عبير الزهور
عبير الزهور
وهنا قد يثار سؤالان:
الأول: ما الحكمة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام بالذات دون غيره من الأنبياء؟
والجواب: ما قاله ابن حجر في فتح الباري: (قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنه قتلوه فيّن الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم) ( ).
قلت: وفي نزوله أيضاً رد على النصارى الذين يزعمون الهيته فيكذبهم الله بنزول عيسى وإعلانه بشريته، بل وإسلامه بكسر الصليب وقتل الخنزير وفرض الجزية.
السؤال الثاني: لماذا لم يُصلّ عيسى إماماً؟
والجواب: ما قاله ابن الجوزي قال: (لو تقدم عيسى إماماً لوقع في النفس إشكال وقيل أتراه تقدم نائباً أو مبتدئاً شرعاً، فصلى مأموماً لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله صلى الله عليه وسلم "لا نبي بعدي"( ). وهو كلام في غاية الحسن والاتقان.
- ثم بعد انصرافه من الصلاة مباشرة يتولى بنفسه قتل الدجال اللعين ثم القضاء على بقية اليهود.
- ثم يدعو الناس إلى الإسلام، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام أو السيف.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها"( ).
- ثم تضع الحرب أوزارها ويعيش الناس في نعمة لم ينعموا مثلها فترفع الشحناء والبغضاء وينزع السم من ذوات السموم حتى يدخل الوليد يده في فِيّ الحية فلا تضره، ويلعب الصبيان مع الأسود والسباع فلا تضرهم ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتخرج الأرض بركتها وتنزل السماء خيرها. ويتزوج عيسى بن مريم عليه السلام.
- ثم يحج عيسى الكعبة المشرفة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليهلّن ابن مريم بفج الروحاء حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما"( ).
- ثم يمكث عيسى في الأرض (سبع سنين) وفي رواية صحيحة (أربعين سنة). فالله أعلم بما سيكون. ثم يتوفى بعد أن يهلك الله في زمنه يأجوج ومأجوج.


:العلامة الثالثة: يأجوج ومأجوج