"سبق" تنشر قصصاً لـ"مثلث رعب" يهدد استقرار وخصوصيات الأسرة السعودية
"فوزية وأم محمد" ضحيتا حارس عقار.. وسائق وخادمة يدمران حياة "أم فارس"
ريم سليمان – سبق - جدة : مشكلة اجتماعية خطيرة بدأت تطفو على السطح حتى باتت واقعاً داخل حياة كل منا، مفجرة عواقب وخيمة تهدد أمن واستقرار وخصوصيات الأسرة السعودية، تتمثل هذه المشكلة في تدخل ما يمكن أن نطلق عليه (مثلث الرعب): حارس وسائق وخادمة، في حياة الأسر، بإرادتها ورغماً عنها.
وللأسف هناك حراس وسائقون وخادمات يعرفون أكثر مما يعرفه الزوج عن زوجته، ما يجعلنا في "سبق" نطرح سؤالاً شائكاً حول خطورة هذا المثلث، ومن سمح لهؤلاء باختراق خصوصية الأسرة؟ ومن أعطاهم هذا الحق؟ وما الآثار السلبية الناجمة عن تدخل هؤلاء الغرباء في حياتنا إلى هذه الدرجة؟
قصص مأساوية
تسكن "أم محمد" التي تبلغ من العمر 30 عاماً مع زوجها في عمارة مكونه من ثلاثة طوابق، وكان لتدخل حارس العقار في شؤونها الأسرية أثر سلبي على حياتها، وتعود أحداث قضيتها إلى خمسة أعوام مضت حيث تقول أم محمد لـ "سبق": طبيعة عمل زوجي جعلته يتغيب عن المنزل لفترات طويلة، وفي بداية زواجنا كنت أشعر بالملل من جلوسي بمفردي لوقت طويل، وبالفعل تعرفت على جيراني وكنا نجتمع يومياً إلى أوقات متأخرة حسب عمل زوج كل منهن، وكان الحارس يقضي لنا كل متطلبات السهرة.
رفض زوجي ارتباطي الزائد بصديقاتي ومنعني من استقبالهن داخل منزلي أو ذهابي إليهن، حاولت أن أسمع كلامه، ولكن عاد الملل يدخل حياتي بشكل كبير، فقررت أن أستقبلهن بدون علمه وينصرفن قبل عودته، إلى أن اكتشف زوجي كذبي عليه وزادت المشاكل وعلمت فيما بعد أن الحارس هو الذي ينقل له كل أخباري ويضيف عليها أشياء غير حقيقية، ما دفع زوجي إلى طلاقي.
وأنهت حديثها بقولها: "أعترف أني أخطأت بيد أن الحارس هو الذي تسبب في هدم أسرتي".
قصة أخرى ترويها "فوزية" وهي أم لخمسة أطفال، قالت: الحارس هو سبب تركي العقار وذهابي إلى عقار آخر، فقد نفدت أسطوانة الغاز وكان زوجي في عمله، وحين فتحت له الباب استرق النظر ولمحني ومن ثم نقل أوصافي للآخرين ولأصدقائه حتى وصل الخبر لزوجي، واعتبرها فضيحة كبرى وانفصلنا فترة، وبعدها قرر زوجي تغيير العقار إلى آخر لا يعرفنا فيه أحد.
أما "أم فارس" فقصتها أكثر مأساوية، فقد تسبب السائق والخادمة في تدمير حياتها، وتقول: بدأ السائق يعمل كجاسوس لزوجي أثناء غيابه عن المنزل، وجاء إلي وعرفني ما طلبه زوجي، فطلبت منه أن ينقل لي أخبار زوجي وأصبحت أعطيه مبلغاً كبيراً من المال حتى يطلعني على أسرار زوجي، وهل هناك علاقات يقوم بها خارج المنزل؟ واستمر الحال كذلك وتضخمت المشاكل بيني وبين زوجي وصارت حياتنا باردة، وفي لحظة ضعف حاول السائق التحرش بي، ونقلت الخادمة الواقعة إلى زوجي غير كاملة بل أكدت له أن ما تم من السائق كان بإرادتي، حتى انتهى الأمر بطلاقي وإبعادي عن أطفالي.
العيب فينا
ترى استشارية علم النفس الدكتورة زينب العايش أن المشكلة ليست في الحارس والسائق والخادمة، فالعيب في الأسرة التي سمحت لهؤلاء بالتدخل في حياتهم، مؤكدة أن دور هذه الفئة لا يخرج عن إطار الخدمة الموكلة إليهم ولا نستطيع أن نوجه لهم اللوم والعتاب على أي شيء يقترفونه بإرادتنا.
وأكدت أن هناك عجزاً وخللاً داخل العديد من الأسر، فأي علاقة وأي ثقة تجعل من ربة منزل أن تفشي أسرارها إلى عامليها، مشيرة إلى وجود اضطرابات سلوكية لمن يقوم بهذا الفعل من رجل أو امرأة، وتتساءل: من أعطى تلك الفئة الحق في التدخل في الشؤون الخاصة بل ربما أبعد من ذلك؟ وأين الضبط والربط من الزوجة التي تعد بمثابة الترمومتر داخل المنزل؟
ووصفت العايش الزوج الذي يتجسس على زوجته أو الزوجة التي تحكي مع سائقها أو خادمتها، بأنهم أشخاص معدومو الثقة وليس لهم دور حيوي داخل الأسرة، مؤكدة أن الأطفال الذين ينشأون في هذا الجو المريض سيعانون من مرض الشك وعدم الصدق وعدم الوفاء.
وحذرت من التمادي في هذا السلوك الذي ينتهي دائماً بفتور وبرود العلاقة بين الزوجين، ومن ثم تصبح الحياة باهته ومصطنعة و بلا طعم، وسيبحث كل من طرفي العلاقة على الأمان في مكان آخر.
وحثت الزوجة على التريث قبل التفكير في إقحام أحد من العمالة في شئونها، وقالت: الفئات التي تقبل هذا وتتجسس وتنقل أخباراً وربما أكثر من ذلك لا تريد سوى المال، وإذا وجدته في مكان آخر فستنقل أخبارك له فهي لا تبحث إلا عمن "يدفع أكثر".
ونصحت الزوجين أن يعيدا ترتيب أوراق المنزل وصياغته على أن يعرف كل شخص دوره وحجمه، مشيرة إلى مقولة شهيرة للمفكر أنتوني روبنز: "إذا أردت التغيير فابدأ بنفسك".
انخفاض المناعة الأخلاقية
بيد أن رجل الأعمال والكاتب نجيب الزامل اختلف مع ما قالته العايش، مؤكداً أنه يصعب السيطرة على هذه الفئة التي اقتحمت حياة الأسر السعودية حتى صار من الصعب التخلص منها، وقال: سيستمر الوضع هكذا إلى أن نجد حلولاً بديلة لمثلث الرعب الموجود داخل كل أسرة.
وأعرب عن اعتقاده أن المجتمع السعودي لم يعد مثل ما كان من قبل عام 1970م، حيث لم تكن هناك أي عمالة في السعودية، مستغرباً عدم وجود أي دراسة دقيقة للتغيرات التي طرأت على سلوك وعادات الأسرة جراء ظاهرة العمالة، وأشار إلى أن المجتمع السعودي من أكثر المجتمعات التي حدثت فيها تغيرات بسبب العمالة الوافدة.
ورأى الزامل أن العلاقة الأسرية وعلاقة الأولاد بالأب وعلاقة الأم بأطفالها تتأثر بالعاملات، كما أن علاقة الزوج وزوجته تغيرت لوجود العاملات والأمثلة أمامنا واضحة، مشيراً إلى أن هناك ظروفاً عديدة اضطرت الفرد أن يتقبل الكائن الغريب ويضحي بالعديد من الأخلاقيات والمبادئ، ما ساهم في انخفاض المناعة الأخلاقية والتربوية في المنزل.
وأكد أنه من الصعب التحكم والسيطرة على العمالة وعلى ما يطرأ من مشكلات ناتجة عن تواجدهم وعلى المجتمع أن يجد الحلول البديلة لفكرة العمالة المنزلية.
وقال: ربما نجد حلولاً بتواجدهم، فالدول المتقدمة لا يوجد في كل بيت سائق وخادمة، وإذا استدعى الأمر تأتي العمالة بالساعات وفي أوقات محددة وليس الإقامة التامة.
وأنهى حديثة بقوله: لا يوجد حل لمشكلة تدخل العمالة فالمشكلة قائمة طالما أن الثلاثي موجود، مطالباً بوجود جهة معينة تقوم برصد اجتماعي لدراسة الظاهرة من الناحية الاجتماعية، وما الذي حدث وتغير في المجتمع ومن ثم نوجد الحلول.
تجسس وابتزاز
من جهته قال الباحث في الشئون الإسلامية خالد الرميح: إن الأصل في الحياة الزوجية "عدم التجسس"، فالحياة الزوجية تُبنى على الحب والمودة، مشيراً إلى أن هناك فئات معينة تصلح للاستشارة من قبل طرفي العلاقة.
وحذر الرميح من وجود خطر كبير على الأسرة المسلمة من خلال عمليات التجسس وإفشاء الأسرار، منوهاً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اختلف مع زوجته السيدة عائشة تدخل والد الزوجة فقط.
ونصح الزوجين بعدم إقحام أحد في العلاقة الزوجية وفي أسرار المنزل حتى لا يكون محل ابتزاز فيما بعد.
كفايه جراح @kfayh_grah
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وفعل العيب فينا اذا سمحنا للخادمه والسائق بتدخل بشؤننا