، فلا داعي للقلق، حيث يوضح د. محسن الألفي أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم في كلية طب عين شمس بالقاهرة أن سبب بكاء الطفل لفترات طويلة أن اللبن الذي يرضعه الطفل يسبب له انتفاخا ومغصا بعد الرضاعة، ويحتاج الطفل إلى أسابيع حتى يمكنه أن يهضم اللبن دون أن يسبب له مغصا أو انتفاخا أو إسهالا، ويؤكد على أن اللبن الطبيعي أفضل من الصناعي كثيرا.
ويضيف د. محسن أنه في الأيام الأولي من العمر ينام الطفل معظم أوقات النهار ويستيقظ فترات طويلة من الليل، لأنه داخل الرحم ينام بالنهار ويصحو بالليل ويحتاج الرضيع لفترة تمتد من 4 إلى 8 أسابيع حتى ينتظم نومه، ومن أهم النصائح للأم أن تبقي المولود مستيقظا فترة من 8 إلى11مساء حتى يستطيع أن ينام معظم ساعات الليل.
ولكن ابتعدي عن هدهده طفلك عندما يبدأ في البكاء، هذا ما يحذرك منه د. هاني اسعد طبيب الأطفال المصري، حيث ينصح الأم بألا تسرع إلى حمل طفلها، كلما بكي خاصة إذا ما وفرت له كل السبل التي تأهله للنوم المريح وهو ما يتمثل في إعطائه الرضعة في وقت مبكر قبل النوم مع تغيير حفاضته المبتلة ووضعه في الفراش في موعد محدد غير متذبذب فيعتاد الطفل علي النوم في نفس التوقيت كل يوم.
والنصيحة التي يوجهها د. هاني للأم هي عدم حمل طفلها إذا ما بدأ سيمفونية البكاء المتقطع والتي قد تستمر لعدة دقائق قد يعود بعدها للنوم، أما إذا استمر بكاؤه لما يقرب لمدة أطول من ذلك بصورة مستمرة ففي هذه الحالة قد يكون الطفل في حاجة إلى تغيير حفاضته المبتلة أو يعاني من مغص.
وهنا يجب علي الأم علاج السبب، ففي حالة المغص تعطي له مغلي الأعشاب المفيدة المهدئة والمُعينة علي النوم، حتى يعتاد المولود علي عدم الاستيقاظ خلال فترة الليل علي الأم عدم حمله كلما استيقظ بل تتركه لفترة يبكي حتى يعاود النوم وهكذا فهي التي تنظم له مواعيد نومه فلن يستيقظ بعد ذلك إلا في الصباح، فالأم وحدها هي القادرة علي ضبط وتنظيم مواعيد نوم طفلها، والنصيحة الذهبية لكل أم كما يقول د. هاني اسعد لجريدة الأهرام هي ألا تضع طفلها في فراشه لينام إلا عندما تشعر انه يغالب النعاس، وان تكون الحجرة مظلمة إلا من ضوء خافت والمكان هادئ بعيدا عن الضجيج.
وفي النهاية نهمس في أذنك بأن طفلك الباكي يحتاج إلى حمله من قبل شخص يتميز بصوت رخيم ولمسة هادئة ولا يوجد من هو أحنّ عليه منك سيدتي .
واعلمي أن تدليل الطفل خلال الأشهر المبكرة من حياته لا يضر، حيث يحتاج الأطفال الذين يتميزون بحساسية مفرطة إلى لمسة أكثر رقة.
حركاتـــه
أكد خبراء التربية بمصر أن حركة الطفل الكثيرة، خاصة في الشهور الأولى لولادته، تعبر عن نموه بشكل طبيعي جداً.
وأوضح الخبراء أن الوليد يستطيع بعد ثلاثة أشهر من ولادته أن يمد ذراعيه ورجليه بقوة، وفي الشهر السابع يستطيع الزحف علي ظهره وبطنه، ثم يحاول الوقوف بالاستناد علي الأشياء، ثم الوقوف بمفرده، حين يبلغ عامه الأول فيحاول المشي ويبدأ بعد ستة عشر شهرا في الجري.
حركاته الكثيرة تدل على نموه بشكل طبيعي
ويجب علي الأم ألا تتعجب إذا وجدت طفلها متعطشا طوال الوقت إلي الحركة، والتسلق، والقفز، لأن وراء هذا ميله إلي حب الاستطلاع، الذي هو من سمات الأطفال منذ بدء تعرفهم علي الحياة.
وتُعد السنوات الأولى من حياة الطفل من أهم مراحل نموه، حيث يعيش فيه منفردا في عالمه، طليقا في حركاته، متحررا من كل القيود، لذلك تعد المتنزهات، والملاعب، والحدائق متنفسا لإطلاق الطاقات بداخله.
ولكن عزيزتي الأم .. كوني على حذر وراقبي حركات طفلك، لأن هناك دراسة سعودية تؤكد أن أكثر من 70% من إصابات الأطفال في المستشفيات تكون نتيجة الحوادث المنزلية للأعمار الأقل من 7 سنوات.
لذا ينصح د. محمد سعيد القحطاني عميد كلية الطب بالسعودية، أن تحمي الأم طفلها من الأخطار، بوضع الأشياء الحادة مثل الفرامات أو السكاكين أو الأدوات الكهربائية، وكذلك المنظفات والأدوية بعيدا عنه.
وفي نفس الصدد، تؤكد لطفية سلمان الأخصائية الاجتماعية في مستشفى الصحة النفسية بالسعودية أن الوسيلة الوحيدة لحماية الطفل في السنتين الأوليين من عمره هي مراقبة جميع حركاته، فعندما يبدأ الطفل بالزحف يكون بإمكانه لمس مخارج الكهرباء، وتناول المواد الكيماوية المستعملة للتنظيف في المطبخ أو أدوات الخياطة أو النباتات المنزلية التي تحتوي على أوراق سامة، أما مرحلة الوقوف فلها أخطار أخرى كالحروق بالسوائل الساخنة، والرضوض الناجمة عن سقوط الطفل.
وعندما يبدأ الطفل بالمشي يزداد لديه حب اكتشاف الأشياء المحيطة به، لذا بإمكان الأم أن تجعله يدرك حدود قدراته ولعبه ونشاطاته، فيصبح على دراية دائمة بالخطر والابتعاد عنه، ويكون هذا التوجيه مستمراً دون ملل بمشاركة جميع أفراد العائلة لضمان سلامة الطفل.
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام روز
•
موضوع رائع بارك الله فيكى
الصفحة الأخيرة