~ كـنــوووزة ~

~ كـنــوووزة ~ @knoooz_2

عضوة شرف في عالم حواء

متى يفيق اصحاب الورع الكاذب ويعودون الى رشدهم؟

الملتقى العام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شتان بين الورع الصادق وبين الورع الكاذب
نستحضر في هذه العجالة نماذج واقعية تبين التفاوت الحاصل
بينهما ، لعلنا نحتاط ونتورع لديننا من الوقوع في مثل هذه الزلات



هذه القصة حكاها -مثالاً عن بعض الحمقى- ابن الجوزي
في كتابه ( تلبيس إبليس ) -
وآهٍ لو عاش أمثال الجاحظ وابن المقفع وابن الجوزي في زماننا
لكتبوا العجب العجاب عن ( غرائب ) هذا الزمان- قال:
كمثل رجل زنى بامرأة فأحبلها ، فَقِيلَ لَهُ : لم تعزل ؟!
فَقَالَ : بلغني أن العزل مكروه . فَقِيلَ لَهُ : وما بلغك أن الزنا حرام ؟!!!
قال ابن الجوزي: وهؤلاء الجهلة قد أسقطوا جاههم عند
الله سبحانه، ونسوا أن المسلمين شهداء الله في الأرض " ا.هـ.

وهذا -والله- لهو الورع الكاذب، قال ابن مفلح رحمه الله:

فصل ( في وضع العالم المحبرة بين يديه وجواز استمداد الرجل من محبرة غيره ).

وضع أبو عبد الله رحمه الله بين يديه محبرة فقيل له : أستمد منها فتبسم
وقال : قد روي عن زهير بن أبي خيثمة أنه كانت معه محبرة فقالوا :
نستمد منها فقال : إنها عارية . نقله المروذي . وقال حرب
قلت لإسحاق بن راهويه يستمد الرجل من محبرة الرجل ؟

قال : لا يستمد إلا بإذنه، قال الخلال ( كراهية أن يستمد
الرجل من محبرة الرجل إلا بإذنه ) وذكر ذلك،
وقال محمد بن إبراهيم
المعروف بمربع : كنت عند أحمد بن حنبل وبين يديه محبرة
فذكر أبو عبد الله حديثا فاستأذنته بأن أكتب من محبرته ،

فقال : اكتب يا هذا فهذا ورع مظلم.

وقال محمد بن طارق البغدادي : كنت جالسا إلى جانب
أحمد بن حنبل فقلت يا أبا عبد الله أستمد من محبرتك ؟

فنظر إلي وقال : لم يبلغ ورعي ورعك هذا.
وعن وكيع وجاء إليه رجل فقال له : إني أمت إليك بحرمة

قال : وما حرمتك قال : كنت تكتب من محبرتي في مجلس
الأعمش ، فوثب فدخل منزله فأخرج صرة فيها دنانير
وقال له : اعذرني فإني لا أملك غيرها.

وقال يحيى بن زكريا بن يحيى الأحول جئت يوما وأحمد بن حنبل
يملي فجلست أكتب فاستمديت من محبرة إنسان
فنظر إلي أحمد فقال : يا يحيى استأذنته ؟

وقال إبراهيم الحربي : لزمت أحمد بن حنبل سنين فكان
إذا خرج ليحدثنا يخرج معه محبرة مجلدة بجلد أحمر وقلما .
فإذا مر به سقط أو خطأ في كتابه أسقطه بقلمه من محبرته
يتورع أن يأخذ من محبرة أحدنا شيئا .


وحكى ابن عقيل في باب الغصب من الفصول عن القاضي
أنه قال : روي عن أحمد منع الكتب من محبرة غيره بغير إذنه
. وفي رواية قال لمن استأذنه: هذا من الورع المظلم
. .

وجاء في مسند الامام احمد ، يقول الراوي:
كنت جالسا عند ابن عمر، فجاء رجل يسأل عن دم البعوض.
فقال له ابن عمر: ممن أنت؟ قال: أنا من أهل العراق.
قال: انظروا الي هذا يسألني عن دم البعوض و قد قتلوا
ابن رسول الله صلي الله عليه و اله و قد سمعت رسول الله
صلي الله عليه و اله يقول هما ريحانتي من الدنيا.




وإنك لتجد أقواماً يعظمون ويحرمون أشياء لا يحسن فيها
( الحجز والحجر ) بدعوى -مع أن ضبط هذه
الدعوى غير متأت- في حين أنهم يستبيحون ( مالِـــَـ ـغيرهم )
-اقرءوها كما شئتم- من فكرة أو مشروع أو كتاب أو غير ذلك
-فضلا عن المحبرة- دون أدنى تحرج ولا ورع صادق،
بل قد حملهم الطمع على فعل الأعاجيب
، وقد قيل: الطمع فقر حاضر،

قال الشوكاني رحمه الله: وَوضع جمَاعَة مَنَاقِب لقوم
وَآخَرُونَ مثالب لآخرين لَا حَامِل لَهُم على ذَلِك إِلَّا حب
الدُّنْيَا والطمع فِي الحطام والتقرب إِلَى أهل الرِّئَاسَة
بِمَا ينْفق لديهم وَيروح عَلَيْهِم نسْأَل الله الْهِدَايَة والحماية من الغواية.
.

سأل الحسن غلاماً فقال: ما ملاك الدنيا؟، قال: الورع،
قال: فما آفته؟، قال: الطمع، فعجب الحسن له...وحق لأبي سعيد أن يعجب.

فمتى يفيق أصحاب الورع البارد والكاذب الفاسد
ويعودون إلى رشدهم ؟!، فقد روى الشيخان عن ابن عمر
في حديث الثلاثة نفر الذين سدت الصخرة مدخل الغار عليهم،

قال ثالثهم: " اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير
رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه
الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري،

فقلت كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق،
فقال يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت لا أستهزئ بك،
فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً " متفق عليه.

فهلاَّ سألنا أنفسنا عن مكسبنا أهو من محض حقنا
أم أن لغيرنا فيه حقاً، أم هو في الأصل حق لغيرنا...؟

سبحان الله!!
11
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تلاوة القران بركه
جزاك الله خير مواضيعك دائمن مميزه
اللهم لاتجعل الدنياء اكبر همي ولا مبلغ علمي ولا الي النار مصيري
همس **
همس **
جزاك الله خير
الحقيقه الساطعه
الحقيقه الساطعه
موضوع رائع يتحدث عن عينه كثر وجودها بالوقت الحاضر ,فيه ناس تتظاهر بالأخلاق والدين وهي تلمز وتهمز بالناس مثلا وتؤذيهم.
والبعض يتظاهر بالورع والزهد والخوف من الله وهو لو توزع المنح ا من الأراضي لتي أخذها من غير حق لكفت جميع محتاجين السعوديه وحلت أزمه الأسكان .
القصص كثيره ولاتحصر لكن والله يمثلون على أنفسهم فقط.
~ كـنــوووزة ~
~ كـنــوووزة ~
شكر الله مروركن ياغاليات

ندعوا الله اي يلبسنا ثوبا نقيا ظاهرا وباطنا

لا رياء فيه ولا سمعة

فهو اعلم بسراير النفوس

يآدنيآ غُـري غَيري
......