اخت المحبه @akht_almhbh
عضوة مثابرة
!~¤§¦ متى يكون النسيان معصية؟ ¦§¤~!
السلام عليكم ورحمة الله..
جرى البحث اليوم في قوله تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه)، وعما أوجب أكل آدم عليه السلام من الشجرة، وبُسط الكلام في أقوال أهل العلم في ذلك: هل أكل منها متأولا أم ناسيا أم عاصيا..
واستشكل بعض الطلاب الجمع بين قوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما)، وقوله جل شأنه بعد ذلك بآيات: (وعصى آدم ربه فغوى)، فإن كان آدم عليه السلام ناسيا فما وجه تسميته عاصيا؟
والجواب أن الإشكال يرتفع إن شاء الله ببيان أن النسيان ضربان:
ضرب لا يؤاخذ به ابن آدم لأنه من ضعف القوة الذهنية، وهو الذي دل عليه قوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، ودل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان. وهو الذي نسبه فتى موسى عليه السلام إلى الشيطان في قوله: (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره)..
وضرب يؤاخذ به ابن آدم لأنه المتسبب فيه، بتفريطه في التذكر والتعاهد، ولذلك قرن الله تعالى به نفي العزيمة على الأخذ بقوة والتعاهد فقال: (فنسي ولم نجد له عزما)، وهو النسيان الذي يكون نتيجة عن الإعراض وعدم الاهتمام، وقد جعله الله تعالى سبب العقوبة والمهانة يوم القيامة، قال سبحانه: (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى . وكذلك نجزي من أعرض ولم يؤمن بآيات ربه) فسماه نسيانا أولا وإعراضا ثانيا، وقد جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذم ناسي القرآن-وإن كان في إسنادها ضعف-بهذا المعنى، وهو النسيان لعدم التعاهد.
وعليه فإنما سمي نسيان آدم عليه السلام معصية لأنه لما لم يقترن به العزم على التعاهد حفت به الغفلة، فكان التقصير منه من هذه الجهة، والصغير من الكبير كبير، والأنبياء عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام مطلوب منهم مزيد التفكر والتذكر والتدبر فوق سائر الخلق لأن معرفتهم بالله تعالى فوق معرفة سائر العباد، وحسنات الأبرار سيئات المقربين..
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..
محبكم يدعو لكم: أمين يوسف الأحمدي..
9
865
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزيتِ خيراً .. ي اخت المحبه