القــــرآن في قلبي

القــــرآن في قلبي @alkran_fy_klby

عضوة شرف في عالم حواء

مثل لنفسك ايها المغرور

ملتقى الإيمان


والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد


فإن الثقة بالنفس هو الاطمئنان إليها وتقدير إمكانياتها وقدراتها وإعطاؤها ما تستحق من قيمة فمفتاح السعادة التيقظ والفطنة.


ولكن حينما تتعدى الثقة حدودها من هذه الناحية فإنها تصل إلى منبع الشقاوة الغرور والغفلة



فما هو الغرور؟

لغة: يطلق الغرور على عدة معان، أهمها: الخداع: سواء أكان للنفس أم للغير، أو معاً.
واصطلاحا: هو إعجاب العامل بنفسه إعجاباً يصل إلى حد احتقار، أو استصغار كل ما يصدر عن الآخرين بجنب ما يصدر عنه.



أسباب الغرور:

- إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة فقد يبتلى المرء بالإعجاب بالنفس، حتى يتمكن الداء منه، ويتحول إلى احتقار، كل ما يقع من الآخرين وينسى قول الله تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.

- الإهمال أو عدم المتابعة فقد يصاب المرء بآفة الإعجاب بالنفس، ويكون من ضعف الإرادة، وخور العزيمة، وفتور الهمة بحيث لا يستطيع التطهّر بذاته من هذه الآفة، وإنما لابد من متابعة الآخرين له، ووقوفهم بجواره، وأما إن لم يلتفت أصحابه وتقاعسوا عن أداء دورهم وواجبهم، فحينئذ تتمكن هذه الآفة من النفس ولعل ذلك هو السر في تأكيد الإسلام على النصيحة، حتى جعل الدين كله منحصراً فيها إذ يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ"ويقول الله تعالىوَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى.



- الغلو أو التشدد في الدّين: فبعض الدعاة يقبل على منهج الله في غلو وتشدد، ثم ينظر حوله، فيرى غيره يسلك المنهج الوسط، فيظن - لغفلته أو عدم إدراكه طبيعة هذا الدين - أن ذلك منهم تفريط أو تضييع، ويتمادى به هذا الظن إلى حد الاحتقار والاستصغار لكل ما يصدر عنهم، وبالإضافة إلى ما يقع منه، وذلك هو الغرور. ولذلك وحذر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الغلوّ أو التشدد في الدّين:إذ قال للرهط الذين عزموا على التبتل واعتزال الحياة: "أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي" رواه البخاري ومسلم.ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلاثًا" رواه مسلم
- الركون إلى الدنيا: وقد يعلم بعض الدعاة بأنه مبتلى بآفة الإعجاب بالنفس، بيد أنه لركونه إلى الدنيا، وانغماسه فيها، ربما يعتريه الكسل، فلا يستطيع أن يجمع همته لمداواة نفسه، بل قد يأخذ في التسويف، وتأخير التوبة، وبمرور الزمن يتحول الإعجاب بالنفس إلى داء أكبر وأبعد، ألا وهو الغرور. وقد لفت القرآن الكريم النظر إلى هذا السبب أو إلى هذا الباعث، من خلال ذم الدنيا، والتحذير منها، إذا اتخذها الناس هدفاً أو غاية: قال تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَرواه البخاري.



- رؤية بعض ذوي والقدوة على حال دون الحال التي ينبغي أن يكونوا عليها من أخذ أنفسهم بالعزيمة في غالب الأحيان، إلى حال أقل منها من أخذ أنفسهم بالرخص في بعض الأوقات. وربما رأى ذلك من يحاول الاقتداء والتأسي بهم، ولقلة رصيده من الفقه، أو لعدم اكتمال تربيته يتوهم أنهم بذلك دونه في العمل بمراحل، ويظل هذا الوهم يلاحقه ويلح عليه، حتى يتحول إلى الإعجاب بالنفس، ثم الغرور. ولعل ذلك هو بعض السر في دعوة الإسلام إلى البعد عن مواطن التهم، من خلال بيان وجه حق في سائر التصرفات المباحة، التي ربما تؤدي إلى سوء الظن: فعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ" فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا" رواه البخاري. قال ابن دقيق العيد: وهذا - أي التحرز من كل ما يوقع في التهم - متأكد في حق العلماء، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب سوء الظن بهم، لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم.


- بعض الدعاة قد يحمله الحرصعلى تحقيق معنى الإخلاص إلى أن يبالغ في إخفاء ما يصدر عنه من عمل، فلا يظهر منه إلا القليل، وربما رأى بعض من لم تنضج تربيتهم بعد، هذا الذي يظهر فقط، فيتوهم أن عمل هؤلاء قليل في جنب عمله، ويظل هذا الوهم يساوره، ويلحّ عليه، حتى يقع في أحبولة الإعجاب بالنفس، ثم الغرور، ولعل دعوة الإسلام إلى إبراز الأعمال الطيبة، والتعرض بها للناس - فوق كونها تحريضاً لهم على الاقتداء والتأسي - فيها إشارة إلى هذا السبب، مع بيان طريق الخلاص منه: إذ يقول الله تعالى:إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير. وإذ يَقُوُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ"رواه مسلم




مثل لنفسك ايها المغرور
***
يوم القيامة والسماء تمور
***
اذ كورت شمس النهار وادنيت
***
حتى على رؤوس العباد تسير
***
واذا الوحوش لدى القيامة احضرت
***
فتقول للاملاك اين نسير
***
فيقال سيروا تشهدون فضائحا
***
وعجائبا قد احضرت وامور



***
واذا الجحيم تسعرت نيرانها

***
ولها على اهل الذنوب زفير
***
واذا الجنان تزخرفت وتزينت
***
لفتى على طول البلاء صبور
***
واذا الجنين بامه متعلق
***
يخشى القصاص وقلبه مذعور
***
هذا بلا ذنب يخاف لهوله
***
كيف المصر على الذنوب دهور

فلما سمع نور الدين هذه الابيات بكى بكاء شديدا، وأمر بوضع المكوس والضرائب في سائر البلاد.
انتهى بنصه من البداية والنهاية لابن كثير.



WIDTH=400 HEIGHT=350
15
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ـ أم ريـــــم ـ
بارك الله فيك حبيبتي الغاليه ..

موعظــة مؤثرة اسال الله أن ينفع بها ويجعلها في ميزان حسناتكـ

جزيتي الجنــة ونعيمها أخيـــــــــــــه ووالديكــ ..

طــــــــــرح قيـــــــــــم يستحق التقيييـــــــــــــم ..
القــــرآن في قلبي
رزقكٍ الله اختي وحبيبة قلبي ام ريم جنات النعيم وغفر لي ولكٍ ولوالديـــــــنا اشكركٍ كل الشكر غاليتــي على المرور الطيب طيب الله حياتكٍ بالمسرات والافراح
بياض الثلج وحمرة ا
جـــــــزاك الله خيــــــــــــر
ام احلى الحلووين
جـــــــزاك الله خيــــــــــــر
القــــرآن في قلبي
ويا كم حبيبات قلبي اشكر لكم المرور الرائع