متدينون يظلمون زوجاتهم!

الأسرة والمجتمع

هذا حال كثـير من الرجال الذين يسـتندون حسب ظنـهم إلى قول النبي عليه الصـلاة والسـلام، ((لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها))، فيتعلقون بظاهر هذا النص ويعاملون زوجاتهم بلغة فوقية، ويدعون في ذلك الاعتماد على هذا النص بأنه لم يساو بين الذكر والأنثى ويستدلون بقوله تعالى ((للذكر مثل حظ الأنثيين)).

وقد غفل هذا الشخص عن بداية الآية وهي ((يوصيكم الله في أولادكم))، كما وغفل عن حالات توزيع الميراث الكثيرة والتي يتساوى فيها الذكر والأنثى، وحالات أخرى تأخذ الأنثى فيها أضعاف الذكر.

أذكر هذا الكلام بعد مشكلة زوجية تدخلت فيها، وكان الزوج متديناً ويطالب زوجته بأن تسمع له وتطيع من غير نقاش أو حوار، ويستند في طلبه إلى الحديث الذي روينا، وكلما اعترضت زوجته على تصرفاته قال لها: ((احترمي نفسك وإلا أمرتك بالسجود لي))، إن هذا وأمثاله يدمرون من نفسية المرأة باسم الدين، ويحطمون الحياة الزوجية وجمالها باسم الشريعة، والمشكلة تنحصر في مفاهيمهم وتصوراتهم لهذا الدين في التعامل مع الإنسان.

فأما النص فهو تعظيم لمكانة الرجل وتضحيته لأسرته وتفانيه لبنيه وزوجته وأولاده، لأنه يسعى لتحقيق الأمن الاجتماعي، ولكن إذا تخلى الرجل عن هذه الواجبات وأصبحت المرأة في البيت هي الزوج والزوجة، فان الرجل لا يستحق هذا التكريم، كما أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما ذكر هذا الحديث في توجيهه للنساء، فقد وجه أحاديث كثيرة يوجه فيها الرجال وبين لهم عظم مكانة الزوجة وحسن ملاطفتها ومعاشرتها بالمعروف، وأنه ما يكرمهن إلا كريم وما يهينهن إلا لئيم.

فقال الرسول عليه الصلاة و السلام (((إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )))، (رواه احمد)، وقال: (((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهـلي)))، (رواه بن ماجة)، وقال: (((أكمل المؤمنين أيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله)))، (رواه الترمذي)، وقال: (((استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا))) ، (رواه الترمذي).

فالعاقل من يوازن بين هذه النصوص، ولا يتعامل مع الدين بما تشتهيه نفسه، وقد حسم النبي عليه الصلاة والسلام، في الحديث الأخير القضية بقوله: (((إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا)))، فالأفضلية ليس لها علاقة بالذكورة والأنوثة، وإنما هي بالتقوى والتقرب إلى الله ، والا فهي المساواة في الحقوق والواجبات، وأما من يجعل من زوجته كأنها "رقيق" فان حسابه عند الله عسير.

وقد رأيت متدينا يضرب زوجته بالعصا والسوط ويقول انه تنفيذ لأمر الله (((واضربوهن)))، ورأيت ينفق أمواله في الدعوة وزوجته وأولاده يتسولون في العائلة لينفق أهلهم عليهم، ورأيت آخر يسافر لأشهر عديدة ويترك زوجته وأولاده من غير نفقة أو رعاية، وإذا سألته قال لك: أنني مسافر لدعوة الناس، ورأيت متدينا قد تزوج بثالثة وهو ظالم ومقصر في حق الأولى والثانية، وأعرف متدينة تقيم الليل ولا تستجيب لزوجها إذا دعاها للفراش، وأعرف متدينة أبناؤها منحرفون وهي منشغلة عنهم في تعليم الناس القرآن، هل هذا هو الدين، أم هذا ما تشتهيه نفوسهم من الدين، ومن ثم فهم يشوهون الدين؟؟؟!!!

أنني اكتب هذه الكلمات، وأنا أعرف قصصاً كثيرة سعيدة ومستقرة لمتدينين، ولكن حديثنا يركز على من يستغل الدين لمصالحه الشخصية في الجوانب الاجتماعية، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يمثلون الدين حقيقة لا دعاية.


منقوووول
3
804

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنوووون المزيون
بارك الله بك على حسن اختيار الموضوع أخت لحن للقمر

فوالله لأني اقرأ هذا الموضوع وقلبي يعتصر ألما لحال من يتمسي بالمتديننين من الرجال أو النساء وهم في حقيقة أمرهم اسائوا غلى هذا الدين من خلال هذه التصرفات

فمن ضمن القصص التي أعرفها ...ممن يحسب نفسه وصل الدجات العلى في العلم الديني أنه إن ناقشته زوجته أو كلمته قال لها أسكتي فأنت مخلوق من ضلع أعوج !!!
حتى بدأ الشيطان يدخل لها بمنافذ كادت أن تكفر وذلك ردا على كلامه تجاهها وبدأت تتسائل عن تكريم المرأه لها وهل تكريمها بخلقهما من ضلع اعوج والكثير من الأسئله التي تشكك الغير متثبت بأمور دينه ودنياه

فهذا حال بعض من نحسبهم يتلفعون بلباس التقوى والصلاح للناس

ربنا لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا
القلمُ الورديُّ
اهلا بكم

للموضو ع هذا حديث ذو شجون لان مو كل من حط لحية صار يخاف الله ..اعرف لكم واحد ملتحي لايصلي ابدا وعذره ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء..!!!!

وللأسف أمثال اللي حكيتوا عنهم هم اللي التزامهم اجوف ظاهرهم الصلاح وباطنهم الفرااااغ الديني وقلة الوعي ..

وللعادات والتقاليد دوووركبيير في هذا المجال فتنشئة الولد حتى يصبح رجلا تكون على اساس دونية المرأة وهامشيتها في الحياة وانها من سقط المتاع يعني تطبخ وتنفخ وتولد بس !!!

واعرف لكم واحد كان زي كذا وتغير جدااااااا والسبب انه صاحب له واحد يعامل زوجتة معاملة راائعة وهو ملتزم جدا فتنبة لنفسة ولفرق المعاملة بين الزوجتين.. وبالتدريج بدأ يكتشف عيوبة وان زوجتة مظلومة واخذ يقتبس من صاحبة الملتزم الالتزام الحق والان تغير حاله للأحسن والحمدلله

سلااام زي العسل لكم:23:
بلوغ المرام
بلوغ المرام
الاخت لحن للقمر..... تدرين اني كنت ناويه اكتب نفس موضوعك في المنتدى لكنك اعطيتي الموضوع حقه..فبارك الله فيك......فعلا نجد بعض الشباب الملتزم(لأننا نضرب بهم المثل بالتزامهم بنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم) يتمسك بحقوقه على زوجته بينما واجباته نحو زوجته يهملها.الا من رحم ربي...فكأن الشرع وصى فقط على طاعة الزوج ولم يعطي الزوجه أي حق.الا الأكل والملبس والمسكن كما يتحجج بعضهم...هذه النظره المتعاليه لم يأمر بها الشرع بل أمر بالاهتمام بالمرأة بشكل عام وبالزوجة بشكل خاص..وأنا لا أتهم الملتزمين فقط بل جاء حديثنا عن هذه الفئة الملتزمة لأنهم قدوه لباقي الشباب العوام في كل شيء حتى في معاملة زوجاتهم....فالايمان متى ما وقر في القلب كان خلق المؤمن هينا سمحا لا تؤثر عليه المشاكل وان كثرت....وهذا لا يعني أنني أعم جميع الملتزمين بل بعضهم...وكل أبن آدم خطاء...الحديث
كأني طولت....ميخالف تحملوني
أختكم في الله تطلب منكم الدعاء بالتوفيق.....:26: