booob

booob @booob

عضوة جديدة

مجازر الإيغور ....... مسلمين الصين

ملتقى الإيمان

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،



أما بعد،



فقد أغلقت السلطات الصينية عدداً من المساجد الكبيرة في مدينة «أورومتشي» عاصمة منطقة «شينج يانج» التي تتمتع بالحكم الذاتي، ويقطنها طائفة «الإيجور» المسلمة، وأصدرت الحكومة أوامرها بحظر التجول، وهددت بالإعدام من يمارس أعمال الشغب.



قالت الحكومة: إنه لن يكون هناك صلاة؛ لأنها تخشى أن يستخدم السكان الديانة لدعم ثلاث قوى، في إشارة إلى التطرف والنزعة الانفصالية والإرهاب، التي تشكل -بحسب «بكين»- خطراً على وحدة البلاد.



ودعا الرئيس الصيني إلى الاستقرار، وقال: إن مثيري أعمال الشغب التي جرت مؤخراً يرتبطون بالنزعات الانفصالية والإرهاب الدولي.



وقد حث وزير الصناعة التركي الأتراك على مقاطعة البضائع الصينية؛ احتجاجاً على العنف العرقي في إقليم «شينج يانج».



وأسفرت الاحتجاجات والمواجهات بين أغلبية «الهان» وأقلية «الإيجور» في الإقليم الصيني عن مقتل 156 شخصاً، وإصابة 1080 شخصاً، واعتقال 1434، منذ الأحد الماضي عقب الاضطرابات.



وقد تعرض الإيجور للاضطهاد لفترة طويلة، وهم مهملون، ورفضت السلطات الصينية الحديث بشأن هذا الاضطهاد، واعتبرته مسألة داخلية تخص الصين وحدها!!



وللتعليق على الخبر نذكر عدة نقاط هامة:



أولاً:الشيوعية دين وعقيدة متغلغلة في كثير من البلدان مثل روسيا والصين وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا، وقد ذاق المسلمون الأمرَّيْنِ على أيدي الشيوعيين.



ففي روسيا أبادوا جيلاً مسلماً في صحراء سيبيريا، وكانوا يعلقون على المشانق من يصلي ويقرأ في المصحف وينطق بالعربية، وتم تحويل المساجد إلى متاحف.



وفي بلغاريا تم تحويل وتغيير الأسماء الإسلامية؛ للقضاء على كل معالم الهوية الإسلامية.



ولم تقل الصين في تعاملها مع المسلمين عن روسيا في ممارسة كل صور الاضطهاد، وذلك منذ أيام ماوتس تونج، وشواين لاي. وتعد الصين من أسوأ بلدان العالم في انتهاك ما يُسمى بحقوق الإنسان.



ثانياً: يقولون عن الجهاد الأفغاني إنه كان أول مسمار في نعش الاتحاد السوفيتي والشيوعية العالمية، وكان الاتحاد السوفيتي بمثابة القوة الثانية على مستوى العالم، وقد آل أمره إلى الانقسام والخراب والتسول.



وما من بلد دخلته لوثة الشيوعية والاشتراكية إلا ولحقه قدر من هذا الخراب، سواء في بلاد العرب أو العجم، وتم محاربة الإسلام فيه، ووُصِفَ المسلمون بالرجعية والتخلف والانتهازية وقوى الظلام، وكل نعوت التنفير على أيدي هؤلاء الشيوعيين، ومارسوا مع المسلمين أبشع صور التنكيل التي لا تكاد تخطر على بالٍ.



ثالثاً:حدث قدر من الانفتاح في الصين وروسيا وغيرها من البلدان الشيوعية مؤخراً، ومقارنة بالماضي، بحيث سُمح ب***** بعض المساجد والصلاة فيها، وتعلم اللغة العربية، وقراءة القرآن، وهذا حسن بلا شك؛ فبعض الشر أهون من بعض.



ولكن ما زالت صور الصراع العقائدي بين الإيمان والكفر موجودة كصراع روسيا مع مسلمي الشيشان، واضطهاد المسلمين في «شينج يانج» بالصين، والبوسنة والهرسك في يوغسلافيا قبل ذلك.



رابعاً:ما أكثر العبارات المبتذلة، والمصطلحات المستخدمة والتي ينطبق عليها أنه: «ما احتج صاحب بدعة بدليل إلا كان في الدليل ما يرد عليه، ويدحض حجته».



كيف يصير المسلم إرهابياً إذا دافع عن نفسه؟! وكأن المطلوب منه أن يمتنع من الهمس أو الصراخ حتى يتم الإجهاز عليه!! أي الفريقين أحق بالأمن، المسلم أم الكافر؟



ولماذا لم تمتنع الحكومة الصينية من اضطهاد المسلمين وتمكين الكفار من رقابهم؟ يمارسون الإرهاب الأسود -إرهاب الدولة- ثم يظهرون التخوف من الإرهاب الدولي، وهو المصطلح الذي استخدم إلى حد الابتذال، وشأنهم في ذلك شأن السارق الذي يجري، ويجري المسروق خلفه وكلاهما يقول: «حرامي»!!، وكاد المريب أن يقول خذوني.



يدمرون البلاد والعباد بالكفر والضلال، ويقمعون المسلمين، وينتهكون أعراضهم، ويقتلون الشيوخ الركع والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، كل هذا الإجرام يفعلونه تحت لافتة الحرب على الإرهاب، كما صنعت أمريكا في العراق وأفغانستان، وكما يصنع اليهود في فلسطين، وأيضاً كما تصنع الحكومة الصينية مع المسلمين.



هل تنازلوا هم عن كفرهم وشيوعيتهم حتى يتنازل المسلم عن حقه ودينه؟ يخشون استخدام سكان «شينج يانج» للديانة المسلمة، فهل تركت الحكومة ديانتها الشيوعية؟!



ويتخوفون من التطرف، فمن الذي جعل الميزان بأيدي الشيوعيين الكافرين؟ وهل الخصم يصبح هو الحَكم والقاضي والجلاد؟



العدل أساس الملك، وبه قامت السموات والأرض، والحق وسط بين طريفين إفراط وتفريط، ولا سبيل لتحقيق العدل والحق إلا بإسلام الوجه لله -تعالى- والعمل بشريعته -سبحانه وتعالى-.



فالشيوعية قمة التطرف، وأيضاً فالاشتراكية والديمقراطية والقومية تطرف، وكذلك التبرج والاختلاط والعري والخلاعة تطرف.



خامساً: أين الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وأمريكا وسائر الدول التي تتكلم بالحريات وحقوق الإنسان؟ أين هم من مآسي المسلمين في الشيشان وشينج يانج وأفغانستان والعراق؟



إنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل اليهود والنصارى، فإذا تعلق الأمر بالمسلمين فهي سياسة الكيل بمكيالين، قال -تعالى-: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (آل عمران:118)، (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة:217).



ولا يجوز الركون لأمثال هؤلاء الأعداء ولا تعليق الآمال عليهم في تخليص مسلمي الصين، قال -تعالى-: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (هود:113)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) (آل عمران:118).



لا يجوز لكافر أن يتولى إمرة المسلم؛ فالإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء:141)، لا يفل الحديد إلا الحديد.



والاستقرار لا يأتي على حساب اضطهاد المسلمين وقهرهم والتحكم فيهم بشيوعية قذرة.



والواجب أن يعمل المسلمون لرفع هذا الظلم عن إخوانهم في الصين وفي شتى بقاع الأرض؛ فالمؤمن مرآة أخيه، ويحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، والمؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم.



لقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- حلفاً في دار عبد الله بن جدعان في الجاهلية، وكان هذا الحلف لنصرة المظلوم قرَشِيًّا كان أو غير قرشِيّ، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو دعيت به في الإسلام لأجبت)، فكيف يكون الحال مع المظلوم إذا كان مسلماً صينياً أو غير صيني؟



أبي الإسلام لا أب لي سواه .... إذا افتخروا بقيس أو تميم



إذا امتنعت الأمم المتحدة من التدخل لإعطاء السيادة للمسلمين في «شينج يانج» كما فعلت مع نصارى إندونيسيا، رددنا قوله -تعالى-: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) (الأنعام:89).



نحتاج لجهاد كبير لرد الحق لنصابه، وتوحيد كلمة المسلمين والأخذ بأسباب القوة، لابد من عودة صادقة إلى الله حتى نتمكن من رفع الظلم عن المظلومين، وإلا فقد هان أمرنا على أنفسنا وعلى عدو الله وعدونا، حتى استبيحت حرماتنا (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) (الحج:18).



ما يجري للمسلمين في الصين ليس شأناً داخلياً، بل هو شأن المائة والخمسين مليون صيني كما هو شأن المسلمين في مصر وسوريا والعراق، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منه، وخذلان قضايا المسلمين مظنة الخذلان في مواطن نحتاج فيه لنصرتنا؛ إذ الجزاء من جنس العمل.



اللهم اجبر كسرنا، وارحم ضعفنا، وأقل عثرتنا. اللهم ارحم موتانا، وداوِ جرحانا، وأهلك أعداءنا يا قوي يا عزيز.



اللهم دبِّر لنا فإنا لا نحسن التدبير، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.



وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

الشيخ سعيد عبد العظيم حفظه الله
1
902

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شامخة الذات
شامخة الذات
جزاك الله خيرا