سلام:
الحب: انفعال وجداني يوجه سلوك الفرد نحو ذات المحبوب أو الشيء المرغوب,
وهذا الانفعال يتميز بكثرة مجالاته في النفس الإنسانيه, وخاصة في مرحله المراهقه
حيث يتسع مجال الشعور الوجداني للمراهق, وتتعدد موضوعاته, وتتنوع, وتتمايز.
وعلماء النفس المحدثون يقتصرون في دراستهم للحب غلى حب الذات , والحب الجنسي , والحب الأسري, ولكنهم لا يتعرضون لحب الإنسان لله, وحبه للأنبياء
والرسل , وحبه للمثل الإنسانيه العليا كالعدل , والصدق .... إلخ, على الرغم من
أن هذه الأنواع من الحب هي من أرقى أنواع الحب الإنساني, وبها وحدها يتميز
الإنسان عن الحيوان.
وحب الله سبحانه ينمي انفعال حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من لوازم الإيمان بالله والشعور به والاطمئنان إليه ,
من هنا تأتي أهميه تربية انفعال الحب في المراهقه وتوجيهه, حيث يحاول الوالدين
أن يتجها به عند الفتاة الى الله تعالى . والى رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه التربيه هي صمام الأمان في فترة المراهقه وما يليها من مراحل العمر , فتسلم للمراهقه
بعد ذلك سائر انفعالات الحب الأخرى , فتستقيم في حبها لنفسها , ولأبيها, ولأمها,
ولإخوتها, وزوجها, وأبنائها _ فيما بعد_ والناس أجمعين .
وأذكر هنا بان التجاذب بين الذكر والأنثى دافع فطري انفعاله المصاحب له الحب
المتبادل بين بين الطرفين , وهذا التجاذب ينشأ الاحساس به منذ بداية المراهقه.
كما على الأم أن تؤكد لابنتها بأن الاسلام دين فطري, لايستنكر الحب ولا يستقذره ,
إنما ينظم هذا الانفعال في إطار الزواج , وقيام حياة مشتركه , وبناء أسره, وهو لهذا
لايقبل من الفتى أو الفتاة أن يهيما على وجهيهما في مرحلة المراهقه , لانه دين يستقذر الأباحيه والفوضى , وهو لهذا يستنكر ان يلتقي الفتيان بالفتيات كيلا ينحرفوا
بانفعال الحب الفطري , فينصرفوا به عن اتجاهه الأصيل , فالتجاذب بين الجنسين
نداء فطري , والإسلام يحرص على أن يسير به في طريقه الصحيح , وليس ثمة
طريق يتفق مع منهجه الفطري غير نظام الزوجيه .
وأشير ختاما إلى أهمية توعية الوالدين للمراهقه بالأهداف الحقيقيه الكامنه خلف
الأفلام , وامسلسلات الهابطه , والأغاني الخليعه , والقصص الغراميه الساقطه
الوضيعه , ونماذج الخطابات, وأساليب نشأة السلوك الغرامي , وغير ذلك من دواعي الانحراف , فوعي المراهقه بالأهداف الحقيقية وراء هذا الركام والحطام يبصرها بخبث هذه الاتجاهات ويمدها بمقومات التحمل والصبر على الفتنة , ويساهم في تقوية شخصيتها . وأخيرا لابد أن تكون الأم بصفة خاصه صديقه لابنتها المراهقه تعلمها
بأن تصارحها بكل أسرارها , وألا تخفي عنها ما تقوله لصديقاتها وأن تبحث في شخصية هؤلاء الصديقات فإذا وجدت فيهن من تشعر بفساد في خلقها استبعدتها بلباقه
من حياة ابنتها حتى لا تنتقل إليها عدوى الفساد, ومما لابد ان تدركه الأم ان من اسباب معاناة المراهقه هو خجلها مما يدور في قلبها تجاه احداث معينه او اشخاص معينين
وان تشددها هي والأب في عدم قبول اي معنى عاطفي للبنت يدفعها دفعاً لأن تلقي باسرارها لاحدى الصديقات التي قد تكون غير ملتزمه فتضيع معها الفتاة فعلى الأم
ان تدرك ان العاطفه بوصفها شعور ليست عيباً ولكن العيب ان تترك فتاتها حتى يتحول
شعورها العاطفي الى سلوك يغضب الله ومن ثم يرفضه المجتمع ويحدث سراً وبعيدا عن عيون الأهل الذين قد تفجعهم الحقيقه في يوم ما ...
هذه مقتطفات صغيره من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمه .
للأخت الفاضله حنان عطيه الطوري الجهني والتي نالت به شهادة الماجستير
وهو من ضمن سلسلة المنتدى الأسلامي وهو من اصداراته .
فجزى الله الأخت خيرا والقائمين على المنتدى . وشكرا لكم
أم مسلم @am_mslm
عضوة شرف عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
إشراق 55
•
جزاك الله خيراً أختي أم مسلم على هذه المعلومات القيمة المفيدة وأنا استفدة منها كثيراً وسلمت يداك والله يعطيك العافية وتحياتي لك .
ماوية
•
جزاك الله خير
فعلا عاطفة الحب اصبحت توجه توجية خاطئ في ظل عالم يعج بالمغريات واسباب الفتن
فكيف للمراهق ان ينجو بنفسة اذا لم يوجهه الوالدان ؟؟؟؟؟؟
وفقك الله لما يحبه الله ويرضاه
فعلا عاطفة الحب اصبحت توجه توجية خاطئ في ظل عالم يعج بالمغريات واسباب الفتن
فكيف للمراهق ان ينجو بنفسة اذا لم يوجهه الوالدان ؟؟؟؟؟؟
وفقك الله لما يحبه الله ويرضاه
الصفحة الأخيرة
إن كان له تكملة أكملي بارك الله فيك .