مجـــــــــــرد شجرة..عجفاء...أأأأنـــــــــــ ــــــــــــااا..!؟!؟!

الأسرة والمجتمع


:44::44::44:



ولكن لن اكون سوداوية اكثر ,, سأقول ممكن تحصل



> > الله يرحم ســـعد ويغفر له ويرزقه


> > دار احسن من داره وأهل خير من اهله


> > ويعوضه صبره كل خير



>


> > أيُ عائلةٍ ثريةً كانت


> > أم


> > فقيرة، هناك فقط وسيلةٌ


> > واحدةٌ تثبت ثراءَها الحقيقي،


> > الثراءُ الذي يهمّ فعلا،


> > وهو


> > الثراءُ الذي يهبه


> > الحبّ.


> > هذه رسالة وصلتني من


> > زوجةٍ سعوديةٍ،


> > وقصتها كما تقول شهرزاد في ألف


> > ليلة وليلة: «قصة تُكتـَبُ بالإبر


> > على مآقي البصر لتكون


> > عبرةً لمن اعتبر». قصةٌ جعلتني


> > أرتفع عن واقعي، وأسبح في


> > عوالم متباينةٍ من


> > العواطف، أغالب الدمعَ مرات،


> > وأتوهج بالابتسامة حينا.. كتبَتها


> > لي


> > بإنجليزيةٍ صافيةٍ، لأنها


> > لا تعرف أن تكتب وتعبر كما تريد


> > بالعربية، وأترجمها


> > هنا


> > وأنا أعرف أني لن أكون


> > أميناً في نقل العاطفة المتدفقة،


> > وشعور المحبة الخفية الغامرة،


> > ومقدار الوفاء الذي يقطرُ عذوبةً،


> > رغم التشنّج، من الكلمات. قصةٌ


> > تعطي


> > أجمل وأسمى معاني الحب


> > المتفاني من زوجٍ لزوجته، قصة


> > تلمع مثل كوكبٍ دري بين


> > أجسام معتمة من قصص


> > المآسي الأسرية التي نتداولها كل


> > يوم، قصةٌ تقول إن كلّ واحدٍ منا


> > من


> > الممكن أن يهبَ الحبّ،


> > وإنه بهذه الهبة يكون من أكثر


> > الناس سعادة على الأرض..


> > لأن


> > مكافأتها اتصالٌ روحي مع


> > الرضا الكلي لقرارة النفس، وسلامة


> > الوجدان، وصحة


> > الكيان، وسموّ


> > العطاء.


> > «أنا امرأةٌ


> > مريضةٌ نفسيا، أو لك أن تقول


> > مصابة بذهانٍ عقلي، وللأسف فإن


> > هذه الظاهرة تتوارث في الأسرة،


> > فقد كانت أمي مصابة بذهان


> > عقلي عنيف جعل حياتها قطعة من جهنم


> > على الأرض، حيث لم تعش إلا على


> > مذاق


> > الضرب والإذلال من أهلها


> > ثم من زوجها الذي هو أبي، ثم من


> > زوجاتِ أبي اللاتي كنّ يكوينها


> > بالنار، ويتمتعن في تعذيبها.. لم


> > تعرف أمّنا أن تربينا، كانت كل


> > حياتها لا تتقلبُ إلا


> > على جمر الكراهية والاحتقار. وكان


> > قلبُ أمي مجدبا خاليا من


> > أحاسيس الأمومة،


> > خاليا تماما من الحب، كما تخلو


> > الصحراءُ من قطرةِ ماء. لذا عاشتْ


> > أمي


> > وماتت فقيرة في الحب، لم


> > تنله، ولم تعطه.


> > والمرض انتقل لي من


> > الطفولة، وصرتُ أتلقى


> > المصير ذاته من كل يدٍ تطولني، كنت


> > أُضْرَبُ من أبي، ومن إخواني،


> > ومن


> > أخواتي، ومن زوجات أبي،


> > ومن مدرساتي.. وحتى أن أولَ طبيبٍ


> > عرضتني عليه خالتي


> > صفعني على وجهي من


> > أول مقابلةٍ، وما زال بي ضعفُ سمعٍ


> > من تلك الصفعة التي أشعر إلى


> > اليوم بثقل اليد


> > الآثمة التي هوَت علي. ثم رأى أبي


> > وبتحريضٍ من الجميع أن أنقطع


> > عن


> > الدراسة وأنا في الثانية


> > عشرة من عمري، وعشتُ حالة أمي:


> > فقيرة للحب، لا أعطيه


> > ولا


> > أناله. لقد طعنتُ أخي


> > الصغير غير الشقيق بالسكين،


> > وأحرقتُ يوما مطبخ


> > العائلة، ومزقتُ يدَ


> > بنت الجيران بأسناني، لا لسببٍ


> > إلا لهذا الكره الذي يثور في قلبي


> > مثل


> > عفريتٍ من نار.


> > لذا حين بلغت الخامسة عشرة


> > من


> > عمري، كان تفكيرُ أبي


> > الوحيد أن يتخلص مني، حبسني في


> > غرفةٍ، ولكني نكّدتُ


> > هناءتهم بصراخي


> > الليلي حتى إن الجيران شكوا كثيرا.


> > حاول أن يدخلني مدرسة داخلية


> > بالخارج ولكني هربتُ


> > منها.. ثم علِم أبي أني يوما أختبئ


> > في غرفة حارس المنزل،


> > فأعادني للبلاد..إلى


> > الغرفةِ المشئومة.


> > وكان هناك سعد (الاسم


> > مستعار) وهو أحد موظفي


> > والدي بالشركة ويكبرني بعشرة


> > أعوام، فقد كان وقتها بالخامسة


> > والعشرين من عمره وأنا في


> > الخامسة عشرة. وصار ديدنُ أبي


> > الوحيد هو إقناع الشاب سعد


> > بالزواج بي.. على أن «سعد»


> > وأهلـَهُ قاوموا الفكرة بشدة، حتى


> > طرأتْ على أبي فكرةٌ لا تُرَد


> > ولا


> > تُصَد.. أغرى سعد بالدراسةِ


> > في الولايات المتحدة على حساب


> > الشركة تحت شرطٍ واحد:


> > أن


> > يتزوجني وألاَ يراني ولا


> > هو أبداً بعد ذلك.


> > وافق سعد، وأقيم لنا حفلٌ


> > مثل


> > المحافل السرية سريعٌ


> > وسابقُ التجهيز، واتجهتُ وأنا


> > عروس في الليلة ذاتها


> > للمطار للسفر إلى


> > الولايات المتحدة، بعد أن شرط


> > سعدُ أن يضمن من أبي مبلغاً مقدّما


> > كبيراً من المال،


> > وضمانة بنكية لكامل دراسته، وهذا


> > ما حصل.. وتخلص مني أبي إلى


> > الأبد.


> > في الطائرة كان سعد


> > صامتاً، ثم صار يبكي


> > طوال الرحلة.. ولم يكن سعد يعني لي


> > أي شيء، بل لم يكن هناك أي إنسانٍ


> > يعني


> > لي أي شيء أبدا.. ولم تتجاوب


> > عواطفي مع دموعِهِ، كنتُ كتلةً من


> > الجليد، لا بل من الخشب العفِن


> > الجاف. حين وصولنا لأمريكا قلتُ


> > لسعد: «تخلص مني يا رجل، فأنا


> > خطرةٌ عليك، بل


> > خطرة على حياتك، فأنا لا أعرف إلا


> > أن أقدم لك شيئا واحدا: الكراهية.


> > فأنا


> > أكرهك جدا، ولا أعرف غير


> > هذا الإحساس وليس في داخلي غيره كي


> > أعطيك، تخلص مني، هذه أمريكا،


> > ارمني بأي مكان، بأي معهد، بأي


> > مستشفى، فمعك الآن ثروة من


> > المال..» على أن «سعد» لم ينبس


> > ببنتِ شفةٍ ثم انخرط في بكاءٍ


> > كبكاء الأطفال.. فازدريته وكرهته


> > أكثر، ولو كان معي


> > سكينٌ لشققت عينيه اللتين تنبعان


> > بالدموع.


> > «..


> > حين وصلنا لشقتنا الصغيرة


> > في


> > إحدى ضواحي ولاية «يوتاه»،


> > جلس سعد أمامي، ثم أخذ كلتا يدَي


> > وراح يقبلهما، وقال لي: «اكرهيني كما


> > تشاءين، فأنا لن أنسى أنك صاحبة


> > فضل ومنّةٍ عليّ، أنا صنيعةٌ


> > من


> > صنائعك، لولاك لما تيسر لي


> > إكمال دراستي هنا، وهي أكبرُ


> > أحلامي، وأقوى


> > طموحاتي، وتأكدي أني


> > سأبذل كل بقية عمري لإسعادك».


> > ولكنه كان يخاطب كتلةً عجفاء من


> > الخشب الأجوف من أي


> > عاطفةٍ نبيلةٍ.. ففاجأته برفسةٍ


> > أسالت الدماءَ من لثته.. وكأني


> > في


> > داخلي اشتقتُ للضرب الذي


> > اعتدتُ عليه طيلة حياتي، وكنت


> > أتوقع أن يضربني دفاعا


> > عن


> > نفسه.. إلا أنه ذهبَ وفرش


> > سجادته وراح يصلي.. وفي داخلي


> > تمورُ زوابعُ الغضب والكراهية،


> > فقفزت عليه وهو راكعٌ ورحتُ أضربه


> > وأعضّه وهو يصرخ من الألم، ثم


> > مسك


> > يدَيْ بكل ما أوتي من قوة،


> > حتى انهرتُ من التعب.. ونمت. وكانت


> > هذه أول ليلة بين زوجين حديثي


> > الزواج. في الصباح، وكنت قد هدأتُ


> > من النوبةِ العصبية، مع أني لا


> > أراه


> > كما يرى الناسُ الناسَ،


> > وإنما أراه يداً عملاقة خشنة بلا


> > رحمة ستهوي على صدغي وتحطمه كما


> > فعل بي ذلك الطبيب، وكما فعل أهلي


> > منذ عرفتُ الدنيا، أخذني سعد


> > إلى


> > مستشفى يبعد عشرين ميلا عن


> > ضاحيتنا، حيث تسلمني ممرضون ضخام


> > ملفعون بالبياض، واحتجزوني


> > بعيدا عن سعد.. وهناك بقيتُ أربع


> > سنوات.


> > «هل تركني سعد


> > وتخلص مني أخيرا؟» هذا ما كنت


> > أفكر فيه وأنا محجوزة في غرفةٍ


> > بيضاء فيها سرير بأغطية نظيفةٍ،


> > وحمّامٌ لصيقٌ ناصع


> > البياض.. وكنت أود أن أمزق كل شيءٍ


> > حولي، ولم أجد إلا لحمي، على


> > أن


> > محاولاتي راحتْ هباءً


> > عندما وعيت علي يدَيْ المربوطتين


> > بوثاقٍ قوي مغطى


> > بطبقةٍ أسفنجيةٍ حتى


> > لا تُدمي معصمَي.


> > على أن سعد جاء يزورني


> > عندما أخرجوني


> > للقاء طبيبي المعالج، وكان يرتعد،


> > وعلى وجهه علامات فزع حقيقي وخوف،


> > وقال


> > لي مرة أخرى: «عاهدتك بأني


> > سأبقى معك إلى الأبد، ولو تطلب


> > الأمرُ أن أسكن معك هنا..»،


> > فبصقتُ في وجهه. مسح وجهه وهو يكرر:


> > «حتى لو سكنتُ معك».


> > أربعُ سنواتٍ وأنا في


> > المعهد، وسعد يتابع


> > دراسته حتى حصل على البكالوريوس،


> > وسجل في الماجستير، وكان يعمل في


> > فندق


> > بالمدينة كحامل حقائب مع


> > أن والدي لم يتوقف أبداً عن إرسال


> > المال، إلا أن مصروفات علاجي كانت


> > باهظة. وسعد هو الذي اقترح على


> > إدارة المستشفى أن توفر لي


> > مُدَرّسة خصوصية،


> > فأتقنتُ الإنجليزية في سنةٍ


> > كأهلها، وعجبت أن يقول لي أحدٌ


> > لأول مرة، وهي أستاذتي


> > الأمريكية: «أنت في منتهى الذكاء


> > والجمال». وبالفعل صرت أتجاوب مع


> > العلاج، حين اقترح


> > سعد أيضا أن يأخذني لمدرسةٍ


> > قريبة، في المرحلة المتوسطة،


> > وتعهد أن أكون تحت ضمانته


> > ومسؤوليته ووقّع على كومةٍ من


> > أوراق التعهدات مع وجود محامي


> > المعهد.


> > تحسنت حالتي بشكل كبير


> > وسعد الآن قد نال


> > الدكتوراه، وعمل في شركة كبيرة،


> > وبراتب مجزٍ، واستأجرَ منزلا


> > ريفيا صغيرا كالأحلام،


> > وأنا ارتفعت ذائقتي مع الوقت،


> > وتعلقتُ بحبال الحياة، وضاع بعض


> > من الغضب الذي يعتمل


> > في قلبي، وصرت أكثر وعيا في عقلي


> > الداخلي، بل إن المدرسة أعطتني


> > جائزة للسلوك


> > والتفوق. ما زالت النوبات تأتيني


> > بين فترةٍ وأخرى، ولكنها تباعدتْ


> > وخفّتْ، ثم نصحتني


> > صديقاتي الأمريكيات بأن أنجبَ


> > طفلا أو طفلة، لأكتشف، لروعي، أني


> > لا


> > أستطيع الإنجاب.. وثبت أني


> > كعاطفتي مجرد شجرةٍ عجفاء لا


> > تثمر.. وهنا خفتُ لأول مرةٍ، خفت أن


> > «سعد» سيتركني، أنا لم أكن أحبه،


> > ولكنه كان وسيلتي كي أستمر


> > في


> > الحياة.. ولمّا علِمَ، أكّد


> > لي أني حبيبته إلى النهاية، ولم


> > أعرف مذاقا لكلمة حبيبة.. شيء


> > لا أتلقاه.. شيءٌ لا


> > أعطيه.


> > ثم كان يجب أن نعود إلى


> > بلدنا، وتهافتت على


> > سعد العروضُ واختار أحسنها،


> > وحاولت أمُّه بكل جهدها أن


> > تزوّجه، ولكنه كان يؤكد


> > لأمِّهِ بإصرارٍ كلّ مرّةٍ: «أمي


> > أنا متزوجٌ، وسعيدٌ مع زوجتي..»


> > وعفريتُ الكراهية


> > الذي غاص في الأعماق مازال يضج


> > بنعيقه في وجودي: أما آن لهذا


> > الرجل أن يفهم؟!


> > أصيب سعد بورمٍ في الدماغ


> > لم


> > يمهله طويلا، ومات قبل


> > أسبوع من رسالتي لك.. واكتشفتُ


> > أنّه لم يعد لي مبررا


> > في


> > الحياة، إلا أني فعلت مثله


> > في أول يوم زواجنا فأديتُ الصلاة


> > التي كان يسميها «الصلاة


> > الخاصة مع ربي»، فنصحتُ نفسي


> > وكأني منفصلة عن نفسي، بأن أكتبَ


> > إليك..


> > إني أكتبُ إليك لكي يحبَّ


> > الناسُ «سعد»، هذا


> > الزوجُ الذي كان إنسانا يسَعُ


> > قلبُهُ الأرض، هذا الرجلُ الرائعُ


> > الذي


> > أحبّ حتى النهاية امرأةً


> > لا تعرف معاني الروعة.. ولأقدّم


> > الرجلَ الذي كانت


> > الزوجات الأمريكيات


> > يقلن لي: «أهكذا الأزواجُ


> > السعوديون؟ إنك محظوظة بهذا


> > الزوج.. محظوظة جدا». ولعلّ


> > قراءك يحبونه لينجحوا فيما فشلتُ


> > أنا فيه..».


> > انتهتْ رسالة الزوجة التي


> > أراها قد أحبت


> > زوجها محبةً نادرة، وإن كانت لا


> > تستطيع الإفصاح عن الحب.. وعن هذا


> > الزوجُ الذي عاشَ


> > ملاكاً، ومات ملاكاً.




1
335

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شيخة الفلنزه
شيخة الفلنزه
وين؟؟ردودكم الحلوه..ياحلوين
أناأحب من تضع بصمتها على كل ماتمر به.....!!