عيون سعد

عيون سعد @aayon_saad

الفواحة العطرة لآسرة حواء

مجموعتي القصصية

الأدب النبطي والفصيح

أبي وأنا ( الجزء الاول )


أفاقت خلود على صوت أبيها الحنون الذي كان يناديها لكي تتناول معه الغداء ، فنهضت مسرعة حتى لا تطيل انتظاره لها وهي تصيح: سم يا أبوي ،، الحين بجي.
ودخلت الحمام و غسلت وجهها ،، ثم نزلت إلى الأسفل حيث كان أبوها ينتظرها على طاولة الطعام ،، فلما رآها مقبلة ابتسم ابتسامته المعتادة و التي أودع فيها كل حنان الدنيا ،،
ـ هلا ،، هلا والله بأبنيتي ،، هلا بالغالية نور عيني ،، وينك و أنا أبوك ؟
اقتربت خلود و قبلت رأسه قائلة:
ـ الله يسلمك يا أبوي و يخليك لي ، كنت في غرفتي..
امسك يدها قائلا:
ـ تعالي اجلسي جنبي ،، وقولي لي وشلون الجامعة و الدراسة ،، عسى ما نقص عليك شيء ؟؟
جلست خلود في المكان الذي أشارا إليه أبيها وقالت:
ـ سلامتك يا أبوي ، و الحمدلله أنت ما قصرت معي في شيء ،، الله لا يحرمني منك أبدا ،،
ابتسم أبوها فرحا ،، ماذا يريد أكثر من أن تكون ابنته الوحيدة ،، و التي ليس له قريب غيرها في هذه الدنيا ،، أن تكون سعيدة في حياتها و لا ينقصها شيء ،، و انتبه إلى خلود و هي تقول:
ـ بس ،، يا أبوي بغيت شيء ،،
ـ وش بغيت يا عيون أبوك ؟ و شفيك مترددة ،، افا ،،هو بيننا حياء أو تردد ! قولي وأنا أبوك قولي و لا يصير خاطرك ألا طيب ..
ـ أبوي ،، أبغي أتكلم معك في موضوع بس ماابغاك تعصب أو تزعل..
ـ قولي يا حبيبتي ،، أنت تعرفين أني لو ازعل على الدنيا كلها ما ازعل عليك ،، يا لله عاد ترى شوقتيني ،،وش عندك ؟
نظرت خلود إلى أبيها مترددة:
ـ الموضوع هو .. هو ..
ـ وش الموضوع ...... بس بس عرفت أكيد تبين فلوس ،، يا بنيتي ترى ما يحتاج كل هالمقدمات أنت تأمرين بس ،، كم تبين ؟
ـ لا .. لا يا أبوي ما أبغي فلوس ،، عندي إلا يكفيني و زيادة أنت مانت مقصر معي الله يحفظك ..
ـ اجل ايش .. عرفت تبغين تعرفين إذا بنسافر هالسنة و إلا لا .. أبشرك بتفرغ لك ها العطلة و أبعوضك عن العطلة الفاتت والي كنت مشغول عنك ،، هالسنة يا حبيبتي بلف بك الدنيا ،، شوفي بنبدا من فرنسا و إلي بنقعد فيها ...
ـ تكفى يا أبوي اسمعني مهوب السفر ،، أنا أبغي أكلمك في موضوع ثاني ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عيون سعد
عيون سعد
( الجزء الثاني )

ـ ترى حيرتيني معك ،، وش هالموضوع إلي شغلك ،، قولي يالله !
ـ الموضوع يا أبوي عن ،، عن ،، ( وهي تنظر إلى أبيها ) عن أمي ...
لحظات صمت ثقيلة ،،
ـ أبوي
ـ بس ،، بس فهمت الحين
ـ أبوي ،، أبغي أقول .....
نظر إليها أبيها بغضب:
ـ ما قلت لك أكثر من مية مرة أن ما تفتحين الموضوع هذا ،، وان تنسين .
ـ أنسي ،، أنسي أمي يا أبوي ؟
ـ إيه انسيها ،، انسي أمك انسيها..
ـ هذا مستحيل ،، مستحيل
ـ لا مهوب مستحيل ،، اعتبريها ماتت ،، ماتت
صرخت خلود مستنكرة:
ـ لا يا أبوي لا تقول كذا ،، أنت تدري أن أمي عايشه ..
ـ أنا ما اعرف شيء و لا أبي اعرف شي ،، ولا أبغي اسمع أي كلمة ثانية في هالموضوع مفهوم ..
ـ أبوي..
ـ خلود يكفي خلاص ،، حن عائلة ،، أنا و أنت فقط ،، أبو و بنته وبس ..
ـ و أمي و أمي يا أبوي ،،
نظر إلى البعيد ،، و كانت نظراته حزينة تقطر آلم ،، قطع قلب خلود ،، قال و كأنه يكلم نفسه:
ـ من تخلت عن بنتها و هي توها صغيرة و محتاجة أن تكون معها ،، ما تعتبر أم ،، من كان همها الفلوس ،، و هات وهات و لو كان هذا على حساب راحة زوجها وبنتها ،، ما تستحق أن تكون زوجة أو أم ،، أمك يا خلود جرحتني جرح كبير ما يبرأ ابد ،، ابد ،،
اقتربت خلود من أبيها ، ووضعت يديها في يديه ،، نظر إليها وقال:
ـ أمك جرحتني جرح ما يبرا حتى و أن مسحت عليه بيديك الغالية..
ـ أبوي ،، أنت قلبك كبير و أكيد فيه مكان للمسامحة ..
ـ للكل إيه بس أمك لا و ألف لا ..
ـ بس يا أبوي أمي مره ندمانة و دائما تطلب مني أن أسألك أن تسامحها ،،
ـ أسامحها ،، الله يسامحنا كلنا ،، خلود خلاص قفلي على الموضوع و لا عاد تفتحينه ابد ،، رأيي عرفتيه ،، و تأكدي أني ما راح أغيره ابد ،، ابد .
ثم توجه إلى غرفته و هو يردد: ابد ،، ابد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيون سعد
عيون سعد
الجزء الثالث ( و الأخير ) :

و قفت خلود تنظر إلى أبيها و هو يصعد الدرج دون أن تحاول إيقافه ، ثم التفت فوقع بصرها على الأكل الذي لم يمس فشعرت بالندم الكبير فقد حرمت أبيها من تناول غدائه ، لقد جعلته حزينا فقررت أن تذهب إليه و تعتذر ،، ابتسمت سعيدة بهذا القرار ، أسرعت إلى غرفة أبيها ، وعندما همت بطرق الباب تناهى إلى مسامعها صوت بكاء مكبوت: مستحيل ،، مستحيل
اقتربت أكثر من الباب و ألصقت أذنها لتسمع جيدا: نعم أنه بكاء انه بكاء أباها ،،
يا الهي ،، أنتي أنانية ( اتهمتها نفسها ) نعم أنانية يا خلود ، دائما تفكرين في نفسك و تنسين والدك الذي يفترض انه لا يعلم مبلغ آلمه بعد أن تركته أمك أحد أكثر منك ،، آلم تفكري بأنه إذا كنت فقدت أمك تلك السنوات التي مضت ، فأنها قد عادت إليك لتعوضك ، فقد بقت أما لك و هي غائبة أو حاضرة ، ولكن انظري إلى أبيك ،، لماذا لم يتزوج بعد أمك؟ إلا تذكرين ذلك اليوم الذي طلبت فيه أمك الطلاق و أنت لم تبلغي السابعة بعد ،، لقد كان يتوسل إليها أن تعود عن رأيها و رغم ذلك تركته و ذهبت بعيدا ،، و الآن يا خلود من أشد مصاب أنتي أم أبيك ،، أنتي فقدت أم لسنوات و لكنها عادت ، اما أبيك فقد فقد زوجة و حبيبة لن تعود أبدا ،، لقد فقد المرأة التي عندما تزوجها توقع أن تسير معه في دروب الحياة في السراء و الضراء ،، و أن تصبر معه و تضحي و لكنه صدم عندما وجدها تتخلى عنه بكل سهولة عند أول سقطة ، وتوجه إلى قلبه المحب و المخلص أقوى طعنه من خنجر الغدر لتخلف ورائها جرح غائر لا يندمل ، وقلب محطم كان يظن انه لا يحيا أبدا ،، و لكن صوت بكاءك أعاده إلى واقعه لينهض على قدميه من جديد و يرمي الماضي وراء ظهره ، وحملك بعد أن نظر إلى عينيك و رأى فيهما المستقبل ،، و أصبحت حبه الأول و الأخير ، سهر و تعب و عمل ليعود إليه مجده من جديد كل ذلك من أجلك أنت و أنت وأنت فقط ..
نعم أنتما عائلة واحدة من أب و ابنه فقط..
مسحت خلود دموعها ثم طرقت باب غرفة أبيها و ابتسمت له ابتسامة مليئة بالحب و الحنان و أغلقت الباب بعد أن أقسمت أن لا تجعل أبيها يبكي مرة أخرى.
الواثقة من نفسها
ماشاء الله ماشاء الله وادورك واثرك اهنيا

معقولة هذي كتاباتك عن جد روووعة

واصلي
عيون سعد
عيون سعد
هلا يالواثقة مع ان ماحد عطاني وجه بس بنزل القصة الثانية علشانك
وانشاء الله تعجبك،،

شهادة تخرج:

كان يوم الخميس أهم يوم في حياة عبير ، فقد كان يوم تخرجها من الجامعة بعد ان أنهت أربع سنوات من الدراسة في قسم التاريخ بكل تفوق و تميز.

لقد كانت عبير مثالا للطالية المجدة في كل مراحل تعليمها، وليس هذا فقط لقد كانت أيضا مثالا للفتاة الخلوقة سواء في كلامها أو تعاملها مع الجميع كبيركان أو صغير ، الجميع كان يحب عبير و قد توقعوا لها مستقبل باهر ووظيفة مرموقة.
لقد كان يوم الخميس يوم كله فرح و سعادة ليس لعبير فقط ، أنما لجميع أفراد أسرتها بل كل من عرف عبير و عرف طيبتها و خلقها.

و كانت حفلة التخرج ، و كانت فقرة توزيع الجوائز ، أعلنت مقدمة الحفلة:
عبير محمد ناصر امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، فعلا التصفيق ، الجميع صفق لعبير من استاذات و طالبات و حتى الامهات رغم ان الكثير منهن لا يعرفن عبير و لكن ذهلن من شدة التصفيق .
أسرعت عبير بكل سعادة لتسبق أمها و أختها لكي تعود إلى البيت و تفرح قلب أبيها الذي كان ينتظرها و قد أحضر لها هدية تخرجها ، و لكن الوقت تأخر ولم تعد عبير ، وبدأ القلق و لحظات صعبة من الترقب و الانتظار قطعها رنين الهاتف فأجاب الاب مسرعا ليسمع:
منزل السيد محم ناصر ، ارجو أن تحضر حالا إلى مستشفى ( ........... ) فلقد تعرضت أبنتك إلى حادث مروري.

نعم لقد كان حادث مروع خطف زهرة جميلة من عائلة كانت تستعد للاحتفال بها ، لقد رحلت عبير و خلفت وراءها عائلة مفجوعة ، وأحزان لا تنسى و دموع لا تجف ، الجميع بكى عبير كما صفق لها في يوم الخميس ، و قد تم التعرف عليها و على عائلتها عن طريق شهادة تخرجها التي كانت تضمها في حضنها بقوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الواثقة من نفسها
والله رائعة أسلوبك سلس 00 وبعيد عن التملل من قرأتة

بوركت أناملك

ويكفيك أن قرأء موضوعك 00 أكثر من 30 قارئ