(-ليالي-)
(-ليالي-)
قبل أن أورد الكلام عن حكم تغطية الوجه، أردت أن أشير إلى مسألة الإجماع بما يلي: الأمة منذ القديم مجمعة على أن الفتنة داعية للتغطية، ذهب إلى ذلك الحنفية الحنابلة والمالكية والشافعية ( سأورد إن شاء الله أقوالهم )، بل ذهب بعض العلماء إلى إيجاب التغطية حتى على الأمة، إذا صارت فاتنة، وكل ذلك مفهوم في ظل حرص العلماء على عفاف وستر نساء المؤمنين.. . وتأمل في قول عائشة رضي الله عنها: ( لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء، لمنعهن المسجد، كما منعه نساء بني إسرائيل).. تدرك هذا، حيث رأت منع النساء من الخروج من البيت، إذا تغير الحال، والقرار في البيت أكبر من تغطية الوجه.. والشيء بالشيء يذكر.. فهذا الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ـ وهو من القائلين بجواز الكشف ـ يقول: " ولو أنهم قالوا: يجب على المرأة المتسترة بالجلباب الواجب عليه إذا خشيت أن تصاب بأذى من الفساق لإسفارها عن وجهها: أنه يجب عليها في هذه الحالة أن تستره دفعا للأذى والفتنة، لكان له وجه في فقه الكتاب والسنة.. بل قد يقال: إن يجب عليها أن لا تخرج من دارها إذا خشيت أن يخلع من الجلباب من رأسها من قبل بعض المتسلطين الأشرار المدعمين من رئيس لا يحكم بما أنزل الله، كما وقع في بعض البلاد العربية منذ بضع سنين مع الأسف الشديد.. أما أن يجعل هذا الواجب شرعا لازما على النساء في كل زمان ومكان، وإن لم يكن هناك من يؤذي المتجلببات فكلا ثم كلا.. " جلباب المرأة المسلمة ص17 فهو بالرغم من قوله بجواز كشف الوجه على وجه الإباحة ـ مع كونه يرى الأفضل هو التغطية ـ إلا أنه يرى، لا أقول وجوب التغطية فحسب، بل وجوب القرار في البيت، ألا تخرج أصلا، إذا صار الزمان زمان فتنة، يتعرض فيه السفهاء للصبايا واليافعات.. هذا واضح من كلامه.. ونحن نقول: ألا ترون قدر الفتنة التي تكون اليوم جراء خروج الفتاة من بيتها؟.. الخروج لوحده يستفز السفهاء ليحوموا حول الحمى، من أجل التحرش والأذى، فما بالكم ـ ولا شك رأيتم ـ حينما تكشف عن وجهها، وكلكم سمع ورأى من مثل هذا، ما صار معلوما مشهورا.. بالإضافة إلى الكيد الكبير الذي يخطط له أعداء الحجاب، وهو معلوم لا يخفى.. إذن، نحن نعيش حالة حرب حقيقة مع أعداء الحجاب، وكل متبصر، أو لديه نصف تبصر يدرك هذا، وعلى هذا ألا تتفقون معي أن: ـ كل العلماء يجمعون أنه في زمان كهذا يجب التغطية، حتى من أجاز، حتى الشيخ الألباني نفسه في كلامه السابق يقرر هذا؟... ـ وأن الحكمة والعقل يأمران بالحجاب والتغطية، وأن ندعوا إلى هذه الفضيلة درءا لهذه الفتنة العمياء؟. لو كان هناك من يرى جواز الكشف مطلقا، حتى في حال الفتنة، فإنهم بالنسبة لعموم الأمة شيء لا يذكر، وقولهم لا يقبل في محكم العقول.. وقد ذكر أهل العلم، وقد نقلت كلامهم في حوار سابق، أن مخالفة بعض الأفراد لا ينقض الإجماع، وهو مروي عن الإمام أحمد وابن جرير، في مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص153: " فصل لا ينعقد الاجماع بقول الأكثرين من أهل العصر في قول الجمهور، وقال ابن جرير الطبري و ابو بكر الرازي لا عبرة بمخالفة الواحد و الاثنين فلا تقدح مخالفتهما في الاجماع وقد أومأ إليه أحمد رحمه الله . وحجة الجمهور أن العبرة بقول جميع الأمة، لأن العصمة انما هي للكل لا البعض، و حجة الاخر اعتبار الأكثر وإلغاء الاقل، قال في المراقي: والكل واجب و قيل لا يضر ......... لاثنان دون من عليهما كثر" اهـ فالإجماع لا يشترط فيه ألا يكون فيه مخالف، هذا لو كان المخالف مخالفا بدليل صحيح، فكيف إذا كان دليله غير صحيح، ولا يصح الاحتجاج به؟.. حينذاك فلا حجة في خلافه، ومن ثم لا ينقض الإجماع بحال أبدا، فإن قول العالم معتبر إذا سانده الدليل، أما إذا لم يسانده فقوله غير معتبر، ولا ينقض به قول بقية العلماء، ولا ينقض به إجماعهم.. وفي مثل من يقول بجواز كشف الوجه حتى حال الفتنة، فهذا بالإضافة إلى مخالفته للقول الصحيح الراجح في أصل الكشف، كذلك هو قول يخالف الدليل الشرعي والعقلي الآمر بالبعد عن مواطن الفتن والريب.. وعلى ذلك فهو قول غير معتبر، ومن ثم إذا قلنا: إن العلماء أجمعوا على المنع من كشف الوجه حال الفتنة.. هو قول صحيح، لا غبار عليه، من حيث: ـ إن الإجماع لا يشترط فيه عدم المخالفة من أحد، بل يصح حصول الإجماع، ولو خالف بعض الأفراد.. ـ ومن حيث إن الإجماع لا ينقض بقول يخالف الدليل الشرعي.. وقد ذهب إلى مثل هذا جمع من العلماء، قال الشيخ بكر أبو زيد: "هذا مع العلم أنه لم يقل أحد من أهل الإسلام بجواز كشف الوجه واليدين عند وجود الفتنة ورقة الدين، وفساد الزمان، بل هم مجمعون على سترهما، كما نقله غير واحد من العلماء" حراسة الفضيلة 82 بعد هذه المقدمة عن قضية الإجماع، ألج إلى تفصيل الحكم في تغطية الوجه: يقولون: "اختلف العلماء في الوجه واليدين بالنسبة للمرأة، فمنهم من أجاز لها كشفها، ومنهم من منع".. لكن الذي نعتقد أن كثيرا من الناس لم يفهم حقيقة هذا الخلاف بين أهل العلم.. والحقيقة تبرز إذا عرفنا أن الكلام عن عورة المرأة إنما يذكر دائما في " باب شروط صحة الصلاة"، فيقول العلماء: " وكل المرأة عورة إلا وجهها وكفيها".. وهم إنما يقصدون عورتها في الصلاة، لا عورتها في النظر.. وعورة الصلاة ليست مرتبطة بعورة النظر لا طردا ولا عكسا، فما يجوز كشفه في الصلاة بالنسبة للمرأة هو الوجه بالإجماع، واليدين عند جمهور العلماء، والقدمين عند أبي حنيفة وهو الأقوى.. أما خارج الصلاة فلا يجوز كشف ذلك أبدا، فإذا قيل: " إن وجه المرأة وكفيها ليستا بعورة".. فهذا المذهب إنما هو في الصلاة إذا لم تكن بحضرة الرجال.. وأما بالنسبة لنظر الأجنبي إليها فجميع بدنها عورة لابد من ستره عن الأجنبي لقوله عليه الصلاة والسلام: ( المرأة عورة) .. قال موفق الدين ابن قدامة: " وقال مالك والأوزاعي والشافعي: جميع المرأة عورة إلا وجهها وكفيها، وما سوى ذلك يجب ستره في الصلاة" . وقال ابن القيم: " العورة عورتان: عورة في الصلاة، وعورة في النظر، فالحرة لها أن تصلي مكشوفة الوجه والكفين، وليس لها أن تخرج في الأسواق ومجامع الناس كذلك" . وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: {ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها}: "والمستثنى هو الوجه والكفان لأنهما ليستا من العورة، والأظهر أن هذا في الصلاة لا في النظر، فإن كل بدن الحرة عورة، لا يحل لغير الزوج والمحرم النظر إلى شيء منها إلا لضرورة" . وقال الصنعاني: "ويباح كشف وجهها حيث لم يأت دليل بتغطيته، والمراد كشفه عند صلاتها بحيث لا يراها أجنبي، فهذه عورتها في الصلاة، وأما عورتها بالنظر إلى نظر الأجنبي إليها فكلها عورة كما يأتي تحقيقه" . فهذه النقول عن أهل العلم كافية لإثبات الفرق بين حدود العورة وحدود الحجاب.. وعليه فلا يصح أبدا ما قد يذكره بعض الناس من إجماع العلماء على جواز كشف الوجه واليدين، فبالإضافة إلى كونه جهلا بمواقف العلماء هو كذلك جهل بحقيقة الخلاف بينهم. فمن ورد عنهم جواز كشف الوجه واليدين على قسمين: قسم لا يجيز ذلك بإطلاق، بل يخصه في الصلاة فقط، ويحرمه عند وجود الرجال الأجانب، وهذا القسم لم يفهم بعض الناس قوله، فلما سمعه يقول: " والمرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها" أي في الصلاة.. ظن أن ذلك بالعموم حتى في النظر، فحمل قوله على جواز الكشف مطلقا، وهذا خطأ، فإنهم لم يقصدوا ذلك، فهذا سبب من أسباب الاختلاف في المسألة. القسم الآخر أجاز الكشف بإطلاق.. والذي دعاه إلى ذلك قول منسوب لابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: " الكحل والخاتم"، لكن هذا الأثر إسناده ضعيف للغاية، فيه مسلم الملائي قال فيه النسائي: " متروك الحديث" .. وهناك رواية أخرى قال فيها: "ما في الكف والوجه"، وهي كذلك ضعيفة، في إسنادها أحمد العطاردي قال ابن عدي: " رأيتهم مجمعين على ضعفه" .. فالنسبة إذاً إلى ابن عباس غير صحيحة بحسب الإسنادين السابقين ، بل جاء عنه عكس ذلك، ففي تفسير آية الحجاب: {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال ابن عباس:" أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة" . لكن لو افترضنا صحة القول المنسوب إلى ابن عباس من طرق أخرى فكيف نفسر هذا التعارض بين قوليه: مرة يجيز كشف الوجه واليدين، ومرة أخرى يحرم ذلك كله؟.. فالجواب: أنه أجاز أولاً، ثم لما نزلت آية الحجاب منع من ذلك، قال ابن تيمية: "والسلف تنازعوا في الزينة الظاهرة على قولين، فقال ابن مسعود: هي الثياب، وقال ابن عباس ومن وافقه: هي ما في الوجه واليدين، مثل الكحل والخاتم... وقبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرجال وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها لأنه يجوز إظهاره، ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب بقوله: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}. حجب النساء عن الرجال، وكان ذلك لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش فأرخى النبي الستر ومنع أنسا أن ينظر، ولما اصطفى صفية بنت حيي بعد ذلك عام خيبر قالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه، فحجبها... فإذا كن مأمورات بالجلباب وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنقاب، كان حينئذ الوجه واليدان من الزينة التي أمرت ألا تظهرها للأجانب، فما بقي يحل للأجانب النظر إلا إلى الثياب الظاهرة، فابن مسعود ذكر آخر الآمرين، وابن عباس ذكر أول الأمرين" . إذاً لو صح قول ابن عباس في إباحة كشف الوجه واليدين فإنما ذلك كان قبل النسخ، ثم لما نزلت آية الحجاب أوجب الله عليهن ستر جميع ذلك، هذا وابن مسعود يذكر في معنى الزينة الظاهرة أنها الثياب والرداء، فهو يخالف ابن عباس في قوله الأول لو صح عنه. نخلص مما سبق أن سبب الخلاف في هذه المسألة ثلاثة أمور: أولا: عدم التفريق بين حدود الحجاب وحدود العورة، فبعض المخالفين في هذه المسألة ظن أن ما يجب ستره في الصلاة هو الذي يجب ستره عن أعين الناس فحسب، وهو سائر البدن إلا الوجه والكفين.. وهذا فهم خاطيء فليست عورة الصلاة هي عورة النظر، بل عورة النظر أعم في حق المرأة من عورة الصلاة، فالمرأة لها أن تبدي وجهها وكفيها وقدميها في الصلاة، لكن ليس لها ذلك في محضر الأجانب أو إذا خرجت من بيتها. ثانيا: عدم التحقيق في قول ابن عباس، فالأثر الذي ورد عنه في إباحة كشف الوجه ضعيف الإسناد بحسب الأسانيد السابقة، ثم إنه قد صرح في آية الحجاب بأن المرأة لا تظهر إلا عينا واحدة، فكان ينبغي أن يجمع قوله، ويؤخذ بما هو أصح وأصرح.. وكل الآثار التي يحتج بها من قال بالجواز كحديث أسماء ضعيفة لاينهض الاحتجاج بها، وكذا حديث الخثعمية بالرغم من صحته إلا أنه ليست فيه دلالة على جواز كشف الوجه. ثالثا: عدم التفطن إلى إن الحكم فيه نسخ، أو فيه أول وآخر، فأما آية الزينة: { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، فقد كان أولاً، وكان النساء إذ ذاك يخرجن كاشفات الوجه واليدين، ثم لما نزلت آية الحجاب أمرن بالستر. وعلى هذا الوجه يحمل قول ابن عباس، إن ثبت من طرق أخرى. على أن ابن مسعود يفسر آية الزينة بتفسير يخالف تفسير ابن عباس الأول فيجعل الزينة الظاهرة هي الثياب أو الرداء، أو ما نسميه بالعباءة، وإسناده صحيح، وعلى ذلك فلا حجة في هذه الآية لمن احتج بها على جواز الكشف. ومما يؤكد هذا الحكم قوله تعالى: { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} ، وإذا سأل الرجل المرأة وهي كاشفة عن وجهها لم يكن سألها من وراء حجاب، وتلك مخالفة صريحة لأمر الله.. ثم إن هذا الخلاف بين الفقهاء بقي خلافا نظريا إلى حد بعيد، حيث ظل احتجاب النساء هو الأصل في جميع مراحل التاريخ الإسلامي، فقد كان ولا زال أحد معالم الأمة المؤمنة، قال الغزالي: " لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات" .. وقال ابن حجر: " العمل على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال" . وهنا مسألة لابد من التنبه لها، وهي: أنك لو سألت هؤلاء المجيزين: "هل تجوزون كشف الوجه في زمن الفتنة أو إذا كانت المرأة فاتنة"؟. لقالوا: "لا، بل يحرم الكشف في زمن الفتنة، أو إذا كانت المرأة شابة أو فاتنة".. بل ذهبوا إلى أكبر من ذلك فقالوا: "يجب على الأمة إذا كانت فاتنة تغطية وجهها" .. مع أن الأمة غير مأمورة بتغطية الوجه. إذن، فجميع العلماء متفقون من غير استثناء على: وجوب تغطية الوجه في زمن الفتنة، أو إذا كانت المرأة فاتنة، أو شابة.. ونحن نسأل: أليس اليوم زمن فتنة؟.. وإذا كان العلماء جميعهم حرموا الكشف إذا كان ثمة فتنة، فكيف سيكون قولهم إذا علموا أن الكشف بداية سقوط الحجاب؟.. فلم تعد القضية قضية فقهية تبحث في كتب الفقه فحسب، بل القضية أكبر من ذلك إنها قضية مصير لأمة محافظة على أخلاقها، يراد هتك حجابها، وكشف الوجه هو البداية، قد اتخذ من اختلاف العلماء فيه وسيلة لتدنيس طهارة الأمة المتمثلة في الحجاب، ويعظم الخطر في ظل اتساع نطاق عمل المرأة وازدياد خروجها من البيت، مع نظرة بعض الناس للحجاب على أنه إلف وعادة لادين وعبادة. فهي مؤامرة على المرأة المسلمة.. ومما يبين هذا: تلك الصور والإعلانات التي تصور المرأة لابسة عباءة سوداء، كاشفة عن وجهها، لإقناع الناس بأن تغطية الوجه ليس من الحجاب، وترسيخ هذا المفهوم فيهم. ومما يبين أن القضية ليست قضية اختلاف بين العلماء أن كثيرا من هؤلاء النساء اللاتي يكشفن الوجه لايكشفنه لترجح أدلة الكشف عندهن، بل هن متبعات للهوى، قد وجدن الفرصة اليوم سانحة لكشف الوجه، ولو سنحت في الغد فرصة أخرى أكبر لما ترددن في اغتنامها، والدليل على هذا: أنهن إذا سافرن إلى الخارج نزعن الحجاب بالكلية وصرن متبرجات لا فرق بينهن وبين الكافرات.. ولو كان كشفهن عن قناعة بالأدلة المجيزة للكشف للزمن ستر جميع الجسد بالعباءة إلا الوجه في كل مكان سواء في المقام أو في السفر إلا البلاد الأخرى.. ولو كان هذا الكشف ناتجا عن اتباع أقوال العلماء المجيزين لغطين وجوههن، لأن العلماء المجيزين يحرمون الكشف في زمن الفتنة، والزمان زمان فتنة ومع ذلك هن يكشفن وجوههن، والعلماء المجيزون حرموا الكشف على الفاتنة والشابة، وهن يكشفن بغير فرق بين الفاتنة وغير الفاتنة.. فالحقيقة أن هذا الفعل من هؤلاء النساء لم يكن عن اتباع لكلام أهل العلم، بل هو اتباع للهوى وتقليد للسافرات من الكافرات والمتبرجات، وتبرم وضجر من الانصياع لأمر الله تعالى في قوله: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}.. {ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}.. {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}. وإذا سألنا المجيزين سؤالا آخر فقلنا لهم: " أيهما أفضل التغطية أو الكشف"؟.. لقالوا بلا تردد: " التغطية أفضل من كشف الوجه، اقتداء بأمهات المؤمنين".. ونحن نعلم أن استبدال الأدنى بالذي هو خير فساد في الرأي وحرمان من التوفيق، فإذا كانت التغطية هي الفضلى فلا معنى لترك هذا الأفضل إلى الأدنى إلا الجهل بحقيقة الخير والشر والربح والخسارة، والغفلة عن مكيدة الشيطان.. فإن الشيطان لا يزال بالأمة الصالحة يرغبها في الأدنى ويزهدها في الأعلى حتى تستجيب له، فما يزال بها حتى يوقعها في الشر والوبال، كما فعل بالرهبان والعباد، وكما فعل ببني إسرائيل حتى استحقوا سخط الجبار وانتقامه.. أنزل الله لهم المن والسلوى يأكلون منهما، فأبوا إلا الأدنى وسألوا موسى عليه السلام البصل والعدس والقثاء والفوم، فأنكر عليهم هذا الرأي الفاسد، كيف تستبدلون الذي هو أدنى باللذي هو خير؟، قال تعالى: {وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مماتنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}. فما مثلنا ونحن نفضل كشف الوجه الذي هو أدنى على غطائه الذي هو خير إلا كمثل بني إسرائيل، وقد علمنا ما أصابهم من الخزي والذلة والمسكنة لأمم الأرض جميعها، فكانوا منبوذين مكروهين، ونخشى أن يصيبنا ما أصابهم.. هذا إذا فرضنا جدلا أن كشف الوجه جائز والأفضل تغطيته، أما الذي ندين الله به لا بسواه، أنا نرى حرمة كشف الوجه من حيث الأصل، وكل من كشفت وجهها بغير إذن الشارع فهي آثمة عليها التوبة إلى الله، وإذن الشارع إنما يكون في أحوال معينة كإذنه بالكشف للقواعد من النساء والمراد خطبتها ونحوها.. إذن بالرغم من هذا الخلاف إلا أنه لم يوجد في تاريخ الأمة من العلماء من يدعوا إلى كشف النساء وجوههن، فمن لم يقل منهم بوجوب التغطية جعل ذلك هو الأفضل.. وعلى ذلك فلا يدعوا إلى السفور إلا أحد رجلين، إما أنه غير مطلع على مذاهب العلماء، فاهم لمقاصدهم، وإما أنه مفسد يتخذ من اختلاف العلماء ذريعة لتحقيق مآرب خبيثة في نفسه. أخيرا نقول لمن أجاز كشف الوجه: إن كنت قد اقتنعت بهذا الرأي تماما عن دين ويقين دون اتباع لهوى، فيجب عليك إذا أفتيت بهذا القول أن تقيده بما قيده العلماء المجيزون من قبلك، بأن تجعل كشف الوجه مشروطا بما يلي: 1- ألا يكون في زمن فتنة، يكثر فيه الفساق. 2- ألا تكون المرأة شابة. 3- ألا تكون المرأة فاتنة جميلة. فهذه الشروط واجبة، لا بد من ذكرها، إذا ما أفتيت بجواز الكشف.. أما أن تقول بكشف الوجه، هكذا بإطلاق، وتنسب ذلك لأهل العلم القائلين بكشف الوجه، فهذا تدليس، فإنهم ما قالوا بجواز الكشف، هكذا بإطلاق، كما يفعل من يفتي هذا اليوم، بل قيدوه بالشروط السابقة.. ثم كذلك يجب عليك أن تدل الناس إلى الأفضل، وهو التغطية بإجماع العلماء.. حينذاك تكون معذورا مجتهدا، لك أجر اجتهادك.. أما أن تخفي عن الناس حقيقة قول العلماء المجيزين، بعدم ذكر الشروط والأفضل، فإني أخاف عليك الإثم..
قبل أن أورد الكلام عن حكم تغطية الوجه، أردت أن أشير إلى مسألة الإجماع بما يلي: الأمة منذ القديم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ربما يعلم البعض ممن يعيشون في دول الخليج ظاهرة اعجاب الفتاة بالفتاة او حبها لها ........بصراحة كنت في البداية انصح زميلاتي عن انها حرام لكن لا حياة لمن تنادي انه العشق والغرام.......
وبصراحة بلا نفاق وقعت انا في حب فتاة واراسلها الكترونيا وورقيا ..... كنت استسخف هذه الظاهرة ...

لكني رغم علمي انها حرام لا ادري ما اقوله لكم لم اراسلها منذ اشهر محاولة نسيانها

لم افلح اعشقها بجنون هل هذا حرام ؟ مع العلم اني لم امارس الرذيلة معها





فهل آثم على ذلك؟؟ اخاف ان اكون شاذة جنسيا


الاخت الفاضله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله ان يمن عليك بالتوبه عاجلا غير اجل وان يلهمك الرشد والصواب وان يرزقك الجنه وان تكوني سيدة للحورفي الفردوس الاعلى من الجنه. اما بعد

ظاهرة الإعجاب من المشاكل المتأصلة عند كثير من الفتيات وهي ظاهرة خطيرة تكون بدايتها مجرد محبة وعاطفة ظاهرة لا تلبث في الازدياد والتطور حتى تتجاوز المعقول وتصل إلى أمور تأباها الفطر والعقول السليمة.
ولذلك فمن المهم جداً للفتيات أن يحذرن من التمادي والتساهل في هذه الطاهرة فإن الغلو في الحب يحمل صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه.
وفي سبيل التخلص من هذه الطاهرة المزعجة يمكن ذكر بعض الأمور:-
شغل القلب بذكر الله تعالى والإكثار من التسبيح والتهليل وتعلق القلب بالخالق وتحصيل ذلك بإدامة الذكر والتفكر في خلق الله وآياته العظيمة ومننه ونعمه على عباده.
الإكثار من الدعاء ومناجاة الخالق في الخلوات في جوف الليل وفي السجود وفي الصلوات والإلحاح على الله مطلب الهداية والتوفيق.
ملء الفراغ بالنافع والمفيد من الأعمال كالخياطة والرسم و التدبير وتعلم الطبخات وغير ذلك.
رفع الهمة وعدم إشغال الفكر بالدنايا والسفاسف من الأمور بالتفكير في واقع الأمة وبذل الجهد المستطاع في الدعوة إلى الله في المدرسة وعبر شبكة الإنترنت.
حسن التأسي والإقتداء وذلك بالتأمل والقراءة في سير الصحابيات والباذلات المجاهدات ممن سخرن أنفسهم في خدمة الدين ونفع المسلمين.
الالتحاق بدور التحفيظ والحرص على حفظ كتاب الله حفظ تدبر وتأثر بما فيه من المعاني والعبر.
عند هجمة الخواطر السيئة على القلب يجب عدم التمادي فيها بل لابد من مباشرة ما يشغل قلبك عن إدامة التفكير في ذلك.
محاولة البعد عن البيئة التي يتمكن فيها هذا المرض وتتحقق أسبابه والبحث عن بيئة أخرى صالحة خالية من المشاكل . التفكر في عاقبة التمادي وتذكر القصص المزرية والحوادث السيئة التي ترتبت على الوقوع في هذا المرض الخطير.
وبالجملة فإن لهذا المرض علاجات كثيرة لمن أراد الاستشفاء غير أن أمراض الحب والإعجاب لا يكفي فيها المعرفة والتطبيق الظاهر، بل لابد من الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة التي تأبى على الاستسلام لوساوس الشيطان وخواطر النفس الأمارة بالسوء. ويمكن الرجوع للاستفادة إلى كتاب الجواب الكافي لابن القيم ومجلة الأسرة عدد103.
(-ليالي-)
(-ليالي-)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ربما يعلم البعض ممن يعيشون في دول الخليج ظاهرة اعجاب الفتاة بالفتاة او حبها لها ........بصراحة كنت في البداية انصح زميلاتي عن انها حرام لكن لا حياة لمن تنادي انه العشق والغرام....... وبصراحة بلا نفاق وقعت انا في حب فتاة واراسلها الكترونيا وورقيا ..... كنت استسخف هذه الظاهرة ... لكني رغم علمي انها حرام لا ادري ما اقوله لكم لم اراسلها منذ اشهر محاولة نسيانها لم افلح اعشقها بجنون هل هذا حرام ؟ مع العلم اني لم امارس الرذيلة معها فهل آثم على ذلك؟؟ اخاف ان اكون شاذة جنسيا الاخت الفاضله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسأل الله ان يمن عليك بالتوبه عاجلا غير اجل وان يلهمك الرشد والصواب وان يرزقك الجنه وان تكوني سيدة للحورفي الفردوس الاعلى من الجنه. اما بعد ظاهرة الإعجاب من المشاكل المتأصلة عند كثير من الفتيات وهي ظاهرة خطيرة تكون بدايتها مجرد محبة وعاطفة ظاهرة لا تلبث في الازدياد والتطور حتى تتجاوز المعقول وتصل إلى أمور تأباها الفطر والعقول السليمة. ولذلك فمن المهم جداً للفتيات أن يحذرن من التمادي والتساهل في هذه الطاهرة فإن الغلو في الحب يحمل صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه. وفي سبيل التخلص من هذه الطاهرة المزعجة يمكن ذكر بعض الأمور:- شغل القلب بذكر الله تعالى والإكثار من التسبيح والتهليل وتعلق القلب بالخالق وتحصيل ذلك بإدامة الذكر والتفكر في خلق الله وآياته العظيمة ومننه ونعمه على عباده. الإكثار من الدعاء ومناجاة الخالق في الخلوات في جوف الليل وفي السجود وفي الصلوات والإلحاح على الله مطلب الهداية والتوفيق. ملء الفراغ بالنافع والمفيد من الأعمال كالخياطة والرسم و التدبير وتعلم الطبخات وغير ذلك. رفع الهمة وعدم إشغال الفكر بالدنايا والسفاسف من الأمور بالتفكير في واقع الأمة وبذل الجهد المستطاع في الدعوة إلى الله في المدرسة وعبر شبكة الإنترنت. حسن التأسي والإقتداء وذلك بالتأمل والقراءة في سير الصحابيات والباذلات المجاهدات ممن سخرن أنفسهم في خدمة الدين ونفع المسلمين. الالتحاق بدور التحفيظ والحرص على حفظ كتاب الله حفظ تدبر وتأثر بما فيه من المعاني والعبر. عند هجمة الخواطر السيئة على القلب يجب عدم التمادي فيها بل لابد من مباشرة ما يشغل قلبك عن إدامة التفكير في ذلك. محاولة البعد عن البيئة التي يتمكن فيها هذا المرض وتتحقق أسبابه والبحث عن بيئة أخرى صالحة خالية من المشاكل . التفكر في عاقبة التمادي وتذكر القصص المزرية والحوادث السيئة التي ترتبت على الوقوع في هذا المرض الخطير. وبالجملة فإن لهذا المرض علاجات كثيرة لمن أراد الاستشفاء غير أن أمراض الحب والإعجاب لا يكفي فيها المعرفة والتطبيق الظاهر، بل لابد من الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة التي تأبى على الاستسلام لوساوس الشيطان وخواطر النفس الأمارة بالسوء. ويمكن الرجوع للاستفادة إلى كتاب الجواب الكافي لابن القيم ومجلة الأسرة عدد103.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ربما يعلم البعض ممن يعيشون في دول الخليج ظاهرة اعجاب الفتاة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ربما يعلم البعض ممن يعيشون في دول الخليج ظاهرة اعجاب الفتاة بالفتاة او حبها لها ........بصراحة كنت في البداية انصح زميلاتي عن انها حرام لكن لا حياة لمن تنادي انه العشق والغرام.......
وبصراحة بلا نفاق وقعت انا في حب فتاة واراسلها الكترونيا وورقيا ..... كنت استسخف هذه الظاهرة ...

لكني رغم علمي انها حرام لا ادري ما اقوله لكم لم اراسلها منذ اشهر محاولة نسيانها

لم افلح اعشقها بجنون هل هذا حرام ؟ مع العلم اني لم امارس الرذيلة معها





فهل آثم على ذلك؟؟ اخاف ان اكون شاذة جنسيا


الاخت الفاضله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله ان يمن عليك بالتوبه عاجلا غير اجل وان يلهمك الرشد والصواب وان يرزقك الجنه وان تكوني سيدة للحورفي الفردوس الاعلى من الجنه. اما بعد

ظاهرة الإعجاب من المشاكل المتأصلة عند كثير من الفتيات وهي ظاهرة خطيرة تكون بدايتها مجرد محبة وعاطفة ظاهرة لا تلبث في الازدياد والتطور حتى تتجاوز المعقول وتصل إلى أمور تأباها الفطر والعقول السليمة.
ولذلك فمن المهم جداً للفتيات أن يحذرن من التمادي والتساهل في هذه الطاهرة فإن الغلو في الحب يحمل صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه.
وفي سبيل التخلص من هذه الطاهرة المزعجة يمكن ذكر بعض الأمور:-
شغل القلب بذكر الله تعالى والإكثار من التسبيح والتهليل وتعلق القلب بالخالق وتحصيل ذلك بإدامة الذكر والتفكر في خلق الله وآياته العظيمة ومننه ونعمه على عباده.
الإكثار من الدعاء ومناجاة الخالق في الخلوات في جوف الليل وفي السجود وفي الصلوات والإلحاح على الله مطلب الهداية والتوفيق.
ملء الفراغ بالنافع والمفيد من الأعمال كالخياطة والرسم و التدبير وتعلم الطبخات وغير ذلك.
رفع الهمة وعدم إشغال الفكر بالدنايا والسفاسف من الأمور بالتفكير في واقع الأمة وبذل الجهد المستطاع في الدعوة إلى الله في المدرسة وعبر شبكة الإنترنت.
حسن التأسي والإقتداء وذلك بالتأمل والقراءة في سير الصحابيات والباذلات المجاهدات ممن سخرن أنفسهم في خدمة الدين ونفع المسلمين.
الالتحاق بدور التحفيظ والحرص على حفظ كتاب الله حفظ تدبر وتأثر بما فيه من المعاني والعبر.
عند هجمة الخواطر السيئة على القلب يجب عدم التمادي فيها بل لابد من مباشرة ما يشغل قلبك عن إدامة التفكير في ذلك.
محاولة البعد عن البيئة التي يتمكن فيها هذا المرض وتتحقق أسبابه والبحث عن بيئة أخرى صالحة خالية من المشاكل . التفكر في عاقبة التمادي وتذكر القصص المزرية والحوادث السيئة التي ترتبت على الوقوع في هذا المرض الخطير.
وبالجملة فإن لهذا المرض علاجات كثيرة لمن أراد الاستشفاء غير أن أمراض الحب والإعجاب لا يكفي فيها المعرفة والتطبيق الظاهر، بل لابد من الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة التي تأبى على الاستسلام لوساوس الشيطان وخواطر النفس الأمارة بالسوء. ويمكن الرجوع للاستفادة إلى كتاب الجواب الكافي لابن القيم ومجلة الأسرة عدد103.
(-ليالي-)
(-ليالي-)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ربما يعلم البعض ممن يعيشون في دول الخليج ظاهرة اعجاب الفتاة بالفتاة او حبها لها ........بصراحة كنت في البداية انصح زميلاتي عن انها حرام لكن لا حياة لمن تنادي انه العشق والغرام....... وبصراحة بلا نفاق وقعت انا في حب فتاة واراسلها الكترونيا وورقيا ..... كنت استسخف هذه الظاهرة ... لكني رغم علمي انها حرام لا ادري ما اقوله لكم لم اراسلها منذ اشهر محاولة نسيانها لم افلح اعشقها بجنون هل هذا حرام ؟ مع العلم اني لم امارس الرذيلة معها فهل آثم على ذلك؟؟ اخاف ان اكون شاذة جنسيا الاخت الفاضله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسأل الله ان يمن عليك بالتوبه عاجلا غير اجل وان يلهمك الرشد والصواب وان يرزقك الجنه وان تكوني سيدة للحورفي الفردوس الاعلى من الجنه. اما بعد ظاهرة الإعجاب من المشاكل المتأصلة عند كثير من الفتيات وهي ظاهرة خطيرة تكون بدايتها مجرد محبة وعاطفة ظاهرة لا تلبث في الازدياد والتطور حتى تتجاوز المعقول وتصل إلى أمور تأباها الفطر والعقول السليمة. ولذلك فمن المهم جداً للفتيات أن يحذرن من التمادي والتساهل في هذه الطاهرة فإن الغلو في الحب يحمل صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه. وفي سبيل التخلص من هذه الطاهرة المزعجة يمكن ذكر بعض الأمور:- شغل القلب بذكر الله تعالى والإكثار من التسبيح والتهليل وتعلق القلب بالخالق وتحصيل ذلك بإدامة الذكر والتفكر في خلق الله وآياته العظيمة ومننه ونعمه على عباده. الإكثار من الدعاء ومناجاة الخالق في الخلوات في جوف الليل وفي السجود وفي الصلوات والإلحاح على الله مطلب الهداية والتوفيق. ملء الفراغ بالنافع والمفيد من الأعمال كالخياطة والرسم و التدبير وتعلم الطبخات وغير ذلك. رفع الهمة وعدم إشغال الفكر بالدنايا والسفاسف من الأمور بالتفكير في واقع الأمة وبذل الجهد المستطاع في الدعوة إلى الله في المدرسة وعبر شبكة الإنترنت. حسن التأسي والإقتداء وذلك بالتأمل والقراءة في سير الصحابيات والباذلات المجاهدات ممن سخرن أنفسهم في خدمة الدين ونفع المسلمين. الالتحاق بدور التحفيظ والحرص على حفظ كتاب الله حفظ تدبر وتأثر بما فيه من المعاني والعبر. عند هجمة الخواطر السيئة على القلب يجب عدم التمادي فيها بل لابد من مباشرة ما يشغل قلبك عن إدامة التفكير في ذلك. محاولة البعد عن البيئة التي يتمكن فيها هذا المرض وتتحقق أسبابه والبحث عن بيئة أخرى صالحة خالية من المشاكل . التفكر في عاقبة التمادي وتذكر القصص المزرية والحوادث السيئة التي ترتبت على الوقوع في هذا المرض الخطير. وبالجملة فإن لهذا المرض علاجات كثيرة لمن أراد الاستشفاء غير أن أمراض الحب والإعجاب لا يكفي فيها المعرفة والتطبيق الظاهر، بل لابد من الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة التي تأبى على الاستسلام لوساوس الشيطان وخواطر النفس الأمارة بالسوء. ويمكن الرجوع للاستفادة إلى كتاب الجواب الكافي لابن القيم ومجلة الأسرة عدد103.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ربما يعلم البعض ممن يعيشون في دول الخليج ظاهرة اعجاب الفتاة...
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أخي الحبيب .. أختي الفاضلة

من المعلوم أن الزواج من سنن المرسلين صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) الرعد:38

وهو من نعم الله على عباده إذ يحصل به مصالح دينية ودنيوية، فردية واجتماعية، مما جعله من الأمور المطلوبة شرعا، قال الله تعالى:(وأنكحوا الأيمى منكم والصلحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) النور:32

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).

ومن حق هذه النعمة الشكر، وألا تتخذ وسيلة للوقوع فيما حرم الله. ومما ينافي شكر هذه النعمة وقوع كثير من المخالفات والمنكرات التي تتعلق بها ابتداء من مبدأ النكاح نفسه، وانتهاء بوليمة العرس، غير أنها تختلف باختلاف الأزمان والأوطان. مما يحتم على كل مسلم التنبه لها والتنبيه عليها والقيام بما أمر الله تعالى به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ونظرا لكثرتها فيكتفى في هذه العجالة بعرض نبذ منها والله المسؤول أن يقينا شرورها.


من منكرات الأفراح

مخالفات تتعلق بمبدأ الزواج

أولاً : العزوف عن الزواج .

فمن المنكرات العزوف عن الزواج بدون عذر شرعي. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - عمن ترفض الزواج بحجة الدراسة.

فأجاب حفظه الله بقوله: حكم ذلك أنه خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) .

وفي الامتناع عن الزواج تفويت لمصالح الزواج. فالذي أنصح به إخواني المسلمين من أولياء النساء وأخواتي المسلمات من النساء ألا يمتنعن عن الزواج من أجل تكميل الدراسة .
على أن كون المرأة تترقى في العلوم مما ليس لنا به حاجة أمر محتاج إلى نظر، فالذي أراه أن المرأة إذا أنهت المرحلة الابتدائية وصارت تعرف القراءة والكتابة بحيث تنتفع بعلم هذا في قراءة كتاب الله وتفسيره وقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشرحها، فإن ذلك كاف، اللهم إلا أن تترقى لعلوم لابد للناس منها كعلم الطب وما أشبهه، إذا لم يكن في دراستها شيء من محذور من اختلاط أو غيره.انتهى كلام الشيخ العثيمين

ثانيا: تأخير تزويج البنات والأخوات:

وفي هذه القضية المهمة كتب سماحة الشيخ رحمه الله قائلا: من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من يبلغه هذا الكتاب من المسلمين، سلك الله بي وبهم صراطه المستقيم وجعلنا جميعا من حزبه المفلحين، آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى والتناصح في الله والتواصي بالحق والصبر عليه، ورتب على ذلك خير الدنيا والآخرة وصلاح الفرد والمجتمع والأمة، وقد بلغني أن كثيرا من الناس قد يؤخرون تزويج مولياتهم من البنات والأخوات وغيرهن لأغراض غير شرعية كخدمة أهلها في رعي أو غيره، وكذلك من يؤخر زواجها من أجل أن يأخذ بها زوجة له. وتأخير زواج المولية لهذه الأسباب ونحوها من الأمور المحرمة ومن الظلم للموليات من البنات وغيرهن، قال تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) النور:32 والأيامى: جمع أيّم، يقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها وللرجل الذي لا زوجة له، يقال: امرأة أيم ورجل أيم .

قال ابن عباس: رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى فقال: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وروى الترمذي أيضا عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. قالوا: يارسول الله ! وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، ثلاث مرات ) .

وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح عباده، وأن يعيذنا جميعا من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه جواد كريم . مجلة البحوث 2/267 العدد الأول 1400هـ .


مخالفات في الخطوبة والعقد :

أولا: عدم تمكين الخاطب من الرؤية الشرعية :

يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: فالخاطب يستحب له أن يرى ما يظهر غالبا من المرأة كالوجه واليدين، ويتأمل فيها وفي ما يدعوه إلى نكاحها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن عقد على امرأة أو أراد الزواج: (انظر إليها) رواه مسلم

ورى أحمد بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم )
ولا يسوغ للرجل أن ينظر لمن لم يرد خطبتها، وكذلك لا ينظر إليها في خلوة أو مع ترك الحشمة، إنما يباح له النظر إليها مع عدم علمها أو مع علمها وأهلها إذ كانت رؤيته لهذا ممكنة، وأما عرض الأهل بناتهن بحجة الخطبة فهذا مما لا يسوغ ولا يفعله أهل الغيرة، وإنما يباح النظر لمن علم منه الصدق في الزواج، أو بعد الخطبة، والله أعلم. ( المنظار إلى بيان كثير من الأخطاء الشائعة، ص 141،142 )

ثانيا: الزيادة في المهور بما لا يطاق:

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: والمشروع في المهر أن يكون قليلا فكلما قل وتيسر فهو أفضل، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحصيلا للبركة، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، روى مسلم في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إني تزوجت امرأة قال: كم أصدقتها؟ قال: أربع اواق (يعني مائة وستين درهما) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل!! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه) وقال عمر رضي الله عنه: (ألا لا تغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم: وما أصدق النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية) والأوقية: أربعون درهما .
ولقد كان تصاعد المهور في هذه السنين له أثره السيئ في منع كثير من الناس من النكاح رجالا ونساء، وصار الرجل يمضي السنوات الكثيرة قبل أن يحصل المهر، فنتج عن ذلك مفاسد منها:

· تعطل كثير من الرجال والنساء عن النكاح.

· أن أهل المرأة صاروا ينظرون إلى المهر قلة وكثرة، فالمهر عند كثير منهم: هو ما يستفيدونه من الرجل لا مرأتهم، فإذا كان كثيراً زوجوا ولن ينظروا للعواقب، وإن كان قليلا ردوا الزوج، وإن كان مرضيا في دينه وخلقه!

· أنه إذا ساءت العلاقة بين الزوج والزوجة، وكان المهر بهذا القدر الباهظ فإنه لا تسمح نفسه غالبا بمفارقتها بإحسان، بل يؤذيها ويتعبها لعلها ترد شيئا مما دفع إليها، ولو كان المهر قليلا لهان عليه فراقها.

ولو أن الناس اقتصدوا في المهر، وتعاونوا في ذلك، وبدأ الأعيان بتنفيذ هذا الأمر لحصل للمجتمع خير كثير، وراحة كبيرة، وتحصين كثير من الرجال والنساء، ولكن مع الأسف أن الناس صاروا يتبارون في السبق إلى تصاعد المهور وزيادتها، فكل سنة يضيفون أشياء لم تكن معروفة من قبل، ولا ندري إلى أي غاية ينتهون. الزواج، ص34،35

ثالثا: دبلة الخطوبة

يلبس الرجال تشبها بأعداء الله دبلة تسمى: دبلة الخطوبة، وكثير من الناس يعتقد أن العقد مرتبط بهذه الدبلة خاصة إذا كانت من الذهب. وقد حرم لبس الذهب على الرجال لأدلة كثيرة منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده! فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك وانتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم

يقول الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى في آداب الزفاف ص212 ما نصه: ( فهذا مع ما فيه من تقليد الكفار أيضا لأن هذه العادة سرت إلى المسلمين من النصارى، ويرجع ذلك إلى عادة قديمة لهم عندما كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروس اليسرى ويقول: باسم الرب، ثم ينقله واضعا له على رأس السبابة ويقول: باسم الابن، ثم يضعه على رأس الوسطى ويقول: باسم روح القدس، وعندما يقول: آمين، يضعه أخيرا في البنصر حتى يستقر ) انتهى كلامه رحمه الله

فنعوذ بالله من مشابهة الكفار وأهل النار


مخالفات في الأفراح والولائم

من منكرات الأفراح

أولاً: التشريعة عند الزواج :

وهي أن تلبس المرأة ثوبا أبيضا كبيرا لا تستطيع المشي به حتى يحمله معها عدد من النساء أو الأولاد، وتلبس معه شرابا أبيض وقفازين أبيضين كذلك، ثم توضع في مكان فسيح وعلى ملأ من الناس، ثم يدخل عليها الزوج ويسلم عليها أمامهم ويعطيها التحف والهدايا ويتبادل معها أطراف الحديث، وربما شاركه في هذا أقرباؤه كما هو حاصل في بعض البلاد.

وفي هذا عدة محاذير منها:

· أن ذلك ليس من عادات المسلمين بل هو من عادات بعض الكافرين
· كما أن فيه إسرافا وبذخا وفخفخة ورياء وسمعة، والله تعالى يقول: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف: 31


ثانيا : المنصة :

وهو دخول العريس والعروس وجلوسهما في مكان عال بمرأى من جميع الحاضرين.
وفي هذا يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصة للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات، وربما حضر معه غيره من أقاربه وأقاربها من الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسما لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر) الرسائل والأجوبة النسائية، ص44

ثالثا : خروج النساء متطيبات:

ومن منكرات الأفراح خروج النساء من بيوتهن متطيبات ، وهن في طريقهن إلى العرس يتعرضن للمرور على الرجال، وهذا بلا شك حرام. عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية )


رابعا: الاختلاط :

يحدث الاختلاط عند دخول الزوج وأقاربه وأقارب الزوجة من الرجال عند وقت المنصة، وهو كذلك منكر، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت ) رواه البخاري ومسلم. الحمو أخو الزوج.

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين مبينا آثار هذا الاختلاط وما يجنيه فاعله من سيئات : (أيها المؤمنون! تصوروا حال الزوج و زوجته حينئذ أمام النساء المتجملات المتطيبات ينظرن إلى الزوجين ليشمتن فيهما - إن كانا قبيحين في نظرهن- ولتتحرك كوامن غرائزهن - إن كانا جميلين في نظرهن- تصوروا كيف تكون الحال والجمع الحاضر في غمرة الفرح بالعرس وفي نشوة النكاح؟ فبالله عليكم ماذا يكون من الفتنة؟ ستكون فتنة عظيمة، ستتحرك الغرائز، وستثور الشهوات.

أيها المسلمون: ثم تصوروا ثانية ماذا ستكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحا بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من تفوق زوجته جمالا وشبابا وهيئة؟ إن هذا الزوج الذي امتلأ قلبه فرحا سوف يمتلئ قلبه غما، وسوف يهبط شغفه بزوجته إلى حد بعيد فيكون ذلك صدمة وكارثة بينه وبين زوجته) من منكرات الأفراح، ص8.


خامسا: التصوير:

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (فإني أضيف إلى ما سبق من المحاذير التي تقع ليلة الزفاف هذا المحذور العظيم:

لقد بلغنا: أن من النساء من تصطحب آلة التصوير لتلتقط صور هذا الحفل، ولا أدري ما الذي سوغ لهؤلاء النساء أن يلتقطن صور الحفل لتنشر بين الناس بقصد أو بغير قصد؟! أيظن أولئك الملتقطات للصور أن أحدا يرضى بفعلهن؟! إنني لا أظن أن أحدا يرضى بفعل هؤلاء، إنني لا أظن أن أحداً يرضى أن تؤخذ صورة ابنته، أو صورة زوجته، لتكون بين أيدي أولئك المعتديات ليعرضنها على من شئن متى ما أردن!! هل يرضي أحد منكم أن تكون صور محارمه بين أيدي الناس، لتكون محلا للسخرية إن كانت قبيحة، ومثالا للفتنة إن كانت جميلة؟!

ولقد بلغنا: ما هو أفدح وأقبح : أن بعض المعتدين يحضرون آلة الفيديو ليلقطوا صورة الحفل حية متحركة، فيعرضونها على أنفسهم وعلى غيرهم كلما أرادوا التمتع بالنظر إلى هذا المشهد!!

ولقد بلغنا: أن بعض هؤلاء المصورين يكونون من الشباب الذكور في بعض البلاد يختلطون بالنساء أو يكونون منفردين، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن هذا أمر منكر ومحرم وأنه انحدار إلى الهاوية في تقاليد الكافرين المتشبهين بهم) من منكرات الأفراح،ص11

من منكرات الوليمة :

أولا : دعوة الأغنياء وذوي الجاه، وترك الفقراء:
وهذا لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم (شر الطعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويمنعها المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) رواه أبو داود، وإسناده صحيح

ثانياً: الإسراف

ولقد ذم الله الإسراف في اثنتين وعشرين آية من القرآن، وعاب فاعله، قال تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) الفرقان: 67 وقال عز وجل: ( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف: 31

ثالثا : إحضار المغنيين والمغنيات والأشرطة التي فيها غناء وموسيقى واستخدام المكبرات :
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ( إن بعض الناس - ليلة الزفاف - يجمع المغنيات بأجور كثيرة ليغنين . والغناء ليلة الزفاف ليس بمنكر، وإنما المنكر الغناء الهابط المثير للشهوة، الموجب للفتنة. وقد كان بعض المغنيات يأخذن الأغاني المعروفة التي فيها إثارة للشهوات، وفيما إلهاب للغرام والمحبة والعشق، ثم إن هناك محذورا آخر يصحب هذا الغناء، وهو ظهور أصوات النساء عالية في المكبر. فيسمع الرجال أصواتهن ونغماتهن فيحصل بذلك الفتنة لا سيما في هذه المناسبة، وربما حصل في ذلك إزعاج للجيران لا سيما إن استمر ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل.

وعلاج هذا المنكر أن يقتصر النساء على الضرب بالدف وهو المغطى بالجلد من جانب واحد، وعلى الأغاني التي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت، فإن الغناء في العرس والضرب عليه بالدف مما جاءت به السنة ) من منكرات الأفراح،ص5

وأخيرا : تنبيه على عادتين جاهليتين:


الأولى : تهنئة الجاهلية :

فمن العادات المنكرة تهنئة العروسين بقولهم: (بالرفاء والبنين) يقول الدكتور صالح السدلان: (وهذه الضلالة الشائنة والعادة السيئة شاعت في عصر الجاهلية وهي تهنئة جاهلية… ولعل الحكمة في النهي عن استعمال هذا الأسلوب في الدعاء للمتزوج بالرفاء والبنين هي : مخالفة ما كان عليه أهل الجاهلية لأنهم كانوا يستعملون هذا الدعاء، ولما فيه من الدعاء للزوج بالبنين دون البنات، ولخلوه من الدعاء للمتزوجين، ولأنه ليس فيه ذكر اسم الله وحمده والثناء عليه).

وإنما الوارد في السنة أن يقال للعروسين : (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) الأحكام الفقهية للصداق ووليمة العرس، ص112 بتصرف


الثانية : شهر العسل :

شهر العسل من العادات المنكرة والظواهر السيئة، وهو أن يصحب الزوج زوجته ويسافر بها قبل أو بعد الدخول عليها إلى مدينة أو بلد آخر. وهو من عادات الكفار، ويزيد هذا السفر قبحا إذا كان إلى بلاد الكفار إذ يترتب عليه مفاسد كثيرة وأضرار تعود على الزوج والزوجة معا، إذ قد يتأثر الزوج بمظاهر الكفار من تبرج واختلاط وإباحية وشرب خمور وغيرها فيزهد في دينه وعاداته الطيبة، وتتأثر المرأة كذلك فتخلع تاج الحياء وتنجرف في تيار الفساد. وليس قليلا إذا قلنا إنه من التشبه بالكفار المنهي عنه شرعا.

نسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هذه المنكرات، ويهدينا جميعا إلى سواء الصراط، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(-ليالي-)
(-ليالي-)
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: أخي الحبيب .. أختي الفاضلة من المعلوم أن الزواج من سنن المرسلين صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) الرعد:38 وهو من نعم الله على عباده إذ يحصل به مصالح دينية ودنيوية، فردية واجتماعية، مما جعله من الأمور المطلوبة شرعا، قال الله تعالى:(وأنكحوا الأيمى منكم والصلحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) النور:32 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج). ومن حق هذه النعمة الشكر، وألا تتخذ وسيلة للوقوع فيما حرم الله. ومما ينافي شكر هذه النعمة وقوع كثير من المخالفات والمنكرات التي تتعلق بها ابتداء من مبدأ النكاح نفسه، وانتهاء بوليمة العرس، غير أنها تختلف باختلاف الأزمان والأوطان. مما يحتم على كل مسلم التنبه لها والتنبيه عليها والقيام بما أمر الله تعالى به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ونظرا لكثرتها فيكتفى في هذه العجالة بعرض نبذ منها والله المسؤول أن يقينا شرورها. من منكرات الأفراح مخالفات تتعلق بمبدأ الزواج أولاً : العزوف عن الزواج . فمن المنكرات العزوف عن الزواج بدون عذر شرعي. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - عمن ترفض الزواج بحجة الدراسة. فأجاب حفظه الله بقوله: حكم ذلك أنه خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) . وفي الامتناع عن الزواج تفويت لمصالح الزواج. فالذي أنصح به إخواني المسلمين من أولياء النساء وأخواتي المسلمات من النساء ألا يمتنعن عن الزواج من أجل تكميل الدراسة . على أن كون المرأة تترقى في العلوم مما ليس لنا به حاجة أمر محتاج إلى نظر، فالذي أراه أن المرأة إذا أنهت المرحلة الابتدائية وصارت تعرف القراءة والكتابة بحيث تنتفع بعلم هذا في قراءة كتاب الله وتفسيره وقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشرحها، فإن ذلك كاف، اللهم إلا أن تترقى لعلوم لابد للناس منها كعلم الطب وما أشبهه، إذا لم يكن في دراستها شيء من محذور من اختلاط أو غيره.انتهى كلام الشيخ العثيمين ثانيا: تأخير تزويج البنات والأخوات: وفي هذه القضية المهمة كتب سماحة الشيخ رحمه الله قائلا: من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى من يبلغه هذا الكتاب من المسلمين، سلك الله بي وبهم صراطه المستقيم وجعلنا جميعا من حزبه المفلحين، آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى والتناصح في الله والتواصي بالحق والصبر عليه، ورتب على ذلك خير الدنيا والآخرة وصلاح الفرد والمجتمع والأمة، وقد بلغني أن كثيرا من الناس قد يؤخرون تزويج مولياتهم من البنات والأخوات وغيرهن لأغراض غير شرعية كخدمة أهلها في رعي أو غيره، وكذلك من يؤخر زواجها من أجل أن يأخذ بها زوجة له. وتأخير زواج المولية لهذه الأسباب ونحوها من الأمور المحرمة ومن الظلم للموليات من البنات وغيرهن، قال تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) النور:32 والأيامى: جمع أيّم، يقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها وللرجل الذي لا زوجة له، يقال: امرأة أيم ورجل أيم . قال ابن عباس: رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى فقال: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، وروى الترمذي أيضا عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. قالوا: يارسول الله ! وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، ثلاث مرات ) . وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح عباده، وأن يعيذنا جميعا من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه جواد كريم . مجلة البحوث 2/267 العدد الأول 1400هـ . مخالفات في الخطوبة والعقد : أولا: عدم تمكين الخاطب من الرؤية الشرعية : يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: فالخاطب يستحب له أن يرى ما يظهر غالبا من المرأة كالوجه واليدين، ويتأمل فيها وفي ما يدعوه إلى نكاحها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن عقد على امرأة أو أراد الزواج: (انظر إليها) رواه مسلم ورى أحمد بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم ) ولا يسوغ للرجل أن ينظر لمن لم يرد خطبتها، وكذلك لا ينظر إليها في خلوة أو مع ترك الحشمة، إنما يباح له النظر إليها مع عدم علمها أو مع علمها وأهلها إذ كانت رؤيته لهذا ممكنة، وأما عرض الأهل بناتهن بحجة الخطبة فهذا مما لا يسوغ ولا يفعله أهل الغيرة، وإنما يباح النظر لمن علم منه الصدق في الزواج، أو بعد الخطبة، والله أعلم. ( المنظار إلى بيان كثير من الأخطاء الشائعة، ص 141،142 ) ثانيا: الزيادة في المهور بما لا يطاق: يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: والمشروع في المهر أن يكون قليلا فكلما قل وتيسر فهو أفضل، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحصيلا للبركة، فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، روى مسلم في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إني تزوجت امرأة قال: كم أصدقتها؟ قال: أربع اواق (يعني مائة وستين درهما) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل!! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه) وقال عمر رضي الله عنه: (ألا لا تغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم: وما أصدق النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية) والأوقية: أربعون درهما . ولقد كان تصاعد المهور في هذه السنين له أثره السيئ في منع كثير من الناس من النكاح رجالا ونساء، وصار الرجل يمضي السنوات الكثيرة قبل أن يحصل المهر، فنتج عن ذلك مفاسد منها: · تعطل كثير من الرجال والنساء عن النكاح. · أن أهل المرأة صاروا ينظرون إلى المهر قلة وكثرة، فالمهر عند كثير منهم: هو ما يستفيدونه من الرجل لا مرأتهم، فإذا كان كثيراً زوجوا ولن ينظروا للعواقب، وإن كان قليلا ردوا الزوج، وإن كان مرضيا في دينه وخلقه! · أنه إذا ساءت العلاقة بين الزوج والزوجة، وكان المهر بهذا القدر الباهظ فإنه لا تسمح نفسه غالبا بمفارقتها بإحسان، بل يؤذيها ويتعبها لعلها ترد شيئا مما دفع إليها، ولو كان المهر قليلا لهان عليه فراقها. ولو أن الناس اقتصدوا في المهر، وتعاونوا في ذلك، وبدأ الأعيان بتنفيذ هذا الأمر لحصل للمجتمع خير كثير، وراحة كبيرة، وتحصين كثير من الرجال والنساء، ولكن مع الأسف أن الناس صاروا يتبارون في السبق إلى تصاعد المهور وزيادتها، فكل سنة يضيفون أشياء لم تكن معروفة من قبل، ولا ندري إلى أي غاية ينتهون. الزواج، ص34،35 ثالثا: دبلة الخطوبة يلبس الرجال تشبها بأعداء الله دبلة تسمى: دبلة الخطوبة، وكثير من الناس يعتقد أن العقد مرتبط بهذه الدبلة خاصة إذا كانت من الذهب. وقد حرم لبس الذهب على الرجال لأدلة كثيرة منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده! فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك وانتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم يقول الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى في آداب الزفاف ص212 ما نصه: ( فهذا مع ما فيه من تقليد الكفار أيضا لأن هذه العادة سرت إلى المسلمين من النصارى، ويرجع ذلك إلى عادة قديمة لهم عندما كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروس اليسرى ويقول: باسم الرب، ثم ينقله واضعا له على رأس السبابة ويقول: باسم الابن، ثم يضعه على رأس الوسطى ويقول: باسم روح القدس، وعندما يقول: آمين، يضعه أخيرا في البنصر حتى يستقر ) انتهى كلامه رحمه الله فنعوذ بالله من مشابهة الكفار وأهل النار مخالفات في الأفراح والولائم من منكرات الأفراح أولاً: التشريعة عند الزواج : وهي أن تلبس المرأة ثوبا أبيضا كبيرا لا تستطيع المشي به حتى يحمله معها عدد من النساء أو الأولاد، وتلبس معه شرابا أبيض وقفازين أبيضين كذلك، ثم توضع في مكان فسيح وعلى ملأ من الناس، ثم يدخل عليها الزوج ويسلم عليها أمامهم ويعطيها التحف والهدايا ويتبادل معها أطراف الحديث، وربما شاركه في هذا أقرباؤه كما هو حاصل في بعض البلاد. وفي هذا عدة محاذير منها: · أن ذلك ليس من عادات المسلمين بل هو من عادات بعض الكافرين · كما أن فيه إسرافا وبذخا وفخفخة ورياء وسمعة، والله تعالى يقول: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف: 31 ثانيا : المنصة : وهو دخول العريس والعروس وجلوسهما في مكان عال بمرأى من جميع الحاضرين. وفي هذا يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصة للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات، وربما حضر معه غيره من أقاربه وأقاربها من الرجال، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير، وتمكن الرجال الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات، وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسما لأسباب الفتنة وصيانة للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر) الرسائل والأجوبة النسائية، ص44 ثالثا : خروج النساء متطيبات: ومن منكرات الأفراح خروج النساء من بيوتهن متطيبات ، وهن في طريقهن إلى العرس يتعرضن للمرور على الرجال، وهذا بلا شك حرام. عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رابعا: الاختلاط : يحدث الاختلاط عند دخول الزوج وأقاربه وأقارب الزوجة من الرجال عند وقت المنصة، وهو كذلك منكر، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت ) رواه البخاري ومسلم. الحمو أخو الزوج. يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين مبينا آثار هذا الاختلاط وما يجنيه فاعله من سيئات : (أيها المؤمنون! تصوروا حال الزوج و زوجته حينئذ أمام النساء المتجملات المتطيبات ينظرن إلى الزوجين ليشمتن فيهما - إن كانا قبيحين في نظرهن- ولتتحرك كوامن غرائزهن - إن كانا جميلين في نظرهن- تصوروا كيف تكون الحال والجمع الحاضر في غمرة الفرح بالعرس وفي نشوة النكاح؟ فبالله عليكم ماذا يكون من الفتنة؟ ستكون فتنة عظيمة، ستتحرك الغرائز، وستثور الشهوات. أيها المسلمون: ثم تصوروا ثانية ماذا ستكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحا بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من تفوق زوجته جمالا وشبابا وهيئة؟ إن هذا الزوج الذي امتلأ قلبه فرحا سوف يمتلئ قلبه غما، وسوف يهبط شغفه بزوجته إلى حد بعيد فيكون ذلك صدمة وكارثة بينه وبين زوجته) من منكرات الأفراح، ص8. خامسا: التصوير: يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (فإني أضيف إلى ما سبق من المحاذير التي تقع ليلة الزفاف هذا المحذور العظيم: لقد بلغنا: أن من النساء من تصطحب آلة التصوير لتلتقط صور هذا الحفل، ولا أدري ما الذي سوغ لهؤلاء النساء أن يلتقطن صور الحفل لتنشر بين الناس بقصد أو بغير قصد؟! أيظن أولئك الملتقطات للصور أن أحدا يرضى بفعلهن؟! إنني لا أظن أن أحدا يرضى بفعل هؤلاء، إنني لا أظن أن أحداً يرضى أن تؤخذ صورة ابنته، أو صورة زوجته، لتكون بين أيدي أولئك المعتديات ليعرضنها على من شئن متى ما أردن!! هل يرضي أحد منكم أن تكون صور محارمه بين أيدي الناس، لتكون محلا للسخرية إن كانت قبيحة، ومثالا للفتنة إن كانت جميلة؟! ولقد بلغنا: ما هو أفدح وأقبح : أن بعض المعتدين يحضرون آلة الفيديو ليلقطوا صورة الحفل حية متحركة، فيعرضونها على أنفسهم وعلى غيرهم كلما أرادوا التمتع بالنظر إلى هذا المشهد!! ولقد بلغنا: أن بعض هؤلاء المصورين يكونون من الشباب الذكور في بعض البلاد يختلطون بالنساء أو يكونون منفردين، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة ومواردها أن هذا أمر منكر ومحرم وأنه انحدار إلى الهاوية في تقاليد الكافرين المتشبهين بهم) من منكرات الأفراح،ص11 من منكرات الوليمة : أولا : دعوة الأغنياء وذوي الجاه، وترك الفقراء: وهذا لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم (شر الطعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويمنعها المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي) رواه أبو داود، وإسناده صحيح ثانياً: الإسراف ولقد ذم الله الإسراف في اثنتين وعشرين آية من القرآن، وعاب فاعله، قال تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) الفرقان: 67 وقال عز وجل: ( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الأعراف: 31 ثالثا : إحضار المغنيين والمغنيات والأشرطة التي فيها غناء وموسيقى واستخدام المكبرات : يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ( إن بعض الناس - ليلة الزفاف - يجمع المغنيات بأجور كثيرة ليغنين . والغناء ليلة الزفاف ليس بمنكر، وإنما المنكر الغناء الهابط المثير للشهوة، الموجب للفتنة. وقد كان بعض المغنيات يأخذن الأغاني المعروفة التي فيها إثارة للشهوات، وفيما إلهاب للغرام والمحبة والعشق، ثم إن هناك محذورا آخر يصحب هذا الغناء، وهو ظهور أصوات النساء عالية في المكبر. فيسمع الرجال أصواتهن ونغماتهن فيحصل بذلك الفتنة لا سيما في هذه المناسبة، وربما حصل في ذلك إزعاج للجيران لا سيما إن استمر ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل. وعلاج هذا المنكر أن يقتصر النساء على الضرب بالدف وهو المغطى بالجلد من جانب واحد، وعلى الأغاني التي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت، فإن الغناء في العرس والضرب عليه بالدف مما جاءت به السنة ) من منكرات الأفراح،ص5 وأخيرا : تنبيه على عادتين جاهليتين: الأولى : تهنئة الجاهلية : فمن العادات المنكرة تهنئة العروسين بقولهم: (بالرفاء والبنين) يقول الدكتور صالح السدلان: (وهذه الضلالة الشائنة والعادة السيئة شاعت في عصر الجاهلية وهي تهنئة جاهلية… ولعل الحكمة في النهي عن استعمال هذا الأسلوب في الدعاء للمتزوج بالرفاء والبنين هي : مخالفة ما كان عليه أهل الجاهلية لأنهم كانوا يستعملون هذا الدعاء، ولما فيه من الدعاء للزوج بالبنين دون البنات، ولخلوه من الدعاء للمتزوجين، ولأنه ليس فيه ذكر اسم الله وحمده والثناء عليه). وإنما الوارد في السنة أن يقال للعروسين : (بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) الأحكام الفقهية للصداق ووليمة العرس، ص112 بتصرف الثانية : شهر العسل : شهر العسل من العادات المنكرة والظواهر السيئة، وهو أن يصحب الزوج زوجته ويسافر بها قبل أو بعد الدخول عليها إلى مدينة أو بلد آخر. وهو من عادات الكفار، ويزيد هذا السفر قبحا إذا كان إلى بلاد الكفار إذ يترتب عليه مفاسد كثيرة وأضرار تعود على الزوج والزوجة معا، إذ قد يتأثر الزوج بمظاهر الكفار من تبرج واختلاط وإباحية وشرب خمور وغيرها فيزهد في دينه وعاداته الطيبة، وتتأثر المرأة كذلك فتخلع تاج الحياء وتنجرف في تيار الفساد. وليس قليلا إذا قلنا إنه من التشبه بالكفار المنهي عنه شرعا. نسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شر هذه المنكرات، ويهدينا جميعا إلى سواء الصراط، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: أخي الحبيب .. أختي...
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد ...

فأيها المحب ... اللسان وما أدراك ما اللسان ... هو نعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة .. صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه .. إذ باللسان يستبان الكفر والإيمان ...اللسان رحب الميدان .. واسع المجال .. هو ترجمان القلوب والأفكار .. آلة البيان وطريق الخطاب .. له في الخير مجال كبير وله في الشر باع طويل ..
.

فمن استعمله للحكمة والقول النافع .. وقضاء الحوائج .. وقيده بلجام الشرع .. فقد اقر بالنعمة ووضع الشيء في موضعه .. وهو بالنجاة جدير.. ومن أطلق لسانه وأهمله .. سلك به الشيطان كل طريق .. ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ...

بل أن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج .. روى الأمام الترمذي وحسنه الألباني عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اصبح ابن أدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول : اتق الله فينا فإنما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا "

تأمّل يرعاك الله في هذا الحديث العظيم ... في "الصحيحين " من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم "

ومن هنا جاء التأكيد العظيم على حفظ اللسان .." ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد" ومن هنا أيضا جأت تلك الوصية العظيمة ... " يا معاذ كف عنك هذا وأخذ بلسانه .. وهل يكب الناس ا في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " .....

ولعظم هذا الآمر فقد ضرب السلف أروع الأمثلة في حفظهم لألسنتهم : فهذا أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول :" هذا أوردني الموارد " .. وقال ابن بريده : رأيت ابن عباس أخذا بلسانه وهو يقول : ويحك قل خيرا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وألا فاعلم انك ستندم قال : فقيل له : يابا عباس لم تقول هذا ؟ قال : انه بلغني أن الإنسان ـ أراه قال ـ ليس علي شيء من جسده اشد حنقا أو غيظا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرا أو أملى به خيرا ...

وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لااله إلا هو : ماعلى الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان ..

أيها المحب .. الكلام أسيرك .. فإذا خرج من فيك صرت أنت اسيره .. والله عند لسان كل قائل " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .. وإذا أردت أن تستدل على مافي القلب فاستدل عليه بحركة اللسان فانه يطلعك على مافي القلب شاء صاحبه أم آبى .. قال يحي بن معاذ : " القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه " ...

ومن العجب إن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ؟!!
فان معصية النطق يدخل فيها الشرك وهي اعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك .

وحاصل ذلك أنّ اللسان سلاح ذو حدين .. فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر .. ومركب من مراكب البلوغ والنجاح .. ورأب صدع الفلك الماخر.. وهو عند الوقح السفيه عقرب خبيثة .. ودود علق يلاصق لحم من ينال .. ولهذا فهذه وقفات يسيرات مع أهم واشد آفات اللسان فأليك إياها مختصرة ... ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ..
الآفة الأولى : الشرك بالله تعالى : يقول الحافظ ابن رجب : " فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم "

الآفة الثانية :

القول على الله بغير علم : إن القول على الله تعالى بغير علم هومن اعظم الذنوب .. بل هو أعظم من الشرك كما قرر ذلك ابن القيم رحمه الله .. وما ذاك إلاّ لأنه هو السبب حتى في الشرك فان السبب فيه هو القول على الله بغير علم ..

إن المفتي موقع من رب العالمين ومخبر عما يعتقد انه حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في مسألة معينة أو نازلة أو موضوع .. ومن هذا المنطلق يقول الإمام ابن القيم :" إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره وهو من أعلى المراتب السنيات فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات ؟!

ولذلك كان السلف يدرؤون الفتيا عن أنفسهم ما استطاعوا ويحاولون أن يتخلصوا منها ويسندوها إلى غيرهم ... ومن ذلك ما ذكره الأمام الدار مي في السنن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ وهو من التابعين الثقاة المعروفين ـ قال :" لقد أدركت بهذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ولا يسال عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا "

ومن صور القول على الله بغير علم : 1) التسرع بالإفتاء بغير علم . 2) الاعتراض على النصوص بالعقل . 3) ذكر الحديث دون معرفة صحته أو ضعفه . 4) تسفيه أراء أئمة الإسلام . 5) الكلام بالدين على حسب الهوى والظن . لذلك كان حريا وجديرا بالمسلم أن يحذر كل الحذر من القول على الله تعالى بغير علم .. وان يرد الأمر إلى أهله ـ وهم أهل العلم ـ " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "


الآفة الثالثة الغيبة :

نعم إنها الغيبة يا عبد الله إنها ذكر العيب بظهر الغيب ذكرك أخاك بما يكره سواء أكان فيه ما تقول أم لم يكن هكذا بينها رسولها محمد صلى الله عليه وسلم يقول ربكم عز وجل في محكم تنزيله:" ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ..."

الغيبة ـ يا محب ـ ذات أسماء ثلاثة كلها في كتاب الله عز وجل ـ الغيبة والإفك والبهتان . فإذا كان في أخيك ما تقول فهي الغيبة وإذا قلت فيه ما بلغك عنه فهو الإفك وإذا قلت فيه ما ليس فيه فهو البهتان هكذا بين أهل العلم رحمهم الله الغيبة تشمل كل ما يفهم منه مقصود الذم سواء أكان بكلام أم بغمزة أم إشارة أم كتابة وان القلم لاحد اللسانين . والغيبة تكون في انتقاص الرجل في دينه وخلقه وخُلقه وفي حسبه ونسبه ومن عاب صنعه فإنما عاب صانعها .. يقول الحسن رحمه الله :" والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد "
عجبا لمن ينتسب لاهل الحق والإيمان كيف يركب مركب الغيبة وقد علم أن المبتلى لها ذو قلب متقلب وفؤاد مظلم ..


أيها الأخ الحبيب : ويشتد القبح والجرم .. ويتعاظم الذنب والذم .. حينما تصدر الغيبة ممن ينتسبون إلى العلم والصلاح ويتزينون بسيما أهل الزهد والورع فيجمعون في غيبتهم بين تزكية أنفسهم وذم غيرهم ..وقد يزيد البعض خبثه فيقدم المدح لمن يغتابه حتى يظهر تنصله من الغيبة فيقول : كان مجتهدا في العبادة والعلم والنزاهة والأمانة ولكنه فتر وابتلي بما ابتلينا به كلنا ومن ذلك أن يقول : ساء ني ما وقع لصديقنا من كذا وكذا فنسأل الله أن يثبته وهو كاذب في ذلك ..ولهذا يقول ابن القيم وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول!!..


الآفة الرابعة الكذب :

في خبر البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار فكان مما قال عليه الصلاة والسلام :" أما الذي رايته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة".. من لطخ لسانه برجس الكذب وخبيث الكلم .. لابد أن تبدو سريرته .. وينكشف أمره .. فلا يلقى من الناس إلا الازدراء والمنقصة .. أما أهل الحق والإيمان فيهديهم ربهم إلى الطيب من القول .. ويهديهم إلى صراط الحميد .. يقول علي رضي الله عنه : من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث : من إذا حدثهم صدقهم وإذا ائتمنوه لم يخنهم وإذا وعدهم وفي لهم .. وجبة عليهم أن تحبه قلوبهم وتنطلق بالثناء عليه ألسنتهم وتظهر له معونتهم .. ياعبدالله .. إنّ الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وان الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا "هكذا اخبر نبيك صلى الله عليه وسلم

* النكت : لقد انتشر بين الناس اليوم نوع من أنواع الكذب وهو ما يسمى " بالنكت" حيث يقوم بعض الناس باصطناع حكايات لا اصل لها عن جنسيات أو انساب أو بلاد لاقوام .. وما ذاك ألا من اجل إضحاك الناس .. وهذا أمر محرم جمع بين الغيبة لهؤلاء والكذب .. وقد ورد الوعيد الشديد عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له "

ما يباح من الكذب : في الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا "

وفيه عن الزهري قال : " ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها "


الآفة الخامسة الكلام بالباطل أو السكوت عن الحق :

يقول ابن القيم رحمه الله : " وفي اللسان آفتان عظيمتان أن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى : آفة الكلام وآفة السكوت وقد يكون كل منهما اعظم إثما من الأخرى في وقتها فالساكت عن الحق شيطان اخرس عاص الله مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص الله واكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته فهم بين هذين النوعين ..

وأهل الوسط ـ وهم أهل الصراط المستقيم ـ كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعة في الآخرة "


الآفة السادسة شهادة الزور :

قال سبحانه مثنياً على صنف من عباده " والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما "

وقال سبحانه وتعالى " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه ءاثم قلبه والله بما تعلمون عليم "

وقد ترجم البخاري " رحمه الله " في صحيحه بابا قال فيه :" باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد "

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر ؟ قال :" الإشراك بالله" قال ثم ماذا ؟ " ثم عقوق الوالدين " قال ثم ماذا؟ قال : " اليمين الغموس " قلت وما اليمين الغموس ؟ قال :" الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب"

واليمين الغموس سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ولا كفارة فيها .


الآفة السابعة القذف :

قال الله تعالى :" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " وهذه آفة لا يكاد يسلم منها اليوم إلا موفق من كثرة من يقع فيها .. إن قذف المؤمنين والمؤمنات في أعراضهم أو دينهم أو اتهامهم بما هم منه براء .. كل ذلك باب من الذنب عظيم .. وهو من الكبائر كما صح في ذلك الخبر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام .. وقد بلينا اليوم بألسنه صارت ترى تجريح المسلمين خاصة العلماء ومنهم الدعاة دين تدين الله به .. ومن هذا المنطلق الواهي اتهامهم في عقائدهم وسلوكهم ودوا خل أعمالهم وخلجات قلوبهم وتفسير مقاصدهم ونيا تهم ..
فترى وتسمع رمي ذاك أو هذا بأنه : خارجي ، معتزلي ، اشعري ، طُرقي ، إخواني ، تبليغي ، مقلد متعصب ، متطرف ، متزمت ، رجعي ، أصولي ، مداهن ،مراء ، من علماء السلطان ، من علماء الوضوء والغسل ، ماسوني ، علماني ، شيوعي ، اشتراكي ، بعثي ، قومي ، عميل ..

كل هذا يقال من غير بينة ولا برهان .. إنما بالهوى والظن .. اخرج عبد الرزاق في تفسيره عن قتادة في تفسير قوله تعالى وممن حولك من الأعراب منافقون ... الآية " قال قتادة : ما بال أقوام يتكلفون علم الناس ؟1 فلان في الجنة وفلان في النار فإذا سالت أحدهم عن نفسه قال لا ادري !! لعمري أنت بنفسك اعلم منك بأحوال الناس ولقد تكلفت شيء ما تكلفه الأنبياء قبلك قال نبيه الله نوح :" قال وما علمي بما كانوا يعملون " وقال نبي الله شعيب : " بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ " وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :" لاتعلمهم نحن نعلمهم "


الآفة الثامنة الحلف بغير الله تعالى :

كالحلف بالأمانة والذمة والوالد والولد والشرف والقبيلة وبحياتك وحياة النبي وعند أحمد " من حلف بالأمانة فليس منا " وفي الصحيح " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت "


الآفة التاسعة السب والشتم والسخرية بالمؤمنين :

قال الله تعالى :" يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " فإياك ثم إياك أن تشتم مسلما أو تغمزه أو تلمزه .. مهما كانت مكانته أو جنسيته .. فأن عقد الإسلام يحرم عليك ذلك ..


الآفة العاشرة اللعن :
عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة "

وعن أبي الدر داء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبو أبها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فان كان كذلك أهلا وألا رجعت إلى قائلها "

لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ..
في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر " وعند مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال : يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة " وعند احمد واصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة " فانظر يا رعاك الله ألي هذه الحسنات الهائلة والى ما يقابلها من العمل اليسير حسنات يعب منها الإنسان عبا لا غلاء ولا كلفة غير توفيق الله لمن بادر آلا فليت شعري أترون نخيل الجنة كنخيل الدنيا لله بكم يشتري أطيب النخيل في دنيانا ؟! ألا فالله اكبر ولا اله إلا الله نخلة في الجنة ثمنها سبحان الله وبحمده !! أوه تالله لقد فرطنا في نخيل كثيرة فالله المستعان

وأمر آ خر أيها المحب لابد من التنبه أليه في هذا المقام ذلك انه ينبغي للمؤمنين إذا ضمهم مجلس إلا يخلو من ذكر الله فان نبيكم محمدا صلى الله عليه وسلم يقول :" مامن قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا أقاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة " أخرجه الإمام احمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

ولفظ الترمذي :" ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم تره".

ولهذه المجالس كفارة ارشد أليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه :" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ألا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ماكان في مجلسه ذلك "

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ،،،

(-ليالي-)
(-ليالي-)
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد ... فأيها المحب ... اللسان وما أدراك ما اللسان ... هو نعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة .. صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه .. إذ باللسان يستبان الكفر والإيمان ...اللسان رحب الميدان .. واسع المجال .. هو ترجمان القلوب والأفكار .. آلة البيان وطريق الخطاب .. له في الخير مجال كبير وله في الشر باع طويل .. . فمن استعمله للحكمة والقول النافع .. وقضاء الحوائج .. وقيده بلجام الشرع .. فقد اقر بالنعمة ووضع الشيء في موضعه .. وهو بالنجاة جدير.. ومن أطلق لسانه وأهمله .. سلك به الشيطان كل طريق .. ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ... بل أن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج .. روى الأمام الترمذي وحسنه الألباني عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اصبح ابن أدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول : اتق الله فينا فإنما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا " تأمّل يرعاك الله في هذا الحديث العظيم ... في "الصحيحين " من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم " ومن هنا جاء التأكيد العظيم على حفظ اللسان .." ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد" ومن هنا أيضا جأت تلك الوصية العظيمة ... " يا معاذ كف عنك هذا وأخذ بلسانه .. وهل يكب الناس ا في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " ..... ولعظم هذا الآمر فقد ضرب السلف أروع الأمثلة في حفظهم لألسنتهم : فهذا أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول :" هذا أوردني الموارد " .. وقال ابن بريده : رأيت ابن عباس أخذا بلسانه وهو يقول : ويحك قل خيرا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم وألا فاعلم انك ستندم قال : فقيل له : يابا عباس لم تقول هذا ؟ قال : انه بلغني أن الإنسان ـ أراه قال ـ ليس علي شيء من جسده اشد حنقا أو غيظا يوم القيامة منه على لسانه إلا ما قال به خيرا أو أملى به خيرا ... وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لااله إلا هو : ماعلى الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان .. أيها المحب .. الكلام أسيرك .. فإذا خرج من فيك صرت أنت اسيره .. والله عند لسان كل قائل " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .. وإذا أردت أن تستدل على مافي القلب فاستدل عليه بحركة اللسان فانه يطلعك على مافي القلب شاء صاحبه أم آبى .. قال يحي بن معاذ : " القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها فانظر إلى الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك مما في قلبه حلو وحامض وعذب وأجاج وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه " ... ومن العجب إن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ؟!! فان معصية النطق يدخل فيها الشرك وهي اعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك . وحاصل ذلك أنّ اللسان سلاح ذو حدين .. فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر .. ومركب من مراكب البلوغ والنجاح .. ورأب صدع الفلك الماخر.. وهو عند الوقح السفيه عقرب خبيثة .. ودود علق يلاصق لحم من ينال .. ولهذا فهذه وقفات يسيرات مع أهم واشد آفات اللسان فأليك إياها مختصرة ... ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .. الآفة الأولى : الشرك بالله تعالى : يقول الحافظ ابن رجب : " فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ويدخل فيها القول على الله بغير علم " الآفة الثانية : القول على الله بغير علم : إن القول على الله تعالى بغير علم هومن اعظم الذنوب .. بل هو أعظم من الشرك كما قرر ذلك ابن القيم رحمه الله .. وما ذاك إلاّ لأنه هو السبب حتى في الشرك فان السبب فيه هو القول على الله بغير علم .. إن المفتي موقع من رب العالمين ومخبر عما يعتقد انه حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في مسألة معينة أو نازلة أو موضوع .. ومن هذا المنطلق يقول الإمام ابن القيم :" إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره وهو من أعلى المراتب السنيات فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات ؟! ولذلك كان السلف يدرؤون الفتيا عن أنفسهم ما استطاعوا ويحاولون أن يتخلصوا منها ويسندوها إلى غيرهم ... ومن ذلك ما ذكره الأمام الدار مي في السنن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ وهو من التابعين الثقاة المعروفين ـ قال :" لقد أدركت بهذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ولا يسال عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا " ومن صور القول على الله بغير علم : 1) التسرع بالإفتاء بغير علم . 2) الاعتراض على النصوص بالعقل . 3) ذكر الحديث دون معرفة صحته أو ضعفه . 4) تسفيه أراء أئمة الإسلام . 5) الكلام بالدين على حسب الهوى والظن . لذلك كان حريا وجديرا بالمسلم أن يحذر كل الحذر من القول على الله تعالى بغير علم .. وان يرد الأمر إلى أهله ـ وهم أهل العلم ـ " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " الآفة الثالثة الغيبة : نعم إنها الغيبة يا عبد الله إنها ذكر العيب بظهر الغيب ذكرك أخاك بما يكره سواء أكان فيه ما تقول أم لم يكن هكذا بينها رسولها محمد صلى الله عليه وسلم يقول ربكم عز وجل في محكم تنزيله:" ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ..." الغيبة ـ يا محب ـ ذات أسماء ثلاثة كلها في كتاب الله عز وجل ـ الغيبة والإفك والبهتان . فإذا كان في أخيك ما تقول فهي الغيبة وإذا قلت فيه ما بلغك عنه فهو الإفك وإذا قلت فيه ما ليس فيه فهو البهتان هكذا بين أهل العلم رحمهم الله الغيبة تشمل كل ما يفهم منه مقصود الذم سواء أكان بكلام أم بغمزة أم إشارة أم كتابة وان القلم لاحد اللسانين . والغيبة تكون في انتقاص الرجل في دينه وخلقه وخُلقه وفي حسبه ونسبه ومن عاب صنعه فإنما عاب صانعها .. يقول الحسن رحمه الله :" والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد " عجبا لمن ينتسب لاهل الحق والإيمان كيف يركب مركب الغيبة وقد علم أن المبتلى لها ذو قلب متقلب وفؤاد مظلم .. أيها الأخ الحبيب : ويشتد القبح والجرم .. ويتعاظم الذنب والذم .. حينما تصدر الغيبة ممن ينتسبون إلى العلم والصلاح ويتزينون بسيما أهل الزهد والورع فيجمعون في غيبتهم بين تزكية أنفسهم وذم غيرهم ..وقد يزيد البعض خبثه فيقدم المدح لمن يغتابه حتى يظهر تنصله من الغيبة فيقول : كان مجتهدا في العبادة والعلم والنزاهة والأمانة ولكنه فتر وابتلي بما ابتلينا به كلنا ومن ذلك أن يقول : ساء ني ما وقع لصديقنا من كذا وكذا فنسأل الله أن يثبته وهو كاذب في ذلك ..ولهذا يقول ابن القيم وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول!!.. الآفة الرابعة الكذب : في خبر البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يما حدث به مما رآه من أنواع عذاب أهل النار فكان مما قال عليه الصلاة والسلام :" أما الذي رايته يشق شدقه فكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة".. من لطخ لسانه برجس الكذب وخبيث الكلم .. لابد أن تبدو سريرته .. وينكشف أمره .. فلا يلقى من الناس إلا الازدراء والمنقصة .. أما أهل الحق والإيمان فيهديهم ربهم إلى الطيب من القول .. ويهديهم إلى صراط الحميد .. يقول علي رضي الله عنه : من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث : من إذا حدثهم صدقهم وإذا ائتمنوه لم يخنهم وإذا وعدهم وفي لهم .. وجبة عليهم أن تحبه قلوبهم وتنطلق بالثناء عليه ألسنتهم وتظهر له معونتهم .. ياعبدالله .. إنّ الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وان الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا "هكذا اخبر نبيك صلى الله عليه وسلم * النكت : لقد انتشر بين الناس اليوم نوع من أنواع الكذب وهو ما يسمى " بالنكت" حيث يقوم بعض الناس باصطناع حكايات لا اصل لها عن جنسيات أو انساب أو بلاد لاقوام .. وما ذاك ألا من اجل إضحاك الناس .. وهذا أمر محرم جمع بين الغيبة لهؤلاء والكذب .. وقد ورد الوعيد الشديد عليه يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له " ما يباح من الكذب : في الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا " وفيه عن الزهري قال : " ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها " الآفة الخامسة الكلام بالباطل أو السكوت عن الحق : يقول ابن القيم رحمه الله : " وفي اللسان آفتان عظيمتان أن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى : آفة الكلام وآفة السكوت وقد يكون كل منهما اعظم إثما من الأخرى في وقتها فالساكت عن الحق شيطان اخرس عاص الله مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص الله واكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته فهم بين هذين النوعين .. وأهل الوسط ـ وهم أهل الصراط المستقيم ـ كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعة في الآخرة " الآفة السادسة شهادة الزور : قال سبحانه مثنياً على صنف من عباده " والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما " وقال سبحانه وتعالى " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه ءاثم قلبه والله بما تعلمون عليم " وقد ترجم البخاري " رحمه الله " في صحيحه بابا قال فيه :" باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد " وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء إعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر ؟ قال :" الإشراك بالله" قال ثم ماذا ؟ " ثم عقوق الوالدين " قال ثم ماذا؟ قال : " اليمين الغموس " قلت وما اليمين الغموس ؟ قال :" الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب" واليمين الغموس سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ولا كفارة فيها . الآفة السابعة القذف : قال الله تعالى :" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " وهذه آفة لا يكاد يسلم منها اليوم إلا موفق من كثرة من يقع فيها .. إن قذف المؤمنين والمؤمنات في أعراضهم أو دينهم أو اتهامهم بما هم منه براء .. كل ذلك باب من الذنب عظيم .. وهو من الكبائر كما صح في ذلك الخبر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام .. وقد بلينا اليوم بألسنه صارت ترى تجريح المسلمين خاصة العلماء ومنهم الدعاة دين تدين الله به .. ومن هذا المنطلق الواهي اتهامهم في عقائدهم وسلوكهم ودوا خل أعمالهم وخلجات قلوبهم وتفسير مقاصدهم ونيا تهم .. فترى وتسمع رمي ذاك أو هذا بأنه : خارجي ، معتزلي ، اشعري ، طُرقي ، إخواني ، تبليغي ، مقلد متعصب ، متطرف ، متزمت ، رجعي ، أصولي ، مداهن ،مراء ، من علماء السلطان ، من علماء الوضوء والغسل ، ماسوني ، علماني ، شيوعي ، اشتراكي ، بعثي ، قومي ، عميل .. كل هذا يقال من غير بينة ولا برهان .. إنما بالهوى والظن .. اخرج عبد الرزاق في تفسيره عن قتادة في تفسير قوله تعالى وممن حولك من الأعراب منافقون ... الآية " قال قتادة : ما بال أقوام يتكلفون علم الناس ؟1 فلان في الجنة وفلان في النار فإذا سالت أحدهم عن نفسه قال لا ادري !! لعمري أنت بنفسك اعلم منك بأحوال الناس ولقد تكلفت شيء ما تكلفه الأنبياء قبلك قال نبيه الله نوح :" قال وما علمي بما كانوا يعملون " وقال نبي الله شعيب : " بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ " وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :" لاتعلمهم نحن نعلمهم " [ انظر تفسير عبد الرزاق 1/ 253 وعنه ابن كثير 4/204 ] الآفة الثامنة الحلف بغير الله تعالى : كالحلف بالأمانة والذمة والوالد والولد والشرف والقبيلة وبحياتك وحياة النبي وعند أحمد " من حلف بالأمانة فليس منا " وفي الصحيح " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " الآفة التاسعة السب والشتم والسخرية بالمؤمنين : قال الله تعالى :" يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " فإياك ثم إياك أن تشتم مسلما أو تغمزه أو تلمزه .. مهما كانت مكانته أو جنسيته .. فأن عقد الإسلام يحرم عليك ذلك .. الآفة العاشرة اللعن : عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " وعن أبي الدر داء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبو أبها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فان كان كذلك أهلا وألا رجعت إلى قائلها " لا يزال لسانك رطباً بذكر الله .. في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر " وعند مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال : يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة " وعند احمد واصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة " فانظر يا رعاك الله ألي هذه الحسنات الهائلة والى ما يقابلها من العمل اليسير حسنات يعب منها الإنسان عبا لا غلاء ولا كلفة غير توفيق الله لمن بادر آلا فليت شعري أترون نخيل الجنة كنخيل الدنيا لله بكم يشتري أطيب النخيل في دنيانا ؟! ألا فالله اكبر ولا اله إلا الله نخلة في الجنة ثمنها سبحان الله وبحمده !! أوه تالله لقد فرطنا في نخيل كثيرة فالله المستعان وأمر آ خر أيها المحب لابد من التنبه أليه في هذا المقام ذلك انه ينبغي للمؤمنين إذا ضمهم مجلس إلا يخلو من ذكر الله فان نبيكم محمدا صلى الله عليه وسلم يقول :" مامن قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا أقاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة " أخرجه الإمام احمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ولفظ الترمذي :" ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم تره". ولهذه المجالس كفارة ارشد أليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه :" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ألا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ماكان في مجلسه ذلك " [رواه أبو داود والد ارمي وقال الحافظ في الفتح : سنده قوي ] وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ،،،
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد...
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم النعيم :

( إن الهدف من هذه الحياة ليس الأكل والشرب ، لأننا حين نعيش لهذا الهدف نشترك مع البهائم والكفار، فإن همّهم في الحياة الأكل والمتاع كما وصفهم الله تعالى ذاماً حالهم، فقال جل وعلا ( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم ).
.
وإنما الهدف من وجودنا وتسخير ما على هذه الأرض لنا ، هو عبادة الرحمن وعصيان الهوى والشيطان.

وبمصطلح تجاري هو أن نجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات قبل حلول الأجل، وأن نحرص كل الحرص على استثمار أوقاتنا المحدودة بالعمل الصالح الذي يرفع من درجاتنا في الجنة.

ومما ينبغي التنبه له أن الساعة التي تمر من حياتنا ولا نحسن استغلالها ستكون علينا حسرة وندامة يوم القيامة وساعتها سيقول كل مقصر يا ليتني قدمت لحياتي إلا أن يتفضل الله جل وعلا ويتكرم، وهو أهل للكرم ...

إن أكبر مشكلة تواجه كل مسلم بل كل إنسان على هذا الوجود هي : أن حياته محدودة، ومعدودة بسنوات وأيام بل وثوان لا يستطيع أن يزيد فيها لحظة واحدة .

فمهما بلغ المسلم من حرص وجهد لكسب الحسنات فلا يزال العمر قصيراً موازنة بأعمار الأمم السابقة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أعمار أمتي ما بين ستين إلى سبعين ، وأقلهم من يجوز ذلك ).

فإن متوسط الزمن الإنتاجي للإنسان قد لا يتجاوز عشرين سنة من عمره الكلي . فلو كان عمر الفرد منا ستين سنة فإن ثلثها سيكون نوماً – على افتراض أن الإنسان ينام ثمانيَ ساعات يومياً أي ثلث يومه – وخمس عشرة سنة تكون فترة طفولة ومراهقة ومشاغبة غالباً، وهي قبل سن التكليف،فيبقى حوالي خمس وعشرين سنة قد يمضي منها على الأقل سنتان تقريباً في تناول وجبات الطعام الثلاث وقضاء الحاجة ونحو ذلك من الأمور الملحة – على افتراض مضي ساعتين منها يومياً – فيبقى حوالي ثلث عمره تقريباً ؛ ثلاثة وعشرون سنة ، وهو ما ينبغي عليه أن يستغله في إنتاج أكبر قدر ممكن من الحسنات . وذلك الثلث يزيد المرء حسرة على قصر عمره الإنتاجي .

ومن هنا تبدأ المشكلة ، وتبرز ضرورة الأخذ بأسباب إطالة العمر . ) انتهى كلامه حفظه الله ..

من هنا ... ها هي الإجازة تفتح أبوابها لنا .. ما هي إلا لحظات تمر وأوقات تنقضي ..

فلنسارع في قضاء أوقاتها بجمع أكبر قدر ممكنا من الحسنات .. ما أجمل أن نترك بعد موتنا بصمات .. فنحرص على الأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات .. فلنسارع في تطبيقها قبل حلول الأجل ..

قال تعالى ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب )

شباب الجيل للإسلام عودوا .. فأنتم روحه وبكم يسود

وأنتم سـر نهضته قديمـا .. وأنتم فجره الزاهي الجديد

قال تعالى ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها )

أخي المسلم / أختي المسلمة

فهناك أعمالا ممكن تنجزها في أقصر فترة زمنية ممكنة .. وندعو الله عز وجل أن نشاهد في تلك الإجازة الصيفية رجالا ونساء الكل يتسابق .. يتنافس .. في فعل الخيرات .. وإرضاء رب البريات ..

ومن هنا .. أسرد بعض الأفكار المتواضعة والتي خصصتها ويمكن تطبيقها أثناء سفرنا
وربما سفرا يكون سبباً عظيماً لنشر الخير للغير والتأثير في الخلق :



1 ـ القرآن الكريم :



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علَّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثَّه، أو مسجداً بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ) .

فبذلك أخي المسلم تستطيع أن تربح الملاين من الحسنات بدون أن تشعر من خلال هذا العمل الفضيل ألا هو ( نشر وتوزيع كتاب الله القرآن الكريم ) وهو من الأعمال الجارية وتنال أجرها حتى بعد الموت .. ففي أثناء سفرك يمكنك تطبيق ما يلي :

1 ـ يمكنك وضع نسخ من القرآن الكريم في المساجد المطروقة عند توقفكم فيها للصلاة أو للراحة..

2 ـ وضع عدد من المصاحف في الاستراحات ، والشقق المفروشة وأماكن الانتظار..

3 ـ شراء نسخ من القرآن الكريم المترجم بعدة لغات ( الانجليزية ، الفرنسية وغيره ) وتوزيعها على الأجانب في الحرم المكي أو غيره ..

4 ـ إهداؤه لبعض العمال المتواجدون في المحطات أو المطاعم وكذلك حارس الشقق المفروشة وذلك بعد سؤالهم عن إسلامهم لأن القرآن الكريم لا يمسه إلا المطهرون ..

5 ـ عند زيارتك لإحدى المستوصفات الطبية لا قدر الله فيمكنك اهداء نسخة من القرآن الكريم لطبيبك
وكذلك وضع عدد منه في داخل مسجد و أماكن الانتظار المتواجد في داخل هذا المستوصف..

2 ـ سجادة الصلاة :



يقف المسلم .. يتجه إلى القبلة .. يكبر .. يبدأ بالصلاة .. فما أجمل أن يكون وقوفه على سجادة من إهدائك..

1 ـ بعد السياحة في منطقة ما ومن قبل رحيلكما أو انتقالكم من شقة إلى شقة أخرى يمكنك وضع مجموعة من السجاد فيها وإخبار الحارس في ذلك حتى تضمن بقاءها في ذلك المسكن ..

2 ـ اهداء لحارس الشقة هدية مغلفة تحتوي على سجادة فاخرة مع مصحفا أو مجموعة من الكتيبات الاسلامية..

3 ـ أثناء السفر وعند السكن في إحدى الشقق المفروشة أو الفنادق تختار الوقت المناسب وتهدي لكل جيرانك المتواجدين في نفس سكنك هدية مغلفة تحتوي على ( مصحف + سجادة فاخرة + مجموعة من المساويك بالشكل الذي يكون كل مسواك لوحده مغلفا بتغليفة بيضاء شفافة وهو متواجد لدى جميع التسجيلات الإسلامية لأن غالب الناس لا يريدون المساويك المكشوفة خوفا من الجراثيم وما شابه ذلك )..

4 ـ وضع مجموعة من السجاد بأحجام وألوان مختلفة في المساجد المطروقة عند توقفكم فيها للصلاة أو للراحة ..

ولا ننسى أيضا المساجد المتواجدة في بعض المنتزهات أثناء زيارتكم لها ومساجد الاسعافات أو المستوصفات أيضا ..

5 ـ عند زيارتك لأماكن الترفيه كالبيوت القديمة أو كما تسمى " بيوت الشعر " فيمكنك وضع مجموعة من السجاد فيها وتنال أجرها حتى الموت ..

ملاحظة - سجاد الصلاة يفضل أن تكون جديدة ومعطرة بالمسك أو في أي نوع من أنواع العطور الجيدة
عطر الله قلوبكم بذكره -

3 ـ علماً ينتفع به ( الشبكة العنكبوتية ) :



يقول الشيخ محمد النعيم : ( .. فإن الدال على الخير كفاعله ، وإنك إن دللت إنسانا على الله ثم استقام ، فلك مثل صلاته وتسبيحه وجميع صالح أعماله لا ينقص من أجره شيئاً . وإذا دعا بدوره أناساً فتابوا ، فلك مثل أجورهم ولو كنت في قبرك. وهكذا فإنه يسجل لك أجور خلق كثير فكأنك رُزقت أعماراً كثيرة. ومصداق ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم ، مثل آثام من تبعه ، لا ينقص من آثامهم شيئا ) انتهى كلامه حفظه الله تعالى .

فنجد ولله الحمد الشبكة العنكبوتية تزخر بالعلوم والمعارف وربما تفوق على ما تحتويه المكتبات .. فالانترنت يحتوي على علوم مقروءة ومسموعة فهناك الفلاشات وعروض الفيديو المؤثرة والقصص الحديثة العهد وغير ذلك الكثير ..


ويمكنك أخي القارئ / أختي القارئة الاستفادة من تلك الشبكة أثناء السفر كما يلي :

1 ـ في إحدى سفراتنا وبعد دخولنا لاحدى الشقق المفروشة في منطقة مكة المكرمة استوقفتني تلك الورقة المتربعة في إحدى زوايا الغرفة فإذا بي أجدها ورقة مطبوعة من إحدى المواقع الالكترونية وتتكلم عن الفوائد العجيبة لـ " العسل الأسود " وتذكر مجموعة من الأحاديث والإعجاز العلمي فيه .. فلفت نظري في آخر تلك الصفحة أرقام هواتف موزع هذا العسل لمن يريد شراءه أو الاستفسار عنه وغير ذلك الكثير .. وكان أول من انتفع بتلك الوريقات زوجة أخي حيث كانت تعاني من فقر الدم حفظها الله من كل مكروه .. فذلك الإنسان فبلا شك لا نعرفه ولا يعرفنا ولكنه قبل رحيله وضع تلك المعلومات لوجه الله تعالى وربما وضعها أيضا في كل الشقق وطلب نشرها لوجه الله تعالى كما هو موضح في الصفحة .....

ومن هنا فما أجمل أن تترك لك بصمة وأثرا في كل شقة أو مسكن تلتجئون إليه أثناء سفركم .. قصة أعجبتنا وشدت انتباهنا في الانترنت أو بيان طبي أو أرقام هواتف العلماء والتسجيلات الإسلامية أو حتى تعريف بموقع إسلاميا معروفا أو مقالا أو نصيحة مؤثرة نقوم بطباعتها من الانترنت ثم تصويرها إلى أكبر عددا ممكنا ونسمح لها أن تسافر معنا فنضع في كل سكن نسكنه أو مكان نأوي إليه نسخة من تلك الأوراق ابتغاء وجه الله تعالى .. ويحرص أن يتضح في شكل وهيئة تلك الأوراق أنها مطبوعة من الانترنت حتى تسلم من أمانة محتواها ويتضح الأمر للقارئ أنها مطبوعة من موقع الكتروني حتى إذا أراد الرجوع إلى المصدر فالأمر واضح أمامه ..

2 ـ تلك الأوراق المختارة والمنتقاة من الشبكة العنكبوتية يمكن وضع عدد منها في المساجد بشتى أنواعها : المساجد المطروقة عند توقفكم فيها للصلاة والمساجد المتواجدة في بعض المنتزهات أثناء زيارتكم لها ومساجد الاسعافات أو المستوصفات....الخ

3 ـ تحتوي الشبكة ولله الحمد على مقاطع من الفيديو والمحاضرات ومجموعة من الفلاشات المؤثرة جدا من تصميم وإخراج بعض الغيورين والغيورات على دين الله تعالى جزاهم الله تعالى خيرا وجعله في ميزان حسناتهم يوم القيامة .. آمين

فيمكنك تسجيل ما تختاره من تلك العروض في أقراص " سدروم " وتنسخه بالكمية الذي تستطيع عليه أكبر عدد ممكنا ، ويتم توزيع ذلك القرص أو السدروم على الشباب والفتيات في أماكن تجمعهم كمثل في بعض أسواق مكة " شركة مكة وغيرها " وكذلك في أماكن الترفيه والمنتزهات أو عند توقفكما في إحدى المحطات أو عند الإشارة وما شابه ذلك..

وممكن أن تذكر في داخل هذا القرص عنوان البريد الالكتروني الخاص بكم لما في ذلك أثر ونتائج طيبة لما تراه من أثر دعوتك وعند حاجة أحد الناس لك يكون هناك اتصالا بينكما عن طريق الايميل..

ولكن عندما يقوم بهذا العمل أوالدعوة امرأة تحرص أن يكون البريد تحت اسم رجلا كمثل (moslm@ )

ومن تلك الفلاشات أو الفيديو :

مقطع العم مسعود والعم صالح عن أثر التدخين
http://www.saaid.net/video/part7.htm

عرض فرشي التراب
http://www.fanateq.com/adv/frshi-trab/web.html

موقع طريق الجنة
http://www.aljannahway.com

موقع طريق الايمان
http://www.emanway.com/con/index.php

موقع ذكرى
http://www.thekra.org/

فلاشات صيد الفوائد
http://saaid.net/flash/index.htm


4 ـ هناك بعض المواقع الإسلامية المترجمة إلى عدة لغات كمثل موقع الشيخ سلمان العودة المترجم إلى عدة لغات ( الفرنسية+ الإنجليزية...... )

وهناك مواقع أخرى ولكن يحرص أن تكون تلك المواقع إسلامية وأصحابها ثقة ومن أهل الصلاح والتقوى ومأمونون في ذلك ..

طريقة الاستفادة منها: أن يختار من تلك المواقع مجموعة من المقالات المترجمة والمواضيع أو فتاوى أو مجموعة من الأذكار وما شابه ذلك ويتم طباعتها وتوزيعها على الأجانب الغير العرب الذين غالبا ما نقابلهم أثناء سفرنا في أمكنة مختلفة .. وتوزيعها أيضا على خدم وخادمات الأسر سواء عند مشاهدتنا لهم في الحرم المكي أو المتواجدات لدى جيراننا في السكن أو عندما نقابلهن في إحدى المنتزهات أو غير ذلك ،،

5 ـ اختيار بعض المواعظ القصيرة والقصص المؤثرة من المواقع الاسلامية وهي كثيرة ولله الحمد وتطبعها وتكون رفيقتك في السفر لإلقائها على الناس في المساجد المطروقة ، فحالما أدركت الصلاة تلقي كلمة قصيرة ومؤثرة .. وكما ذكر في مطوية "معرض وسائل الدعوة" قصة لأحد الشباب : ( وأنا أعرف أحد حفاظ كتاب الله تعالى وهو من الدعاة المباركين ، كانت سبب هدايته من بعد غوايته وسقوطه في براثن المخدرات والفجور والفواحش والغناء وترك الصلوات وغيرها من الطامات كلمة قصيرة من شيخ مبارك سمعها منه في سفر ، فهل من معتبر ؟ ) ..


4 ـ سقيا الماء ( يوم الجمعة ) :


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من أطعم مؤمناً حتى يُشبعه من سغبٍ أدخله الله باباً من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مِثلَهُ ) " السغب " هو الجوع

وقال عليه الصلاة والسلام ( إن من موجبات الجنة إطعام المسلم السغبان )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليتصدّق بالكسرة تربو عند الله عز وجل حتى تكون مثل أحد )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس صدقة أعظم أجراً من ماء )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( في كل ذات كبدٍ حرّى أجر ) رواه أحمد بإسناد صحيح

1 ـ في الحرم المكي أو المدني عند اجتماع الناس لصلاة الجمعة ، فنشاهد صفوف المصلين تغطي الساحات الخارجية للحرم فيؤدون الصلاة تحت حرارة الشمس مع ضيق المكان وصعوبة تداول ماء زمزم وكثرة الناس .. ما أجمل أن نجعل ذلك فرصة لنا لاكتساب الأجر العظيم وذلك من خلال توزيع الماء البارد على المسلمين بعد انتهائهم من صلاة الجمعة مباشرة ..

الطريقة : تقوم بشراء مجموعة من الصناديق الكرتونية المحملة بقوارير الماء الصحية الباردة وتقوم بتكليف مجموعة من العمال بأجر مادي لهم أن يقوموا بتوزيع هذا الماء البارد على الناس فور الانتهاء من صلاة الجمعة وأن يتهيئون لذلك ويستعدون له وكل عامل يقف في مكان مخصص له قريب من أبواب الحرم وينادون وهم يناولون إخوانهم المياه أنه مجاني تبرعا من أحد المحسنين وذلك حتى لا يُفهم أنه يباع كما يفعل عادة في أزقة وطرق الديار المقدسة .. وكل ذلك يحصل تحت مراقبتك ومتابعتك له ..

ويمكن تطبيق ذلك أيضا في المساجد الأخرى كالمطروقة عند وقوفكم بها للصلاة وهذا يكون في أي وقت وليس تخصيصا ليوم الجمعة لكن المساجد الموجودة في المدن السياحية الكبرى يكون ذلك في أيام الجمع لكثرة الناس ولحاجتهم إلى الماء في ذلك الوقت بسبب حرارة الجو وصعوبة الذهاب إلى أماكن المياه..

2 ـ توزيع المياه المبردة والمشروبات المثلجة في أماكن الانتظار كمثل مواقف السيارات أو الموجودة في داخل المستوصفات أو المشاغل أو الحلاقة .... الخ

3 ـ في الديار المقدسة وخاصة في أيام شهر رمضان المبارك لا نغفل عن أماكن انتظار نزول المصعد الكهربائي المتواجد في داخل كل عمارة أو فندق فنجد هناك تزاحم الناس عليه كل بعد صلاة ينتظرونه بكل لهفة ليحملهم إلى مسكنهم فما أروع أن نستغل تلك الفرصة الجميلة حيث نقوم بتوزيع عليهم بعض المياه المبردة أو العصائر المثلجة لنخفف عنهم حرارة الشمس وهول الموقف ..

4 ـ يكون هناك اتفاقا سريا بينك وبين صاحب إحدى المحلات أوالتموينات التجارية بحيث تدفع له مالا كبيرا فإذا جاء أحد الزبائن لتلك التموينات واشترى ماء فصاحب المحل لا يحاسب ولا يأخذ قيمته فيخبر الزبون أو المشتري أنه تم دفع قيمة هذا الماء من قبل أحد الصالحين المتبرعين لوجه الله تعالى وهكذا إلى أن تنتهي قيمة المال المتفق عليها بينه وبين هذا المتبرع ..


5 ـ أواني المطبخ :

أثناء السفر وعند السكن في إحدى الشقق المفروشة فيمكنك شراء بعض الأواني كمثل مجموعة من الأكواب وإبريق الشاي والقهوة ... الخ

وبقاءها في الشقة تبرعا لوجه الله حتى يستفيدون منها الناس من بعدك ..

***

وفي الأخير .. إن ما ذكرنا غيض من فيض فهناك أعمال مختلفة ممكن تطبيقها بالطرق كما ذكر سابقا

ومن تلك الأعمال توزيع كتيبات الأذكار وتوزيع الأشرطة والكتب الإسلامية ونشر المجلات الإسلامية ...الخ

ويمكنك أخي القارئ / أختي القارئة الرجوع إلى كتاب ( كيف تطيل عمرك الإنتاجي ؟ ) للمؤلف محمد بن إبراهيم النعيم .. فإنه كتاب قيما وننصح بقراءته والإلمام به ..

كان الشيخ صديق حسن خان رحمه الله يحث على الانتفاع بالوقت والاستعداد للرحيل حيث يقول:( وقدّموا لأنفسكم فإن كل امرئ ما قدّم قادم، فمن مسرور بحسناته ومحزون على سيئاته نادم،ولا تغفلوا ( ذكر الموت ) فإنه ليس بغافل عنكم ولا ناس،ومهدوا لنقلكم من القصور إلى بطون الأرماس،وبادروا قبل أن يحل فيه الميعاد، وقبل أن ينادي الرحيل ..

الرحيل .. وأنتم بلا زاد . فحينئذ تشتد الحسرة على من فرط في الأعمال.

ويطلب الرجعة ولات حين رجوع ولا إمهال.

فيا لها حسرة تتقطع لها الأكباد، حسرة لا ينفع عندها المال ولا العشيرة ولا الأولاد. فالبدار .. البدار .. بالتخلص من المظالم والآثام ) .

ولا ننسى أن نذكركم إن للأعمال في الديار المقدسة - مكة المكرمة والمدينة النبوية - لها ثوابا وأجرا مضاعفا

قال الخطيب السنوسي : يجب أن نشعر الأهل والأبناء بمكانة هذا البلد إذ أن الحسنات تضاعف في مكة فكذلك السيئات تعظم في البلد الحرام، يقول عبد الله بن مسعود : لو أن رجلاً همَّ بقتل مؤمن عند البيت، وهو بعدن، أذاقه الله في الدنيا من عذاب أليم.

وقال مجاهد رحمه الله: تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات.

وقال الحسن البصري رحمه الله: صوم يوم بمكة بمائة ألف، وصدقة درهم بمكة بمائة ألف، وكل حبة بمائة ألف.

وما أجمل أن يكون لوالدينا أو لأحد موتانا أو عزيزا على قلوبنا حظاً من أعمالنا الخيرة ..
قال صلى الله عليه وسلم ( إذا تصدّقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجر ولزوجها مثل ذلك لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبه شيئا له بما كسب ولها بما أنفقت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .

قال صلى الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات "

قال عليه الصلاة والسلام " داووا مرضاكم بالصدقة "

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى حسن استغلال أوقاتنا ، وأن يكون هذا العمل شاهدا لنا يوم القيامة لا شاهداً علينا وأن يجعل هذا العمل من العلم الذي ينفع صاحبه حتى بعد موته برحمته عز وجل ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »