الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
اليوم بأذن الله اخواتى سنتحدث عن موضوع كلنا بحاجة له إلا وهو محاسبة النفس
ومحاور حديثا ستكون عن
1 - ما هي المحاسبة 2- اعتناء السلف وأقوالهم في المحاسبة3- كيفية المحاسبة 4- وسائل معينة على المحاسبة 5- ثمار المحاسبة
أولا – ما هي المحاسبة:
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (هي التمييز بين ما له وما عليه (يقصد العبد) فـيـسـتـصـحـب مـا لــه ويـؤدي مـا عليه؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود
المحاسبة أن ينظر العبد في أعماله و أقوله فما وجد من حسنة حمد الله عليها وحافظ على فعلها وما وجد من تقصير سعي لتدركه وما وجد من سيئة أحدث لها التوبة واستغفار ..
والعاقلة البصيرة هي التي تجتهد إلا تفعل امرأ حتى تقف قبل فعله وتنظر في نتيجة وهل هو مما يعود عليها بالنفع أم لا
والمسلمة تعلم إن الدنيا مزرعة الآخرة وما تقدم فيها تلقاه غدا فيا اخواتى لماذا لا نحسب أنفسنا فلنقف قليل مع أنفسنا فكري اخية كم سنعيش بالدنيا ستين سبعين هذا إذا بقينا ألي هذا العمر فقد ياتى الموت بغتة
إذن كم حياتنا بالدنيا مقرنة بحياة البرزخ قد يكون بمائة السنوات وأكثر وحياة الآخرة خلود فلا موت إذن نبيع الباقي بقليل فاني
ثانيا _ أقول السلف في المحاسبة :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية((
سئل ذو النون : بم ينال العبد الجنة؟ قال : بخمس: استقامة ليس بها روغان ، واجتهاد ليس معه سهو، ومراقبة الله تعالى في السر والعلانية وانتظار الموت بالتأهب له، ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب
أبو الدرداء رضي الله عنه: قال رضي الله عنه: ( لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه، فيكون لها أشد مقتاً((
عن الأحنف بن قيس : عن سلمة بن منصور ، عن مولى لهم، كان يصحب الأحنف بن قيس، قال (( كنت أصحبه، فكان عامه صلاته الدعاء، وكان يجىء بالمصباح، فيضع أصبعه فيه ، ثم يقول : حس ثم يقول: ياحنيف ، ما حملك على ماصنعت يوم كذا، ما حملك على ماصنعت يوم كذا؟
مالك بن دينار: قال رحمه الله : (( رحم الله عبداً قال لنفسه النفيسة : ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله، فكان لها قائداً((
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن"، هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!
واعتناء الصحابة والسلف لا تحصي في هذا الجانب
ثالثا : كيفية المحاسبة :
ليس للمحاسبة كيفية ورد بها الشرع إنما على المؤمن أن يجتهد في حساب نفسه بما يراه مناسبا كلما أكثر المحاسبة كان ذلك خيرا ويمكن أن نجمل ماينبغي أن يحاسب نفسه عليه فيما يلي :
أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصًا تداركه.
ثانيًا: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئًا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثالثًا: محاسبة النفس على حركات الجوارح مثل: كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.
رابعًا: محاسبة النفس على الغفلة وتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
خامسا : وينظر أيضا فعله لفضائل الأخلاق وترك لرذائلها
محاسبة النفس قبل العمل وبعده
رابعا:الأسباب المعينة على محاسبة النفس
هناك بعض الأسباب التي تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك، منها:
1 - معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غدًا، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدًا.
2 - معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل.
3 - النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث.
4 - صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم.
5 - النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.
6 - زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدارك ما فاتهم.
7 - حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.
8 - قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات.
9 - البُعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه.
10 - ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير.
11 - عدم حسن الظن الكامل بالنفس؛ لأن ذلك ينسي محاسبة النفس ويجعل الإنسان يرى عيوبه ومساوئه كمالاً.
قال ابن تيمية : والعباد لا يزلون مقصرين محتاجين ألي عفوا الله ومغفرته ومن ظن أنه بما يجب عليه و أنه لا يحتاج ألي مغفرة الرب تعالي وعفوه فهو ضال
خامسا : ثمار المحاسبة :
لمحاسبة النفس فوائد جمة منها:
1 - الاطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته.
2 - التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.
3 - معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.
4 - انكسار العبد وذلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.
5 - معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يجعل عقوبتهم عاجلة مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.
6 - الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.
7 - رد الحقوق إلى أهلها، وسل السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.
8-معرفة قيمة النفس النفس الامارة بالسوء ومقتها وتزكيتها بالطاعة
9- من حاسب نفسه في الدنيا خف حسابه في الآخرة
المتفائلة ام معاذ @almtfayl_am_maaath
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
تعلمين ياعزيزتي مدى الفائدة التي نجنيها من محاسبتنا لأنفسنا
لكننا مقصّرين في هذا الأمر ... وهذا ناتج من تقصيرنا مع الله
حتى وإن عملنا محاسبة لأنفسنا فنحن لانقسوا على أنفسنا
بل نحاول البحث عن المبررات والأعذار لأي تصرف قمنا به
وأكتشفنا بأنه تصرف خاطيء .. نحاول التقليل من أهمية الأمر
مما يجعلنا نخرج من محاسبة النفس دون أي فائدة
لكن عندما نقوم بهذه المحاسبة بقلوب صادقة ... وبجوارح باحثة عن التصحيح
فنحن سنخرج بنتائج جميلة .. سوف نضع أيدينا على مواضع الخلل
ونقوم بمعالجتها وتقويمها من جديد
سلمت يمناااااااااااااااااااك