متساوون عند الولادة متفاووتون عند الموت

متساوون عند الولادة
متفاوتو عند الموت

إنه لشئ لافت ذلك التباين الكبير بين مانكون عليه عند الولاده , وبين مايكون عليه عند الموت , المواليد كلهم أطفال من درجه واحدة , حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحد من العظماء , أو أن يكون منخلفا ذهنيا أو مجرما أو منحرفا ,,,, لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوما , ولتتجه الأنظار والتوقعات العظيمه إلى أناس دون آخرين , رجال ونساء يغادرون هذه الحياة وهم أعلام , تعلقت بهم القلوب , ونطقت بالثناء عليهم الألسن ,,,, وذلك لأنهم في حياتهم كانوا أشخاص غير عاديين , وأنما كانوا دعاة أوفقهاء أوحكماء أوقادة أوباذلين للمعروف ساعين في الخير ,,, إن الذي غادر هذه الحياة هو أضعف شيء فيهم , وهو الجسد أما عقولهم وأرواحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها , والأيادي البيضاء التي أسدوها للناس فانها باقية في النفوس والقلوب ليعبر عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قرونا بعد قرون , ولتتخذ منها الأجيال نبراسا للتأسي ولأقتداء
هذه هي القلة القليلة من الصفوة المختارة من عباد الله , أما السواد الأعظم من الناس فإنهم مهما عاشوا _ يمرون على هذه الحياة مرورا سريعا , وهم ما بين شخص يترك شيئا يندم عليه , وشخص لا يترك أي شيئ ! ولا تمر سنوات قليلة حتى ينساهم الصديق والقريب ,,,,



فيأ أحبابي :::::::::::::::::::
__ أن الدي يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب والا المال ولا القوة , لكنه الأستقامة والعلم ولأثر النافع وحب الخير للناس والمساهمة في إصلاح الأوضاع والأحوال ....
__ في إمكان كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله في المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .
__ لايحتقر الواحد منكم نفسه , ولايرض بالقليل ,فالكريم الجواد الغني الحميد هو رب الأولين والآخرين , وقد يمنح للمتأخر شيئا حجبه عن المتقدم ,.

تذ كروا دائما ساعة الرحيل , وخططوا دائما لأن يكون مايقال عنكم فيها شيئا عظيما , ترجون ثوابه عند الله تعالى .


من كتاب 50 شمعة لإضاة دروبكم
د. عبد الكريم بكار