لان فرنسا دولة عظيمة، ولان شعبها عظيم في عراقته وحضارته، ولانها تؤمن بالقول المأثور (ومن لا يكرم نفسه لا يُكرم) نراها تفرض احترام لغتها ضد عاديات الايام والانام، وعندما تلجأ دولة مثل فرنسا الى اصدار قانون تمنع بموجبه كتابة اللافتات والاعلانات .
وكذلك اسماء المنتجات وخلافه بغير اللغة الفرنسية، فلأنها تعلم علم اليقين انه يوجد وراء الأكمة من يتربص الدوائر بثقافتها عن طريق ضرب لغتها التي تعتز بها، تلك اللغة التي صيغت بها لأول مرة، وثيقة حقوق الانسان، والتي تكفلت بتعريف المعمورة على الفكر والعلم الفرنسيين.
ورغم علمها بتصدر اللغة الانجليزية هذه الايام، بعد ان كانت الفرنسية في الخط الامامي، لغة الذوق الرفيع، والمجتمعات الارستقراطية، بل لغة البلاط الملكي البريطاني نفسه، نجدها تقف بقوة في وجه الاستلاب الثقافي، والهجوم الاصطلاحي الانجلوسكسوني على هويتها الثقافية، فما بالك بنا نحن الضعفاء؟!
هل نستطيع التساؤل عما اذا كنا سنحذو حذو فرنسا باصدار قانون يحمي لغة القرآن التي نعتز بها كل الاعتزاز، ونخلصها من شوائب العجمة التي بدأت معالم هيمنتها في كل مكان وحيث اتجه طرفك؟!
قبل عام 1994م كانت اللافتات والاعلانات في فرنسا تكتب بلغات عديدة، لكن مسيو، «جاك توبون» وزير الثقافة آنذاك، ووزير العدل حالياً، رأى ان من العار ان تسمح فرنسا للغة غير لغتها بالسيادة على أرضها، فأصدر قانونا عرف بقانون «توبون»، هذا القانون اصبح ساري المفعول وسيظل الى ان يرث الله اللغات والناطقين بها.
مثال آخر: الكيان الصهيوني، وفي غضون خمسين عاماً، استطاع احياء لغة ميتة، وهي اللغة العبرية حتى أصبحت اليوم لغة بإمكانها استيعاب سائر العلوم والمعارف، بينما نحن العرب نراهن على وأد لغتنا التي سادت العالم قروناً طويلة، ومع انها لغة معترف بها اليوم رسمياً في هيئة الامم المتحدة ومعظم المحافل الدولية، فإن بعضنا يجد عاراً ان يعلق بها لافتة، أو يتكلم بها في محفل فيه أجانب!؟
في بلادنا الحبيبة، وحيث اتجهت ترى فسيسفساء من اللغات الأجنبية،حتى المؤسسات المالية والمصرفية لا تعترف بلغة البلاد الرسمية في تعاملها مع زبائنها إلا باستحياء شديد علماً أن المصرف المركزي للدولة لغته هي العربية!!
نحن لا نريد حرمان الآخرين المتحدثين بغير لغتنا على أرضنا من التعامل بلغاتهم، ولكننا نطالب بسيادة لغتنا على أرضنا ـ لا أكثر ولا أقل ـ ونحن لسنا ضد تعلم اللغات الأجنبية، إذ ان كل إنسان لسان، وهذه حقيقة نعرفها.
إن من الخطورة بمكان أن نسكت عن هذه الظاهرة الغريبة المريبة، ودرجة الخطورة تصبح أكبر عندما نعلم أن المتحدثين باللغة العربية على ترابنا الوطني،هم الأقلية، هذا ما كشفت عنه آخر إحصائية سكانية!
من هنا، نهيب بصانع القرار أن يبادر إلى إصدار القانون الذي من شأنه إعادة الهيبة إلى لغتنا، والاعتبار إلينا قبل أن يصبح العربي غريب اللسان على أرضه، فهل من مصغ إلى هذا النداء؟! أم أننا سنبقى نردد مع شاعرنا القديم:
لقد أسمعت لو ناديت حياً .:. ولكن لا حياة لمن تُنادي
وأخيراً طوى الفضائيات حتى جاءني نبأٌ يقول: ان أعضاء في الكنيست الصهيوني يُلحّون وبشدة على إلغاء اللغة العربية من مناهجهم التعليمية، والمعروف أن العربية هي اللغة الثانية في الكيان الصهيوني بعد اللغة العبرية، نعم هم يُلحون بشدة على إزالة لغتنا مثلما يلحون بشدة على إزالتنا من الكرة الأرضية!
وإذا ما كانت وثيقة حقوق الإنسان قد صيغت باللغة الفرنسية، وهذا ما تفخر به فرنسا، فإننا نقول: ان القرآن قد أنزل بلسان عربي، وصدق الله العظيم إذ يقول: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون).
البيان
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وانا معكم 100 %
المفترض ان نعتز بلغتنا
وقد عبرت الاخت حب الرمان عما بداخلي
اشكركم جميعا
وحبذا لو تتخلى بعض العضوات عن تلك اللهجات الغير مفهومة
بحيث يستطيع القارئ استيعاب الموضوع
مع اجمل الامنيات :26: :26:
المفترض ان نعتز بلغتنا
وقد عبرت الاخت حب الرمان عما بداخلي
اشكركم جميعا
وحبذا لو تتخلى بعض العضوات عن تلك اللهجات الغير مفهومة
بحيث يستطيع القارئ استيعاب الموضوع
مع اجمل الامنيات :26: :26:
كلامك اختي صحيح و جميل
حبذا لو تم تطبيقه و انا ساحاول يكفي انها لغة القران و بها نعتز نحن و نتميز
وفقك الله اخية
حبذا لو تم تطبيقه و انا ساحاول يكفي انها لغة القران و بها نعتز نحن و نتميز
وفقك الله اخية
اللغة العربيه ,,,,,,,,هي لغتنا ومن يتخلى عنها كأنه تنازل عن هويته
مع انها تواجه تحديات كثيرة
واغلب العلوم لاتدرس بها
لكن نتمنى فعلا ان تعود لمجدها وعزها ,,,,
ويكفينا فخرأ
إن القرآن نزل بلغتنا العربية
مع انها تواجه تحديات كثيرة
واغلب العلوم لاتدرس بها
لكن نتمنى فعلا ان تعود لمجدها وعزها ,,,,
ويكفينا فخرأ
إن القرآن نزل بلغتنا العربية
aboail
•
كلامك صحيح ياختي هقول ايش الله المستعان ضعف الدول العربيه جعل الدول الاوربيه والطهيونيه تستهان بنا وبلغتنا وبكل شيء ننتمي له الله المعين وحسبي الله ونعم الوكيل
الصفحة الأخيرة
اختي الحبيبة .. شدني مضمون موضوعكِ كثيراً ..
إن أبناء اللغة نفسها يتهربون منها ويحسبونها تنتقص من ثقافتهم .. فتجدينهم يقحمون كلمات من اللغات
الأخرى إقحاماً في كلامهم !!
وهنا في المنتدى .. البعض .. هداهم الله عندما تكلمينهم بالفصحى ظنوا انكِ تستعرضين وتحاولين الصعود
بتزيين الكلام ..
مع انه من المفترض ان نستغل حواراتنا بالمنتديات بتقوية حصيلتنا اللغوية ومحاولة استردادها .. وأن نفخر
بأنها لغة أعظم معجزة أنزلها الله تعالى وهو القرآن الكريم .
شكراً لكِ أختي سيدة الوسط :26: