الذاكرات

الذاكرات @althakrat

محررة ذهبية

متى يبلغ العبد درجة المتقين ؟؟؟

ملتقى الإيمان

التقوى: اسم شامل لفعل الخيرات وترك المنكرات باطنًا وظاهرًا، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ، فأمر الله عباده أن يتقوه حق تقاته; وحق تقاته: أن يطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر; وأمرهم بلزوم الإسلام والثبات عليه، وأن يلتزموا أحكامه وحدوده، وواجباته وحقوقه حتى يلقوا الله على ذلك.
فإن الكريم قد أجرى عادته أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه، فهي وقاية من الشرور العاجلة والآجلة، فمن اتقى الله فاز ونجا، وجعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية.
فما استجلبت النعم واستدفعت النقم بمثل تقوى الله -عز وجل- قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الآية.
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} .
ولا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يكون لنفسه محاسبًا أشد محاسبة من الشريك لشريكه، فإذا حاسب العبد نفسه، وعرض أقواله وأفعاله وأعماله على كتاب الله، وما شرعه وأمر به، فما وافق الكتاب والسنة عمل به، وما خالفهما نبذه وراء ظهره، فهذا هو التقي حقيقة، فإذا حصل من أهل الإسلام الإقبال على الله والتوبة إليه، والرجوع والإنابة إليه، كما أمرهم الله بذلك، كانت العاقبة الحميدة، والحياة السعيدة، عائدة لهم.
والله تبارك وتعالى ينُْزل العباد منه حيث أنزلوه من أنفسهم، فمن عظَّم أمر الله وأطاعه واجتنب مناهيه، وخافه في سره وعلانيته-رضي الله عنه وأرضاه-، ومن خالف أمره وارتكب نهيه، وقدَّم هواه على طاعة مولاه، انتقم منه وأقصاه؛ وكما تدين تدان، جزاء وفاقًا، وما ربك بظلام للعبيد.
فالواجب على من أبصر عيب نفسه أن يتدارك هفواته، وفرطاته ومهلكاته، وأن يقبل على دين الله الذي خلقه لأجله وتعبَّده به، وجعل النجاة والسعادة معلقة بحصوله محبةً، وقبولًا، وتعلمًا، وعلمًا، وعملًا، وأن يحب في الله ويبغض في الله، ويوالي في الله، ويعادي في الله، ويقدِّم ويؤخِّر لله.
ففي الحديث، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله) ، وقال: (وهل الدين إلا الحب والبغض في الله).
ومن علامة محبة الله والصدق في معاملته والخوف منه، الغيرة لله عند انتهاك حرماته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام لله، والأخذ على أيدي أهل البطر والسفه والتهم وحملهم على طاعة الله، وكفِّهم عن معاصي الله، وردعهم عن ذلك، سواء كانوا أقربين، أو بعيدين، أقوياء كانوا أو ضعفاء.
فإن بالقيام بذلك والمسارعة إليه، وإيثار رضى الله على الدنيا، والتواصي بالحق، والتعاون عليه، كل بحسب حاله في ذلك، مما يكون سببًا لرضاه، وجلب كل خير، ودفع كل شر.
وبالاغترار بالدنيا وزينتها، والغفلة عن الله، والإعراض عن الأوامر والنواهي، يحصل الهوان، والذل والعار في الدنيا والآخرة، ويحصل الهم والغم، وتنُْزع البركات، وتحل النقمات والمثلات.


الدرر السنية في الأجوبة النجدية
جمع: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجد
24
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنفسجيه
بنفسجيه
جزاك الله خير اختى الغاليه
*"ام الزين كله"*
جزاك الله خير
(ام حسن)
(ام حسن)
جزاك الله خير
الهناااء كله
الهناااء كله
جزاك الله خيرا
الذاكرات
الذاكرات
جزاك الله خير اختى الغاليه
جزاك الله خير اختى الغاليه
وإياّكِ يجزيكِ الخير ياغالية ،،،