شموخ العزة

شموخ العزة @shmokh_alaaz_1

عضوة شرف لعالم حواء

••.•°¯`•.•• محاكمة سقراط ••.•°¯`•.••

الأدب النبطي والفصيح



لعلها أغرب المحاكمات في التاريخ !!

إنها محاكمة سقراط ، أحد أعظم فلاسفة اليونان الثلاثة: سقراط ، أفلاطون ، وأرسطو...

حوكم سقراط, وأدنه أدانه أعداؤه،و أُعدم بعد أن بلغ السبعين من عمره...

فلم أُعدم ؟؟
وكيف تم ذلك؟؟


للإجابة عن هذين السؤالين لابد من الرجوع إلى نشأة سقراط ، وحياته..

حياته..

ولد سقراط في أثينا عام 470ق.م، ونشأ نشأه متواضعة..فقد كان أبوه صانع تماثيل ....وجمع بين النقيضين : مظهر قبيح ،وعقل ذكي ولسان فصيح!!
كان بديناً قصيراً جاحظ العينين، كبير الأنف،واسع الفم،إلا أنه مع ذلك كان ذكياً عادلاً ، قوي الحجة، محبوباً من الناس.

بدأ سقراط حياته بصناعة التماثيل مثل أبيه ...ثم هجر هذا العمل واحترف الفلسفة ،متبعاً منهجاً جديداً غير ما كان معروفاً عن فلاسفة اليونان آنذاك..كان معظم معاصريه من السُّفِسطائيين...أما هو فقد اتخذ من الحوار منهجاً لتعليم الناس وإرشادهم إلى الحقيقة التي يؤمن بها..كان يحاور الناس في أي مكان يجدهم فيه ، ويبدأ حواره بإلقاء الأسئلة، ثم يستمع إلى إجابة من يحاوره ، ثم يصحح له الإجابة ، ثم يتيح لمحاوره أن يسأل ..وقد يدفع محاوره أحياناً إلى الخطأ ليعود به مرة أخرى إلى الصواب عن طريق الحوار ..أو قد يتعمد هو أن يخطئ ويتيح لمحاوره أن يكتشف ذلك عن طريق الحوار أيضاً...

كان سقراط يؤمن بأن المعرفة تقوم على الإدراك العقلي ، وليس على مجرد الإحساس بالأشياء...وقد جعل من أساسيات اهتماماته أن يعرف الإنسان نفسه بنفسه لذا كان شعاره( اعرف نفسك بنفسك )

وكانت نظريته الأخلاقية تعتمد على مبدأ مهم، وهو أن الفضيلة هي معرفة الخير ، فمن كان يعرف الخير لا يرتكب الشر.


نشأة العداوة...

كان سقراط جريئاً واضح الفكر ، يقول رأيه بصراحة مما أغضب خصومه وألبهم عليه.لم يقتنع بأن يكون لعامة ا لناس الحق في إدارة شئون الحكم ، فهاجم الديمقراطية فكرهه من ينادون بها ، وصاروا له أعداءً ...وازداد أعداؤه عندما هاجم الأرستقراطية لما رأى فيها من ظلم واستبداد..

وكانت طريقته مقنعة في نفس الوقت فازداد تلاميذه ومؤيدوه فاتُهم بتحريض الشباب وإفسادهم ، بالإضافة إلى ما تهم به من كفر بالآلهة التي يعبدونها والدعوة إلى آلهة أخرى..

كيف كانت المحاكمة؟؟وبما دافع الفيلسوف العظيم عن نفسه ؟؟وعلاما استقرت العقوبة؟؟؟
يتبع..
26
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شموخ العزة
شموخ العزة
المحاكمة..

لم تكن التهم التي التصقت بسقراط بالشيء الهين ،لذا طالب خصومه بإنزال الموت به ، ومن أجل هذا بدأت محاكمة سقراط أمام نحو خمسمائة قاضٍ ووقف الخصوم يطالبون بضرورة إعدام ذلك العجوز الشرير المضل.


دفاع الواثق من نفسه..

بعد أن فرغ الخصوم من كلامهم بدأ سقراط في رد التهم عن نفسه ثم انتقل إلى الهجوم ..
فقال :إن من يدعي العلم ، من بين كل من ناقشت وحاورت هم الجهلاء والحقيقة هي أي أعلم الناس ..ذلك لأن الناس يعتقدون أنهم يعرفون شيئاً ، وهم في الواقع لا يعرفون أي شيء ....أما أنا فإني أعرف أني لا أعرف.

وحذر سقراط القضاة من الحكم عليه بالموت ، وإن فعلوا فلن يجدوا مثله..أما إذا لم يفعلوا فإنه سيعود إلى نشر أفكاره كما كان يفعل من قبل،كما يوحي إليه ضميره.
قال سقراط كلامه ولم يستدر عطف القضاة كما يفعل المتهمون عادة، وانتهت الجلسة وبدأ كل قاض من القضاة يضع اسمه ورأيه في صندوق وُضع أمامهم ..وبعد فحص الآراء وُجد أن نحو 280 صوتاً تدين سقراط مقابل 220 صوتاً لا تدينه..

كان القانون في أثينا في ذلك الوقت ينص أن يحدد المتهم العقوبة التي يراها مناسبة له ...ولما سئل سقراط عن العقوبة التي يرتضيها لنفسه أجاب ساخراً من قضاته ، إنه أحق بأن يأخذ مكانه على المنصة!!

تقرير القضاة..

اشتاظ القضاة غضباً بعدما سمعوا كلام سقراط ..وقرروا أن يختاروا العقوبة بأنفسهم ... وبدأ كل قاض من القضاة يضع اسمه ورأيه في الصندوق... وبعد فرز الآراء تقرر إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدام سقـــــــــــــــــــــــــــــراط.

لم يؤثر الحكم في سقراط بل قبله ، بل قبله بكل حماس، وكأنه يؤكد للجميع أنه يسعى للموت بكل رغبة ..
والسؤال ألم يكن في وسعه أن يتجنب هذا المصير لو أنه تملق القضاة واستدر عطفهم كما يفعل الكثيرون؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وسيلة التنفيذ..

أما الوسيلة التي سينفذ بها الحكم هي تجرع كأس من السم الزعاف يحضر خصيصاً لذلك ..على أن يتم تنيذ الحكم خلال شهر.
وفي أثناء تلك المهلة جاء (كريتون) أحد تلاميذه المخلصين ، يعرض عليه الهرب من السجن مقــــــــــابل رشوة تقدم للحارس , عندئذ نهاه سقراط ورفض هذا المسك قائلاَ:{ إن احترام العدالة وقوانينها أمر واجب على الجميع ، حتى ولو كانت تلك القوانين جائرة}

كـــــيــــــــــــــــــــف كـــــــــــــــــــــان تنفيذ الحكم ؟؟ وبما قضى هذا الرجل الفيلسوف ساعاته الأخـــــــــــــــــيـــرة؟؟!!

يتبع...
~لولان~
~لولان~
معك على الخط نقرأ:26:
عصفورة الربيع
ذلك لأن الناس يعتقدون أنهم يعرفون شيئاً ، وهم في الواقع لا يعرفون أي شيء ....أما أنا فإني أعرف أني لا أعرف.

أشعر برأسي يدور ..
ما أعجب هذا الكلام الفلسفي المنمق بعناية !!

لكني معك ...

شموخ العزة

حتى النهاية ....
شموخ العزة
شموخ العزة
سقراط بين جدرانٍ أربعة..

أمضى سقراط هذا الشهر في سجنه هادئاً مطمئناً لم يزعجه مصيره الذي ينتظره ، مما أدهش كل من كلن حوله من سجناء ، وحراس وتلاميذ!!

الساعات الأخيرة..

وقبيل تنفيذ الحكم جاءته زوجته وبعض تلاميذه ، وأجهشت زوجته بالبكاء وعلا صريخها ، فنهاها عن ذلك ، وطلب منها أن تخرج ، ثم التفت إلى تلاميذه ، وأخذ يحاورهم كما كان يحاورهم قبل ذلك ، وطال النقاش ، والجلاد يقف بجواره حاملاً السم وقد جن جنونه فصاح :
هيا يا سقراط ، انته من هذا الحوار سريعاً حتى لا يفقد السم تأثيره ..
فيرد عليه سقراط بمنتهى الهدوء :
ولم لا تضع فيه كمية مضاعفة ؟؟ أليست هذه مهنتك!!
ثم عاد إلى حديثه مع تلاميذه وسط دهشة الجميع وإعجابهم به في نفس الوقت ...
أي إنسانٍ هذا!!

وقبل أن يتجرع السم دخل إلى غرفة مجاورة ليستحم وهو يقول:
أريد أن أُوفر على النساء تنظيف جثة ميت.
كل هذا والجلاد يقف على باب الحجرة حاملاً السم..
ولماخرج تقدم منه الجلاد وقال :أنت يا سقراط رجل عاقل وبالطبع فلن تسبني لأنني أُناولك السم ..فقال سقراط : وماذا علي أن أفعل ؟؟؟
فقال : لاشي كل ماهو مطلوب منك أن تتجرع هذه الكأس وبعد قليل ستشعر بثقل في ساقيك ، عندها عليك أن تستلقي على الأرض ، وسيقوم السم بإنهاء المهمة .

أخذ سقراط الكأس وتجرعها دفعة واحدة وسط ذهول تلاميذه، وسرعان ما انخرطوا في البكاء، فغضب منهم وأمرهم بالهدوء أو الخروج، حتى يموت في صمت وخشوع.
شموخ العزة
شموخ العزة
وســــــــــــلـــــــــم سقراط نفسه للســـــــــم ، وأغمض عينيه........

••.•°¯`•.•• ومااااااااات ••.•°¯`•.••

وكثيراً ما حاور تلاميذه في الروح والموت...وكان يرى أن الموت إنما هو شفاء من مرض اسمه الحياة !!

••.•°¯`•.•• مات سقراط ••.•°¯`•.•• لأجل مبدأ ألفه وآمن به ...
••.•°¯`•.•• أعدم سقراط ••.•°¯`•.•• ومازالت كتبه شاهداً على فيلسوف يوناني جهبذ...

.....ومن العظماء الأمناء...

••.•°¯`•.•• استشهد ••.•°¯`•.•• عمر وعلي وعثمان رضي الله عنهم
••.•°¯`•.•• وعُذب ••.•°¯`•.•• بلال بن رباح وأحمد بن حنبل وتقي الدين بن تيمية..
إيمانا بالله ورغبةً في جنته فأذن الله لدينه أن ينتشر ولذكره أن يُعلى ولأهل دينه بالعزة والنصرة..


وخضعنا وابتعدنا وفرطنا فأذلنا الله وسلط علينا أضعف خلقه وأحقرهم ....
لـــكن...
إن للصـــــمت في المآتم معنى
تتعزى به الــــــنفوس الحزينة.